غالباً ما يكون أداء الألعاب المنخفض أمراً متوقعاً لك إذا كان حاسوبك المخصص للألعاب من الفئتين الاقتصادية أو المتوسطة، وخاصةً إذا كنت مهتماً بالتقنية وتعلم جيداً قدرات حاسوبك مثلنا. أما إذا كان حاسوبك من الفئة العليا، فغالباً ما تكون مشكلات الأداء أمراً نادراً. أليس كذلك؟ للأسف الشديد، لا. قد يكون عتاد حاسوبك قوياً، إلا أنه ليس منيعاً من مشكلات الأداء، حيث توجد أسباب خفية لبطء حاسوبك نستعرضها بهذه المقالة.
فوق مستوى الشبهات: احذر الملحقات ذات معدل النبضات المنخفض

ثمة خطأ يرتكبه الكثير من اللاعبين ونعتبره فادحاً، ألا وهو الاقتصاد في شراء ملحقات الحاسوب رغم إنفاق مبالغ طائلة على مكونات الحاسوب الأخرى، والنتيجة؟ حاسوب باهظ الثمن يفوق معاش تأمينات جدك خلال آخر بضعة سنوات مع ملحقات أثرية بتكنولوجيا تعود للحقبة السوفييتية اشتراها والدك خلال فترة شبابه!
تتميز هذه الملحقات العتيقة بمعدل نبضات بطيء مثل سرعة سير السلاحف، حيث يبلغ معدل نبضاتها، وهو إشارات الأوامر المُرسلة للحاسوب خلال ثانية واحدة، نحو 125Hz فقط، في حين تدعم الملحقات الحديثة المخصصة للألعاب الآن 1,000Hz، بل يدعم بعضها معدل نبضات 8,000Hz. قد تكون الملحقات القديمة سبباً لبطء حاسوبك، ولذلك يجب عليك ترقيتها فوراً.
ما وراء الكواليس: قد تكون التطبيقات المتطلبة في الخلفية سبباً لبطء الحاسوب

قد تعتقد خطأً أن تأثير التطبيقات المتطلبة في الخلفية عبر حاسوب من الفئة العليا، ولنقل أنه مزود بمعالج Ryzen 7 9800X3D وبطاقة رسوم RTX 5080، سيكون محدوداً. ولكن في الحقيقية، قد يتأثر أداء حواسيب الفئة العليا في حال وجود تطبيقات متطلبة في الخلفية تستهلك موارد الحاسوب بشراهة، سواء كانت تطبيقات RGB خارجية مثل SignalRGB، أو تطبيقات المصنعين مثل ASUS ArmouryCrate.
قد تكون هذه التطبيقات غير ضرورية أثناء اللعب، مما يتطلب إغلاقها لتوفير الموارد الضرورية للألعاب. وحتى لو لم تسبب هذه التطبيقات مشكلات أثناء اللعب، فقد تمنع مكونات الحاسوب الهامة مثل المعالج وبطاقة الرسوم من الوصول لقدراتهما الكاملة. نعم، أتفق معك يا صديقي أن بعض الإطارات الإضافية قد لا تهمك، ولكن يجب عليك في جميع الأحوال التحقق من أن هذه التطبيقات ليست سبباً رئيسياً في بطء أداء حاسوبك.
عدو الأداء الأول: الاختناق الحراري أبرز مسببات بطء الحاسوب

