مقالات

من ألف دولار إلى أكثر من 50 مليار دولار.. قصة تأسيس شركة Dell

تعد شركة Dell Technologies واحدة من أشهر الشركات التكنولوجية في العالم، بأسطول من الموظفين وصل عدده إلى 165 ألف موظف. أسسها مايكل دِيل Michael Dell في 1984، ومن المعروف أنها تركز على الحواسيب الشخصية، وخوادم (سيرفرات) الإنترنت، وبرامج السوفت وير، وغيرها الكثير.

اعتبارًا من يناير 2021، صُنفت الشركة كأكبر شركة شحن لشاشات الحواسيب الشخصية في العالم، وثالث أكبر بائع لنفس الأجهزة.

تلك الإنجازات لم تكن لتتم لولا مؤسس الشركة مايكل دل؛ ذلك الشخص الشغوف بالحواسيب الشخصية والمولع بالمشاريع منذ أن كان طفلًا يترنح بين العاشرة والثالثة عشرة.

بدايات مايكل دل؟

Dell

في منتصف ستينيات القرن الماضي، وبالتحديد في الثالث والعشرين من فبراير عام 1965، وُلد رجل الأعمال الشهير مايكل دل، والذي سيصبح الرئيس التنفيذي لأحد أكبر شركات العالم في المستقبل. ولد في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية. والده كان طبيب أسنان ومحللًا استثماريًا، وأمه كانت مديرة المحفظة الاستثمارية.

في بداية حياته، يمكنك أن تصفه بالمستثمر الصغير أو الطفل الاجتماعي “الحِرِكْ” كما نقول نحن المصريون، والتي تعني البراعة في التعامل؛ فمايكل امتلك مهارات تسويقية منزوعة من عددٍ لا بأس به من المتخصصين في هذا المجال والذين يكبرونه بعقود كاملة. تلك المهارات مكنت صاحبنا من العمل في بيع الطوابع وبطاقات البيسبول Baseball، ومن خلال تلك الوظيفة جمع حوالي 2000 دولار أمريكي، وهو رقمٌ كبير على طفل صغير لم يلبث أن يشرع في شق طريقه.

شغف لا يتوقف

Dell

بدأ شغف مايكل بالحواسيب في الإنبات عندما كان في الثالثة عشرة من عمره. وقتها لم تكن أجهزة الكمبيوتر في كل البيوت كما الحال اليوم، وكان الأمر مقتصرًا على فئة صغيرة جدًا من الأفراد.

من السهل إغواء الأطفال في سن مايكل بالتفاهات وألعاب الأطفال، ولأن مايكل ليس كأي طفل، فلقد بذل قصارى جهده في تحقيق مصطلح Workaholic، أو مدمن العمل والابتعاد عن مغريات الحياة لمن هم في سنه؛ فقد كان الولد يدرس ويتاجر في الطوابع، ويستغل وقت فراغه، وكل ذلك وهو ابن الرابعة عشرة.

وصل الفتى الشاب إلى الخامسة عشرة من عمره، واشترى أول حاسب شخصي له. كان جهازًا قديمًا يثير الفضول، وبالطبع لم يقو الولد على مقاومة شغفه وسرعان ما فككه، وأعاد تركيبه.. فك الجهاز وأعاد تركيبه، وهكذا دواليك إلى أن حفظ مكوناته عن ظهر قلب، وتعرف على كل التفاصيل المجهولة.

من غرفة السكن الجامعي، بدأ كل شيء

Dell

أول حاسب شخصي حصل عليه الفتى كان Apple II. درسه، وعرف عنه كل شيء تقريبًا ليطور مواهبه ومعرفته بأجهزة الكمبيوتر. في نفس الوقت، وأثناء شغفه بالحواسيب، لم يتوقف دِل عن العمل والدراسة؛ فأثناء عمله في بيع الطوابع وبطاقات البيسبول، كان يدرس لامتحان معادلة المدرسة الثانوية تحسبًا لدخول مجال ريادة الأعمال. وبسبب اجتهاده في العمل، جمع حوالي 18 ألف دولار في سنة واحدة فقط.

دخل مايكل جامعة شيكاغو، وأسس شركة صغيرة (أطلق عليها B Sales) من غرفة سكنه الجامعي في التاسعة عشرة من عمره وبرأس مال لم يتجاوز 1000 دولار، وفوق كل هذا، كان الشاب في فترة امتحاناته النهائية من عامه الجامعي الأول.

توسع نشاط الشركة، وأخرجت لنا أول حواسيبها في الأسواق تحت اسم Turbo PC. أصبح دل مشهورًا لدرجة أنه أصبح يجني 50 إلى 80 ألف دولار شهريًا. وقتها، تأكد من أنه لا جدوى من الدراسة، وسيتركز أكثر على مشروعه الخاص.

توسع متوقع وأول فرع لشركة Dell

عندما ترك مايكل الدراسة، كان لديه مشروعه الخاص الذي يدر عليه دخلًا يقدر بحوالي 65 ألف دولار شهريًا. غيّر اسم شركته إلى PCS Limited ثم في 1988 غيرّها إلى الاسم المعروف حاليًا، Dell، وبدأت شهرته تنفجر شيئًا فشيئا.

نجاح المشروع أجبر مايكل على التوسع، وبالفعل، لم يُكذّب خبرًا وفتح أول فرع للشركة، والغريب في الأمر أنه كان خارج أسوار الولايات المتحدة الأمريكية؛ كان الفرع الأول لشركة Dell في مدينة الضباب، مدينة لندن.

عندما بلغ مايكل دل سنه السابع والعشرين في عام 1992، كان أصغر مدير تنفيذي في العالم لشركة مدرجة ضمن أفضل 500 شركة على وجه الكرة الأرضية.

في عام 1996، ومع شهرة الإنترنت، بدأ ديل بيع الحواسيب الشخصية على الشبكة العنكبوتية، وفي نفس العام، أطلقت الشركة سيرفراتها وسرعان ما أصبحت تحقق أرباحًا قدرت بمليون دولار يوميًا.

في الربع الأول من 2001، بلغت حصة Dell في السوق العالمية 12.8%، متجاوزة شركة Compaq لتصبح أكبر مصنع لأجهزة الحواسيب الشخصية في العالم.

في 12 أكتوبر 2015، استحوذت Dell شركة EMC العملاقة بمبلغ ضخم وصل إلى 67 مليار دولار كأغلى صفقة استحواذ تقني في التاريخ وقتها.

وفي أبريل الماضي، قدرت مجلة فوربس الشهيرة ثروة مايكل دل بـ 53.6 مليار دولار، ووقت الانتهاء من كتابة هذا المقال، تبلغ ثروته حوالي 51 مليار دولار لتضعه في المرتبة 24 من ضمن قائمة الأغنى في العالم.

Ahmed Safwat

أتساءل إلى أين ستصل بنا التقنية في المستقبل، وأنطلق من هذا التساؤل إلى محاولات بائسة، ولكن شغوفة، للبحث عن الجواب من خلال كلمات عن الألعاب والتقنية.
زر الذهاب إلى الأعلى