شهدت صناعة ألعاب الفيديو تطورًا هائلًا في مجال الرسوميات على مدار العقود الماضية، حيث تحولت تجربة اللعب من رسوميات بسيطة إلى عوالم افتراضية غامرة تقترب من الواقع بشكل مذهل. ساهمت هذه التطورات بشكل كبير في تغيير طريقة تفاعل اللاعبين مع هذه العوالم، مما فتح آفاقًا جديدة لم تكن متاحة من قبل؛ وتُعد لعبة Hellblade 2 من أكثر الألعاب التي كانت مُنتظرة في الوقت الحالي، لتقديمها قفزة هائلة في جودة وقوة الرسوميات بفضل استخدامها لمحرك Unreal Engine 5. إليكم مقالة “Hellblade 2: تحفة رسومية تعيد تعريف واقعية الألعاب”.
تُعد لعبة Hellblade 2 علامة فارقة في تاريخ رسوميات ألعاب الفيديو، حيث تمثل نقلة نوعية في قدرات الرسوميات. تبرز اللعبة إمكانيات محرك Unreal Engine 5 بشكل غير مسبوق، مقدمة تجربة سينمائية غامرة تُحاكي أفلام الخيال العلمي، ولكن بلمسات تقنية وواقعية. سنناقش في هذا المقال كافة التقنيات التي ساعدت في تطوير اللعبة رسومياً وفيزيائياً وأدائها على مختلف الأجهزة.
Hellblade 2: قفزة هائلة في رسوميات الألعاب
بفضل استخدام تقنيات Unreal Engine 5، تقدم لعبة Hellblade 2 تجربة بصرية مذهلة تمثل قفزة هائلة في رسوميات ألعاب الفيديو. تعمل التقنيات المستخدمة في اللعبة على إحياء البيئات وتعزيز انغماس اللاعب في عالم اللعبة، مما يقدم تجربة لعب فريدة من نوعها. تستفيد Hellblade 2 من إمكانيات المحرك إلى أقصى حد، لتقديم تجربة بصرية غير مسبوقة، وتحقيق الوعود التي قدمها المحرك، كما رأينا في اللعبة التجريبية The Matrix Awakens التي عرضت قوة المحرك وما يمكنه فعله. إليكم جميع التقنيات المقدمة في اللعبة:
تقنية Metahuman:
من أبرز نقاط قوة الرسوميات في اللعبة هي تقنية عرض الوجوه المستمدة من Metahuman في Unreal Engine 5. تعتبر هذه التقنية من أفضل التقنيات في الألعاب على الإطلاق، حيث تلتقط أدق الحركات وتعابير الوجه بتفاصيل دقيقة للغاية. عند تقريب الكاميرا للحصول على نظرة فاحصة على وجه الشخصيات، يمكنك التأكد من أن ما تشاهده هو رسوميات واقعية للغاية، تشبه الأفلام بشكل مذهل.
تقنية Photogrammetry:
تستخدم Hellblade 2 تقنية Photogrammetry، التي تتيح للمطورين إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد واقعية للغاية. تعتمد هذه التقنية على التقاط مئات الصور عالية الدقة لأشياء أو أشخاص أو مواقع، ثم معالجتها لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد دقيق للغاية داخل اللعبة. وفقًا لـ Dan Attwell، مدير الفن البيئي في Hellblade 2، تم التقاط أكثر من 370 قطعة باستخدام Photogrammetry في الجزء الثاني من اللعبة، مقارنة بقطعة واحدة فقط في الجزء الأول.
تقنية الإضاءة Lumen:
تعتمد Hellblade 2 على تقنية Lumen لخلق إضاءة واقعية بشكل مذهل. تحاكي هذه التقنية بدقة كيفية تفاعل الضوء مع البيئة المحيطة، بما في ذلك انعكاسه على الأسطح المختلفة وامتصاصه من قبل المواد المختلفة. تتيح هذه التقنية إضاءة ديناميكية تتغير مع حركة اللاعب وتفاعله مع العالم، مما ينتج عنه تجربة بصرية غامرة لم يسبق لها مثيل.
