مراجعات

مراجعة لعبة Submerged: Hidden Depth

إذا كان مزاجك سيئًا، وتنتابك حالة من الضغط المُفرط نتيجة عملك أو ضغوطات الحياة بشكل عام، وحياتك تتقلب كما الأمواج فلا تذهب إلى الطبيب، ودعك من أمواج الحياة واذهب إلى أمواج Submerged: Hidden Depth المُريحة للأعصاب والتي تمثل علاجًا نفسيًا سيداويك.

لُعبتنا اليوم لا تصلح لكل الأحوال المزاجية ولا حتى لكل اللاعبين. مُعظم محبي ألعاب الفيديو هم من فئة “مُطاردي الأدرينالين”؛ وهي الفئة التي تفضل وتذهب وراء الألعاب التي تحتوي على كمية لا بأس بها من “الأكشن”، والمطاردات، والقتالات، وما إلى ذلك. أما اليوم فسنتطلع على أحد ممثلي التيار المُعاكس تمامًا؛ فهي لعبة مغامرات من المنظور الثالث وهدفها أن تجعلك مسترخيًا.

إذا أردت أن تحصل على أفضل تجربة من لعبة اليوم، والتي كانت إحدى حصريات Google Stadia بالمناسبة قبل أن تأتي إلى أجهزة الكونسول خاصتنا، فاسترخ على أريكتك وتأكد من أنك مُرتاح البال وجهز نفسك لخوض مغامرة من الصفاء الذهني مدتها لا تقل عن 10- 12 ساعة، حسب مرونتك وتأقلمك مع إحدى السلبيات التي سنأتي على ذكرها في وقتها المُقدر. والآن اربط أحزمتك واستعد لنُلقي نظرة سريعة على إحدى ألعاب المطور Uppercut Games.

قصة وأسلوب سرد Submerged: Hidden Depth

Submerged: Hidden Depth

القصة بسيطة، ولكنها مُعقدة. جميلة على الرغم من أصلها المؤلم؛ فأحداث اللُعبة تدور في عالم أبوكاليبتي (ما بعد الكارثة) من المُفترض أن غُمِرَ تحت الماء ومن هنا أتى اسم “Submerged”، أي مغمور. وللمفارقة العجيبة، فالجو العام أو “الأتموسفير” الخاص باللعبة هو سبب مفعولها النفسي الطيب على الروح، وذلك بالرغم مما أصاب العالم المُتهالك الذي أخرج لنا تلك الأماكن المُريحة وذلك العالم المفتوح الصغير والمليء بالكنوز التي تحتاج إلى من يستكشفها.

بدأت اللعبة بلغة يبدو وكأنها من اللغات البائدة أو لغة مستقبلية لم يسمع بها البشر من قبل، ولكن لحسن الحظ كانت هناك ترجمة باللغة الإنجليزية. شَعُرت أن المطورين سيعتمدون على أسلوب السرد الكلامي الخطي طوال اللعبة ليضفوا روحًا من الجذب المصحوب بموسيقى تعتمد على موجات ثيتا Theta Waves وهي تلك الموسيقى المُريحة للأعصاب التي توقع عقلك في نوع من التنويم المغناطيسي أو ما شابه، ولكن الأمر لم يكن كذلك؛ فتلك المُقدمة كانت مجرد مدخل يعرفك على ما أصاب العالم.

قد يتساءل أحدكم: لم نعلم ما القصة حتى الآن، فما هي؟

آسف يا صديقي، ولكن اللعبة لا تعتمد على القصة البسيطة والتي يمكن اختزالها في فتاةٍ تُدعى Miku (الراوية) وأخيها Taku وهم يستكشفون العالم المُنتهي على متن قاربٍ سيرافقنا طويلًا. كل شيء يبدو على ما يُرام، ولكن هناك كتلة (نبتة) مُظلمة تبتلع الكثير من الأشياء.

هناك تسعة أنقاض على اللاعبين أن يستكشفوها، بالإضافة إلى عشرات أو حتى مئات المقتنيات، ومن هنا تبدأ الرحلة. الجدير بالذكر أنك إن كنت في عجالة من أمرك وتُريد إنهاء اللعبة بسرعة، فستفوتك تفاصيل مهولة.

رحلة تعتمد على الاستكشاف ذكرتني أجواءها بفيلم Life of Pi مع اختلاف القصة وكل شيء تقريبًا عدا البحر الواسع والقارب الصديق.

أسلوب اللعب.. الجمال في البساطة، ولكن ليس دائمًا!

Submerged: Hidden Depth

بسيط جدًا ولا يتطرق إلى أي نوع من التعقيدات؛ فهو يعتمد على استكشاف ذلك العالم المتماسك عن طريق القارب وتعاون الشخصيتين معًا.

لن تحتاج إلى الاجتهاد أو إثقال عقلك فوق طاقته طوال فترة اللعب تقريبًا فهذا عكس المُراد من اللعبة تمامًا. كل شيء مهيئ وهناك خريطة تقودك إلى التسعة أنقاد. لا تريد منك اللعبة سوى استقبالها بصدر رحب ومرونة فكرية بسيطة. كلما جمعت مقتنيات أكثر، انكشفت لك أسرارًا أكثر عن قصة اللعبة، بل وحتى يمكنك جمع أزياءً جديدة للشخصيات وتغيير شكل القارب الخاص بك.

