مقالاتهواتف

كيف استحقت Samsung لقب ملكة هواتف Android الرائدة بلا منازع؟!

اقتربت هواتف Android من إتمام عيد ميلادها الخامس عشر والذي أعلن عن حقبة جديدة في سباق تصنيع الهواتف الذكية بين قطبين يتزعم كل منهما Samsung و Apple، ولكن لم تخلُ المائدة من ضيوف آخرين حاولوا نيل شرف الحفل مثل Sony و HTC و Huawei وغيرهم.

خلال هذا الوقت ظهرت العديد من الشركات الدخيلة على سوق الهواتف الذكية، منها من اشتد ساعده وأصبح يشكل خطراً مثل Huawei، ومنهم من دُهس تحت قطار المنافسة مثل Nokia، ومنهم من حاول النجاة باستماتة وسط الحرب التقنية المشتعلة قبل أن يحترق مثل HTC، ولكن تبقى بضعة لاعبين أساسيين أهمهم Samsung و Apple.

Credit: BIDMYTH

ظنت Samsung و Apple أن الأمر قد حُسم بينهما وأن السوق قد خضع لهما لا محالة، فاتخذوا أسلوب الحرب الباردة، ولكنهم أغفلوا تصاعد نجم التنين الصيني بسرعة صاروخية، وخلال بضعة سنوات أصبح منافساً شرساً وخطراً حقيقياً يجب التصدي له قبل فوات الأوان. لكن لحسن حظهما تعرضت Huawei للحظر الأمريكي، وانهار التنين بشكل دراماتيكي خلال أقل من سنتين.

رغم أن Xiaomi قد استلمت الشعلة من Huawei، إلا أنها ليست ناضجة بما فيه الكفاية لتكون منافساً حقيقياً لكل من Samsung و Apple على الأقل في سوق الهواتف الرائدة. لقد استقر الوضع من فترة ويبدو أن هواتف Pixel لم تكن وجهاً حقيقياً لنظام Android قط نظراً لقلة انتشارها وعدم اهتمام معظم مُلاك الهواتف الرائدة باقتنائها، ولهذا تُوجت Samsung ملكة على عرش صناعة الهواتف الرائدة بشكل مُستحق نظراً لما تتميز به هواتفها كما سنعرض بمقالتنا.

الإبداع والفخامة وجهان لعملة واحدة بهواتف Samsung الرائدة!

لا يقترب من هواتف iPhone في إبداعها وفخامتها سوى Samsung يا عزيزي، فمن الذي اعتمد الشاشة منحنية الأطراف شعاراً للفخامة بهذا الشكل سوى Samsung؟! أصبحت الأطراف المنحنية علامة مميزة لسلسلة Note وبعض هواتف سلسلة S مثل العظيمين S6/S7 Edge، بينما ظلت هواتف iPhone بتصميم عقيم وشاشة مُسطحة أسفلها زر كبير وحواف أكبر من أطراف البيتزا!

Samsung
Credit: NEXTPIT

ليس هذا فحسب، فكانت ولا تزال هواتف Note وهواتف S مؤخراً الأفخم في العالم بلا منازع والأكثر إنتاجية بفضل قلم S-Pen الرائع الذي يتضمن ابتكارات تقنية وتصميمية بتاريخ شركات كاملة مما يجعل هواتف iPhone تبدو بدائية مثل رجل الكهف. لم تبدأ إبداعات Samsung مع قلم S-Pen بالطبع، فمثلاً كان لها السبق في ابتكار فتحة العدسة المتغيرة مع سلسلة Galaxy S9، كما أنها صاحبة أول هاتف بشاشة AMOLED في العالم بعد ابتكارها لشاشات Super AMOLED الغنية عن التعريف.

لا صوت يعلو فوق Samsung عندما نتحدث عن الهواتف القابلة للطي!

لا يعلم الكثيرون أن Samsung عام 2013 كشفت عن تصميم تخيلي للهواتف القابلة للطي، ورغم أن Nokia قد سبقتها بخمس سنوات في الكشف عن تصميم Morph، إلا أن Samsung سبقت الجميع بإطلاق هاتف ذكي قابل للطي فعلياً وهو Z Fold عام 2019 لتحتكر مبيعات هذا النوع من الهواتف رغم محاولات Xiaomi و Oppo و Huawei وغيرهم، ويبدو أنها ستظل هكذا لسنوات طويلة.

الفرق بين Samsung وأي شركة أخرى أنها أولت للهواتف القابلة للطي عناية خاصة اعتبرها البعض جنوناً ولكن لطالما كانت لديها رؤية عبقرية -لم تكن واضحة لدى البعض- لهذا السوق الجديد ويبدو أنها ستكون هواتف رائدة رئيسية للشركة عما قريب وفق تقرير SAMMOBILE. تصنيع هاتف قابل للطي ليس أمراً سهلاً فهذه الهواتف تتطلب تقنيات متقدمة أهمها شاشات مرنة بطبقة حماية مضادة للخدوش ومفصلات قوية تتحمل مئات الآلاف من مرات الفتح والغلق بالإضافة لمستشعرات تعمل تحت الشاشة، والأهم رصيد كافٍ من براءات الاختراع الجديدة.

Samsung
Credit: SAMMOBILE

تتطلب الهواتف القابلة للطي أيضاً واجهة نظام تشغيل مخصصة من الصفر، وربما هذا أحد أسباب تأخر بعض الشركات. المضحك أن Google برغم أنها مالكة نظام Android، إلا أنها لم تكشف رسمياً بعد عن نيتها لإطلاق هاتف قابل للطي، وما الذي نتوقعه من شركة أعلنت منذ أشهر قليلة عن دخول سوق الأجهزة اللوحية عام 2023؟! أما Apple، فيبدو أنها لا تعرف شيئاً عن وجود هواتف مثل هذه ولن تستيقظ من غيبوبتها في وقت قريب.