تقنية Nanite:
تُمكن تقنية Nanite مطوري Ninja Theory من إنشاء عوالم غنية بالتفاصيل وذات مظهر واقعي غير مسبوق في ألعاب الفيديو مع الحفاظ على الأداء. تعتبر Nanite نقلة نوعية في مجال النماذج ثلاثية الأبعاد، حيث تسمح بإنشاء مجسمات ثلاثية الأبعاد بمليارات المضلعات دون التأثير على الأداء، مما ينتج عن ذلك رسومات مذهلة بتفاصيل دقيقة.
تقنيات التقاط الحركة في Hellblade 2: تجربة قتالية واقعية ومذهلة
الأنميشن في Hellblade 2 مذهل للغاية، حيث تترجم الأداء الملتقط بالحركة من تقنية Motion Capture إلى حركات رقمية مقنعة بشكل رائع للشخصيات. تم استخدام تقنية التقاط الحركة (Motion Capture) بشكل كامل في مشاهد القتال، مما حقق تجربة غامرة وواقعية. على عكس الجزء الأول من اللعبة، حيث كان استخدام التقاط الحركة مقتصراً على المشاهد السينمائية، تم في Hellblade 2 تصوير تقريبًا جميع حركات الشخصيات داخل اللعبة بواسطة ممثلين حقيقيين، وتحويلها إلى رسوميات ثلاثية الأبعاد. هذا يعني أن كل حركة تراها من البطلة سينوا والأعداء الذين تواجههم أثناء القتال فهي حقيقية للغاية.
وفقًا لرئيس الاستوديو Dom Matthews، استغرقت عملية التقاط الحركة لمشاهد القتال في اللعبة ما يقرب 70 يومًا، مما ساهم في تقديم أداء شخصيات مميز بأقصى درجة من النقاء والسلاسة، بما يتماشى مع هدف الاستوديو في تحقيق تجربة واقعية إلى أقصى حد.
كل معركة في اللعبة محسوبة ومقصودة، وكل ضربة ولكمة وقبضة مصممة لتعكس صراع سينوا ونموها مع تجاوز هذه العقبات. كل خصم يشعر وكأنه قادر على إنهاء وقتل سينوا، والخروج من المعركة سوف يشعرك بسلام وبالانتصار في كل مرة تفوز في المعركة.
كما علق رئيس الاستوديو Dom Matthews:
“الفائدة من العمل مع ممثلين حقيقيين أو أي من أفراد الطاقم هي أننا نستطيع أن نجلبهم لتجربة أفكار مختلفة؛ مثل المشي المخيف، على سبيل المثال، ونسأل أنفسنا كيف كنت ستشعر في تلك اللحظة، وكيف يمكننا أن ننقل ذلك للاعب؟ يمكننا بعد ذلك التقاطه، والنتيجة النهائية في اللعبة تعتمد على أداء حقيقي.”
تجربة صوتية غامرة في Hellblade 2: تقنيات حديثة تجسد معاناة Senua
بفضل تركيز لعبة Hellblade 2 على تجربة صوتية غامرة، تُجسد اللعبة معاناة بطلتها Senua من مرض الذهان، مما يعزز شعور اللاعب بالانغماس في عالم اللعبة وكأنهم بداخلها بالفعل ويجعلهم يشعرون وكأنهم يعيشون معاناة Senua من الداخل. إليكم التقنيات المستخدمة:
الصوت ثنائي الأذن (Binaural Audio):
تستخدم Hellblade 2 تقنية الصوت ثنائي الأذن (Binaural Audio)، التي تعتبر جزءًا أساسيًا من تصميمها الصوتي المدهش. تعتمد اللعبة على تقنية الصوت ثنائي الأذن لخلق تجربة صوتية ثلاثية الأبعاد واقعية للغاية. تُسجل هذه التقنية الأصوات باستخدام ميكروفونين موضوعين في نفس مكان أذني الإنسان، مما ينتج عنه تجربة صوتية غامرة تشبه ما نسمعه في العالم الحقيقي.
