حينما تم الكشف عن Atlas Fallen للمرة الأولى في Gamescom 2022 بعرض سينمائي ولقطات قصيرة من أسلوب اللعب، دخلت اللعبة دائرة اهتمامات الكثير من محبي ألعاب الـ RPG، فهي لعبة جيل جديد من استوديو Deck13 الذي أبدع في لعبتيّ The Surge.
بعد ذلك عُرض أسلوب اللعب بشكل موسع وانتشرت انطباعات من جربوا اللعبة مبكرًا، ويمكن القول أن أغلبها كانت انطباعات إيجابية، فالرسوميات بدت خرافية على محرك Unreal Engine 5، بجانب نظام المعارك الجنوني. كل ذلك زاد من حماسي لعنوان الـ RPG الذي بدا واعدًا آنذاك.
الآن وبعد أن قمت بتجربة اللعبة لأسابيع، هل اتضح أن Atlas Fallen هي ما آملنا أن تكون، أم هي خيبة أمل جديدة؟
القصة بدون حرق
في عالم خيالي يحكمه سيد الشمس “ثيلوس”، يعيش عامة الناس مُستعبدين لخدمة “ثيلوس” ولتزويده بعنصر الجوهر “Essence”، وهو عنصر أساسي لصلاح الحياة وازدهار الناس، ولكن يتم إجبارهم على استخراج ذلك العنصر وتقديمه في قرابين لسيد الشمس؛ كيلا يصب غضبه عليهم.
عامة الناس والعمال يُعرفون بـ “النكرة” أو “Unnamed” وهم باختصار مُستعبدون لخدمة سيد الشمس ورعاياه في الأرض. بطل اللعبة، اللاعب، هو واحد من هؤلاء الـ “نكرات”، يعيش في ظلم وقهر مع رفقائه. ذلك حتى في يومٍ ما تهب فيه عاصفة شديدة، يعثر البطل على قفاز سحري في الصحراء، ويكتشف أنه يزوده بقدرات خارقة تعطيه الفرصة لمواجهة جيش “ثيلوس” من البشر، وأيضًا جيشه من الوحوش الرملية المعروفة بـ “Wraiths”.
يكتشف البطل أن بداخل القفاز صوت غريب يحدثه، ويبدو أنه يعرف الكثير حول العالم وحول “ثيلوس” نفسه، ولكنه لا يتذكر ماهيته، فهو روح محبوسة داخل القفاز بطريقة ما. سويًا، يحاول البطل رفقة ذلك الصوت في القفاز معرفة المزيد حول قدرات القفاز الحقيقية، وكيف يستطيعون الوقوف أمام “ثيلوس” وجيوشه لرفع بطشه وتحرير الناس من ظلمه.
أتممت محتوى القصة كاملةً خلال أقل من 9 ساعات، ومع كثير من المحتوى الجانبي، خلال 11 ساعة فقط، على الرغم من ادّعاء الاستوديو بأن القصة وحدها تستغرق بين 15-20 ساعة.
محتوى اللعبة
- تقدم Atlas Fallen عالمًا مفتوحًا يمكن استكشافه بالكامل، بين 4 مناطق، منطقتين رئيسيتين واثنتين فرعيتين، تُفتح بينما تتقدم في القصة.
- بينما تستكشف عالم اللعبة ستصادف مهمات جانبية من شخصيات مختلفة، ولكن أغلبها تتبع النمط ذاته حيث يخبرك شخص ما أنه بحاجة لشيء ما من مكان ما، فتذهب لتلبي طلبه وتنتهي المهمة.
- ينتشر في عالم اللعبة سنادين حدادة “Anvil” تعمل كنقطة حفظ “Checkpoint”لإعادة ملء الصحة، تطوير الدرع والقفاز، تطوير مقياس الزخم “Momentum Gauge”، فتح Perks جديدة، أو السفر السريع.
