مقالاتهواتف

الصراع الصيني الأمريكي: هل يتكرر سيناريو Hauwei مع Xiaomi؟!

يبدو أن التنافس بين الصين والولايات المتحدة لا يقتصر على شبكات الجيل الخامس 5G والسادس 6G فحسب، بل إن هدف الأخيرة القضاء على كل ما هو صيني ومنعه من الوجود بكافة الطرق، وقد تكون Xiaomi التالي، فهل يتكرر صراع Hauwei و Apple مجدداً ولكن مع Xiaomi؟ هذا ما سنجيب عليه.

تصريح Lei Jun المدير التفيذي لشركة Xiaomi المثير الجدل!

يبدو أن أهداف Xiaomi لا تختلف كثيراً عن Huawei، فكلتاهما تسعيان إلى الوصول إلى القمة أي تضعان Samsung نصب أعينهما، فحسب South China Morning Post، فإن Lei Jun المدير التنفيذي لشركة Xiaomi قد صرح بما يلي:

نسعى لمنافسة Apple بشكل كامل فيما يخص المنتج والتجربة لنصبح أكبر شركة في قطاع الهواتف الذكية الرائدة خلال الثلاث سنوات القادمة.

تصريح Lei Jun على منصة Weibu الصينية
Lei Jun

تسعى Xiaomi والشركات المصنعة الأخرى حسب وصف Lei Jun إلى أن تملأ الفراغ الذي تركته Huawei بعد سقوطها، وقد اجتمعت إدارة الشركة مطلع العام الحالي في نفس اليوم الذي صرح فيه Jun بأن المنافسة في ساحة الهواتف الرائدة: “مسألة حياة أو موت”، وهذه الجملة تذكرنا بما قاله رئيس Hauwei عدة مرات حول أن بقاءهم مسألة حياة أو موت أيضاً.

ما سر صراع Hauwei و Apple؟ وكيف انتهى؟

قد تظن أن مشكلة Huawei مع الولايات المتحدة قد بدأت مع التنافس على شبكات الجيل الخامس 5G ولا يتعلق بالهواتف الذكية، ولكن هذا ليس صحيحاً، فإذا تتبعت منافسة Huawei مع شركتي Samsung و Apple فستجد أنها أخذت -متخطيةً الأخيرة- المركز الثاني خلال الربع الثاني من عامي 2018 و 2019 على الترتيب، وكادت تكون Huawei أكبر بائع سنوي للهواتف بدلاً من Samsung!

ولكن هذا لم يحدث لأن الولايات المتحدة قد منعت الشركات الأمريكية وشركات الدول الحليفة من التعامل مع Huawei بحجة التجسس، وذلك لمنع الصين من الحصول على شبكات الجيل الخامس 5G قبلها، وبالفعل نجحت الولايات المتحدة في تركيب شبكات الجيل الخامس قبل الجميع حسب Reuters ومنعت Huawei من الوصول إلى ما هدفها.

هل تشكل Xiaomi خطراً حقيقياً كما في أيام مجد Huawei؟

الحقيقة أن Xiaomi يمكن أن تشكل خطراً حقيقياً على Samsung و Apple، كما أن لديها قدرة كبيرة على التأثير في السوق، فرغم أنها شركة ناشئة مر على تأسيسها 12 عاماً فقط، إلا أنها تتمتع بمرونة كبيرة وسيطرت على سوق الهواتف الذكية في العديد من الدول بفضل تسعيرها الممتاز وجودة منتجاتها العالية، فقد أصبحت Xiaomi في الربع الثاني من عام 2021 أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم.

إذا تمعنت النظر في سياسة شركة Xiaomi وخصوصاً في الهواتف، ستجد أنها تتمحور حول تخصيص هامش ربح بنسبة 5%، وتحصيل أرباح أخرى من الخدمات المدمجة في واجهة MiUI، وتأتي هواتفها بأقوى عتاد تقني في السعر وأفضل الخامات، وتعتمد على شركة Foxconn في تصنيع هواتفها وهذه الأخيرة بالمناسبة أحد مصنعين اثنين لهواتف iPhone، ولذلك فإن Xiaomi تخطت Huawei في هذه النقاط.

