مقالات

كيف عادت Capcom للطريق الصحيح بعد سنوات من التخبط ؟

سنوات عجاف تبعها نجاح مبهر!

منذ بداية شركة Capcom اليابانية في سبعينيات القرن الماضي قدمت لنا العديد من الألعاب والسلاسل العريقة أمثال سلسلة ألعاب الرعب Resident Evil وألعاب القتال الشهيرة Street Fighter التي قضينا فيها أوقاتًا كثيرة في صغرنا، ولا ننسى أيضاً سلسلة ألعاب الأكشن Devil may Cry والتي قدمت تجربة من أروع التجارب في عالم ألعاب الفيديو، لكن لا تخلو شركة من الأخطاء والهفوات التي تجعلها تفشل وتتعلم من فشلها، وبما أن Capcom واحدة من تلك الشركات فهي بالتأكيد كانت قد فشلت في بعض الأحيان وخذلت جمهورها، ولذلك فلقد جئنا لكم اليوم لنتعرف على هفوات الشركة اليابانية العريقة وكيف تخلصت من تلك الهفوات ونجحت من جديد وعادت للقمة، لذا هيا بنا.

كيف ولماذا سقطت Capcom من الأساس ؟

من الممكن أن نقول أن بداية سقوط الشركة اليابانية كانت في عام 2010 لأنه كان العام الذي قلت فيه أرباح الشركة بنسبة كبيرة قاربت الـ 90 بالمائة، لكن وبالرغم من ذلك فإن عام 2012 كان هو عام السقوط الحقيقي للشركة، وهو العام الذي صدرت فيه لعبة Resident Evil 6. لطالما أثبتت سلسلة ألعاب الرعب Resident Evil منذ بدايتها في تسعينيات القرن الماضي تميزها عن باقي ألعاب الرعب الأخرى من ناحية الأجواء المرعبة وأسلوب البقاء على قيد الحياة الذي يجعلك حريصاً في استخدام مواردك، لقد جعلها هذا على قمة جميع الألعاب من نفس الفئة.

Capcom Resident Evil 6
Resident Evil 6

لكن لم تستمر السلسلة على نفس النهج فمع قدوم عام 2012 شهدنا الجزء السادس من السلسلة والذي تخلى عن كل أساسيات السلسلة فيما سبق حيث أصبح اعتماد اللعبة كليًا على الأكشن والأجواء الملحمية المثيرة، والأحداث المتسارعة على حساب الأجواء المرعبة وأسلوب البقاء على قيد الحياة. لذلك اعتبر الجمهور والنقاد هذه اللعبة هي جزء مختلف ولا تمت للسلسلة فيما سبق بأي صلة، لكن ما لم يتوقعه أحد أن Resident Evil 6 حققت حينها مبيعات تقدر بنحو 4.8 مليون نسخة مباعة، والآن تخطت المبيعات حاجز 10 مليون نسخة مباعة حول العالم لكن هذا لا يثبت أنها من أفضل أجزاء السلسلة.

بعد عام على فشل الجزء السادس من سلسلة Resident Evil وبالتحديد في عام 2013 لم تكتفي الشركة بعدم إعجاب النقاد والجمهور بالجزء السادس بل أنها قدمت لعبة جديدة معاد تصورها -Reboot- من سلسلة ألعاب الأكشن Devil May Cry لكن استمر التخبط أيضًا مع هذه اللعبة فلقد حققت مبيعات تقدر بنحو 2.5 مليون نسخة كثاني أقل مبيعات في تاريخ السلسلة، هذا بجانب تقديم Capcom لواحدة من الألعاب التي تصنف أنها من أسوأ الألعاب في تاريخ الصناعةوالأسوأ في تاريخ الشركة اليابانية، وتلك اللعبة كانت Umbrella corps أحد الأجزاء الفرعية لسلسلة Resident Evil التي صدرت في عام 2016.