قد يكون الاختناق الحراري “Thermal Throttling”، أو انخفاض أداء الحاسوب نتيجة ارتفاع درجة حرارة المكونات الداخلية مثل المعالج وبطاقة الرسوم، أكبر سبب لمشكلات الأداء. وعلى عكس حواسيب الفئتين الاقتصادية أو المتوسطة، فإن مشكلة الاختناق الحراري شائعة مع حواسيب الفئة العليا، ولنا مع معالجات الفئة العليا من Intel، وخاصةً الجيلين 13 و14، خير مثال.
سأخبرك شيئاً لن تنساه، ثمة قاعدة مقدسة تحكم العلاقة بين قوة العتاد والاختناق الحراري مفادها أن قوة العتاد تتناسب طردياً مع احتمال تعرضه للاختناق الحراري، حيث يولد العتاد الشره للطاقة حرارةً عاليةً، ولك أن تعلم أنني شخصياً أعاني من ذلك حقاً. قد تجهز حاسوبك بمبرد ضخم وعدد كبير من المراوح، ولكن قد يضيع ذلك هباءً في حال كان تدفق الهواء سيئاً بسبب توزيع المراوح، أو حجم الصندوق، أو فوضى الأسلاك.
- اقرأ أيضاً: الجزء الأول| كيف تحصل على التبريد المثالي للحاسوب؟
- اقرأ أيضاً: الجزء الثاني| كيف تحصل على التبريد المثالي للحاسوب؟
كبرى البديهيات: امتلاء مساحة وحدة التخزين يجعل حاسوبك ضيق الأفق

قد يكون حاسوبك مزوداً بوحدة تخزين من نوع M.2 NVMe SSD، وليكن بمعيار PCIe 5.0، إلا أن ذلك لا يعطيه حصانةً من حدوث مشكلات بالأداء عند امتلاء وحدة التخزين. قد يُحدث ذلك مشكلة عنق الزجاجة “Bottleneck” لأداء الحاسوب، وخاصةً أثناء اللعب. في حال لم تستطع وحدة التخزين تخصيص مساحة لبيانات الألعاب، فقد يؤدي ذلك لبطء شاشات التحميل.
سأعطيك نصيحةً وأرجو ألا تنساها، أبقِ نحو 20% من مساحة وحدة التخزين خاويةً لتوفير خلايا متاحة دائماً لنقل البيانات عبرها. ورغم إبقاء مصنعي وحدات تخزين SSD مساحةً فارغةً قدرها 7% فيما يُعرف بتقنية التوفير المفرط “Over-Provisioning”، وهو حجز جزء من مساحة وحدة التخزين لأداء مهامها الضرورية، ولكن من الأفضل إبقاء المزيد من المساحة المتاحة.
مشكلة الأغنياء: عنق زجاجة المعالج من أبرز مظاهر بطء الحاسوب

لا يكترث الكثير من اللاعبين بمعالجات حواسيبهم، حيث يعمدون لتجهيز حواسيبهم ببطاقات رسوم قوية مع معالجات متواضعة، ولو كانت حواسيبهم من الفئة العليا، حيث تعتمد معظم الألعاب بشكل كبير على بطاقات الرسوم. ومع ذلك، قد يكون اختيارك لمعالج ضعيف سبباً لكبح جماح بطاقتك الرسومية الهوجاء، لتشهد تجربة لعب كارثية حافلة بتساقط الإطارات.
لا أبالغ إذا أخبرتك بأن عدم استقرار معدل الإطارات كفيل بإفساد تجربة اللعب وتحويلها لجحيم، وخاصةً إذا كنت من أولئك من المهووسين بمعدل الإطارات الفائق. بل ويزيد الأمر سوءاً مع الألعاب التي تعتمد بشكل كبير على المعالج مثل الألعاب التنافسية. أعلم أنك لن تجد مشكلةً إذا كان معالجك ثمانيّ الأنوية، ولكن هناك من يتجه للمعالجات سداسية الأنوية، إياك أن تكون مثلهم.
في النهاية جميع الحواسيب معرضة لمشكلات الأداء أياً كان سعرها، وبدون الحصول على معدل إطارات كافٍ ومستقر، فمن المستحيل أن تستمتع بتجربة لعب جيدة، وعندئذ تكون قد أنفقت أموالك عبثاً. لا يوجد سبب محدد لمشكلات الأداء، ولكن يمكنك التحقق من أبرز الأسباب المحتملة عبر فحص مصادرها، من مكونات الحاسوب، ومنظومة التبريد، والتطبيقات المثبتة.