عندما أنتهيت من تجربتي مع Legion الجزء الأخير من ثلاثية Watch dogs كانت لدي مشاعر مختلطة حول ما قدمته اللعبة من أفكار بعضها منقول من الأجزاء التي سبقت الجزء الثالث، وبعضها جديد. ولكن بشكل عام أعتبر أن هذه الإصدارة هي الأفضل في السلسلة بالنسبة لي، وهو إعادة إحياء لها بشكل ذكي، ومثير للإهتمام. وفي هذا المقال سأعرض عليك الأسباب ولك حرية الاختيار بالنهاية.
الجزء الأول من Watch Dogs مظلوم..
لا يمكنني ان أزعم أني أعرف ما كان يدور في خيال مطوري ومبتكري لعبة Watch Dogs الأولي،والتي تحولت إلي سلسلة ناجحة، ولكن أعتقد بأنهم لم يكونوا يخططون لدخول السوق الذي تسيطر عليه سلسلة Gta بشكل محكم، غير قابل للتطويع، ولكن عوضًا عن ذلك أعتقد أنهم كانوا يحاولون تقديم تجربة تشبه أساسينز كريد في العصر الحديث، أو إجابة على سؤال ماذا سيكون شكل العالم، لو وجد فيه مجموعة من المخترقين المحترفين، واستمر اعتماد البشر على التكنولوجيا بهذا الشكل الخطير. هذه الأفكار ليست بجديدة بالمناسبة، وقد ناقشتها ألعاب أخري سابقًا مثل Dues Ex لكن من زاوية أخري قد نتحدث عنها في مقال لاحق. لكن Watch Dogsز كان لها أسبقية وضع اللاعبين في دور أحد هؤلاء المخترقين، أو “الأساسينز” الذين يستخدمون الشبكة سلاحًا فتاكًا بين أيدهم، لا يعرف الكثيرين كيف يستغلوه بهذه الكفاءة.
مشكلة سلسلة Watch Dogs منذ بدايتها، كانت متمثلة في العرض الذي تم الكشف عنه في E3 2012، والذي أجبر اللاعبين على وضع العنوان الذي رأوه في مقارنة مباشرة مع سلسلة GTA. حتي وأن البعض قد تحمس للعبة فقط لهذا السبب، لكونها “GTA + Hacking” وهو أمر صعب من مهمة المطورين في إرضاء الأذواق، خصوصًا وأن أي معركة تنافسية بين أي لعبتين تكون إحداهما هي سلسلة Gta فليس هناك سوي نتيجة واحدة. Gta تتفوق على الجميع من حيث الجودة، والتجدد.
إصدار Watch Dogs 2 لا يأخذ نفسه على محمل الجد
الإصدارة الثانية أخذت خطوة للوراء،وحاولت الخروج من ظل GTA وفي الحقيقة على الرغم من كونها إصدارة ذات مستوي جيد، إلا أن تلك الخطوة كانت هامة، لأن السلسلة لم تكن لتصبح رائدةً في تصنيف “ألعاب الجريمة” وإنما المجال أمامها بات مفتوحًا على مصرعيه في تصنيف جديد، صنعته عقول المطورين في يوبي سوفت بأنفسهم، وهو ما يثير إعجابي بشدة على الرغم من أني لا أعتبر نفسي “محب كبير” لهذا النوع من الألعاب.
