مقالات

جيل الريميك والريماستر ...ما سبب شح الألعاب القوية والجديدة على الجيل الحالي من الكونسول؟

أين الألعاب ؟

أين الألعاب؟ لماذا تشعر بأن هذا الجيل ينقصه شيء؟. لماذا يبدوا متجر Xbox Series أو PlayStation 5 كأنه فارغ؟ أين المشاريع القوية أين العناوين الملهمة؟ هل تسائلت يوماً هذه الأسئلة عزيزي القاريء؟ أحب أن أطمئنك أنك لست وحدك. بكل بساطة الجيل التاسع هذا هو جيل يشهد فترة سيئة بالنسبة للكونسول وهذا بسبب شيء واحد رئيسي وهو قلة أصدارات الألعاب القوية والثورية

الألعاب القوية الثورية والجديدة هي وحدها من تشعرك بمدى قوة كل جيل. وقلة تلك الألعاب تسبب لك شعور شح الألعاب هذا على الرغم من كثرتها فعليا في متجر الأكسبوكس والبلايستيشن. ولذلك في هذه المقالة سنتحدث سوياً عن اسباب شح الجيل الحالي من الكونسول من هذه الألعاب القوية الثورية.

نظرة سريعة عن الأجيال السابقة

عندما نتحدث عن الجيل الخامس سنذكر ألعاب أحدث نقلة ثورية ومنعطف عملاق مثل Crash Bandicoot و Tomb Raider و Resident Evil و Metal Gear Solid و Super Mario 64 و Zelda Ocarina of Time و FIFA و Castlevania SoTN و Final Fantasy IX و Need for Speed.

وعندما نتحدث عن الجيل السادس سنذكر ألعاب مثل Halo التي صنعت ثورة في عالم ألعاب منظور الشخص الأول والاونلاين. نذكر لعبة GTA III التي أحدث نقلة عملاقة في ألعاب العالم المفتوح، وGod of War و Half Life و Resident Evil 4 و Devil May Cry و Shenmue و Forza Motorsport و Metroid Prime و Shadow of the Colossus و Prince of Persia.

وعندما نذكر الجيل السابع سنتفاجئ بكل من Gears of War و Red Dead Redemption و Call of Duty و Battlefield و Skyrim و Fallout و Fable و Uncharted و Dark Souls و Last of Us و Bioshock و Mass Effect و Dragon Age و LA Noire و Assassin’s Creed و Borderlands و Batman Arkham و Far Cry و Dead Space و Left 4 Dead كان هذا أفضل جيل في رأي

وفي الجيل الثامن عندنا The Witcher 3 و Red Dead Redemption 2 و Bloodborne و Fallout 4 و Shadow of Mordor و Overwatch و Monster Hunter World. كان جيل أقل من ناحية الاصدارات القوية ولكن لايزال يمتلك بعض الالعاب القوية للغاية

أما بالنسبة للجيل التاسع فماذا عندنا؟ Elden Ring ؟ Baldur’s Gate III هؤلا فقط! بجانب أنهما ليستا ألعاب لجميع الناس. أعتقد الآن وصلت وجهة نظري, ولذلك في السطور القادمة سأشرح لماذا شحت الاصدارات القوية من الالعاب هذا الجيل.