- تقدم اللعبة نظامًا أساسيًا في المعارك يُعرف بنظام الزخم “Momentum”، حيث كلما ضربت الأعداء وهزمتهم، امتلأ مقياس الزخم “Momentum Gauge” ليتيح قدرات خاصة يتم تفعيلها إذا تم ملء المقياس بالقدر المطلوب.
- للـ Momentum Gauge ثلاث مراحل، مع كل مرحلة تزداد قوة الأسلحة ويتغير شكلها ولكن أيضًا يزداد الضرر الذي يتلقاه اللاعب. من المرحلة الثانية يمكن تفعيل ضربة خاصة وقوية تعرف بالتحطيم “Shatter”، وعند امتلاء المقياس بشكل كامل، تكون ضربة Shatter أقوى ما يمكن وتسبب ضررًا هائلًا مع لقطة سينمائية رائعة.
- يمكن لعب اللعبة كاملة في الوضع التعاوني رفقة لاعب آخر بشكل كامل، فاللعبة مصممة ومجهزة ليختبرها لاعبان سويًا ويحصلا على التجربة كاملة. مثلًا المشاهد السينمائية يظهر فيها اللاعبان سويًا وحين يتحدث أحدهما ينصت له الآخر، وهكذا في كثيرٍ من الأنشطة في عالم اللعبة.
- الـ Essence Stones هي عناصر تعطي قدرات خاصة عند تفعيلها، ويختلف تصنيفها بين المستوى الأول والثاني وحتى الثالث بالتتابع، حيث يمكن تفعيلها عند ملء الـ Momentum Gauge بالقدر المناسب.
- تتنوع الـ Essence Stones بين الأحجار الهجومية والأخرى الدفاعية، والتي تساعد على استعادة الصحة. يمكن استخدام 8 أحجار كحد أقصى موزعة على المستويات الثلاثة.
- في البداية يكون بحوزتك سلاحان، يختلف استخدام كل منهما بين المطرقة والسوط، ويمكن دمجهمها في الضربات لعمل ضربات مركبة قوية ذات تأثيرات مختلفة. لاحقًا ستحصل على سلاح ثالث، ولن يزيد عدد الأسلحة عن ثلاثة طوال اللعبة.
- في المعارك يمكن القفز المزدوج والاندفاع المتتالي في الهواء للحفاظ على سرعة وتيرة المعارك الجنونية، ما يتيح أخذ المعركة إلى الهواء لأوقات طويلة دون لمس الأرض. أيضًا ثمة آلية للصد “Parry” عند تنفيذها بشكل صحيح يتجمد العدو وتُشل حركته لمدة قصيرة.
- الـ Essence Dust هي عملة اللعبة، حيث يمكن استخدامها، هي مع موارد أخرى، في تطوير الـ Essence Stones والدروع والـ Momentum Gauge. يمكن الحصول عليها عن طريق هزيمة الأعداء وإتمام المهمات.
إيجابيات Atlas Fallen
- عالم اللعبة جميل بصريًا. يلمع محرك Unreal Engine 5 وتقنياته الفاخرة في Atlas Fallen، فالصحراء المكسيّة بالرمال اللامعة وانعكاسات الشمس الساطعة، وأطلال المنازل المخربة والحقول الخضراء، جميعها تندمج في مشهد بديع يجعل من عالم Atlas Fallen رائعًا بصريًا.
- أسلوب اللعب ممتع، خاصةً في المعارك. بدءًا من استكشاف العالم بالتزحلق على الكثبان الرملية والقفز فوق أسطح المباني، وحتى متعة كل معركة بالحركات البهلوانية والمؤثرات البصرية والصوتية لكل ضربة، سواء بالسلاح العادي أو باستخدام الضربات المركبة بين السلاحين.
