في قائمة الألعاب التي حددت مكانة جهاز PlayStation 3، من المؤكد أن لعبة Uncharted 2: Among Thieves ستكون واحدة من أبرزهم. لم تحظ تكملة لعبة Uncharted: Drake’s Fortune التي صدرت عام 2007 بإشادة النقاد فحسب، بل حققت نجاحًا هائلاً للكونسول الثالث من Sony عندما تم إصدارها قبل 15 عامًا في 13 أكتوبر 2009. بل عززت أيضًا مستقبل Naughty Dog كمطور لألعاب المغامرات السينمائية التي تدور حول القصة. على عكس تاريخها مع ألعاب البلاتفورمر المبهجة مثل Crash Bandicoot وJak and Daxter من أجيال PlayStation السابقة.
حتى يومنا هذا، تظل لعبة Uncharted 2 واحدة من أفضل الألعاب الحصرية لجهاز PS3 وواحدة من أهم ألعاب PlayStation على الإطلاق. أردنا أن نلقي نظرة على ما جعل Uncharted 2 لعبة رائعة في أوجها ولماذا لا تزال تلقى صدى لدى اللاعبين بعد سنوات عديدة.
بداية Uncharted المتواضعة
عندما أطلقت Naughty Dog لعبة Uncharted: Drake’s Fortune لأول مرة على PS3، لم يكن من الواضح على الفور أن هذا سيكون الاتجاه الجديد الدائم للاستوديو. إنها لعبة ليس سيئة، لا تفهمني خطأ، لكن مشكلتها فقدانها لهوية خاصة بها، فكان Uncharted 1 مزيج بين لعبة Gears of War و أفلام Indiana Jones. حيث كانت المغامرة قصيرة نسبيًا واستخدمت بسخاء آليات أطلاق النار من خلف الحواجز التي أبتكرتها اللعبة الأسطورية Gears of War في العام السابق
كانت هناك ألغاز وعناصر قفز وتسلق، ولكنها كانت أقل أهمية مقارنة بالجرعة الزائدة من القتال. كما أن تشابه البيئات دفع بعض اللاعبين إلى التجول في المراحل متسائلين إلى أين من المفترض أن يذهبوا بالضبط. بالأضافة لبعض اللمسات الأركيدية مثل الأبراج والزلاجات المائية أو تركيبة قتال محددة تمنحك ذخيرة إضافية، وستحصل على بداية سلسلة لم تجد هويتها بالكامل في المرة الأولى.
تصحيح المسار مع Uncharted 2
كم هو رائع إذن أن تشعر لعبة Uncharted 2: Among Thieves بالثقة والنضج الكامل في دقائقها الأولى. تبدأ اللعبة بتسلق ناثان دريك للهروب من قطار معلق على حافة جرف ثلجي. لم يكن لدى اللاعبين أي فكرة عن السبب الذي أدى إلى ذلك، لكنهم انجذبوا إليها على الرغم من ذلك. ثم تنتقل اللعبة إلى الوراء لملء السياق المفقود، حيث تأخذ اللاعبين في رحلة بها المزيد من المؤامرات والتنوع مقارنة باللعبة الأولى. بينما كانت لعبة Drake’s Fortune محصورة في الغالب في بيئات الغابات الاستوائية والأطلال القديمة؟ تضمنت المغامرة العالمية في الجزء الثاني سرقة متحف وكهوف ثلجية وساحات معارك حضرية بالإضافة إلى الغابات المطلوبة والمعابد المليئة بالألغاز. كان طور القصة أفضل وتيرة، ووجدت توازنًا أقوى بين القتال والألغاز والقفز والتسلق من سابقتها. مما ساعدها أخيرًا على الشعور وكأنها مغامرة قابلة للعب على غرار سلسلة أفلام إنديانا جونز التي غالبًا ما يشار إليها بالسلسلة.
لم تتوقف تحسينات طريقة اللعب عند هذا الحد. لقد تم التركيز على تصميم المراحل بشكل أكبر حيث تم استخدام إشارات الألوان والدلالات المرئية لمساعدة اللاعبين على التركيز على وجهتهم التالية. كما كانت طريقة إطلاق النار أكثر سرعة وتوافقًا مع التوقعات المعاصرة للعبة إطلاق نار من منظور الشخص الثالث من فئة AAA. كما تم التغلب على مشكلة الموت الفوري في اللعبة الأصلية بسبب أخطاء بسيطة في التنقل، على الرغم من عدم إزالتها تمامًا، إلا أنها تم تسويتها بهامش لائق.
