مقالات

كيف تقع في حب ألعاب الفيديو مجددًا

إذا كنت ممن فقدوا شغفهم بالألعاب فهذا المقال لك

اجتظ عالم ألعاب الفيديو بالعناوين الجديدة، والإعلانات اليومية عن منتجاتـ واكسسوارات وأشياء تجعلك تشعر وأن الصناعة التي كانت ذات يومٍ هدفها تقديم فن من نوع خاص، أصبح هدف من يعملون بها الربح فقط، وهو شيء لا يمكنك لومهم عليه، ولكنه أفقد الكثير منا شغفه بألعاب الفيديو، واليوم أشاركك معك تجربتي الشخصية، بعض النصائح التي جعلتني -وقد تجعلك أنت أيضًا- تُعيد شغفك بال Gaming.

بدايتي مع حالة فقدان الشغف كانت بين بعد إصدار لعبة أساسينز كريد يونيتي، إذ كانت تلك السلسلة هي سلسلتي المٌفضلة، وقد دخلت وقتها بالفعل إلي نفقٍ مظلم، ولم يظهر لها عودة قريبة وقتها، بالطبع بعد سنة صدر جزء جديد من اللعبة وهو Syndicate لكنه افتقد لجميع العناصر التي أوقعتني في حب السلسلة وقتها، وكانت الألعاب الجديدة المشهورة وقتها هي The Witcher 3 و Fallout 4، وقد قمت بتجربة العنوانين ولكني لم أشعر بالارتباط بهم بسبب تركيزهم الأقل على القصة. لا أريدك أن تفهمني بشكل خاطيء، لقد أحببت The Witcher 3 حين جربتها مرة أخري لاحقًا، ولكني لم أُعجب بها في أول مرة، لأني شعرت أني أريد تجربة مُركزة، تستمر معي ل20 ساعة فقط كحد أقصي، لا يكون علي تطوير مهاراتي باستمرار، واستثمار ساعات طويلة تصل إلي 60-80 ساعة لإنهاء القصة. في 2018 بدأ شغفي بالألعاب يعود بعدما ابتعدت عنها لسنتين كاملتين، وقد عدلت قليلًا على منظومة أفكاري، لأتجنب الأشياء التي كانت تشعرني بالملل، أو فقدان الشغف، فإليك تلك الأفكار الجديدة التي أتبعتها!

انتقي ألعابك جيدًا

لكل منا نوعه المُفضل من الألعاب، أنا مثلًا لم أكن أُحب ألعاب الRPG سابقًا، على عكس اصدقائي، وهو الشيء الذي جعلني أشعر بالوحدة بينهم وهم يتبادلون أطراف الحديث عن ألعابهم المفضلة، وكنت أُحب نوع غير مشهور من الألعاب وهي ألعاب التحقيق، مثل Sherlock Holmes و LA Noire وهي ليست اكثر الأنواع شيوعًا لو كنت تعلم كفاية عن عالم الألعاب. قمت بتقبل الأمر، وأستكملت مسيرتي واتبعت شغفي نحو ألعاب الألغاز والتحقيق، ولم أعد أتقبل الألعاب التي يرشحها لي أصدقاءي إذا لم تعُجبني فكرتها. لكل منا نوعه المُفضل من الألعاب، تقبل هذا ولا تنتظر أن يشاركك الناس من حولك شغفك، بل اتبعه أنت واكتفي بذلك.

عند الإنتهاء من لعبة ما، ناقشها مع أصدقاءك الذين لعبوها.

أحد أمتع لحظاتي مع الألعاب في الآونة الأخيرة حين أشارك أصدقائي المقربين تجاربي مع الألعاب، ويكون ذلك أفضل عندما يكون صديقي قد لعب بالفعل اللعبة نفسها. مناقشة القصة، والنهايات التي حصل كلانا عليها، ومدي اختلافها، وآراؤنا حول ميكانيكيات اللعب، وشخصياتنا المُفضلة، هي بالفعل لحظات لا تقدر بثمن. أتذكر عندما شاركت أحد أصدقائي مدي انبهاري بقصة Bioshock Infinite وكيف لم يقتنع بتجربة اللعبة، وبدأت في اقناعه واستمر الأمر معه لسنوات حتي جرب اللعبة أخيرًا في 2020، ووقع في حبها مثلي تمامًا! لقد شعرت بشغفي ينتقل إليه كما تنتقل البيانات بين بطاقات التخزين.

لا مانع بإعطاء فرصة للألعاب المستقلة بين كل حين لآخر

Gaming

أعلم جيدًا بأن الألعاب المُستقلة ليست هي الألعاب المُحببة لدي عامة الجماهير، ولكن أنصحك بأن تجرب بعض تلك الألعاب من وقت لآخر لأنها تحمل الكثير من الأفكار المُبتكرة، وقد بدأت بالفعل الكثير من استوديوهات التطوير الكبيرة حاليًا بألعاب مستقلة. كما أن الألعاب المُستقلة تحمل في طياتها تجارب مُتجددة باستمرار، فلا يُمكنك أن تتوقع ما سُتقدمه لعبة مستقلة، مثل ما فعلته لعبة No Man’s Sky بتقديم آلية التصميم الآلي العشوائي للبيئات في لعبة عن الفضاء، لتجعل من عالم اللعبة عالم لا ينتهي، وقابل للاستكشاف للأبد، أو ما فعلته لعبة مثل Hades مؤخرًا بتقديم أفضل تجربة من نوع Rogue Like على الجيل الحالي. هناك الكثير من الكنوز غير المُستكشفة في عالم الألعاب المُتسقلة، وبعضها ألعاب عربية، قد نخُصص لها مقالات مستقبلية.