- تنوع الـ Essence Stones وقدرات كل منها، وانعكاسها الفعلي على أسلوب اللعب. سواء أردت أسلوبًا دفاعيًا أو هجوميًا أكثر، أو مزيجًا بين الاثنين، يمكن استغلال الـ Essence Stones الكثيرة المتاحة في تهيئة أسلوب اللعب حسب تفضيلك، فوظائف تلك الأحجار تتنوع بين الدروع والهجمات القوية أو حتى إعاقة الأعداء، والمزيد من القدرات المختلفة.
- نظام الـ Momentum Gauge إضافة جيدة بشكل مفاجئ. في البداية ظننت أن الـ Momentum Gauge سيكون إضافة معقدة تضر بالتجربة، ولكن بعد ساعات من اللعب والتعود عليه، اتضح العكس. الـ Momentum Gauge يجعلك مندمجًا في وتيرة المعارك المثيرة ويدفعك لعدم التراجع، فإذا توقفت عن مهاجمة الأعداء، سينقص “الزخم” وتفقد قدرًا من قدراتك، كما أنك دائمًا تريد ملء المقياس لآخره وتأدية ضربة الـ Shatter القصوى التي تكافئك بشكل جيد.
- دعم رائع للعب التعاوني. Atlas Fallen مجهزة بالكامل ليختبرها لاعبان سويًا كما ذكرنا، من المشاهد السينمائية والحوارات وحتى الموارد التي تحصل عليها من الصناديق وغيرها، جميعها تعمل بشكل سلس إذا لعبت اللعبة فرديًا أو رفقة لاعب آخر. ضف على ذلك أنه يمكنك حفظ تقدم الشخصية والعالم بعد الانتهاء من اللعب التعاوني، ويمكنك الاستكمال فيها عند اللعب فرديًا لاحقًا، حتى لو لم تكن المضيف “Host”.
- الأداء التقني جيد (Vulkan وليس DirectX 12). أداء Atlas Fallen ثابت في أغلب الأوقات عند لعبها على Vulkan، ففي تجربتي على بطاقة RTX 2070 ومعالج Core i3-12100F وذاكرة عشوائية 16 جيجابايت، وبدون تفعيل FSR، حصلتُ على متوسط إطارات 90 – 100 على إعدادات رسومية مرتفعة ودقة 1080p. أما باستخدام DirectX 12 توجد العديد من المشاكل التقنية حاليًا والاستوديو أقر بمعرفة المشكلة وحلها في تحديث اليوم الأول.
سلبيات Atlas Fallen
- القصة سطحية وبسيطة بطريقة ساذجة ومحبطة في أحيان كثيرة. نجحت Atlas Fallen في تقديم قصة ضمن الأسوأ على الإطلاق، فعلى الرغم من البداية الجيدة لبناء العالم والتعرف عليه، فالسرد وتطور وتيرة الأحداث من أسوأ ما يكون، فالحبكات الهامة والتطورات التي تحتاج لتقديم مميز، يتم سردها في حوارات مباشرة، أو تجد شيئًا ما بالصدفة يكون هو مفتاح التقدم في القصة وحل مشكلة عرضتها اللعبة على أنها مستعصية! كل ذلك يتم بشكل عشوائي دون بناء مسبق أو أجواء مميزة تناسب أهمية الحدث، ناهيك عن خاتمة القصة المزرية والتقديم الكارثي لشرير اللعبة “ثيلوس” ومن قبله الملكة.
- عناصر الـ RPG سطحية بشكل مبالغ فيه هي الأخرى. تطوير إحصائيات قدرات اللاعب، والتي لا يوجد الكثير منها، ليس ممكنًا سوى عن طريق تطوير الدروع، والتي هي عملية بسيطة تتم باستخدام العملات فقط. ما من طرق متعددة لتطوير الإحصائيات أو التركيز على إحصائية عن أخرى، كالتركيز على السرعة مثلًا مع التضحية بالقدرة الدفاعية أو العكس، ذلك ليس موجودًا. الأمر ذاته ينطبق على الـ Perks وتطوير القفاز، حيث أن لكل منهما إمكانية تطوير محدودة وغير مؤثرة تقريبًا، فتطوير القفاز يتم في سياق المهمات الأساسية للقيام بأمر محدد، ولا يؤثر في المعارك حتى. يصعب التصديق أن هذا هو الاستوديو نفسه وراء لعبتيّ The Surge.
