مقالات

أجندة تشويه صورة الشخصيات النسائية أسوأ مما تظن

سبب تشويه النساء المتعمد

لا يزال تشويه صورة الشخصيات النسائية في ألعاب الفيديو يتداول في كل أنواع الوسائط المتعددة وعلى جميع وسائل التواصل الاجتماعي. ليس فقط شخصيات ألعاب الفيديو، بل وأيضًا في الأفلام والترفيه بشكل عام، وما إلى ذلك. ولكن على أي حال، حدث جدال مؤخراً عن ماري جين مرة أخرى، وبالطبع مجتمع الميم يحاول مرة أخرى إقناع الناس بأن ماري جين الجديدة في لعبة Spider-Man 2 جذابة. وهو ما نعلمه جميعًا أنها ليست كذلك. وهو ما فتح باب المناقشة للكثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأنا شخصيًا أردت أن أثير وأفتح باب النقاش حول حقيقة أن تشويه صورة الأشخاص الطبيعية لصالح المثليين والمتحولين جنسيًا أمر خطير للغاية.

لماذا يفعلون ذلك ؟

تريد الميديا الغربية إنكار أن كل تشويه الشخصيات النسائية لا علاقة له بالمتحولين جنسيًا. أنما فقط لدعم النساء الغير جميلات. لكن هناك فرق كبير بين الشكل المخنث الذي يجمع بين الملامح الأنثوية والذكورية في آن واحد والوجه الأنثوي الطبيعي. الأمر واضح، تتعمد الشركات جعل شكل وملامح النساء في الوسائط الترفيه يميل للذكورة هو لأسترضاء المتحولين جنسياً من الرجال والذين شكلهم أصبح قبيح للغاية بعد تحولهم.

المتحولون أشخاص يدمرون أجسادهم بهرمونات اصطناعية لا ينتجها أجسادهم بشكل طبيعي. لذا هم يحاولون دفع هذا التوجه بالطبع لكي يبررون أشكالهم. وبسبب ما تريد الشركات أرضاء هؤلاء المتحولين، فتم تشويه ماري جين وتحويلها لشكل أقل أنوثة وأصبحت قبيحة جدًا. إنهم يريدون خلق واقعًا زائفًا بأن النساء يشبهنهم. إن النظرة الذكورية هي ببساطة انجذاب الرجال إلى النساء كما تعلمون، هذه الفطرة السليمة التي وجدت في البشر.

لكن للأسف هذا ليس السبب الوحيد. السبب الأخطر وراء تشويه شكل النساء في الميديا هي محاولة تنفير الرجال منهم. لذا هنا اخترت للتو صورتين مختلفتين لماري جين لنرى كيف تم تدمير شكل ماري جيم وتحويلها من شخصية جميلة لقبيحة. لقد سئمت من شيطنة انجذاب الرجال إلى النساء على الرغم أنها الفطرة التي خلقنا عليها الله. وفي نفس الوقت يلمعون ويصدرون النساء ذات الاشكال القبيحة والرجال المتحولة كما رأينا في حفل أفتتاح الأولمبيات الفرنسية منذ بضع أيام. والغريب انهم يجبرون هذه الأفكار على الناس بالرغم من عدم موافقة أغلبيتهم على ذلك.

ليست المشكلة في جعل النساء أكثر قبحاً فقط

ولكن الأمر لا يتعلق فقط بجعل النساء أكثر قبحًا، بل بجعل أشكالهم أكثر ذكورية. لقد أعطوا جسد شخصية Abby في لعبة The Last of Us 2 بنية خنثوية، مع عدم إظهار مفاتنها، و الافتقار إلى الملامح الأنثوية والمكياج. هذا حدث أيضاً مع شخصية Dina من نفس اللعبة. وبالطبع ماري جين كما ذكرنا مسبقاً، على الرغم ان شخصية ماري جين في الكوميكس وهي المادة الأصلية لقصص Spider-Man كانت تحب وضع المكياج ولديها مظهر أنثوي للغاية.