VU7B-ARAT-CPBS-RG2R

لا تُنصت للدعايا الزائدة!

مع ألعاب مثل Cyberpunk 2077 و Mafia 3 و Mass effect andromeda جعلتنا الدعايا الزائدة نرفع توقعاتنا لتقترب من السماء، وحصلنا بالنهاية على ما هو -بطبيعة الحال- أقل من التوقعات بفارق كبير، وهو ما جعل مجتمع اللاعبين يُصاب بحمي الإحباط، فعلى عكس الجميع، أحاول أن أٌبقي توقعاتي دائمًا في المدي المعقول، وجميع تلك الألعاب التي ذكرتها لم تقضي على شغفي لأني حصنت نفسي ضد الدعايا الزائدة، واستطعت أن أري في تلك الألعاب ما نجحوا في تقديمه بشكل متميز، واخترت إما أن أتجاهل العيوب التي وقعت فيها تلك الألعاب، أو أن أتجنب تجربة اللعبة نفسها. واحدة من الاستراتيجيات التي أتبعها مع بعض الألعاب التي يزيد الزخم حولها كثيرًا، هي الانتظار لشهور وربما لسنوات لتجربة تلك اللعبة، حين يكون بقية اللاعبين منشغلين بألعاب أًخري، وهو ما يجعلك قادرًا على تقييم اللعبة بنفسك، دون التأثر بالرأي العام. وهو ما ينقلنا للنقطة التالية.

احكم علي الألعاب بنفسك

Gaming

مراجعات الألعاب بشكل عام وُجدت لتعرف مجتمعات اللاعبين بالمُنتج الذي هم بصدده، وليس لإعطاءهم آراء جاهزة للعامة ليتبنوها وكأنها آراءهم الشخصية. الفن بجميع أشكاله، سينما أو ألعاب أو كتابات، تتسق معه صفة Subjective وهي كلمة تعني أنه يجوز الخلاف عليه. قد يُعجبني عنصر ما في لعبة لا يعجب معظم الناس.مثال على ذلك تجربتي مع لعبة Days Gone، والتي أحببتها بشكل جعلها أحد ألعابي المُفضلة بشكل عام، وليس في سنة إصدارها فقط. هناك من يُحب ألعاب مثل Truck Simulator وهي ليست الألعاب الاكثر رواجًا، وهو أمر طبيعي لأن البشر يختلفون عن بعضهم، لذلك أنصحك بشدة بأن تكون رأيك الشخصي عن الألعاب، وأن تتجنب إبداء رأيك في لعبة ما ما لم تُجربها.

VU7B-ARAT-CPBS-RG2R

قم باختبار أنواع جديدة من الألعاب كل فترة، ولا تستقر على لعبة واحدة لمدة تزيد عن أسبوع

في فترة من الفترات كنت لا تفارق لعبة Fifa جهازي المنزلي (بلايستيشن 3) وكنت ألعبها بصفة يومية، وأتنقل بين الاطوار التي تقدمها بلا هوادة، وبعد فترة من هذه الحالة الإدمانية التي أصابتني شعرت بملل شديد تجاه الألعاب، وبعد استشارة بعض الأصدقاء، وجدت أن ألعاب كرة القدم هي اكثر الألعاب التي يصحبها ذلك الشعور السيء، هي ألعاب ممتازة، وممتعة ولكن الإفراط في استهلاك نوع واحد من أي منتج في العالم سيصيبك بحالة من الجمود في مدي تحمسك لهذا النوع من الأشياء.

Gaming

اختبار الأنواع الجديدة كل فترة جعلني أتعلق بألعاب الRPG لاحقًا، مع أني لم أكن أحب تلك الألعاب في بداية مسيرتي مع الألعاب. اكتشفت أن عامل السن قد يجعل بعض الألعاب جذابة أكثر، كما وأن نوعية القصص التي تقدمها تلك الألعاب أيضًا يعتبر عاملًا مؤثرًا. هناك ألعاب أكشن تقدم قصص خيال علمي، وهناك من يقدم مغامرات حربية، أو فانتزيا غربية (مثل Witcher) وهي أشياء مختلفة مع بعضها بشكل كبير، على الرغم من اتفاق الألعاب في مسماها العام (لعبة RPG) تجربة ألعاب من أنواع مختلفة (استراتيجية، تصويب من منظور اول أو ثالث، أو Point And Click أو Narrative drama) يعتبر كضخ دماءً جديدة في عروقك.

Gaming

في النهاية، لا شيء أفضل من استعادة شغفك بشيء كنت مولعًا به في فترة من فترات حياتك، وعلى الرغم من أن عالم الألعاب تغير بشكل كبير في السنوات العشر الأخيرة، إلا أن المواهب لاتزال موجودة، والألعاب التي تُقدم أفكارًا جديدةً هي التي تُكمل معنا سباق البقاء، ففي الأخير وفي ظل التقدم التقني الرهيب الذي نشهده، فهناك فرص غير محدودة للمبدعين في الفترة القادمة.

Mostafa Argoun

رئيس التحرير ومدير المحتوى بالموقع،أحب ألعاب الفيديو منذ زمن بعيد، وأول لعبة قمت بتجربتها كانت لعبة فيلم هرقل (Hercules) علي الحاسب الشخصي. أحب ألعاب الRPG وخصوصًأ التي تهتم بالقصة وتفرعاتها، ولا مانع من ألعاب اللعب الجماعي التي تقدم شيئًا جديدًا، وتحترم وقت اللاعبين. أعمل في صحافة الألعاب منذ عام 2012 وأحب الكتابة كهواية جانبية.
زر الذهاب إلى الأعلى