Devil May Cry
Devil May Cry

قد يتبادر إلى ذهنك سؤال “ما سبب كل هذا التخبط لشركة من أفضل الشركات في تاريخ صناعة ألعاب الفيديو؟” دوري هنا هو الإجابة عن تساؤلاتك عزيزي المتابع:

منذ بداية Capcom في سبعينيات القرن الماضي قدمت العديد من السلاسل والألعاب التي قدمها فرق التطوير بداخل الشركة، لكنها قررت بشكل أو بآخر أن تعتمد بعض الشيء على فرق تطوير خارجية.

“هناك العديد من المطورين المستقلين في الخارج يتمتعون بقدرات تطوير عبقرية، التعاون مع هؤلاء المطورين سيؤسس بقوة مكانتنا لدى العالم ويزيد من تعزيز العلامات التجارية لدينا”.

تصريح المدير الإبداعي Keiji Infanue في شركة Capcom في عام 2008.

كانت ترى Capcom أن الاعتماد على فرق تطوير أجنبية سيزيد من تعزيز العلامات التجارية الخاصة بهم لكن لسوء الحظ حدث عكس ذلك تمامًا، فإن الاعتماد على فرق التطوير الخارجية في تطوير ألعاب الشركة مثل Resident Evil و Devil May Cry أدى إلى فشلها، حيث أن تطوير الألعاب لدى مطورين غير المطورين الأصليين سيجعل تلك الألعاب بدون هوية بعض الشيء مثلما حدث مع Resident Evil 6 في عام 2012.

Resident Evil 6

بعد فشل الشركة اليابانية اعترفت في عام 2013 أن فشل عناوينها الكبيرة كان سببه الأول هو الاعتماد على فرق تطوير خارجية بدلاً من الاعتماد على فرق التطوير الداخلية وأصحاب المشروع. لذلك، فقد أكدت أنها تعمل على زيادة عدد فرق التطوير داخل الشركة والاعتماد عليها بدلاً من فرق التطوير الأجنبية.

“الغرض من زيادة فرق مطوري الألعاب لدينا هو إنشاء نسبة أكبر من ألعابنا داخليًا. لذلك، نعتقد أنه لن يكون هناك تغيير كبير في إجمالي نفقات التطوير بشكل أساسي لأننا سنحول عمليات الاستعانة بمصادر خارجية إلى القوى العاملة لدينا “.

عودة Capcom لتطوير عناوينها لدى استوديوهاتها الداخلية كانت هي البداية الحقيقية لعودة الشركة اليابانية إلى الطريق الصحيح حيث قدمت الحرية للمطورين اليابانيين والتمويل الذي جعلهم يبدعون ويعودون بعناوين السلسلة إلى القمة من جديد.

عودة Capcom بألعاب تكاد تكون من الأفضل في تاريخ صناعة ألعاب الفيديو:

Resident Evil 7 Biohazard
Resident Evil 7 Biohazard

بداية عودة Capcom للطريق الصحيح جاءت من خلال ألعاب مميزة عادت معها هوية عناوين الشركة، فقد كانت العودة في عام 2017 من خلال الجزء السابع من سلسلة Resident Evil حيث عادت الأجواء المرعبة التي تعود عليها محبو السلسلة واختفت أجواء الاكشن والإثارة وهو ما أعجب الجمهور والنقاد على حد سواء.

بالرغم من أن لعبة Resident Evil 7 نالت استحسان الجمهور والنقاد، وحصلت على متوسط تقييمات 86 من 100 من النقاد و 8/10 من اللاعبين إلا أن شركة Capcom كانت حذرة بعض الشيء في تقديم الأسلوب الجديد في هذا الجزء. لذلك، لم تقدم اللعبة قصة ضخمة ولم تقدم سوى نوعين من الأعداء، هذا يمكن أن يجعل اللعبة مجرد تجربة فقط لمعرفة ما يفضله جمهور السلسلة العريقة. لكن تأكدت الشركة من هذا الأمر ونجحت اللعبة بشكل كبير، فيكفي أنها ترشحت لثلاث جوائز في حفل جوائز The Game Awards لعام 2017، وفازت بواحدة منهم.

