تتجه أنظار عشاق ألعاب الفيديو هذا الشهر نحو تجارب عديدة جميعها كان مُتظرًا من قٍبل اللاعبين، وربما يكون أهم عنوان في الشهر، هي الحصرية الكبيرة الجديدة لجهاز سوني للألعاب (بلايستيشن) والذي قد يمثل إنطلاقه الجيل الجديد بالشكل الفعلي، ويحث اللاعبين المترددين حتى هذه اللحظة على شراء PS5. تأتي إلينا Horizon Forbidden west لتثبت بأن ألعاب سوني غير، وأن الجودة التي تقدمها استوديوهات سوني لا يُعلى عليها.
القصة بدون حرق
تستكمل القصة أحداث لعبة Horizon Zero Dawn، والذي انكشفت فيه أسباب كون العالم على ما هو عليه، والإجابة على أغلبية الأسئلة التي تثيرها اللعبة في أدمغة لاعبيها، مثل “لماذا يعيش البشر في قبائل بالحياة البدائية، ولماذا يحاربون الديناصورات الآلية” وبعد أن تعرفت Aloy على حقيقتها الفريدة، تتجه إلى منطقة الغرب المحظور، للسيطرة على خطر جديد متسلحةً بالمعرفة، والإدراك لحقيقة العالم من حولها، يعاملها الأشخاص من حولها وكأنها زرقاء اليمامة التي ترى الأشياء قبل حدوثها، ولكنها في الحقيقة مجرد شخص فضولي، أدى به الفضول إلى معرفة حقائق غير قابلة للتصديق في ذلك العالم الذي يحاول فيه الناس النجاة غير آبهين بطرح الأسئلة حول العالم من حولهم.
إذًا فإن القصة هنا هي رحلة جديدة، تأخذك نحو هدف واضح من البداية، على عكس الجزء الأول الذي كانت أحداثه مُقدمة على هيئة لغز تحاول حله، ولا تعرف ما أنت بصدد مواجهته. في إصدارة (الغرب المحظور) تقوم Aloy بلعب دور القائدة التي توحد الصفوف، وتبني التحالفات، وتقرب المسافات بين القبائل وبعضها، وبالتالي ستجد نفسك دائم السفر والحركة، والتعرف على مختلف القبائل، وأداء المهمات لصالحهم لكسب ثقتهم، بجانب المسار الأساسي للأحداث الذي ستمر به. قد يعتقد البعض بأن هذه التركيبة معتادة كثيرًا في ألعاب عديدة، ولكن هورايزن وبفضل كُتاب القصة العظام، تقدم كل ذلك بشكل فريد، لأن عالمها غني بالتفاصيل (Lore) والأشياء التي لن تتوقعها. المزيد من الحديث حول القصة خلال الفقرات التالية.
ما الجديد في هورايزن الغرب المحظور؟
تقدم إصدارة الغرب المحظور الكثير من التحسينات على مميزات الجزء الأول، هناك إضافات على أسلوب اللعب، وإضافات تقنية، كما أنها تنجح في إصلاح عيوب الجزء الأول التي لم تكن كثيرة بأي حال من الأحوال.
1- تقدم اللعبة أدوات جديدة للتنقل، وهي الـGlider أو المظلة، والتي هي في الأصل عبارة عن درع إلكتروني، تستخدمه Aloy في التنقل بين المنصات ومن الاماكن العالية إلى المنخفضة، يشبه كثيرًا المظلة من لعبة Breath of the wild الأيقونية.
2- أداة تنقل أخرى هي الـGrappling Hook والذي يتيح حرية أكبر في التنقل بين المنصات، والتضاريس الوعرة.
3- تضيف أيضًا اللعبة شجرة مهارات مُعاد تصميمها، حيت تعطيك 6 تفرعات لمهاراتك، منها مهارات القوس والسهم (Hunter) والتخفي (Infiltrator) والتحكم في الآلات (Machine Master)، أو استخدام الأسلحة والفخوخ (Trapper)، أو مهارات القتال المباشر (Warrior)، وكل تفرع يمثل أسلوب لعب، يوجد تفرع لتكون أكثر عمقًا مع توفير مهارات تخصصية.
