في مايو من العام السابق (2021) صدرت لعبة Monster Hunter Rise على أجهزة Nintendo Switch لتكون أول ألعاب السلسلة التي تصدر على المنصة المحمولة، وتمثل بذلك امتدادًا لإصدارة Monster Hunter World التي أعادت تقديم السلسلة بأسلوب أقرب للأسلوب الغربي لألعاب الRPG، وها هي الآن تصدر لمنصة الحاسب الشخصي عبرSteam، فهل تستحق الشراء؟ هذا ما سنعرفه من خلال مراجعة Monster Hunter Rise (نسخة الحاسب).
شرح محتوى اللعبة باختصار
تحتوي اللعبة على طور قصة تدور احداثه حول قرية Kamura التي تواجه خطرًا من مجموعة من الوحوش، وتقوم بتعيين بعض المرتزقة ومنهم شخصية البطل (أنت) للقضاء على ذلك الخطر. القصة في السلسلة تعتبر دومًا شيئًا جانبيًا ولكن في هذه الإصدارة حتى القليل الذي تقدمه اللعبة من مقاطع سينيمائية، وقصة تم تقديمه بشكل متواضع يرتقى للحد الأدنى ويعتبر ذلك مفهومًا بسبب توجيه اللعبة للسويتش منذ البداية.
تقدم اللعبة مهمات قصة عليك القيام بها وحيدًا، تحت مسمى Village Missions، ومهمات تعاونية يمكنك لعبها مع الأصدقاء (حتى 4 لاعبين)، ومهمات Rampage. تقدم اللعبة أيضًا خريطة القرية كمنقطة Hub يمكنك التجول فيها وترقية عتادك وشراء المؤن والأدوات وتخصيص الأسلحة. كما تقدم عالمًا مفتوحًا يمكنك التجول فيه بحرية.
إيجابيات Monster Hunter Rise
- تقدم اللعبة صيد الوحوش بشكل ممتع وتبرع فيه حيث تقدم مجموعة من الوحوش المنوعة والقوية والتي ستستغرق منك وقتًا من التخطيط والتريث قبل النجاح في صيدها
- عالم اللعبة مثير للاهتمام ومع ميكانكيات التنقل الجديدة وأهمها Wirebug، و مخلوق Palamutes الذي يمكنك امتطاؤه، أصبح التنقل والاستكشاف أكثر متعة من ذي قبل.
- يقدم Wirebug ميكانكيات عديدة من خلال أداة واحدة، منها إمكانية التنقل السهل، وقد أشرنا إليه النقطة السابقة، وأيضًا إمكانية استخدامه في المعارك للتحرك السريع، أو استخدامه عند الموت تحت مسمى Wirefall ، أو لركوب الوحوش الضخمة بعد إضعافها واستخدامها سواء لقتال الوحوش الأخرى، أو قتل نفسها!
- تعتبر مكانيكية امتطاء الوحوش جانب من أمتع جوانب اللعبة حيث تدخلك في معركة تشبه معارك ألعاب القتال/المصارعة بين وحشين أو أكثر، ولأن لكل وحش قدرات مختلفة وحركات فريدة من نوعها، تكون كل لحظة من هذه المعارك ممتعة. تلقي ضربات عديدة متتالية سيتسبب في خسارة الوحش وعودته ليكون خصمًا لك، لذا هي عملية ممتعة من الموازنة بين الدفاع والهجوم.
- لكل سلاح مواصفات محددة، وصفة يبرع فيها ويحقق أقصى قدر من الأذى للوحوش، ومع قدرات Skillbind (أحد الميكانكيات الجديدة) يمكنك أن تستغل هذه القدرات للأسلحة أقصى استغلال. لقد شكلت هذه القدرة أكثر العناصر تأثيرًا على أسلوب اللعب والقتال في اللعبة، وخصوصًا لأنها تستخدم الموارد نفسها التي يستخدمها Wirebug، ولذلك فإن عملية إدارة الموارد هنا تكون مسلية وتقدم تحدٍ كبير.
- اللعب الجماعي يعمل بسلاسة ويقدم تجربة ممتعة للغاية أنصحك ألا تلعب مهمات اللعب الجماعي وحيدًا أبدًا، وأن تحرص ان تلعب مع أحد الأصدقاء وليس مع لاعبين غريبين عليك.
