تتطور رسومات الألعاب بشكل مستمر، ويستمر التطور في حدود ما يمكن تحقيقه بصريًا في الألعاب. من بين التقنيات التي برزت في هذا السياق هي تقنية DLSS أو Deep Learning Super Sampling التي طورتها شركة Nvidia. هذه التقنية ليست مجرد تحسين تقليدي للجودة، بل هي ثورة حقيقية في عالم الألعاب، حيث تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لتقديم تجربة بصرية فائقة الجودة مع الحفاظ على معدلات إطارات سلسة. هذا يعني أن اللاعبين يمكنهم الاستمتاع بألعابهم المفضلة بتفاصيل مذهلة دون الحاجة للتضحية بالأداء، حتى في أكثر الألعاب تطلبًا للمواصفات.
ما هي تقنية DLSS وكيف تعمل؟
تقنية DLSS (Deep Learning Super Sampling) هي تقنية متطورة طورتها Nvidia لتحسين أداء وجودة الرسومات في الألعاب. تعتمد هذه التقنية على الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق لرفع دقة الصور في الوقت الفعلي، مما يسمح بعرض صور ذات جودة عالية دون التأثير الكبير على أداء المعالج الرسومي.
تعمل تقنية DLSS من خلال تشغيل اللعبة بدقة أقل من المعتاد ثم استخدام شبكة عصبية لزيادة الدقة مرة أخرى (Upscaling) وتنعيم حواف الرسوم باستخدام الذكاء الاصطناعي، دون الضغط الكبير على المعالج الرسومي ليتمكن من تحقيق أعلى معدل إطارات ممكن. هذا يتم باستخدام وحدات Tensor Cores الموجودة فقط في بطاقات الرسومات من سلسلة Nvidia RTX. هذه الوحدات مصممة خصيصًا لأداء مهام التعلم العميق، مما يسمح بتحسين جودة الصورة وزيادة معدلات الإطارات في الألعاب.
عندما يتم تشغيل التقنية على لعبة تقوم التقنية بتشغيل اللعبة بدقة أقل من المعتاد، على سبيل المثال تشغيلها بدقة 1080p على شاشة دقتها 1440p، تقوم تقنية DLSS بتخفيض الدقة الأصلية ثم تستخدم وحدات Tensor Cores لمعالجة هذه الصور منخفضة الدقة باستخدام خوارزميات التعلم العميق لزيادة دقتها مرة أخرى لتصل إلى دقة 1440p. هذا يعني أن اللعبة تُعرض بجودة صورة محسنة ودقة أعلى دون التأثير الكبير على أداء المعالج الرسومي، مما يتيح تحقيق معدل إطارات أعلى.
جودة أفضل ومعدل إطارات أعلى؟
النسخة الأولى من DLSS 1.0 كانت قادرة فقط على تحسين الأداء في الألعاب بحوالي 70%، بينما النسخة الأحدث، DLSS 3.5، قادرة على تحقيق تحسينات تصل إلى 300% أو أكثر. هذا التحسن الكبير ليس مقتصرًا فقط على الأداء، بل إن Nvidia دفعت أيضًا بتقنية DLSS إلى ما هو أبعد من مجرد التنعيم الفائق باستخدام التعلم العميق لمكافحة التعرج (DLAA) لتوضيح الحواف دون تقليل الأداء.
إضافة إلى ذلك، تتضمن تقنية DLSS 3.5 ميزة Ray Reconstruction الجديدة، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة تتبع الأشعة في الألعاب. هذا الابتكار الجديد يسمح بحساب وتحسين تتبع الأشعة بشكل دقيق، مما يجعل الصور أكثر وضوحًا وتفصيلًا، ويُعزز من استقرار تفاصيل المجسمات وآثار الإضاءة عليها، مما يقلل من التشويش ويجعل المجسمات أكثر واقعية.
كما أن هذه التقنية تحسن جودة الإضاءة وسرعة استجابتها، مما يضفي مزيدًا من الواقعية عند التحكم في الإضاءة، ويُحسن من دقة وسرعة استجابة الانعكاسات خلال الحركة. كل هذه التحسينات تجعل من تجربة الألعاب شيئًا استثنائيًا. إليكم فيديو توضحي:
DLSS Frame Generation: تعزيز الأداء بدون أي تقنية Upscaling!
إحدى التقنيات الجديدة التي تم تضمينها في DLSS 3.0 هي تقنية DLSS Frame Generation، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء إطارات إضافية بين الإطارات التي يتم توليدها بواسطة وحدة معالجة الرسومات (GPU). هذا يعزز من معدل الإطارات بدون فقدان أو التأثر بجودة اللعبة الأصلية تمامًا.
تعمل هذه التقنية من خلال تحليل الإطارات المتتالية وبيانات الحركة باستخدام Optical Flow Accelerator الموجود فقط في بطاقات الرسومات من سلسلة RTX 40. هذا يسمح بإنشاء إطارات جديدة بجودة عالية، مما يعزز الأداء بشكل ملحوظ مع الحفاظ على استجابة ممتازة بفضل تقنية NVIDIA Reflex.
هل لتقنية DLSS تأثير كبير على الألعاب والأداء؟
الإجابة ببساطة هي نعم. تقنية DLSS تُحسن الأداء بشكل كبير، وأحيانًا تحسن حتى جودة الصورة. على سبيل المثال، في تجربتي للعبة Black Myth: Wukong التي تم إصدارها مؤخرًا على بطاقة RTX 4070 Super، حققت اللعبة معدل إطارات متوسط قدره 35 إطارًا في الثانية بدقة 1080p على أقصى إعدادات مع تفعيل تتبع الأشعة الكامل؛ ولكن عند تشغيل تقنية DLSS 3، تغيرت القصة بشكل كبير. تقنية DLSS 3 عززت الأداء بشكل كبير حيث وصل عدد الإطارات إلى 75 إطارًا في الثانية على وضع الجودة، مما يعني تحسنًا كبيرًا عن وضع الجودة الأصلي بدون DLSS.
وعند استخدام تقنية Frame Generation مع الجودة الأصلية بدون DLSS، ارتفع الأداء إلى 80 إطارًا في الثانية؛ وعند استخدام Frame Generation مع DLSS على وضع الجودة، وصل معدل الإطارات إلى 120 إطارًا في الثانية. هذا التحسن في الأداء، يحدث دون تقليل ملحوظ في جودة الصورة، بل إنه يمكن أن يحسنها، وهو ما يظهر بشكل خاص في DLSS 3.5 التي تُحسن تتبع الأشعة.
ختامًا
في النهاية، يمكن القول أن تقنية DLSS من Nvidia تمثل طفرة كبيرة في عالم الألعاب، حيث تمكن اللاعبين من تجربة ألعابهم المفضلة بجودة صورة استثنائية وأداء سلس، حتى في أكثر الألعاب تطلبًا للمواصفات. هذه التقنية تمثل المستقبل في عالم تحسين الرسومات، ومن المتوقع أن تستمر Nvidia في تطويرها وتحسينها لتحقيق نتائج أفضل وأداء أعلى في المستقبل.