لكن يؤخذ على Xiaomi سياستها الغريبة في تفرع علامتها التجارية الأصلية Xiaomi -سابقاً Mi- إلى عدة علامات تجارية أخرى أهمها Redmi و Poco، والمشكلة أن فئات الهواتف داخل كل علامة تجارية كثيرة، بل إن الهاتف الواحد يكون تحت علامتين تجاريتين مع اختلاف الأسماء! ويزداد الأمر سوءاً مع الكميات الضخمة التي تبيعها، وهنا تكون مسألة جودة تجربة السوفتوير صعبة التحقيق حتى في علامة Xiaomi نفسها!

Xiaomi

وكثيراً ما انتقدت Xiaomi لنقص الإبداع في هواتفها، وخصوصاً في التصميم وعدم استغلال قدرات الجهاز على أكمل وجه، ولكن صرح Lei Jun بأن الشركة ستستثمر حوالي 15 مليار دولار على قطاع البحث والتطوير “R&D” خلال الخمس سنوات القادمة، وإذا ما ركزت Xiaomi على حل مشاكل واجهة MiUI بشكل أكبر، فستكون Huawei عديمة القيمة أمام التنين الجديد!

هل حاول أحدهم كبح جماح هذا التنين الصيني؟

بالطبع لن تشاهد الولايات المتحدة تصاعد دور Xiaomi كل يوم عن الذي قبله ولا تقوم بأي فعل لمنع هذا الصعود، فقامت وزارة الدفاع الأمريكية “Pentagon” -بناءً على أمر تنفيذي من الرئيس السابق ترامب- في 15 يناير 2021 بإدراج Xiaomi في قائمة “الشركات العسكرية الصينية الشيوعية” بحجة ارتباطها بالجيش الصيني، وأمرت الحكومة الأمريكية جميع المستثمرين الأمريكيين أن يقوموا بسحب استثماراتهم من الشركة خلال عام، وربما كانت نية الحكومة بعدها حظر Xiaomi نهائياً مثل Hauwei.

Xiaomi

وضع Xiaomi في هذه القائمة كان شيئاً صادماً للجميع، فكيف تكون هذه الشركة التي تقوم بإنتاج جميع الأجهزة من المصابيح مروراً بالهواتف الذكية وصولاً إلى الروبوتات تتعاون مع الجيش الصيني؟! كما أن Qualcomm الأمريكية لصناعة أشباه الموصلات من أوائل المستثمرين فيها، وهذا الحظر كان سيجبر هذه الشركة على سحب استثماراتها، ولقد كانت الأخير حقاً مهمة لأن Xiaomi لم تتأثر عكس باقي الشركات بأزمة أشباه الموصلات عالمياً وخصوصاً في المعالجات بفضل Qualcomm.

نفت Xiaomi ادعاءات وزارة الدفاع ووصفت أمام القضاء أن الوضع “غير دستوري وغير قانوني”، فحُكم بوقف تنفيذ القرار لأنه صدر معيباً، وفي 25 مايو صدر حكم قضائي بإزالة Xiaomi من القائمة المذكورة، ورغم ذلك فقد صرحت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض حسب Bloomberg أن الحكومة ما زالت قلقة بشأن الاستثمارات الأمريكية في الشركات المرتبطة بالجيش الصيني.

الخلاصة:

تحقق Xiaomi نجاحات كبيرة لم تصل إليها Huawei، فقد استطاعت الأولى الصعود بقوة في خلال 12 عاماً والاصطدام بعمالقة التكنولوجيا وخصوصاً Samsung و Apple، وتظل جزءً لا يتجزأ من التنافس التجاري بين الصين والولايات المتحدة، وقد يختلف الجميع بين مؤيد ومعارض لوجود Xiaomi، ولكن لا يستطيع أحد إنكار أنها الوريث الشرعي حتماً بعد العظيمة Huawei

Mohamed Tahazohier

رئيس قسمي التقنية والهاردوير في Games Mix ومدير محتوى بفروعها. خبرة تفوق 5 سنوات في التقنية وخصوصاً الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب. مهتم بصناعة الألعاب، ومحب لألعاب الشوتر والخيال العلمي. مؤسس صفحة تطبيقك على فيسبوك.
زر الذهاب إلى الأعلى