منذ أيام خرجت تسريبات جديدة من صحيفة Bloomberg وتحديدًا من الصحفي Jason Schrier مفادها أن يوبي سوفت قررت تحويل أحد إضافات Assassin’s Creed Valhalla إلى لعبة كاملة مستقلة، بنية إصدارها للأسواق في عام 2023، وذلك لأسباب عديدة منها أن لعبة Assassin’s Creed Infinity لا تزال في مرحلة مبكرة من التطوير. أما عن مدى صحة هذه الشائعات فيمكنني أن أقول لك بكل إرياحية أنه مع أخذ تاريخ السيد Jason Schreier بالحسبان، خصوصًا مع سلسلة أساسينز كريد، فإن الشائعات التي يخرج بها غالبًا ما تكون صحيحة، واليوم نحن لسنا بصدد مناقشة الأخبار، ومدى صحتها، إنما ما نحن اليوم بصدد الحديث عنه هو الأشياء التي نريد رؤيتها في اللعبة، إذا صحت الشائعات.
تحذير: يحتوي المقال على حرق لأحداث Assassin’s Creed Valhalla
ماذا نعرف حولAssassin’s Creed Rift؟
ما نعرفه حتى الآن هو أن أحداث هذا الإصدار ستكون من بطولة شخصية Basim، أحد الشخصيات الفرعية المهمة في لعبة Valhalla، والذي علمنا من خلال القصة أنه عاش لسنوات في العراق، وبالتالي كان من المنطقي أن تدور أحداث اللعبة بالعراق، ولكن لم يتم تحديد أي الحقب التاريخية ستتناول اللعبة، باعتبار لوكي (باسم) عاش سنوات طويلة. من المعروف أيضًا أن Rift لن يكون هو الاسم النهائي للعبة، كما جرت العادة مع يوبي سوفت بتغيير أسماء ألعابها في أواخر مراحل التطوير.
كانت اللعبة ستأتي لإصدارة Valhalla ضمن خطة دعم اللعبة في في عام 2022 أو 2023، كما أنها -حسب تقرير بلومبرج- ستكون أصغر من حيث الحجم، أشبه بالأجزاء القديمة، وستركز أكثر على ميكانكيات التسلل.
يمكنك الإطلاع على كامل التسريبات من هنا، أما الآن فلننتقل إلى الأشياء التي نتمنى رؤيتها في اللعبة.
1- عودة الاهتمام بالبطل كمحور القصة
منذ إصدارة Odyssey لم نشعر بأن البطل هو محور قصة Assassin’s Creed أبدًا، ربما بسبب إتاحة الخيار للاعبين ليختاروا جنس أو نوع البطل، وهو ما يدل على تحول رؤية المطورين للبطل أو البطلة في اللعبة، بحيث أصبح بطل اللعبة قالبًا موجودًا تملؤه اختيارات اللاعب، وأصبح من الصعب وضع البطل في مواقف قد لا تناسب الجنس الآخر، وبالتالي يصبح البطل مجردًا من الهوية. تمامًا كفكرة البطل الصامت في ألعاب كثيرة، وقد يعتقد البعض أن هذا الأمر طبيعي في الألعاب من نوع RPG وهنا سيكون علينا الاستشهاد بلعبة The Witcher 3 التي كان البطل فيها واضح المعالم، بغض النظر عن الاختيارات التي يختارها اللاعب، وهو ما يجعلنا نتساءل، هل يعود ضعف الأبطال في Odyssey و Valhalla إلى ضعف الكتابة في جانب بناء الشخصيات، أم بسبب عدم تركيز اللعبة عليهم بالشكل المطلوب؟
أعتقد أن الإجابة الثانية هي الأكثر منطقية، لقد صرف مؤلفي السلسلة النظر عن أبطالها، وأصبحوا يهتمون بالعالم أكثر، وبشخصياته الجانبية. بماذا تفسر إذًا عدم حصول Bayek على ثلاثيته الخاصة على الرغم من وجود كامل الإمكانيات لفعل ذلك؟ أتمنى أن تعود لعبة Rift الجديدة للتركيز على بطل اللعبة، وإعطاءنا لحظات شخصية معه نتذكره بها عوضًا عن التركيز على العالم والحقبة التاريخية الذي أحببته-بالمناسبة- لكن أصابني الضجر منه سريعًا.
التركيز على البطل كان حاضرًا في الجزء الرابع بشكل كبير، وكانت رحلتنا مع شخصية Edward Kenway مليئة بالتحولات الدرامية الرائعة التي جعلتنا جميعًا ننتقل من استنكار تصرفاته الأنانية، إلى التعاطف معه ومع فكره في نهاية اللعبة. شخصيًا أفقتد هذا الشعور كثيرًا مع ألعاب Assassin’s Creed مؤخرًا، وأعتبر شخصية باسم البطل المثالي لنعيش معه رحلة مثل هذه مجددًا.
2-إنضمام باسم رسميًا للأساسينز
بسبب تاريخ باسم الحافل، سيكون من الصعب أن يقرر الكتاب أي الحقب التاريخية يريدون تناولها، خصوصًا وأن باسم عاش حقب تاريخية عديدة، وبغداد أيضًا -المشار إليها في التسريبات- هي واحدة من أعرق مدن العالم، شهدت لحظات تاريخية خالدة على مدار تاريخها الطويل، أيًا كان اختيار الكتاب للحقبة التاريخية المتناولة، أتمنى منهم أن يركزوا على تقاطع طريق باسم (لوكي) مع الأساسينز بشكل صريح، ولحظة انضمامه إليهم.