Monster Hunter World

بعد عام واحد وتحديداً في عام 2018 عادت شركة Capcom بجزء جديد من لعبة تقمص الأدوار الشهيرة Monster Hunter World والذي حقق نجاحًا مبهرًا حيث حققت متوسط تقييمات وصل إلى 90/100 ونال إشادة كبيرة من جمهور اللعبة، الأهم من ذلك أن اللعبة ترشحت لجائزة أفضل لعبة خلال عام 2018 -فازت بها لعبة God of War في النهاية- بين عمالقة مثل God of War و Red Dead Redemption 2 و Marvel’s Spider-Man. هذا وقد ترشحت لثلاث جوائز فازت منهم بجائزة واحدة ألا وهي جائزة أفضل لعبة تقمص أدوار، كما وقدمت لعبة المنصات Mega Man 11 والتي حققت نجاحًا كبيرًا.

كان عام 2019 هو العام الأفضل لدى الشركة بعد العودة فلقد عادت خلاله بجزء جديد من سلسلة ألعاب الأكشن Devil May Cry والذي كان الجزء الخامس في السلسلة، كما وقدمت نسخة معاد إنتاجها -Remake- من الجزء الثاني المحبوب من سلسلة Resident Evil، الذي قدم طفرة من ناحية الرسوميات وحافظ على الأجواء المرعبة وأسلوب البقاء على قيد الحياة. بسبب نجاحها فقد ترشحت لعبة Resident Evil 2 Remake آنذاك لأربع جوائز إلا أنها لم تحصد اي جائزة منهم، بينما ترشحت لعبة Devil May Cry 5 لجائزتين وفازت بواحدة منهم وهي أفضل لعبة أكشن خلال العام، وفي المجمل لقد ترشحت ألعاب شركة Capcom لسبع جوائز أنذاك لذا فقد كان نجاحاً كبيراً للشركة اليابانية.

Devil May Cry 5

من بعدها وحتى نهاية عام 2021 الماضي قدمت الشركة جزأين من سلسلة Resident Evil وهما Resident Evil 3 Remake التي حققت نجاح كبير أيضاً لكنها واجهت انتقادات من اللاعبين بسبب حذف بعض الأماكن من الجزء الأصلي، كما وقدمت لعبة Resident Evil Village التي كانت تكملة على نفس نهج الجزء السابع بعدما تيقنت بأن الجمهور يود تقديم الأجواء المرعبة على حساب أجواء الأكشن المثيرة، فلقد قدمت اللعبة قصة من أفضل القصص وشخصيات من الأفضل في السلسلة مثل شخصية Lady Dimitrescu والتي حصدت عليها الممثلة Maggie Robertson على جائزة أفضل أداء لشخصية. بالطبع لا يمكن نسيان لعبة Monster Hunter Rise التي حققت نجاح كبير والجزء الخامس أيضاً من لعبة القتال الشهيرة Street Fighter.

خلال العامين المقبلين فإن شركة Capcom تستعد لتقديم أجزاء جديدة من عناوينها المميزة مثل Resident Evil 4 Remake و Street Fighter 6 Resident Evil Outrage و Pragmata، والمزيد من العناوين التي ينتظرها الجمهور بفارغ الصبر.

Resident Evil Village
Resident Evil Village

بين كل نجاح والأخر لا بد أن تصيبنا لحظات فشل وتخبط تجعلنا نسقط من القمة إلى القاع والناجح هو من يتعلم من أخطائه ويحاول الوصول إلى القمة من جديد. هذا هو ما فعلته شركة Capcom فبعد سنوات من التخبط جعلت اللاعبين يفقدون الثقة فيها ويضعونها في القائمة السوداء عادت من جديد واستمعت للاعبين وجعلتهم يثقون فيها من جديد وينتظرون ألعابها بفارغ الصبر، نتمنى لكل شركة تعاني من التخبط أن تتعلم من تجربة Capcom وان تستمع لجمهورها للعودة مرة أخرى إلى القمة.

Baraa K. Elanany

محرر في موقع جيمز ميكس. ابلغ من العمر 19 عام، محب لألعاب العالم المفتوح خاصة ألعاب Rockstar Games ومحب للألعاب الخطية وألعاب استوديو FromSoftware المميزة.
زر الذهاب إلى الأعلى