اكتسب استوديو Supermassive مكانةً عظيمة في تطوير ألعاب الرعب السينمائية منذ صدور Until Dawn حصرياً لمنصات PlayStation عام 2015، ولكن استعرض الاستوديو قدراته بعيداً عن Sony منذ صدور سلسلة The Dark Pictures Anthologyعام 2019 بدايةً من Man of Medan مروراً بكل من Little Hope و House of Ashes وصولاً لجزئها الرابع The Devil in Me الذي أتاحت لنا Bandai Namco فرصة تجربته منذ عدة أيام، علماً بأنها اللعبة الثانية من الاستوديو لهذا العام بعد العظيمة The Quarry.
رغم التطور الكبير الذي قدمه الاستوديو مع جزء House of Ahes من حيث أسلوب السرد القصصي والتخلي عن منظور الكاميرا الثابتة “Fixed Camera” عبر إتاحة التحكم بزاوية الكاميرا، إلا أن الاستوديو لم يكتف بذلك وقدم لنا أسلوب لعب رائع وأضاف ألغاز لم تكن موجودة قط بالسلسلة مع جزء The Devil in Me. دعنا من المقدمات الطويلة ولنذهب سوياً في رحلتنا مع الجزء الرابع من السلسلة لنستعرض مميزاته وعيوبه وإذا ما كان يستحق الشراء.
قصة اللعبة: لا تعبث مع القاتل المتسلسل H. H. Holmes لأن إعدامه لن يمنعه من الانتقام!
تبدأ القصة بمشهد لزوجين يقرران قضاء شهر العسل في فندق World’s Fair Hotel حيث يستقبلهما القاتل المتسلسل H. H. Holmes، ونعم إنه القاتل المتسلسل الأول في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وبالطبع يكون الزوجان من ضحايا Holmes الذي سيستمر في استدراج عشرات الضحايا لقتلهم بمُختلف الطرق الوحشية قبل أن تتم محاكمته وإعدامه شنقاً عام 1886، ولقد برر Holmes أفعاله الشنيعة بأن الشيطان داخله كان من يجعله يرتكب هذه الفظائع وأن إعدامه لن يمنع الشيطان من قتل المزيد من الأبرياء، ويبدو أنه لم يكن يكذب!
بعد مرور 131 عاماً على إعدام H. H. Holmes، يتم تقديم أبطال القصة وهم فريق شركة Lonnit Entertainment المتخصصة في تصوير الأفلام الوثائقية عن جرائم القتل المروعة، حيث يرسل إليهم المدعو Du’Met دعوة للتصوير بفندق World’s Fair Hotel المعروف بقلعة القتل “Murder Castle”، وبعد وصول الفريق للفندق تبدأ سلسلة من الأحداث الغريبة ليكتشف الفريق وجود أحد القتلة المتسلسلين الذي يحاول الإيقاع بهم واحداً تلو الآخر، ليحاول الفريق الهرب من الفندق.
يمكن تجربة القصة مع الأصدقاء وتقسيم الشخصيات الخمسة بينهم عبر طور “Don’t Play Alone” والذي يتضمن طورين فرعيين:
- طور Shared Story: وفيه ستتمكن من تجربة قصة مشتركة مع صديق واحد فقط.
- طور Movie Night: وفيه ستتمكن من تجربة القصة مع 2-5 أصدقاء، والقصة هنا نوعين؛ قصة أصلية “Original Story”، وقصة بمسار مختلف عن الأصلية “Curator’s Cut”.
الأداء التقني:
قمنا بتجربة اللعبة عبر منصة الحاسب الشخصي بالمواصفات التالية:
- معالج Intel Core i5-9300H.
- بطاقة رسوم Nvidia GTX 1050-Ti 4GB.
- ذاكرة عشوائية 8GB 2666MHz.
- تخزين M.2 NVMe SSD.
استطعنا تشغيل اللعبة بإعدادات Ultra بمعدل 30 إطاراً في الثانية أو High بمعدل 60 إطاراً في الثانية، ولكننا لاحظنا تساقط الإطارات بشكل مفاجئ مع بعض المشاهد السينمائية خاصة التي تتطلب تدخل اللاعب بالضغط سريعاً على الأزرار “Quick Time Events”، وهذا تسبب في مقتل إحدى الشخصيات، كما توقف التحكم جزئياً خلال بداية اللعبة ولم يكن هناك حل سوى الخروج للقائمة الرئيسية واستكمال اللعبة مجدداً!
مميزات اللعبة:
- قصة رعب سينمائية بامتياز ويتم تقديم أحداثها المرعبة بطريقة مشوقة وصادمة طوال ساعات اللعب البالغ عددها 7-8 ساعات تقريباً، ولا نبالغ بوصفها أنها أفضل من بعض أفلام الرعب حالياً!
- اللعبة من نوع رعب البقاء “Survival Horror”، أي محاولة البقاء حياً مهما تطلب الأمر، ولكن لا وجود للذخائر والإمدادات هنا، فقط يمكنك الاختباء أو الهرب أو القتال، وعنصر التخويف قائم على حدوث أشياء غير متوقعة أو خشية كشف القاتل لمكانك.