1- السعي خلف الكمال التقني والتعقيد بدون رؤية محددة

الالعاب هدفها هو التسلية! قضاء وقت بطريقة ممتعة. وهذا ما كان يميز الألعاب قديماً، لكن الآن جميع الشركات الكبيرة تصرف مئات الملايين في تطوير لعبة واحدة لتكون بها كل شيء. رسوميات واقعية جبارة، عالم مفتوح ضخم وساحر يحتاج منك عشرات الساعات، أسلوب لعب اكشن وتخفي وكل شيء يمكن تضعه في الخلطة ضعه. وفي النهاية المنتج عبارة عن مسخ ليس له هوية. مثال على ذلك هو لعبة Assassin’s Creed كيف كانت سلسلة ألعاب جميلة للغاية في الجيل السابع وبداية الجيل الثامن. ولكن أبتداءاً من 2017 والي الآن أصبحت Assassin’s Creed أشبه بلعبة بها أفكار مجموعة ألعاب مختلفة عن بعض. أدى هذا الشيء الي فقد اللعبة لهويتها التي عرفها بها اللاعبين، أصبحت كمنصة بها كل الافكار التي تريد تضعها Ubisoft لجعلها لعبة أضخم، ظناً منها أنها ستبيع أكثر هكذا. وهذا أمر خاطئ لأنه بكل بساطة لا يمكنك أن تكون جيداً فكل شيء.

أغلب الألعاب التي نحبها، كانت بسبب انها ركزت على تجربة معينة تريد أن تقدمها فأبدعت بها.عدم وجود رؤية لفكرة اللعبة من البداية، والتركيز الأكبر على تضخيم الايرادات. هو السبب في جعل الألعاب ليس لها طعم، للأسف أغلب مشاريع الألعاب تتسم بهذا النهج ولذلك أصبحت الألعاب القوية والملهمة عددها قليل.

ليست هذه هي المشكلة الوحيدة عندما تسعى الشركات بأن تكون ألعابها ضخمة في عالمها وقوياً تقنياً. هذا التوجه يتسبب في المشكلة الثانية وهي طول مدة التطوير. حسنا الشركات تصعبها على نفسها وهذا أمر غريب. مثال على ذلك شركة Rockstar Games كان تصدر ألعاب بشكل سنوي منذ نشأتها في عام 1999 والي 2013 كل سنة لهم فيها لعبة. لكن الآن ماذا حدث لهم ؟. في الجيل الثامن لم يصدروا سوا لعبة واحدة وهي العظيمة Red Dead Redemption 2 بالطبع هي لعبة عظيمة ولكن لعبة واحدة لا تكفي. وماذا عن الجيل الحالي؟ صفر ألعاب منهم الي الان. هذه المشكلة تقريباً عند كل الشركات وليست فقط Rockstar. وبالتالي قلة الاصدارات أدت الي شح الألعاب القوية.

2- تكلفة الأنتاج الباهظة واللعب على المضمون والريميكات

لا يخفي على أحد أن صناعة الألعاب صناعة مكلفة وباهظة جداً. فقد تتكلف صناعة ألعاب AAA في أحياناً كثيرة مئات الملايين الدولارات. كل دوائر الأنتاج أصبحت مرتفعة. وهذا بسبب عوامل كثير مثل التضخم والتراخيص والتسويق ولكن هناك سبب آخر وهو السعي خلف الكمال التقني كما ذكرنا بالأعلى. ولكي تصنع لعبة كبيرة معقدة يجب ان توفر عدد موظفي كثر وهذا يترجم الي رواتب كثير. والمصيبة الأكبر ان بعد كل هذه التكاليف فمن المرجح جدا ان اللعبة تفشل في النهاية تجارياً وتخسر الشركة كل الاموال التي صرفتها على هذه اللعبة.

لذلك لجأ جميع الشركات الي اللعب على المضون، عن طريق تقديم نفس الافكار التي سبقت لها النجاح من قبل بدون تغيير. فأصبح المطورين لا يأخذون المخاطرة في تقديم شيء مبتكر وجديد. أصبحت الألعاب تشبه بعضها بعضاً. لا يوجد هذا الشيء المميز الذي يجزبك لتجربتها إلا قليلاً. خوف الشركات من الخسارة ولعبها على المضمون سبب رئيسي في شح أصدارات الألعاب القوية الملهمة، لأنه الالعاب الثورية لا تكون ثورية إلا بتقديم أفكار مبتكرة.