تدافع الشركات عن نفسها وتقول “انه ليست جميع نساء الأرض جميلة ونريد ان نجعل ألعابنا واقعية”. ولكن كما قولت ليس المشكلة في تقبيح النساء انما المشكلة هو تحويل أشكالهم لذكور. أنهم يسعون الي طمس الخط الفاصل بين المرأة والرجل. إنهم يفعلون ذلك حقًا و هذا ما أعتقده اعتقادًا راسخًا أن هذه النظرة الغريبة هذه النظرة الشيطانية لا يتعلق فقط بشكل الجسم كونه خنثويًا أم لا. بل يتعلق أيضاً بتحويل المجتمعات الي نوع جنس واحد ليس هناك ما يسمى رجل أو نساء.

وللأسف هذا التوجه ليس فقط محصوراً في الميديا. ففي أمريكا يعطي الأطباء لأصحاب المشاكل النفسية بعض الأدوية، هذه الأدوية تدمر جسد الرجال تسبب لهم العقم وتحولهم أجسادهم إلي أناث. ولقد تكلم (ايلون ماسك) من فترة قريبة أن أبنه الأكبر قد خدع وتحول بسبب هذه الأدوية.

لقد تحدث فنان مخضرم عمل كمصمم شخصيات في العديد من ألعاب AAA واعترف بأن هذا هو المعيار الجديد. طمس الخطوط الفاصلة بين النساء والرجال وإنشاء شخصيات خنثوية للمثليين المتحولين جنسياً. وهذا هو ما يهدفون إليه غسل أدمغة الناس عن طريق فرض هذه الصور في عقولنا ومن ثم نعتاد عليها.

التأثير السلبي لهذا التوجه على الألعاب

فرض أيديولوجية التحول الجنسي هذه على المجتمع ومحاولة تطبيعها عن طريق الميدياً. له تأثير سلبي أيضاً على جودة الألعاب نفسها. أيديولوجية التحول الجنسي هي جزأ لا يتجزأ من أيديولوجية أكثر منها تسمى أختصاراً بـDEI. وهي تعني (التنوع والعدالة والاندماج). هذه الايدولوجية أو الأجندة كما نطلق عليها في وطنا العربي تسعى إلي تمكين هؤلاء الغرباء (المخنثين والشواذ والسود والمرأة) في مراكز أتخاذ القرار وتلميعهم ليتقبلهم المجتمع كما قولنا.

وبسبب شركة Sweet Baby تجبر شركات الألعاب على فرض هذه الاجندة في ألعابهم. أدى ذلك إلي أهتمام شركات الألعاب ليس فقط بجعل ألعابهم بها شخصيات وقصص مخنثة. بل توظيف هؤلاء الغرباء أنفسهم في الشركة. وفي الصورة أعلاه تجد أغلب موظفي فريق 343 Industry. عبارة عن نساء أو رجال متحولين في الخلف. بالطبع هذا الأمر سيؤثر بالسلب على جودة الألعاب، لأن هؤلاء المطورين سيركزون على وضع أفكارهم في اللعبة أولا قبل الاهتمام بجودة لعبها. ولكي أوضح أكثر سأذكر بعض الأمثلة على الألعاب التي فشلت بسبب حشر الأجندات.

لعبة Saints Row 2022

لعبة Saints Row 2022 كانت لعبة مليئة بالشخصيات المخنثة. بالرغم ان أجزائها السابقة كانت معروفة بالرجال ذوي العضلات والسيدات الجميلات. ولكن كل هذا لم يعد موجود، وأهمل فريق المطور ما يميز Saints Row من اسلوب لعب ممتع مقابل تمكين هذه الاجندات في اللعبة. وماذا كانت النتيجة ؟ فشل ذريع للعبة وأدى في النهاية الي غلق الأستديو العريق Volition الذي تم تأسيسه في عام 1993 وقدم لنا ألعاب رائعة مثل Saints Row و Red Faction. فبسبب الاهتمام بفرض الاجندات في تطوير اللعبة على حساب جودتها، تسبب في خسارتنا لفريق عريق مثل هذا.