تقنية الصوت المكاني (Spatial Audio):
تُستخدم في Hellblade 2 تقنية الصوت المكاني (Spatial Audio)، التي تسمح بتحديد موقع الأصوات داخل البيئة بدقة عالية، بما في ذلك تلك التي تأتي من خلف اللاعب أو أعلى أو أسفل. سيسمع اللاعبون الأصوات ترتد عن الأسطح، وتمتصها المواد المختلفة، وتتحرك حولهم بطريقة تحاكي سلوك الصوت في العالم الحقيقي.
هل كان أداء اللعبة جيدًا مع هذه المجموعة من التقنيات؟
تعمل لعبة Hellblade 2 على أجهزة Xbox Series X/S بوضع أداء واحد فقط، وهو وضع 30 إطارًا في الثانية على كلا الجهازين. هذا يعني أنه لا يوجد وضع آخر يستهدف 60 إطارًا في الثانية على الأجهزة المنزلية. رغم أن هذا القرار قد يبدو غير مألوف، إلا أن Ninja Theory تزعم أنه يمنح اللعبة مظهرًا أكثر “سينمائيًا”. لكن لم يتم الإفصاح عن الأسباب الفنية وراء هذا القرار، ولكن قد يكون الهدف منه تحسين أداء اللعبة بشكل عام. من الجدير بالذكر أن نسخة الحاسوب الشخصي (PC) ليست مقيدة بهذا القرار، ويمكن تحقيق معدل إطار أعلى عليها.
إذا تساءلت عن السبب وراء استخدام لعبة Hellblade 2 للحواف السوداء في تصميمها الفني، فقد يكون ذلك بقصد من المطورين لتعزيز الأداء عبر خفض عدد البكسلات التي يتم معالجتها في تلك المناطق من الشاشة، مما يؤدي إلى تفسير الاستخدام الواضح للحواف السوداء. حيث أن من المفترض أن اللعبة تعمل على دقة 1296×1440 على Xbox Series X لكنها في الواقع تعمل 964×1070 وهو ما يؤكد أنها مقصودة لغرض تعزيز الأداء. لكن إذا أردت التخلص منها فيمكنك عبر مقالتنا التي تشرح كيفية التخلص من الحواف السوداء في Hellblade 2 من هنا.
الأداء الرسومي والتقني على Xbox Series X/S
يوفر Xbox Series X رسومات متفوقة على Series S بفضل دقته العالية التي تصل إلى 1296×1440، والتي تكون في الواقع 964×1070 بسبب الحواف السينمائية واستخدام تقنية Lumen. بالمقابل، يستخدم Series S انعكاسات مساحة الشاشة بدلاً من تقنية Lumen، ولديه إضاءة حجمية بدقة منخفضة مع دقة عرض تصل إلى 1536×643. بشكل عام، المرئيات متشابهة إلى حد كبير بين الجهازين، لكن Series X يقدم صورة أكثر دقة وتفصيلاً.
أداء لعبة Hellblade 2 على جهازي Xbox Series X/S كان ممتازًا، حيث عملت اللعبة بمعدل 30 إطارًا في الثانية بشكل ثابت، مع انخفاض طفيف للإطار أو اثنين في بعض اللحظات، ولكن ذلك كان لفترة قصيرة جدًا.
الأداء الرسومي والتقني على جهازي لاب توب مختلفين
لقياس قدرة اللعبة على العمل بسلاسة على أجهزة بمواصفات مختلفة، قمنا باختبارها على لاب توبين مختلفين: واحد من فئة الأجهزة العالية (High-End) والآخر من فئة الأجهزة المتوسطة وكانت النتائج مبهرة على كلا الجهازين. إليك مواصفات الجهازين:
الجهاز الأول لاب توب Razer Blade 16 نسخة 2024:
- الشاشة: 16 بوصة بنسبة عرض 16:10، من نوع OLED من Samsung بدقة QHD+ (2560 X 1600), وسطوع يصل إلى 400 NITS، بالإضافة إلى معدل تحديث 240Hz مع زمن استجابة 0.2ms بمجموعة ألوان DCI-P3 100%، وتدعم تقنية G-Sync.
- المعالج: Intel Core I9-14900HX.
- المعالج الرسومي: Nvidia RTX 4090 16GB.
