مقالات

CD Projekt Red – من استوديو صغير لعملاق يناطح كبار الصناعة

يعد نجاح ساحق للجزء الأخير من ثلاثية ألعاب The Witcher في عام 2015 وانتهاء رحلة Geralt of Rivia معه وحصده لجائزة لعبة العام متفوقًا على ألعاب عظيمة مثل Bloodborne و Fallout 4 و Metal Gear Solid V: The Phantom Pain عاد استوديو CD Projekt Red مرة أخرى في عام 2020 بلعبة جديدة تمامًا ألا وهي Cyberpunk 2077 لكنها قدمت تجربة كارثية من الناحية التقنية جعلتها غير قابلة للعب لتحصد بذلك تقييمات سيئة من النقاد واللاعبين.

برغم ذلك فعزيمة وإصرار مطوري استوديو CD Projekt Red جعلت اللعبة حاليًا واحدة من أفضل ألعاب العالم المفتوح و الـ RPG على الإطلاق من خلال إطلاق التحديثات بشكل مستمر لإصلاح المشاكل والاستماع لمطالب اللاعبين من خلال إطلاق تحديث 2.0 الضخم الذي ساهم في إصلاح معظم المشاكل وإضافة محتوى جديد، بل وفوق كل هذا حصلت اللعبة على توسعة قصصية بعنوان Phantom Liberty يمكن مقارنتها مع ألعاب كاملة وكل ذلك جعل Cyberpunk 2077 في مكانة The Witcher 3 بعدما كانت من اسوأ الألعاب.

إذاً، ما قصة هذا الاستوديو (CD Projekt Red) وكيف تم تأسيسه، وهل هذه العزيمة والإصرار شيء جديد على مطوري الاستوديو ؟ هذا ما سنتعرف عليه سويًا في مقالنا عن الاستوديو منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا، فهيا بنا!

Marcin Iwiński CD Projekt Red
Marcin Iwiński – مؤسس مشارك في CD Projekt

ولد Marcin Iwiński مؤسس استوديو وشركة CD Projekt في بولندا في يونيو من عام 1974 عندما كانت البلاد تحت الحكم الشيوعي وكانت أوضاع البلاد السياسية والاقتصادية في اسوأ حالاتها. كأي مطور لألعاب الفيديو فقد كان “مارسين” شغوفًا بألعاب الفيديو حيث قضى الكثير من الأوقات في لعب مختلف الألعاب عندما كان طفلًا لكن بالرغم من ذلك فقد كانت ألعاب الفيديو نادرة في بولندا أو غير موجودة ربما، بسبب الأوضاع الاقتصادية للبلاد التي جعلت الألعاب رفاهية أو شيء غير مهم لمعظم الناس.

كبر Marcin Iwiński ووصل إلى الثانوية العامة، وتعرف على Michał Kiciński زميله في المدرسة واللذان كانا يحصلان على نسخ مقرصنة من ألعاب الفيديو التي تأتيهما من الولايات المتحدة الأمريكية ثم يبيعونها في أسواق وارسو – عاصمة بولندا – لكنهما كانا يريدان بيع نسخ الألعاب في بولندا بشكل قانوني وبالتعاون مع شركات الألعاب.

وبالفعل في الربع الثاني من عام 1994 قام الصديقين بتأسيس شركتهما، وبميزانية قدرها 2000 دولار فقط قاما بتأجير مكتب للقيام بتجارتهما القائمة على استيراد أقراص الألعاب الصلبة من الولايات المتحدة الأمريكية وبيعها في بولندا ومن هنا جاء اسم الشركة CD Projekt. في فترة ما تواصل Adam Kiciński الرئيس التنفيذي لشركة CD Projekt حاليًا مع Marcin Iwiński و Michał Kiciński اللذان طلبا مساعدته في التعبئة والتغليف وبهذا بدأ تعاون الثلاثي على نشر الألعاب في بلد لا تهتم بهذه الصناعة.