- الأداء التمثيلي للشخصيات مقنع ومؤثر، ولا عجب من ذلك لأن طاقم التمثيل يتضمن النجمة الأيرلندية Jessie Buckley في دور شخصية Kate والكوميدي الإنجليزي Paul Kaye في دور شخصية Charles.
- مثل أي لعبة سينمائية، يختلف مسار القصة حسب اختياراتك للردود والأفعال مثل الأجزاء السابقة، لذلك كن حذراً لأن أي خطأ في اتخاذ القرارات قد يتسبب في مقتل إحدى الشخصيات الخمسة القابلة للعب.
- مثل الأجزاء السابقة، يعتمد أسلوب اللعب بشكل أساسي على استكشاف البيئة والضغط سريعاً على الأزرار “Quick Time Events”، ولكن أضاف الاستوديو لأسلوب اللعب إمكانية الاختباء والركض والتسلق والانبطاح وتحريك الأشياء ويتم استغلال هذه القدرات بشكل جيد حقاً.
- تتضمن اللعبة لأول مرة مجموعة من الألغاز مثل البحث عن كلمة السر الافتراضية للقفل الإلكتروني المُدونة بفاتورة الشراء والبحث عن مفتاح مُخبأ لفتح الباب، ورغم أنها بسيطة نسبياً، إلا أنها إضافة جديدة لم تكن تشهدها الأجزاء السابقة.
- لأول مرة في السلسلة، يكون لكل شخصية أدوات خاصة تؤهلها للقيام بمهام معينة، فمثلاً Mark يستطيع التقاط الأشياء البعيدة عن متناول اليد بعصا الكاميرا القابلة للتمدد، وتستطيع Jamie إصلاح الدوائر الكهربائية، بينما يستطيع Charles فتح الأدراج الموصدة بالبطاقات البلاستيكية، وهكذا.
- دعم منصات الجيل السابق إتجاه موفق من الاستوديو استطاع من خلاله تجنب النقد الذي وُجه بلعبة The Quarry، خصوصاً أن هذا النوع من الألعاب غير مُتطلب تقنياً.
- الرسوميات جيدة بالنسبة لهذا النوع من الألعاب من حيث تفاصيل البيئة والشخصيات وحركة الوجوه بفضل استخدام محرك Unreal Engine 4 وهو نفس المحرك الذي بُنيت عليه جميع الأجزاء السابقة، وتدعم إعدادات اللعبة مزايا مثل HDR و V-Sync.
- بشكل عام، المؤثرات الصوتية واقعية خصوصاً أصوات خطوات الأقدام التي كانت فعالة في تحقيق الشعور بالرعب.
عيوب اللعبة:
- ليست جميع الاختيارات مؤثرة في أحداث القصة، فبعضها كان ينم عن علاقات عاطفية سابقة بين الشخصيات وللأسف منها ما يندرج تحت بند الأجندات وهو ما يقودنا للنقطة التالية.
- يتم إقحام الأجندات الغربية بدون أية داعٍ عبر التلميح للمثلية الجنسية لإحدى الشخصيات ووضع اختيارات تقود لعلاقة مثلية مع شخصية أخرى!
- عدم تعريب الألعاب حالياً أصبح خطوة كسولة فهناك لغات كثيرة يتم تضمينها بشكل مستمر في جميع الألعاب لبلدان سوقها أصغر من السوق العربي للألعاب.
- الأداء التقني يعاني من بعض المشاكل مثل توقف التحكم وتساقط الإطارات المفاجئ.
- يكون الضعف الرسومي واضحاً لبعض العناصر مثل المياه والمركبات.
هل ننصحك بشراء لعبة The Dark Pictures: Devil In Me؟
نعم، إذا كنت محباً لألعاب الرعب السينمائية أو من عشاق لعبة Until Dawn، فهذه اللعبة ستكون صفقة رابحة خاصةً أنها بسعر 39,99 دولار فقط عبر متجر Steam، ولعلك قد استنتجت من مراجعتنا أن الاستوديو قدم تطوراً مذهلاً في أسلوب اللعب عما سبق، ولا تقلق حيال تجربة الأجزاء السابقة لأن جميع أجزاء The Dark Pictures ذات قصص مختلفة، فما الذي تريده أكثر من ذلك؟!
مُلخص المراجعة
القصة والشخصيات - 9
تأثير الخيارات على الأحداث - 9.5
أسلوب اللعب - 9.5
الأداء التقني - 8.5
تأثير خياراتك على الأحداث - 8.5
9
عظيمة
تُعد لعبة The Devil in Me اعتذاراً ضمنياً يقدمه الاستوديو لعشاق لعبة Until Dawn، وكيف لا واللعبة تقدم أسلوب لعب مميز غير مسبوق وألغاز لم تكن موجودة من قبل؟ ورغم تضمين القصة بتلميحات ليس لها داعٍ ووجود مشاكل بالأداء التقني، إلا أن هذه اللعبة تستحق لقب أفضل أجزاء السلسلة بجدارة!