دمج جديد بين الأفلام و ألعاب الفيديو, من خلال تعاون مميز بين ستوديو تطوير الألعاب Tindalos Interactive و ستوديو الأفلام الأضخم 20th Century Studios المملوك لديزني, تعود إلينا سلسلة أفلام Alien الشهيرة و لكن هذه المرة كلعبة فيديو استراتيجية تفاعلية (Real-time Strategy) بعنوان Aliens: Dark Descent.
من الجيد أن يحصل اللاعبون بين الحين و الآخر علي فرصة لخوض تجارب جديدة من خلال ألعاب تندرج تحت تصنيفات مختلفة عما اعتادو عليه, نتحدث هنا عن الألعاب التي تعتمد بشكل رئيسي علي الاستراتيجية و التخطيط التي قد لا تجذب اللاعب العادي. فهل تعد لعبة Aliens: Dark Descent مدخلًا جيدًا للمستجدين علي هذا التصنيف و أيضًا لمن يفضلونه؟ هذا ما سنعرفه خلال مراجعتنا.
قصة اللعبة بدون حرق
تدور احداث لعبة Aliens: Dark Descent بعد 20 عام من الجزء الثالث من سلسلة أفلام Alien, أي في عام 2198. بعدما استعمر البشر قمر Lethe -تدعوه شخصيات اللعبة بالكوكب Lethe نظرًا لضخامته – أحد الأقمار الضخمة لأحدى الكواكب. لما عليه من موارد و بسبب مساحته الضخمة.
بشكل مفاجئ تخرج كائنات الـ Xenomorphs من الحاويات لتقتل كل من على متن السفينة الأم. تنجوا Maeko Hayes نائبة المدير لتنضم إلي فرقة الـ Marines الخاصة على متن السفينة Otago. تجد السفينة نفسها في مأزق و لا مهرب منه سوى الدخول في مدار الكوكب Lethe و التحطم على سطحه.
يجد جميع من بالسفينة أنفسهم على سطح هذا الكوكب الضخم ليكتشفوا أن جميع المستعمرات قد تم القضاء عليها من قبل تلك الكائنات و لم ينجوا منها إلي القليل. من هنا تنطلق شخصيتنا الرئيسية Hayes و Jonas Harper قائد الـ Marines في مهمة لمحاولة إصلاح السفينة و اكتشاف سر ظهور تلك الكائنات مرة أخرى.
على طريقة سلسلة أفلام Alien, اللعبة مليئة بالمقاطع السينيمائية الأخراجية التي تعرض لحظات مثيرة من القصة كظهور ملكة الـ Xenomorphs أو اكتشاف سر معين. أيضًا سيجد اللاعب في بيئات اللعبة المختلفة بعض ملفات الـ Codex و التي تركها سكان المستعمرات خلفهم يروون ما حدث في تلك المستعمرات قبل ظهور تلك الكائنات.
محتوى اللعبة
- لعبة Aliens: Dark Descent هي لعبة أكشن استراتيجية تفاعلية, أي أنها توفر للاعب إمكانية التخطيط قبل بداية المعارك و أيضًا أثنائها. كما أنها لعبة خطية لكنها تتيح للاعب بعض من الاستكشاف.
- تقدم اللعبة جانبين من جوانب التخطيط. الجانب الأول و هو تخطيط ما قبل المهمات. حيث يتحتم على اللاعب أن يعمل علي تجهيز الجنود الأربعة الذين سينطلقون في تلك المهمة. تجهيزهم يعتمد على العديد من الأشياء.
- أولًا, قدرات و مهارات جنودك. قائمة جنودك ستجد بها جميع الجنود المتاحة و مستوياتهم. جنود المستوى الأول تملك مكان واحد لإضافة قدرة دقة الضربات و قدرة اختراق أنظمة الأبواب و فتحها و هكذا. و مع رفع مستوي الشخصية تفتح لك مكان جديد لإضافة قدرة مع كل 3 مستويات.
- عند الوصول إلي المستوى الثالث لشخصيتك ستتمكن من تخصيص تصنيف هذا الجندي. يمكن أن يكون قناص أو مقاتل أو معالج و غيرها من التصنيفات, و بالطبع لكل تصنيف مزايا و أسلحة معينة يمكنه حملها, كالطبيب لا يملك أسلحة مميزة لكنه يعالج باقي الجنود بشكل أسرع.