الواقع أنه من المستحيل الدخول معها حالياً في منافسة حقيقية بدون مبالغة نظراً لأن الشركة قد اكتسبت ما مقداره أربعة أجيال من الخبرة في تطوير وتصنيع الهواتف القابلة للطي، وسجلت الآلاف من براءات الاختراع، كما أنها تقوم بتصنيع معظم مكونات هواتفها بنفسها، وأهمها الشاشات ومستشعرات الكاميرا والبطاريات والذواكر، بالإضافة لامتلاكها العديد من خطوط الإنتاج خصوصاً بعد إلغاء سلسلة Note العريقة لتسيطر على 88% من سوق الهواتف القابلة للطي عام 2021!

هواتف Samsung الرائدة أكثر هواتف Android نضوجاً!

لطالما تميزت هواتف iPhone بأنها ناضجة، ووصف الهواتف بأنها ناضجة لا يختلف كثيراً عن وصف شخص ما بأنه ناضج، فكما يكون جسم المراهق كاملاً وعقله ناقصاً، فالهواتف غير الناضجة تهتم بالهاردوير أكثر من السوفتوير والنتيجة تجربة استخدام غير ناضجة، لهذا كانت تجربة هواتف iPhone دائماً بمنأى عن مقارنتها بهواتف أخرى.

ظلت هواتف Android غير ناضجة لسنوات ولكن بدأت الأمور في التحسن مع ظهور هواتف Pixel وبعدها إطلاق Samsung لواجهة Experience مع سلسلة Galaxy S7 العظيمة، ولكنها لم تكن هذه الواجهة سلسة بما فيه الكفاية مقارنةً بواجهة EMUI من Huawei، ولهذا أطلقت واجهة OneUI الراقية بعد عامين لتكون الواجهة الأكثر مزايا.

Samsung
Credit: GSMArena

لكن بداية النضوج الحقيقية لهواتف Samsung خصوصاً وهواتف Android عموماً كانت مع سلسلة S20، فبعد أن قدمت هذه السلسلة تطوراً كبيراً عن سلسلة S10 وبالتحديد هاتف S20 Ultra في الكاميرا والشاشة والبطارية، قررت Samsung التركيز على صقل تجربة هواتفها وجعلها أكثر نضوجاً تماماً كما تفعل Apple عكس اتجاه معظم شركات هواتف Android الأخرى.

ببساطة قررت Samsung التركيز على استقرار الواجهة وجعلها أكثر ذكاءً والاهتمام بمزايا الذكاء الاصطناعي بغرض استغلال الهاردوير بأفضل طريقة ممكنة، كما أنها ستقوم بتطوير الهاردوير بالقدر الذي يستطيع السوفتوير استغلاله، فمثلاً لم يتغير عتاد الكاميرا بشكل كبير خلال آخر ثلاثة أجيال من سلسلة S، ورغم ذلك تطورت قدرات التصوير بشكل دراماتيكي بفضل الاهتمام بمعالجة الصور بالذكاء الاصطناعي وصقل تطبيق الكاميرا والسوفتوير الخاص به.

Credit: GSMArena

كشفت Samsung عن نيتها لإلغاء سلسلة Note بإعلان رئيسها TM Roh عن عدم إطلاق سلسلة Note 21 مع هواتف Z Fold/Flip 3، وكانت خطتها العبقرية تتضمن جلب مزايا السلسلة العريقة المُلغاة لهواتفها الرائدة الأخرى وأهمها قلم S-Pen بالتأكيد بدايةً من S21 Ultra و Z Fold 3، بالإضافة لدمج سلسلة Note مع S في هاتف واحد بدايةً من S22 Ultra ليكون وريثاً شرعياً لسلسلة Note ويستحق لقب هاتف Android الأعظم بجدارة لحين صدور خليفته S23 Ultra.

أضافت Samsung لنظام Android أكثر مما أضافته Google نفسها!

صدق أو لا تصدق، يرجع الفضل لـSamsung في تطور نظام Android ليصبح بالشكل الذي عليه الآن! لقد قادت Samsung سفينة تطور Android في محيط السوفتوير الواسع نحو وجهته الصحيحة بعد تقاعد Google عن منصب القبطان. أحد أهم الأمثلة على ذلك نظام Android 12L المخصص للأجهزة اللوحية والهواتف القابلة للطي، والذي هو ثمرة تعاون Google و Samsung لإضافة مزايا سوفتوير تستغل قدرات تلك الأجهزة الذكية.

Samsung
Credit: SAMMOBILE

أما عن الأجهزة القابلة للارتداء، فبعد سنوات من الوهن الذي أصاب نظام Wear OS الخاص بشركة Google تركت Samsung نظام Tizen خاصتها وقررت تطوير نظام Wear OS واستخدامه بأجهزتها القابلة للارتداء لتعيد إليه الحياة مع الإصدار الثالث بالشراكة مع Google، وها هو نظام Wear OS قد أصبح منافساً شرساً لنظام Watch OS، وهكذا يمكننا القول بأن توافقيته مع Android تنازع Ecosystem منتجات Apple في منقطة نفوذها!

Mohamed Tahazohier

رئيس قسمي التقنية والهاردوير في Games Mix ومدير محتوى بفروعها. خبرة تفوق 5 سنوات في التقنية وخصوصاً الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب. مهتم بصناعة الألعاب، ومحب لألعاب الشوتر والخيال العلمي. مؤسس صفحة تطبيقك على فيسبوك.
زر الذهاب إلى الأعلى