عند توسعك في ترقية جانب محدد من هذه المهارات، تفتح لك مهارة كبيرة تحت اسم Valor، والتي تمكنك من قلب موازين المعارك الكبيرة مع الزعماء بعد ملئ عداد مخصص لها. هذه المهارات تغير بالفعل إيقاع اللعب بشكل إيجابي إذ تجعلك تستطيع الدخول في مواجهات مع أعداء أقوى إذا ما استطعت مواجهتهم بذكاء واستخدام هذه القدرات ضدهم. كما أنها توظف فكرة الاستثمار في جانب محدد من شجرة المهارات المُنظمة، للوصول إلى جائزة تستحق العناء (مهارة Valor) عوضًا عن شجرة المهارات الاعتيادية من الجزء الأول.
4- أما عن إضافات العالم المفتوح فأصبح الآن هناك قبائل بشرية أكثر من ذي قبل، مع تقديم القرى والمدن بشكل حيوي مليء بالواقعية والجمال البصري، كما أن القصة نفسها تميل لتقديم المزيد من البشر عن ذي قبل.
5- قتال الوحوش الآلية المختلفة كان أحد أهم عناصر اللعب في الجزء الأول، والآن تم إضافة آليين يقدمون تحديًا كبيرًا، مثل Clamberjaws و Behemoths و Bristlebacks و Slitherfang والتي يمتلك كل منها أسلوب قتال مختلف.
6- الاستكشاف تحت الماء هو أحد أهم وأفضل عناصر لعب Horizon Forbidden West، إذ أن هناك مهمات كاملة تحت الماء، ونشاطات جانبية وحتى قتال وحوش آلية مائية! والتي من المنطقي أن تكون مختلفة تمامًا عن وحوش البر.
7- دعم تقنيات الـDual sense يجعل من كل دقيقة من التجربة فريدة.
8- دعم دقة 4K يجعل من عالم اللعبة أشد جمالًا من أي عالم تم تقديمه في الألعاب، خصوصًا مع تنويع البيئات التي تقدمها اللعبة هذه المرة.
هل هناك فارق كبير بين نسخة بلايستيشن 4 ونسخة بلايستيشن 5؟
في الحقيقة، من الصعب رصد الفروق بين نسختي جيلي بلايستيشن من الغرب المحظور، وإذا حاولت ذلك غالبًا ما ستصل إلى استنتاج أن اللعبة تبدو “أجمل” وأكثر إبهارًا على البلايستيشن 5، ولكن بلا فروق جوهرية، ولا يعد ذلك شيئًا محبطًا على الإطلاق. إن دل هذا الفارق بين النسختين على شيء، فهو يدل على ذكاء المطورين القائمين على اللعبة، لأن نسخة البلايستيشن 4 تحمل بعض الاختلافات التقنية التي تجعل منها نسخة قابلة للعب بشكل مستقر على منصة الجيل السابق.
فيزيائية الماء التي كانت أحد مشاكل الجزء الأول تم إصلاحها هنا، ولكن في نسخة البلايستيشن 5 فقط، أما في نسخة PS4 لا تزال تشبه الجزء السابق، كما أن نسخة PS4 تستخدم Motion Blur و Depth of Field والضباب (Fog) في تقليل حجم التفاصيل التي يتم عرضها في آن واحد.
أحد الفروق الكبيرة أيضًا بين النسختين هي مدة شاشات التحميل. على بلايستيشن 4 وصل معنا متوسط توقيت شاشات التجميل إلى 30 ثانية، بينما كانت 4-5 ثوانٍ على البلايستيشن 5!
السباحة تحت الماء أيضًا قدمت تفاصيلًا أقل في نسخة البلايستيشن 4 عن نسخة البلايستيشن 5.
يمكنك الإطلاع على تحليلنا التقني لأداء اللعبة من هنا.
ما هي مميزات التجربة؟
يا إلهي، من أين عساي أن ابدأ…؟
- قصة مميزة مليئة بالإلتواءات والمفاجآت، واللحظات الدرامية المؤثرة، والاكتشافات المثيرة. كل ما يمكنك أن تطلبه في قصة لعبة ملحمية ستجده هنا، بأداء تمثيلي ورسوم خارقة! لا أجد الكلمات لوصفها، ستجعلك تصدق كل الشخصيات وكأنك تعرفهم حق المعرفة.