- مع تخصيص تصنيف الجندي يتم فتح تصنيف الخاص به في ترسانة السفينة. تلك الترسانة مقسمة الى عدة تصنيفات فمثلًا الجنود من تصنيف Gunner لديهم عدد من الأسلحة التي يمكنهم حملها. هناك بعض الأسلحة تكون مشتركة بين أكثر من تصنيف.
- بجانب اهتمامك بالجانب القتالي لجنودك, عليك أيضًا الاهتمام بالجانب النفسي و الصحي بالنسبة لهم. جنودك سيصابون خلال المهمات و سينتقلون بشكل تلقائي للعيادة الموجودة علي السفينة لتلقي العلاج.
- أيضًا بعد إنهائك لأول مرحلة من اللعبة يتم فتح العيادة النفسية. جنودك يملكون صفات شخصية, بعضهم منحوس و الآخر يخاف صوت إطلاق النار. هذه الصفات تنعكس علي صحتهم النفسية و قدراتهم القتالية.
- جنودك قد يعودون من المعركة مصابين بصدمات نفسية و التي تؤثر عليهم بشكل كبير في المعركة و قد تمنعهم تمامًا من الذهاب في مهام قبل أن تعالجهم. هذا دور العيادة النفسية التي تمكنك من اختيار الجندي المصاب و تسريع عملية علاجه.
- عند انهائك لتجهيزات جنودك عليك أن تنتقل لليوم التالي من خلال زر “Next Day”. ميكانيكية مرور الأيام محورية في هذه اللعبة. الجنود المصابين يحتاجون إلي عدد محدد من الأيام ليتعافو, قد تملك جندي قد كسرت قدمه و يحتاج إلي 9 أيام للعلاج.
- توفر اللعبة في خانة العيادة إمكانية تسريع عملية علاج الجنود و هي تتم علي حسب عدد فريق الأطباء لديك. إذا كانوا 4 أطباء فلا يمكنك إلا تسريع العملية لأربعة أيام فيتعافى الجندي في 5 أيام بدلًا من 9 أيام.
- بالتأكيد تفكر لماذا لا أمرر 9 أيام بشكل سريع ليتعافى جميع جنودي. كل يوم يمر تعاقبك اللعبة عليه, فمع كل يوم يزداد عدد استحواز الكائنات الفضائية علي الكوكب, و مع كل 6 أيام يرتفع مستوى الوحوش و يزداد عددهم.
- أيضًا مع كل يوم يمر تظهر لك نافذة تخيرك بين خيارين. مثل أن تأتيكم إشارة استغاثة, إما أن تستجيب لها لكنك ستخسر أحد الجنود لعدة أيام, أو تتجاهلها لكنك ستخسر فرصة لدعم قائمة جنودك بجنود جدد.
- قد تكون الخيارات عقابية في بعض الأحيان. فمثلًا قد يخبرك أن أحد الجنود يعاني من صدمة نفسية شديدة, فهل تجله يستريح عدة أيام, أم تخبره أن العالم انتهى بالفعل و لا وقت للحزن, لكن ستخاطر بأن يصاب الجندي بعقدة نفسية تؤثر على أدائه في المعارك.
- تنتقل بعد ذلك إلى المعركة بنفسها و التي تتألف من عدة مستعمرات على كوكب Lethe. كل مهمة تأخذك إلي مستعمرة لاداء عدة مهمات هناك.
- توفر اللعبة كما رأينا في العروض بيئات داخلية و خارجية. ستتنقل في حارات المستعمرة مترجلًا. و أيضًا ستتمكن من الدخول إلي المباني لأداء المهام المطلوبة أو الاستكشاف و جمع الموارد.
- الموارد أساسية في هذه اللعبة, فكائنات الـ Xenomorph موجودون في كل مكان و قد تواجه تجمعات منهم. لذلك ستحتاج إلي جمع الرصاص و حقائب العلاج لتنجو بجنودك.
- ستتحكم في الجنود الأربعة في آن واحد فلن تستطيع أن تأمر جندي ما ليقف ما مكان محدد, فقط يمكنك أمره بأن يقوم بمهمة سريعة و يعود.
- تعطيك اللعبة شريط في الأسفل يحتوي الأسلحة الأساسية في المعارك. البندقية و القنابل و الرادار و الـ Flare. هذه الأسلحة تستطيع إطلاقها أثناء المعركة, فعند فتح نافذة الأسلحة تبطئ اللعبة لك الوقت لتتمكن من التصرف في أسلحتك.
- جنودك الأربعة يطلقون الرصاص بشكل تلقائي عندما يتم كشفهم من قبل العدو. بجانب ذلك يمكنك وضع الرشاشات الأوتوماتيكية و توزيعها و التي بدورها ستساعد جنودك علي التغلب على الأعداء.
