منذ قدومها لجهاز PS2 في عام 2005، تمكنت سلسلة God of War من شق الطريق أمام ألعاب الأكشن القتالية لتصل إلى جمهور غير مسبوق وذلك مع بيعها ملايين النسخ بسبب أفكارها الجريئة، رسومياتها المُبهرة، وبطلها الشرس. إنه Kratos يا سادة: التجسيد الأقوى لغضب الروح البشرية في مواجهة ما وراء الخيال.
تشبثوا جيداً واستعدوا لنأخذكم في رحلة مع تصنيفنا لأفضل 5 ألعاب God of War، احتفالاً بإطلاق الإصدار الأحدث حتى الآن God of War (2018) لجهاز الحاسب الشخصي، وإدخاله للملايين من المعجبين الجدد إلى عالم الأساطير هذا.
لن يتضمن تصنيفنا الإصدارات الفرعية لجهاز PSP، وسنُركز فقط على إصدارات المنصات المنزلية:
5) God of War (2005)
حينما تعرفنا على Kratos للمرة الأولى، بدى الأمر وكأننا نقوم باللعب بشخصية شريرة لا تعرف الرحمة. مظهر خشن، أخلاق سيئة، عضلات مفتولة وتعطش للدماء، إلا أن قصة Kratos كانت مليئة بالأسى. “سيد الحرب” هو لقبه، إلا أنه اعتاد بأن يكون بشرياً عادياً قاد جيشه نحو الهلاك ليطلُب في لحظة يأس مساعدة من الأسطورة اليونانية Ares، ليمده بقوة غير مسبوقة لهزيمة أعدائه، إلا أن الأمر تسبب لاحقاً بمقتل عائلته (الأولى) المؤلفة من زوجته وابنته، وهو ما دفع ب Kratos للذهاب في رحلة للقضاء على سيد الحرب الأصلي Ares انتقاماً لهم.
كونه الإصدار الأول في السلسلة، فقد قدم God of War أفكاراً كثيرة مميزة في نمط الأكشن و Hack ‘n’ Slash، إلا أنه عانى أيضاً من بعض المراحل السيئة كما أن الرسوميات لا ترقى حالياً لمستوى الألعاب الجديدة. نمط اللعب محدود بعض الشيء أيضاً، لذا فهو الإصدار الأضعف حالياً على الرغم من كونه حجر الأساس للسلسلة.
4) God of War: Ascension
بالرغم من قدومه في نهاية حياة جهاز PS3 وهو الإصدار الذي يسبق جزء 2018 مباشرة، إلا أن Ascension عادة ما يُنظر إليه لكونه ثاني أضعف إصدارات اللعبة. الأمر لا يتعلق بالرسوميات، والتي كانت الأفضل على جهاز PS3، أو بنمط اللعب الممتع كالعادة، وإنما لعدم تقديمه أي جديد إلى السلسلة. بعض الإيجابيات تضمنت نظرة موسعة على ماضي Kratos وبداياته كسيد الحرب، إلا أن السلسلة بدأت تبدو وكأنها تدور في حلقة مفرغة. للمرة الأولى منذ الجزء الأول، بدى غضب Kratos مُكرراً ورحلته مألوفة أكثر مما كنا نُحب. ليست لعبة سيئة إطلاقاً، إلا أنها حتماً أبرزت الحاجة لبعض التغيير في حمض السلسلة النووي، وهو ما تسبب في إعطائنا إصدار 2018 المختلف جذرياً.
3) God of War 3
حينما صدر العرض التشويقي الأول لسليلة God of War 2 في 2009، اشتعل الإنترنت بالحماسة لمدة أسابيع وربما أشهر. لربما يعد البعض نهاية الجزء الثاني كواحدة من أفضل النهايات في تاريخ ألعاب الفيديو، لذا فمستوى الحماسة كان على أشده لمتابعة رحلة Kratos في تسلق جبل الأولمبس وإنهاء ما بدأه بالقضاء على جميع من يعارض طريقه.
ما قدمته God of War 3 يتعدى مجرد لعبة أكشن دموية، فقد أتت بأحداث مشوقة تضخ الإثارة في العروق عبر نص يزيد عن 120 صفحة، تم إيصاله عبر أحدث التقنيات الرسومية على الإطلاق في وقتها بمحرك رسومي جديد استعرض عضلات جهاز PS3 بشكل غير مسبوق وبتقنيات تنعيم حواف جديدة لم نرها على المنصات المنزلية سابقاً، إضافة لدقة 720p حقيقية واهتمام بأدق التفاصيل، لدرجة أن مقطع واحد عنيف في اللعبة استغرق صنعه عاماً كاملاً!
