منذ الإعلان عن لعبة Stray وأنا -ومعي الكثيرين- معجبين بما تقدمه من اتجاه فني مميز وفكرة أساسية جذابة. فنادرًا ما تجد لعبة تتيح لك اللعب بقطة شارع! إذا كنت من محبي القطط، فهذا سبب كافٍ لجذبك لتجربة Stray، وفي حالة لم تكن كذلك، فإن الألوان وأضواء النيون والعالم الغامض الذي يسكنه الآليوون قد يكون عنصر الجذب الذي يحثك على الإقدام عليها، فما حكايته؟ وهل تستحق Stray التجربة؟ هذا ما سنعرفه في مراجعتنا اليوم.
أولًا: القصة ومحتوى اللعبة:
- تحتوي اللعبة على طور القصة فقط، مكون من 10 بيئات منها بيئات مغلقة وبيئات مفتوحة.
- القصة بشكل عام خطية مع 3 بيئات كبيرة شبه مفتوحة تحتوي على مهمات جانبية بسيطة.
- المهمات كلها تتراوح بين مساعدة سكان المنطقة، إلى المطاردات ومواجهة كائنات الZurks والآليين، أو حل الألغاز. كل ذلك عن طريق التنقل بالقفز بين المنصات، والتفاعل مع الأشياء من حولك.
قصة اللعبة تدور حول قطة شارع تضل طريقها في عالم مستقبلي لتجد نفسها في مدينة يسكنها الآلييون، فتحاول إيجاد المساعدة للخروج منها برفقة آلي فاقد للذاكرة اسمه B-12.
القصة كانت أكبر مفاجآت اللعبة لأنها تمتلك الكثير من التفاصيل التي سرعان ما تنكشف مع الوقت، لنجد أن قصة Stray هي واحدة من أفضل القصص التي تم تقديمها في ألعاب هذه السنة وطريقة سردها مؤثرة وغامضة بالقدر الكافي لجعلك تبحث عن المزيد طوال عمر اللعبة الذي يمتد إلى 6 ساعات.
إيجابيات تجربة Stray:
- قصة اللعب عبقرية وعميقة، غنية بالتفاصيل والLore الذي سيحمسك كثيرًا لمعرفة المزيد عنه. أحد التفاصيل التي أجدها رائعة هي كيف كان سكان المدينة من الآليين ينظرون للبشر كأنهم الجنس الأفضل منهم، على عكس الفكرة الرائجة في أعمال الخيال العلمي حيث ينظر الآليوون للبشر كأنهم أدنى منهم. يقول أحد الآليوون عند الحديث معه بأن البشر كانوا يروون النباتات بالمياة فتنبت وتكبر في مكانها، ويعبر عن مدى انبهاره بتلك “التكنولوجيا” القديمة الرائعة! اللعبة مليئة بتفاصيل مشابهة تجعل من عالم اللعبة واحد من أفضل عوالم الألعاب التي جربتها.
- تصميم المراحل معقد بعض الشيء.لا يمكنني القول بأن اللعبة هي لعبة Platformers مثل Crash Bandicoot مثلًا بل أعقد من ذلك بكثير إذ أن مراحلها ليست خطية ولك حرية الاستكشاف بشكل تام طوال اللعبة، كما أن إضافة حل الألغاز والبحث تجعل منها تجربة أكثر تميزًا. هي ليست حول الوصول لهدف معين وإنما كيف تصل إليه.
- لا خريطة، ولا إرشادات سخية، أنت وعقلك معًا جنبًا إلى جنب مع القطة تكونون حبيسي هذه المدينة القميئة وتحتاجون لتنفس نسيم الحرية، وهو ما يجعل من البحث والتدقيق في التفاصيل شيء ممتع للغاية. عادة ما أكرة الغياب الكلي للإرشادات ولكن هنا فإن الأمر إيجابي بشكل كبير. عدم وجود خريطة يجعل من التجربة والاستكشاف أمتع وافضل.
- المهمات الجانبية تضيف للقصة والشخصيات وتجعلهم أكثر قابلية للتصديق.
- لم أشعر بالملل طوال ساعات اللعب بسبب تقديم آلية لعب جديدة بشكل مستمر، تغير تمامًا من أسلوب اللعب. أحد هذه الآليات كان المطاردات مع كائنات تدعى Zurks، وبعد فترة من تقديم المطاردات تقدم لك اللعبة سلاحًا لمواجهتهم ومن ثم تقدم نوع مختلف من الأعداء وتستمر هذه الدورة من التغيير إلى أن تنتهي اللعبة.
- تمتلك Stray دعمًا لأذرع التحكم يُنصح بالستغلاله لأن التجربة المُثلى للعبة تكون باستخدام ذراع تحكم.
سلبيات Stray:
- لم أشعر أن الاستكشاف يكافؤك بما فيه الكفاية. نعم هناك اشياء قابلة للجمع لكنها لا تضيف أي شيء لأسلوب اللعب. شعرت بأن هناك فرصة ضائعة كان ممكن استغلالها عن طريق إضافة بعض الأدوات التي تسهل عليك اللعبة تجدها إذا قمت بالاستكشاف خارج إطار المهمات الأساسية.
- استغلال اللعبة صوتيًا كان ضئيلًا على العكس تمامًا من التقديم البصري العظيم، الذي يحبس الأنفاس لعالم شاسع يسكنه الآلييون المتشبهين بالبشر من منظور قطة صغيرة لا تعرف شيء. انتهت التجربة وشعرت أنني لا أتذكر من الأصوات سوى صوت مواء القطة. كنت أتمنى أن يتم استغلال الموسيقى والصوتيات بشكل أكبر. على الرغم من ذلك هي ليست سيئة إطلاقًا، بل تؤدي الغرض عن طريق إضفاء الغموض والهدوء على الأجواء.
هل أنصحك بشراء اللعبة:
نعم. نحتاج جميعًا لتجربة مختلفة بين كل حين لآخر، و Stray تختلف عن أي تجربة أخرى في عالم الألعاب بكل ما تحمله هذه الكلمات من معانٍ إيجابية.
الخُلاصة
الصوتيات - 8
تصميم البيئات والرسوم - 10
القصة - 9
تصميم المراحل - 9
9
عظيمة
لعبة Stray تقدم مزيجًا من حل الألغاز والقفز المنصي والسرد القصصي، كلها مقدمة في عالم أقل ما يقال عليه عبقري وغني بالتفاصيل القصصية التي تنكشف تدريجيًا على مدار 6 ساعات من الاستكشاف والانغماس في تجربة لا يعرفها الملل بسبب تقديم مستمر لآليات لعب جديدة.