إذًا إعادة التصنيف هنا حتمية. ولكن أي تصنيف أصبحت عليه اللعبة بعد الجزء الثاني؟ في الحقيقة لم استطع الخروج من عصفي الذهني بلفظ واحد يصف تجربة Watch dogs 2 وصف دقيق، ولكني أستطيع بكل سهولة أن أصفها لك بشكل مفصل -في حالة لم تجربها بعد- فهي لعبة هدفها الأول والأخير أن تشبع نزعة المخترق بداخلك، وتضعك في أجواء القرن الواحد والعشرين حيث الاعتماد الزائد على التكنولوجيا، والشركات الناشئة، وسيليكون فالي، حيث المليونيرات أصحاب الأعمار الصغيرة. يمكنني أيضًا تشبيه التجربة بما لو كانت لعبة Hacker simulation شيء حقيقي.هي مثل مسلسل كوميدي عن عالمنا، وهو ليس بالضرورة شيء سيء لكنه لم يعجبني على الإطلاق. قصة اللعبة كانت جيدة، تدور حول مجابهةالعامة لأصحاب الشركات الذين يستغلون التكنولوجيا لصالحهم، لكنها كانت أبعد ما يكون عن ما انتظرته من سلسلة Watch Dogs خصوصًا بعد التوقعات التي وضعها لي الجزء الأول. حتي بعد أن أدركت أن اللعبة تريد تقديم شيء خاص بها، وعلى الرغم من احترامي لهذا لكني لم أكن ممن وقعت في حب المسار الجديد الذي اتخذته تلك السلسلة، ولذلك لم أنتظر الإصدار الثالث.
الجزء الثالث : الخلطة السرية التي قد تكون مستقبل السلسلة
مع وجود الجزء الثالث في الأسواق لم أستطع منع نفسي من تجربته وتقييمه، ووجدت بأنه أخذ خطوات أكبر وأكثر جرأة نحو ما أراد الجزء الثاني الوصول إليه، ومن خلال ملاحظة مراحل تطور ألعاب يوبي سوفت الأخري -كلها تقريبًا- سنلاحظ أن سلسلة أساسينز كريد أيضًا كان من المخطط لها منذ إصدارة أوريجنز أن تصبح لعبة تحت تصنيف الأر بي جي، تحذو حذو لعبة The Witcher، ولكن لا يوجد لعبة أر بي جي بلا اختيارات ومسارات قصصية مختلفة، صحيح؟ لم نري ذلك سوي في الجزء التالي، أوديسي، وأعتقد أنه تم الوصول إلي كامل الأفكار التي تم التخطيط لها مع إصدارة فالهالا، وهو ما حدث مع Watch Dogs. أكره تلك الألعاب التي لا تقوم بتحول تدريجي لأنها قد لا تنفذ أي الجانبين بشكل صحيح، ولذلك لم أكن من محبي Watch Dogs 2، ولكني أستطيع القول أن الجزء الثالث أخذها أقرب إلي تصنيف انا من أشد معجيبه وهو الImmersive sim (المحاكاة الغامرة).
هذا النوع من الألعاب باختصار يقوم على تصميم مجموعة من الأنظمة، ويكون على اللاعب أن يستخدم مزيجًا بين هذه الأنظمة في كل مرة يفكر في اجتياز مهمة ما تسندها اللعبة إليه. أحد أشهر الألعاب التي تندرج تحت ذلك التصنيف هي سلاسل Hitman و Dishonored و Dues Ex.
Watch Dogs ليجن ليست بنسبة 100% مثل هذه الألعاب، ولكنها نجحت في تقديم مجموعة من الأنظمة التي يمكن استغلالها لاجتياز المهمات، والمزج بينها لتنويع اسلوب اللعب، وفي الكثير من الأوقات كانت اللعبة تكافئني على الارتجال بشكل جيد – لكن ربما عليهم العمل على هذا الجانب أكثر لاحقًا-
هناك أربعة عناصر محورية في تركيبة Watch Dogs أضافت منهم الإصدارة الأخيرة نظام واحد فقط، وقد يعتبر هذا النظام هو القطعة التي كانت تنقص الأحجية منذ البداية. الأنظمة الأربعة هي :
1- نظام الاختراق (التهكير) منذ الجزء الأول
2-أنظمه التحكم في العناكب والطائرات الآلية وتصميم البيئات المتوافق معه منذ الجزء الثاني
3-نظام إمكانية تجنيد أي شخصية في عالم اللعبة والذي ظهر في ليجن.