كان الثلاثي يحقق الربح في تجارتهم عن طريق بيع الأقراص الصلبة من الألعاب في سوق الكمبيوتر في وارسو كما قلنا، وبمرور الوقت حصلوا على على أول صفقة توزيع لأقراص الألعاب مع شركة American Laser Games المالكة لألعاب مثل Fast Draw Showdown و The Last Bounty Hunter وتبعها صفقات توزيع أخرى كان أبرزها التعاون مع شركة Blizzard و Blue Byte والمزيد، وبهذا كان Marcin Iwiński سببًا في نشر ثقافة الألعاب في بلاده بولندا، لكن مساهماته لم تقف عند هذا الحد…..

بعد مرور عامين أصبحت CD Projekt بقيادة Marcin أول موزع رسمي في بولندا يقوم بنشر الألعاب في أنحاء البلاد في صناديق بولندية وبأدلة تشغيل باللغة البولندية وهو ما أدى إلى حدوث ردود أفعال إيجابية وحماسية وتمكن Marcin Iwiński وصديقه من تحقيق أول هدف ونجاح للشركة على الرغم من أنه قد يبدو نجاحًا بسيطًا.

Baldur’s Gate

بعد نجاح الهدف الأول للشركة الناشئة وهو نشر الألعاب في البلاد انطلقوا نحو الهدف الثاني وهو توطين الألعاب للبولندية حيث قاموا في البداية بترجمة نصوص بعض الألعاب فقط من الانجليزية إلى البولندية ومن بين الألعاب الناجحة كانت Ace Ventura، أبرز لعبة عملت الشركة على توطينها بالكامل للغة البولندية كانت الجزء الأول من Baldur’s Gate حيث تعاونت CD Projekt مع BioWare و Interplay Entertainment لنشر اللعبة في البلاد باللغة البولندية.

شعر Marcin Iwiński ورفاقه بأن اللاعبين سيرحبون بهذه اللعبة كثيرًا إن تم توطينها بالكامل، ولهذا بدأوا بالفعل في عام 1999 بالعمل على ترجمتها ودبلجتها إلى اللغة البولندية، ولكي تخرج اللعبة للاعبين بأفضل شكل ممكن تعاقدوا مع أفضل الممثلين الصوتيين في بولندا لتأدية صوت الشخصيات في اللعبة؛ استعان Marcin في ترجمة ودبلجة اللعبة بوالده الذي كان يعمل في إنتاج الأفلام الوثائقية حيث كان على معرفة بمعالجة الصوتيات وعلى معرفة بمراحل الإنتاج وما بعد الإنتاج، لذلك خبرته شكلت فارقًا.

بعد الانتهاء من ترجمة ودبلجة Baldur’s Gate إلى اللغة البولندية أطلقت بشكل رسمي في الأسواق وحققت نجاح لم يتوقعه أحد حيث تزاحم الناس على شراء النسخة البولندية من اللعبة حتى أن Marcin Iwiński واصدقائه اضطروا إلى استئجار مستودع أخر من كثرة الطلبات حيث باعت 18 ألف نسخة في يوم واحد وهو أكبر من متوسط مبيعات الألعاب في ذلك الوقت، وفي نهاية المطاف تمكنت اللعبة من بيع 100 ألف نسخة في بولندا.

ومع هذا النجاح الكبير والاستثنائي وقع Marcin Iwiński ورفاقه على عقود لنشر وتوزيع ألعاب Diablo II و Baldur’s Gate 2 في بولندا، بينما تعاون كبار صناعة الألعاب في ذلك الوقت أمثال Sony و Sega و Microsoft و Atari و Konami مع CD Projekt حيث يتولى الأخير عملية نشر وتوزيع ألعاب تلك الشركات في جميع أنحاء بولندا، هذا وحصلت الشركة البولندية الناشئة أيضًا على حقوق توزيع إصدارات ألعاب Ubisoft لمنصات PlayStation 1/2 وكان هذا قمة نجاح الشركة.

