مقالاتهاردوير

تأثير تقنية NVIDIA Reflex على الألعاب التنافسية، هل يعطي أفضلية للاعبين؟

تطور الألعاب التنافسية وانتشارها الواسع جعلا التقنيات تلعب دورًا محوريًا في تحسين أداء اللاعبين وتحقيق التفوق في ساحة المعركة الرقمية. في السابق، كان من المعروف أنه كلما زادت الإطارات في الثانية، زادت فرصتك في الفوز؛ ولكن هل الإطارات وحدها هي التي تعزز فرص الفوز؟ بالطبع لا، هناك عوامل أخرى تلعب دورًا مهمًا – بعيدًا عن مهاراتك الشخصية – ومن بينها التأخير الزمني داخل اللعبة. التأخير الزمني يعد عاملاً حاسمًا أيضًا في زيادة فرصة فوزك، حيث يعتمد وقت استجابتك على سرعة استجابة جهاز الحاسوب أو اللاب توب الخاص بك لمداخلاتك. إحدى هذه التقنيات الحديثة التي أثارت اهتمام اللاعبين والمطورين على حد سواء هي تقنية NVIDIA Reflex. لكن، ما هي تقنية NVIDIA Reflex بالضبط؟ وهل يمكن أن تمنح اللاعبين أفضلية فعلية في الألعاب التنافسية؟

تقنية NVIDIA Reflex

يعاني اللاعبون بشكل أساسي من نوعين من التأخير الزمني “Latency”: التأخير النظامي والتأخير الشبكي. تخيل أنك تشارك في سباق سيارات، وأنت تقود سيارة سريعة مجهزة بأحدث التقنيات. لكن هناك مشكلة واحدة؛ عجلة القيادة والدواسات لا تستجيب بسرعة لحركاتك. كلما ضغطت على الفرامل أو البنزين أو حاولت الانعطاف، تتأخر السيارة قليلاً في الاستجابة. هذا يعني أنك تخسر الوقت والمسافة في كل منعطف، وأن خصومك يتقدمون عليك بسهولة. هذا ما يسمى بالتأخير الزمني “Latency”.

تقنية NVIDIA Reflex

التأخير الزمني هنا يتعلق بالتأخير البشري، أي الوقت الذي يستغرقه عقلك لإدراك الخطر وإرسال الإشارة إلى عضلاتك، بالإضافة إلى الوقت الذي يستغرقه قدمك للضغط على الفرامل، وكذلك الوقت الذي يستغرقه نظام الفرامل للاستجابة والبدء في إبطاء السيارة. بالمثل في الألعاب، يمكن تقسيم التأخير الزمني إلى مراحل مشابهة؛ اللاعب يرى عدواً أو عقبة، ثم يرسل الأمر عبر الضغط على زر أو تحريك الماوس، ثم يتم نقل الإشارة عبر الجهاز، وأخيرًا استجابة اللعبة حيث يتم استقبال الإشارة وإعادة إرسالها للعبة لتظهر الحركة على الشاشة.

تقنية NVIDIA Reflex

التأخير الشبكي، المعروف بالـ “Ping”، هو مقياس لسرعة اتصال الإنترنت. يُقاس بالميلي ثانية (ms) ويظهر كم من الوقت يستغرق جهازك للرد على الطلبات وإرسالها. في الألعاب الأونلاين، يكون الـ “Ping” مهمًا لأنه يؤثر على تجربتك أثناء اللعب؛ فهو لا يرتبط بمواصفات جهازك الشخصية بل بسرعة الإنترنت وبُعدك عن خادم اللعبة. لتوضيح الأمر، تخيل أنك تقود سيارة وترى منعطفًا، فتنعطف، لكنك تصطدم بحواجز المضمار لأن كل ما رأيته كان في الماضي أو أن الاستجابة كانت بطيئة، وهذا بسبب ارتفاع الـ “Ping”.

ثانيًا، التأخير النظامي وهو ما نتحدث عنه اليوم. يُقاس أيضًا بالميلي ثانية (ms) ويظهر كم من الوقت يستغرق جهازك للاستجابة لإجراءاتك باستخدام الماوس أو لوحة المفاتيح والتغييرات الناتجة على الشاشة. للتوضيح، عند رؤية المنعطف، تستجيب فورًا، لكنك تلاحظ أن الأمر استغرق فترة قبل أن تستجيب السيارة؛ إذ كان التأخير الزمني مرتفع بالطبع. هذا التأخير مرتبط بقدرة السيارة (مواصفات الجهاز) وليس بسرعة الإنترنت.

في الألعاب التنافسية، يلعب توقيت إطلاق النار دورًا حاسمًا في تحديد ما إذا كانت الضربة ستصيب الهدف أم لا. تتطلب ألعاب الـ Shooter التنافسية دقة عالية وسرعة في التصويب، مما يستدعي تنفيذ سلسلة من الحركات الدقيقة والتصحيحات اللاواعية بناءً على موقع الهدف. عند زيادة التأخير الزمني، يزداد وقت ردود الفعل، مما يؤدي إلى تقليل الدقة.

تقنية NVIDIA Reflex

يعود العديد من اللاعبين بعدم نجاح ضرباتهم إلى مشاكل في توقيت إطلاق النار. عند الضغط على زر الماوس لتوجيه الضربة، قد يواجه اللاعب تأخيرًا ناتجًا عن تأخر النظام وحركة الخصم، حيث قد يتأخر عرض موقع الهدف الفعلي على الشاشة. هذا التأخير يمكن أن يكون نتيجة الوقت المستغرق لمعالجة المعلومات وعرضها على الشاشة. في الألعاب التي تتطلب توقيتًا دقيقًا، يمكن لتأخير بين 10 و15 مللي ثانية أن يكون كافيًا لتفويت الفرصة للفوز بالجولة.

