مقالاتهاردوير

هل يمكنك استخدام مزودين للطاقة في جهاز حاسوب واحد؟

قد يبدو استخدام مزودين للطاقة (PSUs) في جهاز حاسوب واحد فكرة غريبة وغير شائعة، لكنها قد تكون ضرورية في بعض الحالات الخاصة. لفهم جدوى هذا الخيار، يجب تسليط الضوء على الأسباب التي تدفع البعض لاستخدام مزودين للطاقة، مع استعراض المزايا والعيوب المترتبة على هذا التوجه. فعلى الرغم من أن الاعتماد على مزودين للطاقة قد يوفر حلولًا عملية، إلا أنه يطرح تحديات تقنية ومخاطر محتملة تتعلق بالأداء والسلامة. لكن هل يمكنك استخدام مزودين للطاقة في جهاز حاسوب واحد؟

وهل هذا ممكن من الأساس؟ في هذه المقالة سنجيب على هذا السؤال ونناقش كيفية استخدام مزودين للطاقة في نفس الجهاز، ومميزاته وعيوبه، والأشياء التي يجب الانتباه إليها لضمان اتصال آمن وكفاءة عالية.

في بعض الحالات، قد يكون من المفيد التفكير في استخدام مزودين للطاقة في جهاز واحد لتحقيق أداء أفضل وتلبية احتياجات محددة. فهناك عدة دوافع وراء ذلك، مثل:

عندما يكون مزود طاقة واحد غير كافٍ لتشغيل الجهاز بكفاءة، يمكن أن يكون الحل في إضافة مزود ثانٍ للطاقة. على سبيل المثال، أجهزة الحاسوب المتطورة مثل منصات التعدين أو الحواسيب التي تحتوي على مكونات عالية الأداء مثل عدة بطاقات رسومية فقد تحتاج إلى كميات طاقة لا يستطيع مزود طاقة واحد توفيرها.

في هذه الحالة، يمكن تقسيم العبء بين مزودين للطاقة، بحيث يتولى الأول تشغيل اللوحة الأم وباقي المكونات، بينما يتم تخصيص الثاني بطاقات الرسومية. كما أيضًا في الأجهزة الحساسة، مثل الخوادم، يمكن أن يكون وجود مزود طاقة ثانٍ احتياطي ضروريًا لضمان استمرار عمل الجهاز في حال تعطل المزود الأساسي.

بالإضافة إلى ذلك بدلاً من استبدال مزود طاقة الموجود بآخر عالي السعة ومكلف، يمكن إضافة مزود طاقة ثانٍ كحل اقتصادي. كما من الممكن أن قد يكون لديك بالفعل مزود طاقة إضافي يمكن إعادة استخدامه، مما يقلل من التكاليف الإجمالية.

يعتمد اختيار طريقة توصيل مزودي الطاقة على احتياجات الجهاز والوظيفة المطلوبة. هناك ثلاثة أساليب رئيسية لتوصيل مزودي الطاقة، وهما:

يُعتبر التوصيل على التوازي خيارًا مثاليًا عندما تكون الحاجة موجهة نحو تعزيز القدرة الكلية للجهاز دون تغيير الفولتية. في هذا الإعداد، يتم جمع التيار الخارج من المزودين مع الحفاظ على مستوى الفولتية نفسه.

على سبيل المثال، إذا كانت لديك بطاريتان، كل منهما تُنتج 12 فولت و5 أمبير، فإن توصيلهما على التوازي سيُنتج نظامًا يوفر 12 فولت ولكن مع تيار إجمالي يبلغ 10 أمبير. هذه الطريقة تُضاعف التيار، مما يجعلها مثالية للأجهزة التي تتطلب قدرًا أكبر من الطاقة دون المساس بثبات الجهد الكهربائي.

لكن التحدي الأساسي هنا يكمن في وجوب تطابق الفولتية الخارجة من كلا المزودين بدقة. أي اختلاف، حتى لو كان طفيفًا، قد يؤدي إلى تدفق تيار بين المزودين، وهو أمر قد يُلحق ضررًا كبيرًا بهما أو بالجهاز بأكمله. لذا، يتطلب هذا الإعداد مراقبة دقيقة لضمان التوافق بين مزودي الطاقة.