بعد نجاح النسخة البولندية من Baldur’s Gate ظل تعاون CD Projekt و Interplay Entertainment مستمرًا من خلال تطوير نسخة الحاسوب الشخصي من الجزء الثاني من Baldur’s Gate، ولبدء عملية التطوير تم الاستعانة بمطوران وهما Sebastian Zieliński و Adam Badowski وظلت اللعبة في التطوير بالفعل لمدة ستة أشهر لكن في تلك الفترة تعرضت شركة Interplay لمشاكل مالية جعلتها تلغي هذه اللعبة بينما استمر Marcin ورفاقه في توطين الألعاب للبولندية.

بعد إلغاء الجزء الثاني من Baldur’s Gate فكر Marcin إذا ما كان يجب عليهم الاستمرار كموزع لألعاب الفيديو في بولندا أم الاستمرار كمطور لألعاب الفيديو، لكن وبما أن Marcin Iwiński ورفاقه كانوا يريدون دائما تطوير لعبتهم الخاصة فقد قرروا ترك أمور التوزيع وافتتاح استوديو CD Projekt Red والبدء في تطوير الألعاب، أراد Marcin العمل على لعبة مقتبسة من سلسلة روايات The Witcher للكاتب البولندي “أندريه سابكوفسكي” التي كان يقرأها بكثرة عندما كان في المرحلة الثانوية.

لحسن حظ Marcin فقد كانت حقوق روايات The Witcher متوفرة للبيع وبدون تردد حصل عليها ليبدأ العمل على لعبته الخاصة، وباستخدام الكود المصدري للجزء الثاني من Baldur’s Gate بدأت عملية تطوير أول لعبة للاستوديو قائمة على سلسلة روايات The Witcher والتي كانت من منظور علوي وبأسلوب لعب مشابه للعبة Diablo، ومع تقدم عملية التطوير تم عرض نسخة تجريبية من اللعبة على شركات النشر لكنها قوبلت بشكل سلبي فبعضهم وصفها بالسيئة والبعض الأخر قال لـ Marcin ورفاقه “عودوا إلى المنزل” وأصابهم الإحباط.

The Witcher CD Projekt Red

بالرغم من الإحباط الشديد الذي أصاب Marcin Iwiński ومطوري استوديو CD Projekt Red إلا أن الاستسلام لم يكن موجودًا في قاموسهم، حيث أصروا على العمل على لعبتهم الخاصة لكنهم غيروا طريقة اللعب عن المرة الأولى، وبما أن علاقة Bioware والشركة البولندية جيدة فقد أعطوهم حقوق تطوير الألعاب على محركهم Aurora، وبالفعل في عام 2003 بدأت عملية تطوير الجزء الأول من ثلاثية ألعاب The Witcher لتبدأ معها رحلة جيرالت.

بدأت عملية تطوير The Witcher مع 15 مطور فقط ومع مرور الوقت وصل عدد المطورين العاملين عليها إلى 100 مطور وكلفت اللعبة 20 مليون زلوتي بولندي – 4 مليون دولار – حينها أي أنها كانت أغلى لعبة بولندية في التاريخ في ذلك الوقت، بعد 5 سنوات من التطوير أنتهت أخيرًا مرحلة التطوير وفي 2007 تم إطلاق اللعبة في بولندا وتولت Atari حينها نشر اللعبة في جميع أنحاء العالم باللغة الإنجليزية وباعت في بولندا فقط 35 ألف نسخة في غضون 3 أيام فقط.

لم تكن The Witcher مجرد نجاح للاستوديو من الناحية المالية بل كانت بمثابة البداية الحقيقية للاستوديو وعززت ثقة المطورين بأنفسهم بعدما أصابهم الإحباط في أول محاولة لهم.