على الجانب الاخر ذهب كثير من شركات أخرى الي عمل ريميك أو ريماستر لسلاسل ألعاب ناجحة قديمة لهم. قد يكون الريميك لبعض الألعاب شيء مقبول جداً، ولكن ليست كل الالعاب القديمة تحتاج الي ريميك (عن Last of Us أتحدث). للأسف ماسورة الريميكات لا تغلق لدرجة أن في العام الماضي كان لدينا أكثر من 10 ألعاب ريميك وريماستر. وهذا العام نشهد عودة كونامي للساحة ولكن للاسف بألعاب ريميك أيضاً. حسناً اين الألعاب الجديدة؟ حقاً أنه جيل الريميك

3- حشر الاجندات الفكرية الشريرة وفرضها على اللاعبين

حتى عندما أخيرا نجد لعبة تحمل الآمال بأن تكون من ضمن الألعاب الثورية. تجدها عبارة عن عش أجندات. ذهبت العضلات وجائت شخصيات مخنثة. للأسف فرض ايدولوجيات الشريرة التي تدعوا الي تمكين الشواذ والمتحولين والمرأة والسود خرب متعة تجربة ألعاب كثيرة كنا نحبها. للأسف الشركات لا تحشر هذه الأفكار في عنواين جديدة وفقط. بل حتى في سلاسل ألعاب موجودة عملوا على تشويها مثل لعبة Saints Row 2022 التي أصبحت عبارة عن مستنقع لفكر الـDEI.

هذا بجانب حشر الاجندات يتسبب في جعل الألعاب سيئة. لأن الشركات تهتم بتضمين هذه الأفكار الخبيثة في ألعابهم أكثر من الاهتمام بجودة ألعابهم. ويمكنك قراءة المزيد عن هذا الموضوع من خلال هذه المقالة (أجندة تشويه صورة الشخصيات النسائية أسوأ مما تظن)

4- كثرة الألعاب المستقلة

كونسول

سبب آخر للشعور بقلة الاصدارات القوية رغم أمتلاء المتاجر الرقمية بالألعاب. هو في حقيقة الأمر ان أكثر من 60% من هذه الألعاب هي ألعاب Indie مستقلة. حسناً انا أعشق الكثير من الألعاب المستقلة, فهي ألعاب لا تخشى المخاطرة من تقديم أفكار جديدة. فأصبحت الألعاب المستقلة هي بمثابة تعويض لنقص الأبتكار في ألعاب الـAAA

ولكن تظل الألعاب الصغيرة صغيرة والألعاب الكبيرة كبيرة. فأزدحام المتاجر الرقمية في الاكسبوكس والبلايستيشن بالألعاب ماهو الي وهم بسبب كثرة الألعاب الاندي والتي لن تصبح من الألعاب الثورية مهما كانت جودتها.

5- تحكم الأعلام و السوشال ميديا في الرأي العام ونجاح الألعاب

كونسول

للأسف الشديد هناك ألعاب أقل ما يقال عنها ألعاب عظيمة ولكنها تم ظلمها بطريقة بشعة من الأعلامين ومثال على ذلك لعبة Sunset Overdrive من ميكرو أو Days Gone من سوني، ألعاب أحبها في الغالب كل من لعبهم. ولكن لم تأخذ حقها من الاشادة من قبل الأعلامين وهي تستحق. وبالطبع أثر هذا سلباً وفي الأغلب لن نرى لهم جزء ثاني على الاطلاق. هذا بجانب موزعي الجوائز واهمهم حفل The Game Awards الذي نجح في جعل اللاعبين يظنون ان اللعبة لن تصبح جيدة حقاً إلا اذا حصدت بعض الجوائز من هذا الحفل التجاري.

وفي الجانب الآخر قد تكون اللعبة سيئة جداً. ولكن بفضل السوشال ميديا، تشهد اللعبة أقبالاً تاريخياً عليها تسبب في نجاحها. مما أدى إلي محاولة تقليد شركات الألعاب لها على الرغم من عدم جودتها. مثال على ذلك ألعاب الرعب التي تعتمد فقط على الجري مثل Outlast. لماذا ألعاب لا أقاتل فيها وفقط كل ما أفعله هو الجري.