- تحتوي اللعبة على عناصر تقمص RPG رائعة، مثل تخصيص شخصيتك، وتطوير مهارتها وأسلحتها، وكذلك مخلوق Palmute الخاص بك، وحتى الطبخ والأكل وجمع الموارد بحثًا عن تنمية مهارات محددة في شخصيتك لا يزال موجودًا ولكن بسبب توجيه اللعبة لمنصة السويتش، تم تخفيض التفاصيل في هذه الانظمة قليلًا، ولذلك أعتبر هذه اللعبة خير مقدمة للسلسلة. أعتقد أنها ستعجب الكثير من اللاعبين الجدد لأنها لا تقدم التعقيد الذي قد ينفر البعض من بعض اجزاء السلسلة ذات الإنتاجية الضخمة.
- ستحتاج إلى 20 ساعة تقريبًا للإنتهاء من التجربة كلها، وعلى مدار هذه الساعات ستجد دومًا أسلحة جديدة وعتاد مميز، ومع الاستكشاف ستزيد مهارتك بشكل ملحوظ، وبذلك تكون Monster Hunter Rise واحدة من الألعاب التي تشجع بشكل مؤثر على الاستكشاف، بحيث ينعكس استثمارك في استكشاف العالم على أداءك في المهمات الأساسية.
- التصميم البصري للأعداء والعالم مميز للغاية. الآن دعني ألفت نظرك لأن التصميم البصري يختلف عن المستوى الرسومي بعض الشيء، فالمستوى الرسومي عبارة نستخدمها -عادةً- للإشارة إلى مستوى تفاصيل البيئات والشخصيات (Textures) ومستوى الإضاءة والواقعية. أما التصميم البصري فهو عبارة استخدمها عندما أشير إلى تصميم الشخصية بشكل عام. كان من الممكن أن تكون جميع الوحوش عبارة عن ديناصورات ضخمة، بحوافر ملونة، وأسنان مخيفة ولكن مصممي اللعبة قد استثمروا وقتًا كبيرًا في تصميم الوحوش بحيث يكون لكل وحش خصائص بصرية مختلفة عن أي وحش آخر، وكذلك عالم اللعبة الذي تم تصميمه بشكل أكثر أفقية، بسبب تضمين أداة wirebug، وبذلك يصبح عالمًا مُكثفًا بشكل مٌرضي.
ماذا عن السلبيات؟
على الرغم من وجود قصور على المستوى البصري مقارنة بألعاب الRPG الأخرى على الحاسب إلا أنه يجب ان نضع في عين الاعتبار أن هذه اللعبة صُممت لمنصة محمولة قديمة بعض الشيء. ولذلك فلن أعتبر المستوى الرسومي للعبة عيبًا من عيوبها، ولكن ماذا عن العيوب الأخرى؟
- أولًا، منظومة المعارك تعتمد على السرعة وأهمية اختيار الأسلحة وتنويع ترسانتك وتخصيصها لتناسب أسلوب لعبك، ولكن مع الأسف تصميم حركات الشخصيات لا يساعد على هذا كثيرًا، لأن في الكثير من الأحيان توجيه ضربة خاطئة يجعل شخصيتك تنفذ حركة تستغرق مدة كبيرة تسدد ضربتك فيها للهواء، وتكون في تلك الفترة التي تتعدى في بعض الأحيان 3 ثوان غير محصن من أذى الأعداء!
- لا يوجد ما يجعل تخصيص الأسلحة وتغييرها ضرورة مُلحة لأن اللعبة سهلة بعض الشيء، ولا تقدم الوحوش تحديًا سوى لمن لم يجرب السلسلة من قبل، أما إذا كنت لاعبًا متمرسًا فيها فلن تجد أي تحدي يُذكر مما يقلل من أهمية جانب التخصيص والتطوير للأسلحة.
- هناك فصل بين مهمات اللعب الجماعي ومهمات القصة وهذا على عكس Monster Hunter World التي وفرت اللعب الجماعي في جميع أطوارها.
- مهمات Rampage مملة ومتكررة، أتفهم محاولة المطور أن يكسر نمطية المحتوى ولكن لم تجعلني تلك المهمات متحمسًا لإتمامها أبدًا.
هل اللعبة معربة؟
نعم. تعريبًا كاملًا للنصوص والقوائم.