ومن المعلومات التي ربما ستعرفها لأول مرة أن الجزء الأول من The Witcher كان سيصدر لأجهزة PS3 و Xbox 360 عن طريق فريق Widescreen Games الفرنسي، لكن الفريق الفرنسي طالب بالمزيد من المطورين والمال والوقت لتطوير نسخة أجهزة الكونسول، كما أنهم قالوا بأن CD Projekt لم تدفع لهم أجورهم، بينما أشار Marcin Iwiński إلى عكس هذا الكلام حيث قال أن أجورهم أكثر بكثير من أجور مطوري استوديو CD Projekt Red أنفسهم ليؤدي هذا الخلاف في النهاية إلى إلغاء نسخة الكونسول من اللعبة.

The Witcher 2: Assassins of Kings CD Projekt Red

كان سيتسبب هذا الخلاف أيضًا في إفلاس الشركة خاصةً وأنه في عام 2008 كان هناك أزمة مالية عالمية والتي كانت عاملًا رئيسيًا في هذا الأمر أيضًا، بطريقة أو بأخرى استطاعت شركة CD Projekt أن تخرج من أزمتها بسلام دون الاضطرار إلى إغلاق الشركة بالكامل. بعد انتهاء العمل على محرك Engine RED الخاص بالشركة، بدأت عملية تطوير الجزء الثاني The Witcher 2: Assassins of Kings وبعد 3 سنوات من التطوير تم إطلاق اللعبة في عام 2011 للـ PC و Xbox 360 ولم تتوفر لجهاز PS3 بسبب بعض العوائق التطويرية.

The Witcher 3

نجحت The Witcher 2 بالفعل لكنها لم تضف الكثير على الجزء الأول مما جعلها تواجه انتقادات مثل إطلاق عليها لقب The Witcher 2.5، لذلك أراد استوديو CD Projekt Red أن يكون الجزء الثالث بمثابة نقلة نوعية في تاريخ السلسلة من خلال إضافة عالم مفتوح ضخم مع الكثير من المحتوى وتقديم مستوى رسومي قوي يتجاوز مستوى الرسوميات في الجزء الثاني بمراحل.

بدأت عملية تطوير The Witcher 3: Wild Hunt بعد إطلاق الجزء الثاني في 2011 باستخدام النسخة الثالثة من محرك REDengine بميزانية تجاوزت 80 مليون دولار بينما عمل عليها أكثر من 1500 شخص حول العالم واستمر التطوير حتى عام 2015 حيث صدرت في مايو 2015 لمنصات PS4 و Xbox One والحاسوب الشخصي، لتحقق في أول شهر 6 مليون نسخة مباعة تقريبًا وحققت حينها أكثر من 60 مليون دولار، بينما حصلت على متوسط تقييمات بلغ 92 من النقاد و 9.2/10 من اللاعبين عبر موقع Metacritic الشهير.

بعد النجاح الكبير حصلت The Witcher 3 على محتويات جديدة بشكل دوري بالرغم من احتوائها على محتوى ضخم في الأساس، إلا أنها حصلت على توسعتين قدمتا محتوى جديد وقصة أفضل بكثير من القصة الأساسية بإجماع عدد كبير من اللاعبين، الأولى كانت Hearts of Stone التي صدرت في أكتوبر 2015 والثانية كانت Blood and Wine التي صدرت في مايو 2016، ليستمر نجاح اللعبة وتحجز لها مقعدًا بين أفضل الألعاب في التاريخ.