6- تجربة الألعاب على الكونسول اصبحت سيئة على عكس الـPC

كونسول

لطالما كانت الكونسول هو المكان للأستمتاع بأفضل تجربة لعب على الاطلاق. ألعاب optimized بصورة جيدة جداً على الكونسول. الألعاب تنزل عليه أولا، والكثير من الحصريات. وفوق كل هذا الكونسول يوفر لك أموالك بسبب رخصه مقارنة بالحاسب الشخصي، كما انك لن تحتاج الي تغييرة بأستمرار لتحسينه. ولكن أصبح هذا قديماً!. الأن اصبح تقريباً لا يوجد حصريات فسواء سوني وميكرو يطلقون ألعابهم عليه. وكذلك جميع شركات الطرف الثالث. أصبح لدى الحاسب الشخصي أكبر متجر ألعاب موجود في العاب وهو متجر Steam به كل ما تتمناه من ألعاب قديمة وجديدة.

أصبح أيضأ لا تحتاج الي شراء جهاز PC قوي وغالي. فبفضل التقنيات التي تقدمها كلاً من Nvidia و AMD يمكنك الآن شراء قطع متوسطة القوى والأستمتاع بأداء أفضل من الكونسول. كما لا يمكننا أبداً نسيان بأنه يمكنك اللعب أنولاين مجاناً على الحاسب الشخصي على عكس الكونسول الذي يجبرك على دفع اشتراك لكي تلعب أونلاين.

7- التركيز على الألعاب الخدمية والأبتعاد عن الألعاب الفردية

كونسول

كما تعلمون فأن أغلب الألعاب الثورية تكون ألعاب فردية. وذلك بسبب أن المطور يضع جهد كبير في الألعاب الفردية، على عكس ألعاب الأولاين التي لا تحتاج الي كل هذا التعب في التطوير لأنها ممتعة بذاتها بسبب اللعبة الجماعي. ليس هذا فحسب بل أن الألعاب الخدماتية قد تدر أموالاً وارباحاً طائلة اذا نجحت أكثر بكثير من الألعاب الفردية ولنا في ألعاب مثل Fortnite و Call of Duty وغيره.

لذلك أتجه 95% الشركات الي العمل على الألعاب الخدماتية، عسى أن تنجح منهم لعبة تجعلهم يحصدون الأموال حصد. للاسف هذا لا يحدث، لأنها أغلبها ألعاب ذات محتويات ناقصة بالاضافة الي أن السوق تشبع من هذه الألعاب. ومهما كانت جودة تلك الألعاب الخدماتية فمن الصعب ان تأخذ لقب لعبة ثورية مثل الألعاب الفردية. ولذلك سنظل نشعر دائماً بشح الألعاب بسب كثرة الالعاب الخدماتية على حساب الألعاب الفردية.

أنه من المؤسف أن الشركات أصبحت تتعامل مع الألعاب كمنتج تجاري بحت، وليس عمل فني أبداعي. لدرجة ان تطوير الألعاب عند كثير من الشركات وصل لمرحلة التفكير أولا في كيف ستدر لعبة ما الأموال قبل ان يفكروا فيما ستكون هذه اللعبة من الأساس.

كانت هذه العوامل السبع التي تتسبب في الشعور بقلة وشح الإصدارات القوية والجديدة على الجيل الحالي من الكونسول. نتمنى أن يتحسن الوضع وأن تستمع الشركات لصوت العقل مرة.

Ahmed Sami

مدمن فيديو جيمز، أعشق جميع انواع الالعاب، ولكن أقربهم إلي قلبي هي الالعاب الاستراتيجية، احب ان أتعمق في تصماميم الألعاب وفكرتها وتاريخ تطويرها والفرق المطورة وصناعة الألعاب ككل
زر الذهاب إلى الأعلى