مثلت GoW 3 نصراً على جميع الجهات بالنسبة لفرق PlayStation و Santa Monica، وكان من المفترض بأن تكون النهاية الكبرى التي تليق بأسطورة من حجم Kratos. إلا أنها في الحقيقة كانت بداية جديدة لفصل آخر، فصل تابعنا انطلاقته الناجحة في 2018..
2) God of War (2018)
هل ظننت بأنك رأيت كل ما لدى Kratos؟ فكر مجدداً. أتى إصدار عام 2018 ليفاجئ الجميع مُعلناً خروج Kratos من الظلم إلى النور (حرفياً، فقط شاهد أول لقطة في عرض الإعلان). بطلنا هنا أكثر حكمة، أذكى، ذو قلب خير (بعض الأحيان على الأقل) وقد كبح جماح غضبه قدر المستطاع. النتيجة هي لعبة جديدة تُعيد صنع سلسلة PlayStation الأيقونية دون رمي جميع الألعاب السابقة، حيث تم الانتقال إلى عالم جديد بأساطير جديدة وشخصيات مُحببة مع Kratos أكثر نضوجاً.
من بداية اللعبة إلى نهايتها، ستذهب في رحلة تم تصويرها لحظة بلحظة دون أي انقطاع لمغامرة Kratos وولده الجديد Atreus عبر هذه البلاد الجديدة الغريبة، ليُقابل الأب وابنه عدداً من الأساطير الاسكندنافية المرعبة والمخلوقات السحرية والخيالية سعياً للوصول لأعلى قمة في العالم ونثر رماد زوجة Kratos الجديدة (والتي توفت قبل أحداث اللعبة.. يبدو أن بطلنا سيء الحظ مع زوجاته حقاً)
النتيجة كانت لعبة أكثر نضوجاً، مليئة بالمشاعر الأبوية والدروس القيمة التي ساهمت بتشكيل شخصية Atreus كانعكاس لوالده Kratos دون انخراطه بخطاياه السابقة. الرسوميات مبهرة وقد أصبحت أفضل مع نسخة الحاسب الشخصي، ونمط اللعب، على الرغم من انقسام المعجبين بشأنه، إلا أنه جيد بما يكفي مع ميله إلى نمط RPG بعض الشيء. كنا نود رؤية المزيد من الحركات والتنوعات (وربما زر للقفز)، إلا أن GoW 2018 ماتزال لعبة أكشن مميزة.
1) God of War 2
قد يختلف معنا البعض في تصنيف الجزء الثاني كأفضل إصدارات God of War، إلا أن ما قدمه هذا الإصدار للسلسلة يكاد يكون مستحيل التكرار في أي إصدار آخر. إن كانت God of War 1 أدنى نقطة في جحيم Ares، ف God of War 2 توازي أعلى نقطة في جبل Olympus: جريئة بشكل غير مسبوق، دموية مفرطة، نمط لعب لن يدعك تستريح لأخذ نفسك، وقصة وأحداث رائعة توجها تصميم مراحل رائع وأعداء جدد أقوياء ورسوميات أخرجت أعيننا من أماكنها عند لعبنا إياها على PS2.
يُمكننا بشكل آمن بأن نقول أن سلسلة God of War لم تكن لتستمر لولا النجاح الفلكي لإصدار God of War 2، والذي صعد بالسلسلة إلى شهرتها العالمية التي نراها حالياً وعزز مكانة Kratos كأحد أكثر الشخصيات رعباً على الإطلاق. المميز في الأمر هو بقاء اللعبة ممتعة للعب حتى يومنا هذا، لذا إن أردت معرفة كيف بدأ كل شيء بالنسبة لهذه السلسلة بعد إنهائك God of War 2018 على الحاسب، ننصحك فوراً بتحميل الجزء الثاني على أحد محاكيات PS2 واختبار الأمر بنفسه.
نصيحة واحدة فقط: لا تقم باللعب أمام أحد. لقد لقنتني والدتي درساً لن أنساه حينما رأت فتاها البريء يقوم بلعب (ومشاهدة) بعض لقطات هذه اللعبة…ظهري ما يزال يؤلمني.
كان ذلك تصنيفنا لألعاب سلسلة God of War الرائعة. قد لا يتفق الكثيرون معنا، إلا أن الأمر الذي نتشاركه جميعنا هو حبنا لسلسلة Sony المميزة هذه. نعود ونذكر بالطبع بأن هذه الألعاب هي محض خيال لا أكثر، ويجب معاملتها كذلك. لا وجود لأي “آلهة” إغريقية أو اسكندنافية، وهي أساطير نسجها كُتابها لتخيل عالم مليء بفوضى صراع القوة الخارقة عن الطبيعة. وكقطعة من الخيال الأدبي، فسلسلة God of War رسمت لوحة دموية ستبقى خالدة في ذكرى محبي ألعاب الفيديو لوقت طويل جداً.