- الرسوم هي أول ما ستلاحظه مع الولوج إلى اللعبة، تفاصيل بيئية من رمال الصحاري الشاسعة، لجليد الجبال الشاهقة، وأراضٍ زراعية تسر الناظرين، كلها مقدمة بحيوية ورسوم ديناميكية غير مسبوقة. ليس ذلك وحسب، بل الشخصيات..كلها تتمتع بتفاصيل رسومية عظيمة في تصميمها، بدايةً من الملابس، وصولًا لتعبيرات الوجوه، وتفاصيلها. تعتبر Horizon Forbidden West أفضل لعبة على بلايستيشن 5 حتى الآن.
- المزيد من الوحوش يعني المزيد من الصيد والقتالات الحماسية التي تقدم تحديًا كبيرًا. أنصحك ألا تلعب اللعبة على صعوبات منخفضة لأن الذكاء الاصطناعي ومباغتة الآلات لك يكون في ذروته على الصعوبات المتقدمة، وهنا يظهر جمال أنظمة اللعبة، ومدى إحكام تصميمها الذي يجعل من التجول في “الغرب المحظور” تجربة مهيبة، عليك فيها الحذر، والعمل من أجل إيجاد الأفضلية على المخلوقات من حولك.
- جميع الوحوش الجديدة تحظى بتصميم بصري وعملي عظيمين. تختلف كثيرًا أساليب مواجهتهم، وهو ما يجعلك دائم البحث عن الموارد لاستثمارها لتوفير السهام، والأسلحة من جميع الأنواع لانك لا تعرف ما أنت مقبل عليه. تذكرني اللعبة بعناوين Monster Hunter من حيث التعامل مع الآلات، ولمن أعجبه ذلك العنصر في الجزء الأول، ستقع في غرام لعبة Forbidden west بسببه.
- إمكانية ترقية الأسلحة فتحت المجال للاستثمار في سلاحك المفضل، والحفاظ على أسلوب لعبك مع تحسينه من خلال إلحاق ضرر أكبر في الأعداء.
- شجرة المهارات الجديدة، وعداد قدرة Valor يفتحان الباب أمام المزيد من التخصيص، وبالتالي الاقتراب اكثر من تصنيف RPG الذي تبنته اللعبة منذ جزئها الأول، لكنها افتقدت إمكانية جعل تجربتي تختلف عن تجربتك، أو عن تجارب اللاعبين الآخرين من حيث القدرات التي تستطيع فتحها، وكيفية استغلالها. هذه المرة شجرة المهارات لا غبار عليها.
- مراحل تحت الماء تندرج تحت التنوعية البيئية الرهيبة التي تقدمها اللعبة، كما أنها تقدم معارك مع آليين مائيين مختلفين تمامًا عن آليي البر، وبالتالي المزيد من المتعة الناتجة عن مواجهات غير معتادة. كلما زاد الاختلاف زادت المتعة، أليس كذلك؟
- المؤثرات الصوتية قُدمت على أعلى مستوى من الملحمية والدراما على حد سواء. يمكنني القول بأنها أفضل من الجزء السابق، وتعطي شعورًا أكبر بالاندماج.
- إضافة القبائل بشكل جديد، وإمكانية مناقشة قضايا المجتمع معهم، والوصول إلى حلول، أو اتخاذ قرارات ما يعتبر إضافة موفقة ذكرتني بلعبة Guardians of The Galaxy بشكل إيجابي، إذ يعتبر ذلك ضمن التركيز على الشخصيات الذي أشرت له سابقًا، والذي لم يكن حاضرًا في الجزء الأول. بشكل عام ستجد أن اللعبة تحاول إيصال رسائل إيجابية منها أن لا أحد يستطيع أن يبني العالم وحده، وأن في الاتحاد قوة، وأشياء من هذا القبيل.