The Witcher 3 Game of the Year 2015 CD Projekt Red

منذ بداية مسيرته في صناعة الألعاب من بيع نسخ الألعاب المقرصنة إلى التعاون مع كبرى شركات وبدء تطوير الألعاب كافح Marcin Iwiński بشدة ليحقق أحلامه التي كان يحلم بها منذ طفولته، تمكن أخيرًا من تحقيق حلمه ودخوله التاريخ مع استوديو CD Projekt Red من خلال لعبة The Witcher 3: Wild Hunt التي تعتبر واحدة من الألعاب الايقونية وواحدة من أفضل الألعاب في تاريخ صناعة ألعاب الفيديو، فبعد النجاح الساحق للعبة تمكن من تتويج مجهوداته والظفر بجائزة لعبة عام 2015 عن جدارة واستحقاق.

نافست لعبة The Witcher 3 ألعاب تخلد في تاريخ صناعة الألعاب على جائزة لعبة العام في عام 2015 مثل Fallout 4 و Bloodborne و Metal Gear Solid 5 لكنها وبفضل تفاني المطورين في تطويرها وتقديمها لتجربة لا تُنسى على جميع الأصعدة، حصلت في النهاية على الجائزة أمام أنظار الجميع متفوقة على منافسيها ليشهد الجميع على كفاح Marcin في تحقيق حلمه حتى وصوله إلى هذه اللحظة التاريخية.

Keanu Reeves CD Projekt Red

بعد نجاح The Witcher 3 وتحقيقها لجائزة لعبة العام بدأ استوديو CD Projekt Red في عملية تطوير عنوانه القادم Cyberpunk 2077 الذي يدور أحداثه في المستقبل باستخدام النسخة الرابعة من محرك REDengine والذي كُشف عنه في الأساس لأول مرة في عام 2012 من خلال عرض قصير حماسي. بدأت عملية التطوير الأولية للعبة بعد إصدار The Witcher 2 لكن تم التركيز عليها أكثر بعد The Witcher 3 وعمل عليها أكثر من 500 مطور وكلفت شركة CD Projekt أكثر من 430 مليون دولار بما يشمل المحتويات الإضافية مثل توسعة Phantom Liberty والتسويق والمزيد.

بعد وصول عملية تطوير Cyberpunk 2077 لمرحلة متقدمة تم الإعلان عنها بشكل رسمي من خلال عرض سينمائي ضمن مؤتمر Xbox بمعرض E3 2019 وفي نهاية العرض تم الكشف عن مشاركة الممثل الكندي Keanu Reeves في اللعبة بدور شخصية Johnny Silverhand ليظهر النجم السينمائي بطل سلسلة أفلام John Wick و The Matrix على خشبة المسرح في مفاجأة أذهلت جميع الحضور والمشاهدين، ليؤكد لنا أننا على موعد مع لعبة رائعة…. أو هذا ما كنا نظنه.

مع نجاحات The Witcher 3 ووصول مبيعات السلسلة بأكملها إلى 50 مليون بحلول مايو من عام 2020 وإطلاق الموسم الأول من مسلسل The Witcher من إنتاج Netflix وترقب اللاعبين لإصدار Cyberpunk 2077، أصبحت قيمة شركة CD Projekt السوقية هي الأعلى في أوروبا بوصولها إلى 8.13 مليار دولار متفوقة على Ubisoft التي وصلت قيمتها آنذاك إلى 8.12 مليار دولار، وهو ما اعتبر حينها قمة النجاح بالنسبة للشركة البولندية، بالرغم من أنها لم تكن تمتلك في ذلك الوقت إلا 3 ألعاب رئيسية فقط.

لسوء الحظ لم يستمر هذا النجاح كثيرًا وجرت الرياح بما لا تشتهي السفينة البولندية، فمع إطلاق Cyberpunk 2077 في ديسمبر 2020 وبرغم حصولها على تقييمات جيدة على منصات الـ PC بلغت 86% من النقاد حسب موقع Metacritic إلا أنها واجهت انتقادات قوية وشرسة من اللاعبين بسبب المشاكل التقنية والأخطاء التي جعلت اللعبة غير قابلة للعب بالنسبة للكثيرين خاصةً على منصات PS4 و Xbox One فقد كانت تعاني من إنخفاض معدل الإطارات بشكل متكرر وانخفاض الرسوميات في الكثير من المرات كما توضح الصور أعلاه.