- الرامات: بحجم 32GB من نوع DDR5 بتردد 5600MHz.
- التخزين: SSD بحجم 2TB.
الجهاز الثاني لاب توب فئة المتوسطة:
- المعالج: Intel Core I5-10300H.
- المعالج الرسومي: Nvidia GTX 1650Ti 4GB.
- الرامات: بحجم 16GB من نوع DDR4 بتردد 3200MHz.
- التخزين: SSD بحجم 256GB.
تم الاختبار اللعبة على دقة QHD+ وأقصى أعدادات رسومية على الجهاز الأول لاب توب Razer Blade 16 نسخة 2024، إليك نتائج الاختبارات:
أقصى إعدادات – دقة QHD+
- أقصى معدل إطارات: 60 إطارًا في الثانية.
- أقل معدل إطارات: 45 إطارًا في الثانية.
أقصى إعدادات – تفعيل تقنية DLSS على الوضع التلقائي – دقة QHD+
- أقصى معدل إطارات: 80 إطارًا في الثانية.
أقصى إعدادات – تفعيل تقنية DLSS على الوضع الجودة + FG – دقة QHD+
- أقصى معدل إطارات: 130 إطارًا في الثانية.
- أقل معدل إطارات: 120 إطارًا في الثانية.
أقصى إعدادات – تفعيل تقنية DLSS على الوضع المتوازن + FG – دقة QHD+
- أقصى معدل إطارات: 130 إطارًا في الثانية.
أقصى إعدادات – تفعيل تقنية DLSS على الوضع الأداء + FG – دقة QHD+
- أقصى معدل إطارات: 150 إطارًا في الثانية.
أقصى إعدادات – تفعيل تقنية DLSS على الوضع أقصى أداء + FG – دقة QHD+
- أقصى معدل إطارات: 170 إطارًا في الثانية.
أقصى إعدادات – تفعيل تقنية FSR FG فقط – دقة QHD+
- أقصى معدل إطارات: 100 إطارًا في الثانية.
على الرغم من تمتع الجهاز بمواصفات فائقة، إلا أن تشغيل اللعبة لم يكن سهلاً بسبب حجمها الكبير واعتمادها على تقنيات حديثة ومتقدمة. هذا الأمر فرض ضغطاً كبيراً على وحدة معالجة الرسوميات، ورغم هذه التحديات، نجحت اللعبة في تجاوزها بمهارة، مع تحقيق اللعبة لمعدلات إطارات عالية للغاية مقدمة تجربة لعب سلسة وممتعة رغم تعقيدها البصري؛ حيث يعد هذا إنجازاً تقنياً كبيراً يثبت كفاءة المطورين. إليكم مراجعة الجهاز الذي أيضًا كان جزءًا من هذا الإنجاز من هنا.
تم الاختبار اللعبة على دقة HD وأقل أعدادات رسومية على الجهاز الثاني لاب توب فئة المتوسطة، إليك نتائج الاختبارات:
أقل إعدادات – تفعيل تقنية FSR على الوضع الأداء – دقة HD
- أقصى معدل إطارات: 45 إطارًا في الثانية.
- أقل معدل إطارات: 35 إطارًا في الثانية.
اللعبة تُظهر مستوىً عالٍ من الأداء التقني الممتاز حتى على الأجهزة المتوسطة كما ترى أعلاه. حيث أن هذه النتائج مذهلة للغاية بالنظر إلى قدرات هذه البطاقة القديمة التي عفى عنها الزمن، مما يُؤكد قدرة اللعبة على العمل بسلاسة على مختلف الأجهزة. كما نعتقد أيضًا أن الأداء اللعبة كانت ستكون أفضل لولا حاجتها إلى ذاكرة VRAM أكبر.
خاتمًا
قطعت رسوميات ألعاب الفيديو شوطًا طويلاً خلال العقود الماضية، و Hellblade 2 هي مثال مذهل على ما يمكن تحقيقه اليوم. تُعد هذه اللعبة بمثابة علامة فارقة في تاريخ صناعة الألعاب، وتُلهمنا بما يمكن توقعه من ألعاب مستقبلية أكثر واقعية وإثارة للإعجاب.