- استمرارًا لدعم سوني لتعريب ألعابها، تقدم Horizon Forbidden West ترجمةً عربية للنصوص والقوائم، كما تقدم دبلجة عربية فصحى رائعة توفر إمكانية لعب لمن لا يستطيع فهم اللغة الإنجليزية بطلاقة. هذه الميزة ورغم أنها ليست بمستوى الأصوات الإنجليزية إلا أنها بالفعل ليست مثل بقية الألعاب المدبلجة، بل أفضل، ولا تؤثر على اندماجك مع الشخصيات. أما الترجمة العربية، ففي بعض الأحيان تكون ترجمة حرفية، وبذلك تفتقد للمعنى.
ما هي عيوب التجربة؟
- جانب إدارة الموارد (Inventory Management) كان أحد عيوب الجزء الأول القليلة، وهنا فإن الوضع لم يتحسن كثيرًا، لا تزال تصميمات القوائم في اللعبة مٌربكة خصوصًا لغير المتمرسين في ألعاب الـRPG.
- تعاني اللعبة من بعض المشكلات التقنية البسيطة كاختفاء الأصوات أثناء الحوارات. صادفت هذه المشكلة مرتين في 30 ساعة من اللعب، في مهمات جانبية ولم تؤثر على استمتاعي، ولكن وجب التنبيه.
- الذكاء الاصطناعي للأعداء البشريين لا يزال نقطة ضعف في أنظمة اللعبة.
- لا يوجد تأثير حقيقي لاختياراتك على مسار القصة بالشكل الذي قد تتوقعه من لعبة RPG.
هل أنصحك بشراء Horizon Forbidden West؟
نعم وبلا أدنى شك.
كلمة أخيرة:
كم هي عظيمة هذه الجودة التي يتم تقديمها من استوديوهات سوني، فتجد استوديو Insomniac يقدم ألعابًا ذات جودة فائقة تارةً، وتجد استوديوهات أخرى تضع بصمتها في مكتبة سوني مثل استوديوهات Naughty Dog و Guerilla games و Sucker Punch وآخرون تارةً أخرى. المشترك بين هذه الألعاب كلها هو اتفاقهم على تقديم الجودة على أي شيء آخر. جميع ألعاب هذه الاستوديوهات تقدم رسومًا عظيمة، وأداءًا تقنيًا لا يُعلى عليه من حيث السلاسة، جاعلين تطوير الألعاب يبدو وكأنه شيء سهل.
Horizon Forbbiden West ليست فقط الحصرية الأفضل على منصة PS5 حتى الآن، وإنما أيضًا واحدة من أمتع ألعاب الفيديو على الإطلاق، بعالم مفتوح حيوي، وجميل يدعوك لاستكشاف كل أركانه، وقصة وشخصيات جانبية مميزة، مع أسلوب لعب قوي لن تمل منه، خصوصًا جانب صيد الوحوش الذي تم توسيعه ليشمل أشكال أكثر تنوعية من الآلات، وليضمن لك حرية كبيرة في كيفية تنفيذ المهام. صدقني حين أقول لك بأن Guerilla games قد نجح في تقديم لعبة عالم مفتوح من نوع RPG أعادت لي الشغف بذلك النوع من الألعاب بعد أن سيطر علي الضجر تجاهه، أما عن التقدم التقني والرسومي، فحدث ولا حرج. هذه أحد التجارب التي ستبقي فمك مفتوحًا من فرط الانبهار.
ملخص المراجعة
القصة والشخصيات - 8.5
العالم المفتوح - 9.5
التجربة البصرية والسمعية - 10
أسلوب اللعب وتصميم المهمات - 10
الأداء التقني - 9.5
9.5
تحفة فنية
مرة أخرى تثبت لنا سوني أن استوديوهاتها التي تعمل على حصريات منصة ألعاب بلايستيشن في مستوىً آخر، لم -وغالبًا لن- يستطيع أي مطور منافستها، من حيث الجودة التي تقدمها. هورايزن الغرب المحظور تعتبر أفضل لعبة حصرية على منصة PS5، وأجمل لعبة عالم مفتوح رأيتها بعيني، كما أن قصتها وأسلوب لعبها لن يشعرك بالملل للحظة واحدة.