- مهمات اللعبة الرئيسية تتكون من التالي (عذرًا على الحرق!): تجميع أجزاء لتطوير القفاز، مقابلة شخص ما، تجميع المزيد من الأجزاء لتطوير القفاز مجددًا، مقابلة شخص ما، تجميع أجزاء أكثر لتطوير القفاز لمرة ثالثة، مقابلة شخص ما والذهاب لمناطق جديدة، تدمير بعض الأشياء للذهاب إلى معركتيّ زعماء أخيرتين، وتنتهي اللعبة! مع قليل من الزيادات هنا وهناك، هذه باختصار المهمات الرئيسية -حرفيًا- طوال مدة القصة. فقر كبير في المحتوى وفي أحداث القصة نفسها، وكأنها عنصر مهمش يعمل كدافع ضعيف يضع اللاعب في مزيد من المعارك باستمرار.
- المحتوى الجانبي يشبه المحتوى الرئيسي في التكرارية. بمهمات مكررة من نوعية إحضار شيء ما لشخص ما أو الذهاب لمكان ما، دون تنوع في المهمات أو الاهتمام بمحتواها، فهي موجودة كي يُقال أن اللعبة بها محتوى جانبي فحسب.
- تكرار ملحوظ في أنواع الأعداء، حتى الزعماء لا يبدون مميزين. جميع الأعداء لهم نفس التصميم البصري تقريبًا مع اختلافات طفيفة، وأنواع الهجمات محدودة بين جميع أعداء اللعبة أيضًا دون تنوع يُذكر. الزعماء الجانبيين عددهم محدود ويتكررون في مناطق مختلفة من اللعبة.
- اللعبة لا تدعم اللغة العربية. على الرغم من كون الناشر هو Focus Entertainment الذي ينشر ألعابًا تدعم اللغة العربية في الآونة الأخيرة، Atlas Fallen ليست معربة، وهو أمر لم يعد مقبولًا من الألعاب الكبيرة في السنوات الأخيرة.
هل أنصحك بـ Atlas Fallen؟
الإجابة القصيرة هي لا.
على الرغم من نظام المعارك الممتع والعالم الجميل بصريًا، ودعم اللعب التعاوني المميز الذي يسمح بخوض التجربة مع صديقك، ولكن Atlas Fallen لا تستحق الـ 50 دولار إطلاقًا على ستيم، وبالتأكيد ليس الـ 60 دولار على المنصات المنزلية. بمحتوى فقير وقصة سطحية وعناصر RPG ساذجة، إذا صح التعبير.
Atlas Fallen هي تجربة تستحق إذا كانت مجانية أو متاحة عبر خدمة Game Pass مثلًا، ولكن لا أظنها تستحق أكثر من 20 دولار حتى، فكل ما لديها لتقدمه هو نظام معارك ممتع ورسوميات قوية بجانب دعم مميز للعب التعاوني.
ملخص المراجعة
القصة والسرد - 3
أسلوب اللعب - 7
العالم والاستكشاف - 6
الأداء التقني - 8
6
مقبولة
تجربة يعتليها فقر المحتوى وقلة التنوع في جميع جوانبها، بقصة بسيطة وسيئة وسرد ساذج، وعالم خاوٍ تقريبًا على الرغم من جماله بصريًا، ذلك رفقة أنظمة RPG سطحية لأقصى حد. يبدو أن الاستوديو المطور وجد لديه نظام معارك ممتاز وقرر جعله لعبة كاملة دون الاهتمام بأي جوانب أخرى.