شخصيات جيدة وزعيم متواضع
يبدو أن لعبة Uncharted 2 تتبع في البداية النمط المتقطع لقصص المغامرات الكلاسيكية. حيث يكون للبطل طاقم دعم جديد من الشخصيات في كل إصدار. في البداية، يظهر كلوي فريزر و هاري فلين ليكونوا الأصدقاء الجدد للاعب، لكن هاري فلين يكشف عن نفسه كخائن بعد فترة وجيزة. ومن ثم يعود وجوه مألوفة من اللعبة الأولى مثل فيكتور سوليفان و إيلينا فيشر إلى أحداث القصة. لقد أعطى لم شمل نيت مع إيلينا وإعادة إحياء علاقتهما بدلاً من كلوي بمثابة خطوة موفقة للغاية. مع إعادة النظر في قصة حب نيت و إيلينا في كل إصدار لاحق. بلغ هذا ذروته في أحد أكثر التصويرات نضجًا وتكاملاً وأنتهى بالزواج في Uncharted 4: A Thief’s End.
النقطة الضعيفة الوحيدة في قصة Uncharted 2 هي الشرير، زوران لازاريفيتش. إنه شخصية مخيفة بلا شك، ولكن مثل معظم الخصوم الآخرين في السلسلة (باستثناء راف أدلر في Uncharted 4) فهو شخصية أحادية البعد موجودة ببساطة لتوفير عقبة يجب التغلب عليها. والقتال النهائي معه كان مخيبا للآمال. ومع ذلك، فإن كل شيء حدث رئيسي آخر في اللعبة كان ممتازاً، وبأتي في الوقت المناسب للحفاظ على زخم اللعبة.
أفضل لحظات اللعبة
في الوقت الذي تقدم فيه ألعاب AAA تجارب مشتتة بسبب محاولاتها لتوفير أكبر قدر ممكن من المحتوى. فمن المنعش أن ننظر إلى الوراء إلى تصميم Uncharted 2 البسيط والمدروس الذي يوجه اللاعبين دائمًا نحو إيقاع الحركة المثير التالي. بين تفادي الصواريخ من طائرة هليكوبتر أثناء القفز من سطح إلى سطح في نيبال. أو البقاء بالكاد أمام دبابة في قرية تبتية، أو الاضطرار إلى القفز بين المركبات في مطاردة قافلة مثيرة في الطريق إلى مدخل شامبالا. فإن اللعبة مليئة بالتسلسلات المصممة بخبرة والتي تضع اللاعب في قلب الحدث.
ولكن أفضلها على الإطلاق كانت مرحلة القطار في أول اللعبة، الذي يعد من أروع مراحلها. لقد كانت مرحلة ممتازة لدرجة أنه بعد محاولة التفوق عليه في مرحلة السقوط من الطائرة في Uncharted 3، ومطاردة السيارات في مدغشقر في Uncharted 4. استسلمت Naughty Dog ببساطة وأعادت تصميم مرحلة قطار أخرى في نهاية Uncharted: The Lost Legacy، وبالطبع لم يكن مثل الأصلي. إنه ليس فقط أكثر مرحلة لا تٌنسى في Uncharted 2، بل أيضًا مشهد أكشن تتمنى معظم الألعاب الحديثة اليوم في تطبيقه.
وبنفس الطريقة التي كانت بها مطاردة Shagohod في Metal Gear Solid 3، ومعركة Hydra الافتتاحية في لعبة God of War الأصلية من المشاهد المميزة للـ PlayStation 2، كانت مرحلة القطار في Uncharted 2 هو نفس الشيء بالنسبة للـ PlayStation 3.