تقنية NVIDIA Reflex

تقنية NVIDIA Reflex هي تقنية مبتكرة تهدف إلى تقليل التأخير الزمني في الألعاب، مما يعزز استجابة الألعاب ويمنح اللاعبين تجربة أكثر سلاسة وتفاعلية. تعمل هذه التقنية من خلال تحسين الاتصال بين المعالج المركزي (CPU) والمعالج الرسومي (GPU)، مما يقلل من الزمن المستغرق لإرسال الأوامر من اللاعب إلى اللعبة واستجابة اللعبة لهذه الأوامر. ببساطة، تقلل تقنية NVIDIA Reflex من التأخير الزمني بين الحركة التي يقوم بها اللاعب وظهورها على الشاشة، مما يتيح للاعبين استجابة أسرع ودقة أكبر في الأداء.

على سبيل المثال، تخيل أنك تستخدم تقنية NVIDIA Reflex، التي تجعل عجلة القيادة والدواسات تستجيب فورًا لحركاتك. كلما ضغطت على الفرامل أو البنزين أو حاولت الانعطاف، تتحرك السيارة بدقة وسرعة معك. هذا يعني أنك توفر الوقت والمسافة في كل منعطف، وأن لديك أفضلية على خصومك. هذه هي فائدة تقنية NVIDIA Reflex في الألعاب الإلكترونية، حيث تجعل شاشتك ولوحة المفاتيح والماوس تتوافق مع حركاتك بشكل أسرع وأدق، مما يزيد من فرصتك في رؤية وضرب خصومك قبل أن يفعلوا ذلك.

تقنية NVIDIA Reflex تعتمد على تحسينات برمجية وتكاملها مع العتاد المخصص، حيث يمكنها العمل مع مجموعة متنوعة من الألعاب التي تدعم هذه التقنية. باستخدام NVIDIA Reflex، يمكن للاعبين تقليل التأخير الزمني بشكل كبير، مما يمنحهم ميزة تنافسية في الألعاب السريعة التي تتطلب استجابة لحظية مثل ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول (FPS) وألعاب الرياضة الإلكترونية.

تقنية NVIDIA Reflex

تساهم NVIDIA Reflex في تعزيز تجربة اللعب من خلال توفير استجابة أسرع للأوامر وتقليل التأخير، مما يجعل اللاعبين يشعرون بأنهم أكثر تواصلاً وتحكمًا في اللعبة، وبالتالي تحسين أدائهم العام وزيادة فرصهم في الفوز بالمنافسات. وكما هو واضح في الصورة أدناه، فإن الفرق الذي يحدثه التقنية كبير:

تقنية NVIDIA Reflex

استخدام NVIDIA Reflex بسيط للغاية، ما عليك سوى الذهاب إلى إعدادات الرسوميات أو الفيديو في اللعبة وتشغيل خيار NVIDIA Reflex. تم تصميم قائمة إعدادات كل لعبة بشكل مختلف قليلاً، لذا قد تحتاج إلى التنقل في القائمة للعثور على خيار التفعيل. مع ذلك، لن تجد هذا الإعداد في جميع الألعاب، حيث يجب على المطورين دمج التقنية في ألعابهم لتتمكن من الاستفادة منها. يمكنك تفعيلها فقط إذا كانت اللعبة تدعم التقنية.

لحسن الحظ، العديد من مطوري الألعاب قد بدأوا بالفعل في دمج Reflex في ألعابهم، ومنذ ظهور التقنية في سبتمبر 2020، أصبح تقنية NVIDIA Reflex الآن يقلل من تأخر النظام في أكثر من 100 لعبة؛ وفي عام 2023 وحده، لعب اللاعبون أكثر من 10 مليارات ساعة من ألعابهم المفضلة بفضل زيادة الاستجابة التي توفرها التقنية، حيث أن أكثر من 90% من اللاعبين قاموا بتفعيل التقنية.

إذا لم تدعم اللعبة تقنية Reflex، يمكنك الحصول على تحسينات قليلة في التأخير الزمني عن طريق تمكين وضع Low Latency من لوحة التحكم NVIDIA. ما عليك سوى فتح لوحة التحكم والانتقال إلى إعدادات 3D، ثم وضع Low Latency، وتحديد الخيار “Ultra”. سيساعد هذا في تقليل التأخير الزمني للعرض، ولكن بالطبع ليست بكفاءة دعم اللعبة نفسها للتقنية رسميًا.

في ظل تطور الألعاب الإلكترونية وزيادة التنافسية، بات من الضروري للاعبين الاستفادة من أحدث التقنيات التي تساعدهم في تحقيق أفضل أداء ممكن؛ وتلعب تقنية NVIDIA Reflex دورًا حيويًا في تحسين تجربة اللعب للألعاب التنافسية عن طريق تقليل التأخير الزمني وزيادة دقة واستجابة اللاعبين. في الألعاب التي تتطلب توقيتًا دقيقًا وسرعة في رد الفعل، يمكن لهذه التقنية أن تكون الفارق بين الفوز والخسارة.

Mohamed Ibrahim

مُحرر في Games Mix و Hardware Specialist، ومهتم بعالم التكنولوجيا الكمبيوتر والهواتف الذكية، وأعشق عالم الألعاب بكافة أنواعه منذ نعومة أظفاري خاصًة ألعاب القصص التي تتميز بتفاصيلها الدقيقة والرائعة، وطريقة اللعب الممتعة، كما أنني أحب معظم ألعاب اللعب الجماعي مثل League of Legends و Valorant.
زر الذهاب إلى الأعلى