لا يوجد قتال واحد تقريبًا طوال فترة اللعب، ولا يوجد ما يستفزك سوى بعض الميكانيكيات نفسها. وهنا تظهر السلبية الأولى؛ لا أقصد عدم وجود قتالات، ولكن أدوات التحكم وميكانيكيات اللعب؛ فمثلًا لا تستطيع أن تقفز وأنت تسير وهذا شيء مستفزٌ تمامًا بالنسبة لشخص ليس معتادًا على هذا الأمر، وعندما تتسلق أو تنتقل من مكان لآخر على حافة إحدى المرتفعات، فكثيرًا ما ستجد نفسك عالقًا ولا تدري كيف تخرج، ومرةً واحدةً وأثناء يأسك واستكشافك للمكان أكثر من مرةٍ بسبب الملل، تجد مخرجك من حيث لا تحتسب.

تصميم المراحل والمزيج الصوتي والبصري

أفضل شيء في اللعبة من وجهة نظري؛ ألوان العالم مليئة بالحياة وتبعث على التفاؤل والراحة النفسية وهو ما يخدم اللعبة بشكل كبير. الموسيقى، وتصميم الشخصيات، وكل تفصيلة صغيرة بذلك العالم مُعدّة بحب وإتقان.

المشكلة الوحيدة في هذه الجزئية بالنسبة إلى هي “الجلتشات” التي واجهتها. شخصيًا، لعبت هذا الجزء على البلايستيشن 4، فلا أدري إن كانت نسخة Stadia أو إحدى المنصات الأخرى قد عانت من تلك المشكلة أو لا، ولكن عمومًا كنت عندما أقترب من الحيوانات التي تظهر هنا وهناك، وبالتحديد القريبة من اليابس مثل البطاريق، كانت تلك الحيوانات تُحدق بي وعندما أقترب أجدهم قد اختفوا فجأة وحدث نوعٌ من “الجلتش” أو التقطعات.

أتذكر منطقة في اللعبة -تقريبًا تُسمى Stone ribbons- أسرتني بجمالها وبروعة تصميمها. قضيت حوالي ساعة في تلك المنطقة فقط أحاول استكشافها والتدقيق في تفاصيلها الأخاذة لأشعر براحة لا مثيل لها.

أيضًا التنوع بين المباني والمقتنيات كان جديرًا بالاحترام؛ فاللعبة ليست مليئة بالألوان فقط، هناك أيضًا تلك المباني ذات الارتفاعات الشاهقة والتي تبدو كآثار بائدة ناتجة عن عالم متهالك وهذه هي الحقيقة.

إيجابيات التجربة

– الرحلة الممتدة التي تبعث على الاسترخاء والتفاؤل.

– التصميم الجيد للعالم والتوجه الفني المناسب مع لمسة موسيقية ساحرة.

– أسلوب السرد غير التقليدي وتجانس الشخصيتين.

ماذا عن السلبيات؟

– قد لا تكون مشكلة بالنسبة للكثيرين، ولكن كيف للعبة تتخذ طابع البلاتفورمنج (المنصات)، ولا يوجد بها زرٌ للقفز وأنت واقف مكانك! هذا الأمر ذكرني بألعاب الـ 2D.

– انعدام التحدي؛ فاللعبة لا تُثير تفكيرك في معظم الأوقات.

– كثيرًا ما أجد نفسي عالقًا في مكان ما وأجد نفسي وأعاني لكي أخرج منه، ولكن فجأة أجد المخرج، وكثيرًا ما عانيت من ذلك الأمر.

هل أنصحك باللعبة؟

Submerged: Hidden Depth

Submerged: Hidden Depth هي لُعبة لا تصلح لكل الأشخاص ولا لكل الحالات المزاجية، ولهذا السبب أنصحك بها إن كنت منزعجًا ولديك من الوقت الكافي لتجد متنفسًا يخفف عنك الآلام، والأهم من كل هذا ألا تكون من “مُطاردي الأدرينالين” لأن اللعبة خالية من القتالات أو التحديات.

خلاصة الرحلة

القصة وأسلوب السرد - 6.9
أسلوب اللعب - 6.4
الرسوميات والموسيقى - 8.9
تصميم العالم شبه المفتوح - 7.9

7.5

رحلة ممتعة

Submerged: Hidden Depth تجربة يجب على كل لاعب أن يخوضها يومًا ما. تلك النوعية من الألعاب لا يلتقطها الردار الخاص بنا، وهذا إن دل على شيء، فيدل على عطب بوصلة الألعاب خاصتنا.

Ahmed Safwat

أتساءل إلى أين ستصل بنا التقنية في المستقبل، وأنطلق من هذا التساؤل إلى محاولات بائسة، ولكن شغوفة، للبحث عن الجواب من خلال كلمات عن الألعاب والتقنية.
زر الذهاب إلى الأعلى