هل تعلم عزيزي القارئ أن في الإصدارين السابقين لم ينضم الأبطال رسميًا لجماعة الأساسينز؟ نريد أن يتغير هذا مع الإصدار الجديد، وأن يعود تنظيم الأساسينز وصراعه مع التمبلرز تركيز السلسلة الأساسي.
3- تقديم يليق بحضارة بابل
بما أن الأحداث ستكون في مدينة بغداد، وسيكون التركيز على عالم أصغر نتمنى أن يكون هناك نشاطات جانبية ذات معنى، وألا نرى مساحات واسعة من البيئة المُفرغة أو الصحراء. أعلم أن العراق بيئة صحراوية مغرية للمطورين ليضعوا فيها الكثير من المساحات الصحراوية الفارغة، لكن أتمنى شخصيًا أن يتخذوا القرار الصعب بالاهتمام بتفاصيل العالم بشكل يليق بحضارة بابل العريقة. أحببت شخصيًا كيفية تقديم الحضارة المصرية القديمة خصوصًا المدن الكبيرة مثل منف، والأسكندرية وأتمنى أن نرى مثل ذلك المستوى أو أفضل منه مع بغداد.
4- عودة التقديم السينيمائي للأحداث
أحد مساوئ الاتجاه بالسلسلة لتكون من نوع ألعاب الRPG هو اختفاء التناول السنيمائي للأحداث بشكل نهائي، أو ما يعرف بالCutscenes، هناك أحداث مهمة للغاية يتم رميها باتجاهك يفتقر السلاسة والإقناع، بألسنة شخصيات مصممة بشكل متواضع، كالدمى الخشبية،وهو ما يفقدها الكثير من أهميتها. لقد كانت Valhalla خطوة في الطريق العكسي لذلك وشهدت عودة لبعض من بريق السلسلة السنيمائي، جعلني أتمنى أن أرى لعبة جديدة من السلسلة تعتمد على حركات الشخصيات الواقعية في المقاطع السنيمائية (Motion Capture) مثل مشهد باسم و إيفور الذي ستراه في الفيديو:
5-الاعتماد على الاستكشاف في التخفي
أحد أهم سمات التحول إلى لعبة rpg كان اختفاء ما كان يسمى Eagle Vision وتقديم الطائر الذي يكون مرافقًا لك طوال اللعبة ليقوم بالكشف عن الأعداء من السماء، وقد أتخذ المطورون خطوة للوراء مع إصدارة Valhalla وأعادوا Eagle Vision بمسمى جديد وهو Odin Sight في عودة -وإن كانت على استحياء- لواحدة من أقدم آليات اللعب في السلسلة، والتي أعتقد أنه قد عفى عليها الزمن لأنها تفسد كثيرًا من متعة استكشاف المجهول. أتفهم أن المعارك في اللعبة تكون عادةً على نطاق واسع وتحتاج فيها إلى مساعدة ما، لكن أنظر لألعاب مثل Hitman و Ghost of Tsushima كيف يعتمدون على استكشافك للبيئة من حولك وتأنيك قبل اتخاذك لقرار التحرك. هكذا أتمنى أن أرى ألعاب Assassin’s Creed كلها في المستقبل، وربما تكون البداية مع Rift إن كان المطور جاد في نيته لعودة السلسلة إلى جذورها.
6- اغتيالات مفتوحة
قدمت إضافة “حصار باريس” اغتيالات مفتوحة بشكل يشبه لعبة Assassin’s Creed Unity وكانت أكثر ما لقى إعجاب عشاق السلسلة -وأنا منهم- في الإضافة، وهو ما أتمنى رؤيته في الإصدار الجديد باعتبار أن Rift ستركز على شخصية مهمة ممن أنضموا للأساسينز وهو باسم.
تعطي تلك المهمات قيمة إعادة كبيرة للعبة إذ تجعلك متشوقًا لتجربة كل الاحتمالات الممكنة لكل عملية اغتيال، وهو كل ما نريده -لو تعلمون- في لعبة تدعى “عقيدة المغتالين” أو Assassin’s Creed.
في النهاية، أكتب ذلك وبداخلي يقين شبه كامل بأن اللعبة ستكون المزيد من الشيء نفسه، ولكني لا أستطيع إنكار حبي للسلسلة وانتظاري لكل جديدها حتى وإن ساءت الأمور أكثر من ذلك. علي أن أوضح لكم موقفي من إصدارة Valhalla، والتي أعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح بسبب عودة الكاتب Darby McDevitt لكتابة سيناريو اللعبة والذي كان رائعًا مقارنة بالجزئين السابقين، وأعاد اتصال السلسلة بالأجزاء القديمة بشكل بارع، أتمنى أن يستمر.
أعلم أن هناك من يتخوف دائمًا من القرارات المفاجأة لشركة يوبي سوفت، ولكن دعني أذكرك بأن إصدارة Assassin’s Creed Rogue التي عملت عليها استوديوهات الشركة باعتبارها سد خانة لمنصات الجيل الأقدم وقتها (PS3 و Xbox 360) وكان تركيزها الأساسي على لعبة Unity وأتضح في نهاية الأمر أن Rogue واحدة من أفضل أجزاء السلسلة، لذلك ضع الاحتمالات كلها بما في ذلك الاحتمالات الإيجابية، ولنرى ماذا ستجلب لنا الأيام.