الأداء التقني:
عند سماع البعض أن لعبة ما ستصدر للحاسب الشخصي أخيرًا، تزداد تطلعاتهم لما ستقدمه على الصعيد البصري والتقني، وقد يعتبر ذلك عادلًا بعض الشيء نظرًا للإمكانيات التقنية التي تتيحها منصة الحاسب الشخصي كمنصة ألعاب، ولكن نظرًا لأن Monster Hunter Rise كانت لعبة لجهاز محمول موجود منذ الجيل السابق، فإن الفارق التقني بين النسختين يكاد يكون منعدمًا. شخصيًا لم يحبطني ذلك، ولكن لشخص لعب اللعبة على سويتش هل يدعوك الأداء التقني أن تقتني اللعبة مجددًا على الحاسب هذه المرة؟ في الحقيقة لا.
هناك بعض الإعدادات الجديدة التي يمكنك ضبطها، مثل معدل الإطارات ودقة العرض، وفتح أو غلق خاصية Anti Aliasing. معدل الإطارات يمكنك من وضعه على 240 إطارًا في الثانية، أو 120،90،60،30، أو حتى جعله غير محدود. هل يشكل ذلك الشيء فارقًا في اللعب؟ نعم قليلًا، لأنها لعبة تعتمد على القتال السريع، ولكنها في الأساس كانت تعمل بشكل رائع على النينتدو سويتش، لذلك الدخول لتجربة الحاسب وعدم الاكتراث للإعدادات الكثيرة سيعطيك تجربة مرضية من حيث الأداء أيضًا، لكن بشكل عام لا تتوقع رسومًا أفضل من إصدارة World، ولا رسوم “جيل جديد” لأن العمل على تطوير لعبة لمنصة السويتش حتمًا جاء بتضحيات على الصعيد الرسومي.
جربت اللعبة على جهاز بالمواصفات الآتية:
بطاقة رسوم GTX 1650 TI
16gb Rams
معالج Intel Core I7 من الجيل العاشر.
وكانت تعمل اللعبة بشكل سلس بمعدل 120 إطارًا في الثانية، إلا في بعض لحظات المعارك الضارية خصوصًا في طور اللعبا لجماعي كانت تهبط الإطارات بشكل ملحوظ إلى 30 إطارًا، ولكن هذا لم يفسد تجربتي الشخصية مع المعارك ومتعتها، وجمال استكشاف العالم.
هل أرشح لك هذه اللعبة؟
نعم في الحالات الآتية:
- إذا كنت من محبي جانب الصيد في لعبة The Witcher
- إذا كنت من محبي إصدارة Monster Hunter World
- إذا كنت تريد تجربة RPG مختلفة وعميقة بعض الشيء
في النهاية، تقدم لعبة Monster Hunter Rise تجربة Monster Hunter World بميزانية إنتاجية أقل، تجعل من كل شيء مُكلف مثل المقاطع السنيمائية والسرد القصصي، والرسوميات الجبارة أمورًا جانبية وتركز على لب التجربة، وهو صيد الوحوش وكيفية تعزيز تلك التجربة بعناصر لعب أقوى، لتكون أمتع. وصلت اللعبة للاعبي السويتش وحققت لهم أمنيتهم في أن يكون لهم إصدارة من هذه السلسلة العريقة الرائعة على منصتهم المحمولة، والآن تصل للحاسب لتكون امتدادًا لفانتازيا صيد الوحوش، والتخطيط مع أصدقاءك للإيقاع بأعتاهم في عالم لا يعرف الرحمة ولكن جميل يدعو للاستكشاف، وميكانكيات لعب معقدة بالقدر الكافي لتكون ممتعة، وتعطيك شعور الرضا عندإتقانها.
مُلخص المراجعة
متعة أسلوب اللعب - 9
الأداء التقني على الحاسب - 9
الرسوم - 7.5
الصوتيات - 7
معارك الوحوش الكبيرة - 9.5
العالم والاستكشاف - 9
8.5
المزيد من نفس الشيء مع بعض التحسينات الفعالة! تبرع لعبة Monster Hunter Rise في تقديم جميع العناصر التي ميزت Monster Hunter World بشكل عظيم وتعتبر امتدادًا موفقًا لنجاحها، قتال الوحوش والتحضير لصيدها هي أفضل لحظات اللعبة، كما قدمت عالم بتصميم رائع، وطرق تنقل أفضل من أي جزء مضى، ولكن لأنها كانت موجهة لمنصة Nintendo Switch في الأساس ستلاحظ أن الرسوم والصوتيات أقل من معظم ألعاب الجيل الحالي على الحاسب الشخصي، ولكن حتى ذلك لم يبخس حقها في كونها لعبة ممتعة لمحبي السلسلة، ومقدمة ممتازة لأي لاعب جديد.