- الأسلحة الأساسية مثل البنادق و القنابل يمكن تطويرها قبل ذهابك في المهمة. من خلال جمعك لعينات دم من كائنات Xenomorph. ستتمكن من جعل قنابلك تطلق صدمة كهربائية بعد انفجارها مثلًا.
- من خلال خريطة اللعبة, ستتمكن من استدعاء مركبة ARC. تلك المركبة هي وسيلة تنقل تنقل جنودك بسرعة إلي أماكن محددة في المستعمرة. لكنها أيضًا توفر عدة خيارات أخرى.
- جنودك سيتعرضون إلى الخطف من قبل الكائنات الفضائية و عندها إذا لم تستطع انقاذهم فستخسرهم بشكل نهائي. أيضًا قد يتم إسقاطهم و ستتمكن من علاجهم ليعودو إلي المعركة بشكل طبيعي. قد يفقد جنودك وعيهم, وقتها يمكنك حملهم إلي مركبة ARC لنقلهم للعلاج, أو تركهم هناك لتخسرهم بشكل نهائي أيضًا.
مميزات اللعبة
- قصة سينيمائية بامتياز, فالتعاون مع ستوديو الأفلام الضخم 20th Century أعطى تجربة سينيمائية قوية و لغز يجعلك ترغب في حله في أسرع وقت.
- تجربة صوتية جيدة, علي الرغم من انخفاض مستواها و الشعور ببعض التشابه في الحوارات, إلا أنها أغلب الأحيان أضافت لقصة اللعبة.
- كل ما يخص تجهيز الجنود قبل الانطلاق في المهام رائع. كل شيء متقن خاصة شخصيات الجنود و صحتهم النفسية. جميعها شكلت تحدي أمام اللاعب.
- استطاعت لعبة Aliens: Dark Descent تقديم تجربة أكشن مذهلة فبيئة اللعبة لا تهدأ و ترسل لك الفضائيين بشكل متتالي.
- بيئات متنوعة تقدمها اللعبة في كل مستعمرة تزورها. أيضًا داخل كل مستعمرة قد يتم تقديم بيئات مختلفة سواء في محطات مرتفعة أو تحت الأرض.
- قدمت اللعبة أيضًا أفكار جيدة في المعارك و كيفية التفاعل معها بشكل سريع و الرد على هجمات الوحوش المختلفة.
- بالنسبة للتجربة الاستراتيجية, قدمت اللعبة ميكانيكيات مميزة كإلقاء القنابل و غيرها, وأيضًا تكافئك دائمًا علي التخطيط الجيد.
عيوب اللعبة
- رسوميات متواضعة للغاية, سواء في تصميم أوجه الشخصيات أو الوحوش و التي لم تحمل تفاصيلًا كثيرة.
- اللعبة لا تقدم ميكانيكيات و رسوميات مبهرة, لذلك لا أرى تبريرًا لانخفاض معدل الإطارات علي الإعدادات القصوى.
- لا أعلم إذا كان هذا مجرد سوء حظ أم لا, واجهت عدة “جليتشات” حيث يعلق أحد الجنود في صندوق و لا أستطيع اكمال المهمة.
- تملك اللعبة مساحة اكبر لإضافة العديد من الأفكار. كان من الممكن إضافة بعض الأفخاخ أو قنابل متنوعة, فبعد عدة ساعات يتخلل إليك الملل بعض الشيء.
هل أنصح بشراء لعبة Aliens: Dark Descent؟
إذا كنت تريد الحصول علي تجربة استراتيجية مختلفة, فنعم أنصحك بتجربة لعبة Aliens: Dark Descent. أيضًا اللعبة ليست ستراتيجية بشكل مبالغ فيه و بها الكثير من الأكشن, لذلك إذا كنت دخيل على هذا التصنيف فأنصحك بتجربتها أيضًا.
ملخص المراجعة
القصة - 9
أسلوب اللعب - 8.5
التجربة الاستراتيجية - 8
الرسوميات - 7
التمثيل الصوتي - 7.5
8
جيدة جدًا
سواء كنت ممن يفضلون الألعاب التي تركز علي الجانب الاستراتيجي و التفكير التكتيكي أو لا, فستقدم لك لعبة Aliens: Dark Descent تجربة اكشن مثيرة وقصة تثير فضولك و حماستك باستمرار. قد تكون مدخل جيد لهذا التصنيف بالنسبة لك, على الرغم من بعض عيوب الجانب الاستراتيجي بها.