4-الخروج بالقصة من المعاصرة إلي المستقبلية
خلال تجربتي للعبة كنت أمتلك أربعة عملاء لا أستطيع الاستغناء عنهم، أولهم هو عميل بادوات جاسوس:
سيارة قابلة للتخفي، تطلق صواريخ عند اللزوم (نظام معارك سيارات) وساعة تفسد أسلحة الأعداء، ومسدس بكاتم للصوت لا يملكه غيره. كان من المنطقي أن أستخدم ذلك العميل في جميع المهمات التي تطلبت تخفي أكثر من المعتاد، أو فعالية للأسلحة لأن معظم الأسلحة مع الشخصيات الاخري هي ليست أسلحة نارية في الأساس، ولكن وجود عميل آخر يملك إمكانية استدعاء طائرة بضائع جعلني في حيرة من أمري بينهما، لأن الدخول إلي أي مكان من خلال الأدوار العالية، أو النوافذ المفتوحة هو حل فعال لمن يريد تجنب المواجهة، وصدقني أنت تريد تجنب المواجهة لأن المعارك في اللعبة ليس بالسهلة، خصوصًا لو كنت قد فعلت خيار الموت الأبدي للشخصيات التي تفقدها. هناك أيضًا شخصية كانت تملك ميزة استدعاء عنكبوت آلي في أي وقت، وهو ما قد يسهل عليك أن تقوم ببعض المهمات دون حتي التواجد في المكان التي تطلب منك اللعبة التواجد فيه. فتارة وجدت نفسي في لعبة تخفي أتحكم بعميل بشري، وتارة أخري لعبة تخفي للعناكب! تضيف أيضًا تطويرات الشخصيات ميزات أكثر تجعل من التقدم في اللعبة شيء ممتع، بل ولا غني عنه أبدًا.
هذه العناصر جعلت من تجربة Legion شيء أكثر جاذبية من الجزء الثاني. القصة في مدينة جديدة تمامًا وهي لندن، لم نري ألعابًا كثيرة تدور احداثها في لندن المدينة العريقة، ذات الشوارع الضيقة التي لا تشجع كثيرًا على القيادة، ولأن اللعبة هي لعبة مستقبلية -بعض الشيء- توفر لعب سبل تنقل أخري مثل طائرة البضائع والتي تعتبر عنصر مهم لاسلوب اللعب، كما أن البيئات مصممة لتكون أكثر أفقية عن ذي قبل، ومتوافقة أكثر مع مختلف الإمكانيات التي يوفرها لك العملاء الذين تقوم بتجنيدهم. في النهاية هي ليست اختيارات غير محدودة كما حاولت دعاية اللعبة تصويرها، ولكنها موجودة بوفرة كافية لجعل ثلثي عمر تجرتك ممتع ومتنوع، والثلث الأخير فقط متكرر.
في النهاية، أعتقد أن مستقبل Watch Dogs مجهول الآن لأن ليجن لم تحقق النجاح الذي كان الناشر يتمناه، ولكنها لعبة جيدة، وممتعة، على الرغم من عيوبها الواضحة المتعلقة بالتكرار وغياب عنصر الشخصية الرئيسية، ولكن علينا ألا ندع جودة المنتج النهائي تنسينا بأن تلك اللعبة أخذت خطوة كبيرة نحو شيء خاص بهم. ربما ليس أصليًا 100%، ولكنه مزيج بين مجموعة من الأشياء التي لم تكن لتجتمع لولا watch dogs legion! كما وأنه يتم دعمه بشكل عظيم منذ الإصدار بمحتويات إضافية ممتازة. أعاد لي الجزء الثالث اهتمامي بالسلسلة، وأتمني أن تخطو المزيد من الخطوات نحو تلك الهوية الجديدة، ولكن ربما عليهم كتابة قصة أفضل من ذلك، هل نسوا كيف يكتبون القصص الممتازة في يوبي سوفت؟