تغير توجه ألعاب سوني
من المثير للدهشة أن ندرك أن لعبة Uncharted 2 أصبحت الآن في الخامسة عشرة من عمرها، ولكن عام 2024 هو أيضًا الذكرى السنوية الثلاثين لعلامة PlayStation التجارية. تم إصدار PS1 لأول مرة في اليابان في 3 ديسمبر 1994، ووصلت إلى أمريكا الشمالية وأوروبا في العام التالي. وهذا يعني أن لعبة Uncharted 2 تمثل نقطة المنتصف بين بداية PlayStation واليوم الحالي. حتى بعد هذه التفاصيل التافهة، عند النظر بصورة أوسع لتاريخ أجهزة الألعاب من Sony، فإن لعبة Uncharted 2 هي واحدة من أهم الإصدارات في تاريخ PlayStation.
في عصر PlayStation 1 و PlayStation 2، كانت أكبر إصدارات شركة سوني عبارة عن ألعاب سباقات/مركبات مثل Gran Turismo أو Twisted Metal، أو ألعاب منصات مثل Crash Bandicoot، و Spyro the Dragon، و Jack and Daxter، و Ratchet and Clank.
ولكن إذا كنت تبحث عن ألعاب أكشن تعتمد على السرد، أو ألعاب عالم مفتوح، أو ألعاب تقمص الأدوار (RPG)، أو عناوين رعب البقاء، فقد أعتمدت سوني على توفيرها بشكل عام من قبل مطورين الطرف الثالث، مثل سلسلة Grand Theft Auto من روكستار، وسلسلة Final Fantasy من سكوير، وسلسلة Resident Evil من كابكوم، أو ألعاب Metal Gear Solid و Silent Hill من كونامي.
ولكن قد تغير كل هذا في عصرPlayStation 3، حيث سعت سوني إلى إيجاد أسلوب أكثر تميزًا لاستوديوهاتها الداخلية. حيث راهنت سوني بشكل كبير على ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول مثل Resistance: Fall of Man من Insomniac و Killzone 2 من Guerrilla Games، ولعبة الأبطال الخارقين في العالم المفتوح inFamous من Sucker Punch، وبالطبع Uncharted من Naughty Dog.
تأثير Uncharted 2 على باقي ألعاب سوني
لقد حققت ألعاب Killzone وResistance وinFamous نجاحًا كافيًا لتصبح واجهة الـ PS3 وتحولهم لسلاسل. لكن Uncharted 2 هي التي وضعت القالب لألعاب المغامرات السينمائية والتي ستتحول إلى معيار لباقي ألعاب سوني في السنوات القادمة. منذ ذلك الوقت، اتبعت العديد من أكبر ألعاب Sony في تقليد هذا القالب وتقديم تجارب تقوم على السرد بصورة كبيرة.
1-فتم إعادة تصور God of War في عصر PS4 إلى تجربة أكشن سردية واقعية تأخذ العديد من العناصر السردية من The Last of Us، وتم تغيير شخصية كراتوس الأحادية لشخصية مركبة.
2-وتفتخر سلسلة Spider-Man من Insomniac بأنها تصور جديد تمامًا مختلف عن أفلام Marvel وبل وتنافسها.
3-وتقدم Horizon وتكملاتها عالم خيال علمي جاد من المفترض أن يأخذه اللاعب على محمل الجد
4-وتستلهم Ghost of Tsushima تأثيرها من أعمال Akira Kurosawa مباشرة على أكمامها.
لا يعني أن النمط القديم لألعاب PlayStation قد انتهى. فقد ظلت Ratchet & Clank موجودة وAstro Bot هي لعبة بلاتفورمر صغيرة رائعة ومبتكرة تسعى إلى ترسيخ شخصيتها الرئيسية كتميمة جديدة لـ PlayStation. ولكن التحول نحو الألعاب السينمائية التي تحركها السرد في النصف الأخير من عصر PS3 وما بعده أمر مستحيل تجاهله. وقد أرست Uncharted 2 هذا التحول لما ستصبح عليه سلاسل سوني الآخرى.
حتى في ذلك الوقت، لا تزال Uncharted 2 تقدم هذا المفهوم بأكمله بشكل أفضل من العديد من الألعاب التي تأثرت بها لاحقًا. حتى مع أجزاء Uncharted اللاحقة. ومن الرائع إعادة تشغيل اللعبة واكتشاف مدى سهولة لعبها ومدى سهولة الانجراف في أجواء المغامرة الشعبية والتشويق من حين للآخر. إنها شهادة على حرفية Naughty Dog وإبداعها في Uncharted 2 التي لا تزال تحفة فنية إلي اليوم كما كانت قبل 15 عامًا.