كل هذه المشاكل التقنية التي جعلتها غير قابلة للعب في الكثير من الأحيان أدت لجعل اللعبة أسوأ ألعاب 2020 وحصولها على تقييمات كارثية من النقاد وصلت إلى 57% على PS4 و 61% على Xbox One وحصلت على تقييم 7.1/10 من اللاعبين حول العالم واتهموا الشركة بخداعهم وإخفاء الحالة السيئة لنسخة الكونسول من اللعبة حتى موعد الإصدار، وهو ما أدى أيضًا إلى قلة ثقة اللاعبين في الاستوديو وحذفها من بعض المتاجر مثل متجر PlayStation حتى إصلاحها.

كل تلك المشاكل كان سببها شيئًا واحدًا وهو ضغط المدراء والمستثمرين على مطوري Cyberpunk 2077 في جميع فروع استوديو CD Projekt Red لإطلاقها في أقرب وقت ممكن خاصةً وأنها تعرضت للتأجيل عدة مرات وهو ما كان غير مقبولًا بالنسبة لإدارة الشركة البولندية، مما جعلها تخرج بهذا الشكل السيء وغير المقبول بالنسبة للاعبين والنقاد على حد سواء؛ لكنها لم تكن النهاية…

مع الإطلاق الكارثي للعبة Cyberpunk 2077 ظن الجميع أنها نهاية اللعبة، لكننا نسينا أن العزيمة والإصرار يجريان في عروق استوديو CD Projekt Red منذ تأسيسه، لذلك ظل المطورين يعملون جاهدين طوال الثلاث أعوام الماضية لكي تكون اللعبة أفضل من ذي قبل، وبالفعل مع كل تحديث كانت تتحسن اللعبة شيئًا فشيئًا ويتم إضافة الأشياء التي يريدها اللاعبين حتى وصلنا إلى نهاية عام 2023 مع أضخم تحديث للعبة منذ الإصدار.

في نهاية عام 2023 أطلق استوديو CD Projekt Red أضخم تحديث للعبة بعد مرور 3 سنوات تقريبًا على إطلاقها وهو التحديث رقم 2.0 المجاني الذي صدر في 21 سبتمبر الماضي. جلب معه هذا التحديث الكثير من التغييرات والتحسينات العملاقة على لعبة العالم المفتوح وتقمص الأدوار من منظور الشخص الأول، مثل تحسين الذكاء الاصطناعي لشخصيات اللعبة وجعل الأعداء أكثر ذكاءًا أثناء مواجهتك، وإضافة إمكانية استخدام الأسلحة النارية أثناء قيادة السيارات بل تم إضافات سيارات مسلحة تحتوي على أسلحة رشاشة وهو ما زاد من متعة المطاردات في عالم Night City.

الأمر الأهم أنه تم إعادة تصميم الشرطة من الصفر وإضافة فصائل شرطة جديدة، حيث أصبحت الشرطة تستجيب لأفعالك الإجرامية بشكل تدريجي ولا يظهرون في مكان الجريمة فجأة مثل السابق ويتم إرسال قوات مختلفة من الشرطة حسب الجريمة التي قمت بها، هذا مع تحسين الأعضاء الإلكترونية في اللعبة وتحسين تأثيرها على أسلوب اللعب والمزيد من التحسينات التي جعلت اللعبة كما كنا نتمناها عند الإصدار.