لعبة Suicide Squad

لا أعلم ماذا أقول. فأنا لو كنت مدير شركة WB Games لصنعت لعبة لشخصية Batman كل عام. شركة Warner Bros لديها أكثر شخصية خيالية محبوبة في العالم Batman. ومع ذلك لا تريد أن تصنع له لعبة واحدة من بعد Batman Arkham Knights. والمصيبة الأكبر انه ظهر كعدو في اللعبة المخنثة Suicide Squad: KJL، والأغرب ان المهرجة هارلي كوين تقتله بكل اهانة وسهولة بطلقة في رأسه بكل استفذاذ. وهذا لأن باتمان رجل أبيض قوي ذو عضلات وعنيف مع الأشرار، وهذا لا يتناسب مع معايير الغربية الحالية. فكان يجب أن يموت على يد أمرأة معتوهة. ولكن ماذا حدث ؟ فشلت اللعب فشل ذريع وخسرت الشركة مئات الملايين من الدولارات. أتمنى أن يكونوا تعلموا الدرس جيداً. تخيل معي عزيزي القارئ فلو كانت هذه الأجندات غير موجودة، فبدون أدنى شك كنا وجدنا نفسنا على لعبة جديدة من باتمان بدلا من هذا الهراء.

لعبة Gears 5

انا كشخص عاشق للعبة Gears of War، كنت اعيش فترة حزن مع السلسلة عند صدور الجزء الخامس. لطالما كانت سلسلة جيرز تدور عن الرجال، الرجال وفقط، بجانب الأخوة والشجاعة والتضحية. ولكن في الجزء الخامس أصبحت اللعبة تدور حول المرأة والأمومة! ليست معي مشكلة مع الألعاب ذات بطولة نسائية، فأنا من عشاق لعبة Tomb Raider. ولكني لا أتسامح أبدا مع تغيير توجه لعبة أحببناه، بل وجعله أسوأ. وكأن من عمل على Gears 5 في حياته ما سمع عن Gears of War من قبل. ولكن بكل تأكيد فرض عليهم. ولكن ماذا حدث ؟ لم تحقق Gears 5 النجاح الضخم المعتاد مع كل جزء من السلسلة وهو أمر متوقع. ألم ترى ميكروسوفت هذا ؟

انها حرب فكرية!

تلك الأمثلة البسيطة التي ذكرتها بالأعلى تجعل الجميع يظنون ان الشركات ستتوقف عن دعمهم بسبب هذه الخسائر. ولكن للأسف هذا لا يحدث. بل تعاند الشركات اللاعبين بل وتهاجمنا حين لا نتقبل الهراء في ألعابهم. وكأنها تكرهنا وتحاربنا.

هل تسائلت يوماً لماذا لم ترد سوني أن تصنع جزئ ثاني للعبة Days Gone رغم آلاف الأصوات المطالبة بذلك، بالاضافة الي أن مخرج اللعبة أقر بأن اللعبة حققت مبيعات ضخمة، فقد حققت مبيعات أكثر من 9 مليون نسخة مباعة؟ الأجابة لأن Days Gone أصبحت لا تناسب المعايير الحالية التي تريدها دوائر أتخاذ القرار في الغرب. وهذا لأنك تلعب برجل أبيض قوي. والمعايير أصبحت الآن أن تكون البطولة شخصية نسائية ذات مظهر مخنث. هل تعجبت بأن أغلب الألعاب التي عرضت في حدث Xbox Showcase كانت من بطولة نسائية ؟ للأسف أصبح هذا واقع صناعة الألعاب الآن

لذلك واجبنا، بأن نقاطع جميع الألعاب التي تفرض علينا هذه الأجندات. لكي يعلموا انهم مهما حاولوا لن يستطيعوا غسل أدمغتنا، وسوف تنتصر الفطرة السوية في النهاية. ولن ينالوا سوى الخسائر المالية.

Ahmed Sami

مدمن فيديو جيمز، أعشق جميع انواع الالعاب، ولكن أقربهم إلي قلبي هي الالعاب الاستراتيجية، احب ان أتعمق في تصماميم الألعاب وفكرتها وتاريخ تطويرها والفرق المطورة وصناعة الألعاب ككل
زر الذهاب إلى الأعلى