ومع نفس التحديث الضخم تم إطلاق توسعة قصصية جديدة للعبة بعنوان Phantom Liberty تجلس جنبًا إلى جنب مع توسعات The Witcher 3، والتي تضيف قصة استخباراتية جاسوسية جديدة تمامًا تأخذنا لمنطقة مجهولة وخطيرة تسمى بمقاطعة “دوج تاون” هذا مع إضافة شخصية جديدة تمامًا تسمى سولومون ريد يؤدي دورها الممثل الانجليزي Idris Elba الشهير، هذا مع إضافة محتوى جانبي ضخم ومتنوع يجعل أحداث التوسعة تصل إلى 31 ساعة من اللعب؛ مع هذه التوسعة عاش اللاعبون قصة رائعة أفضل من القصة الأساسية بإجماع عدد كبير من اللاعبين جعلها تحصل على تقييم تجاوز 90% على Metacritic.

الإضافة والتحديث الضخم جعلا اللعبة تحصل على ما استحقته منذ البداية وتقدم ما أراده اللاعبين وتحصل على جائزة أفضل لعبة مستمرة في حفل جوائز The Game Awards 2023 وتترشح لجوائز أخرى وكل هذا بفضل تفاني المطورين والإصرار الذي يجري في عروقهم منذ تأسيس الاستوديو، لذلك فلعبة Cyberpunk 2077 تمكنت من تحقيق أقوى ريمونتادا في تاريخ صناعة الألعاب ستبقى في ذاكرة اللاعبين لسنوات وسنوات.

منذ تأسيس Marcin Iwiński للاستوديو البولندي تعرض للكثير من المشاكل التي كانت ربما لتنهي حلمه قبل تحقيقه، بداية من فشل أول محاولة تطوير لعبة خاصة بهم ومرورًا بتهديد الإفلاس ووصولًا إلى الإطلاق الكارثي لـ Cyberpunk 2077 لكن بإصرار عجيب مر من كل هذه المشاكل وحقق أحلامه وها هو مستمر في العمل مع فريقه على المزيد من الألعاب الجديدة لتحقيق المزيد من النجاحات.

بعد إنقاذ Cyberpunk 2077 بنجاح من الكارثة أعلنت شركة CD Projekt عن مجموعة من العناوين الجديدة من بينهم الجزء القادم من سلسلة The Witcher الذي يمثل بداية جديدة للسلسلة ويحمل الاسم الرمزي Polaris ويتم تطويره حاليًا باستخدام محرك Unreal Engine في أول تعاون بين Epic Games و CD Projekt، ثم النسخة المحسنة – Remake – للجزء الأول من The Witcher والذي يحمل الاسم الرمزي Canis Majoris ثم لعبة جديدة في عالم The Witcher تحمل الاسم الرمزي Sirius تقدم تجربة قصصية ومتعددة اللاعبين.

بينما أعلنت الشركة عن عنوانين جديدين ليصل مجموع الألعاب التي تعمل عليها إلى 5 ألعاب جديدة، وهو الجزء القادم في عالم Cyberpunk 2077 الذي يحمل الإسم الرمزي Orion ويتم تطويره بمحرك Unreal Engine 5 ويتولى مخرج توسعة Cyberpunk 2077 Phantom Liberty وهو Gabe Amatangelo إخراجه بنفسه، بعد تقديم التوسعة لواحدة من أفضل التجارب القصصية. وعنوان جديد تمامًا يقدم قصة جديدة ويحمل الإسم الرمزي Hadar وعلى عكس باقي الخمس عناوين فلا نعرف الكثير من التفاصيل حول هذا المشروع الجديد.

بهذه المشاريع الجديدة يبدو أن الاستوديو قد تعلم من أخطاء الماضي ولن يكررها ويستخدم المحرك المناسب لتطوير كل عنوان منهم ولن يستعجل النتائج كما حدث مع أخر ألعابه Cyberpunk 2077 لتحقيق النتائج المرجوة.

__________________

Baraa K. Elanany

محرر في موقع جيمز ميكس. ابلغ من العمر 19 عام، محب لألعاب العالم المفتوح خاصة ألعاب Rockstar Games ومحب للألعاب الخطية وألعاب استوديو FromSoftware المميزة.
زر الذهاب إلى الأعلى