أما التوصيل على التوالي، فهو الخيار الذي يتم اللجوء إليه في الأجهزة التي تتطلب فولتية أعلى مع الحفاظ على التيار ثابتًا. في هذا الإعداد، يتم جمع الفولتية الخارجة من المزودين  بينما يظل التيار الناتج كما هو.

لنتخيل مزودين للطاقة، كل منهما يُنتج 12 فولت و5 أمبير. عند توصيلهما على التوالي، سيُنتج الجهاز 24 فولت مع تيار ثابت يبلغ 5 أمبير. هذه الطريقة تُستخدم غالبًا في الأجهزة التي تحتاج إلى تشغيل مكونات تتطلب فولتية مرتفعة.

رغم ذلك، فإن هذا الإعداد يأتي بتحدياته الخاصة. يجب أن تكون التيارات الخارجة من المزودين متساوية تمامًا، لأن أي خلل في هذا التوازن قد يؤدي إلى مشكلات تشغيلية؛ ولهذا السبب، يُعتبر هذا النوع من التوصيل أقل شيوعًا مقارنة بالتوصيل على التوازي.

الطريقة الأكثر شيوعا من الطريقتين السابقتين، هي تخصيص مزود طاقة منفصل لكل مكون رئيسي. هذا النهج يُعتبر مثاليًا عندما تكون المكونات المختلفة للجهاز ذات متطلبات طاقة مختلفة.

على سبيل المثال، يمكن استخدام مزود طاقة منفصل في الحاسوب لتشغيل اللوحة الأم ومعالج، بينما يتم تخصيص مزود آخر لبطاقات الرسومية. هذا التوزيع يضمن استقرار الأداء ويُقلل من احتمالية حدوث أعطال ناجمة عن عدم التوازن في استهلاك الطاقة.

في البداية، تتحكم اللوحة الأم عادةً بمزود الطاقة الأساسي من خلال موصل ATX الرئيسي، والذي يتألف من 24 دبوسًا. هذا الموصل هو المفتاح الرئيسي الذي يرسل إشارة التشغيل إلى المزود بمجرد الضغط على زر الطاقة في الحاسوب. لكن عند إضافة مزود طاقة ثانٍ إلى الجهاز، تصبح الأمور أكثر تعقيدًا؛ إذ إن هذا المزود الثاني لا يتصل مباشرة باللوحة الأم، وبالتالي لا يتلقى إشارة التشغيل التلقائية، مما يستدعي استخدام أدوات مساعدة لتفعيل هذه الوظيفة.

إحدى الطرق البسيطة لدمج مزودين للطاقة هي استخدام كابل محول ATX ثنائي. يعمل هذا الكابل كوسيط بين المزودين، حيث يتم توصيله بكل من مزود الطاقة الأساسي والثانوي. بمجرد تشغيل المزود الأساسي، ينقل الكابل إشارة تشغيل إلى المزود الثاني ليعمل بالتزامن مع الأول.

على الرغم من سهولة هذه الطريقة وتكلفتها المنخفضة، إلا أن لها عيوبًا واضحة. من أبرز مشكلاتها أنها قد تؤدي إلى اختلال في توزيع الطاقة، مما يزيد من احتمالية ارتفاع درجة الحرارة أو حتى احتراق الكابل إذا لم يكن ذا جودة عالية أو إذا كان الحمل الكهربائي يتجاوز قدرته التصميمية. لذا، ينصح باستخدام هذه الطريقة فقط في الحالات التي لا تكون فيها متطلبات الطاقة مرتفعة للغاية.

للحصول على طريقة أكثر أمانًا وكفاءة، يمكن استخدام لوحة تشغيل مزدوجة، والمعروفة أيضًا باسم Sync Starter Board. هذه اللوحة الصغيرة صُممت خصيصًا للتحكم بمزود الطاقة الثاني بطريقة ذكية وآمنة. يتم توصيلها بأحد منافذ الطاقة الإضافية في المزود الأساسي، مثل موصلات SATA أو Molex. عند تشغيل المزود الأساسي، ترسل اللوحة إشارة تشغيل دقيقة للمزود الثاني، مما يضمن تزامن عملهما بسلاسة.

تتميز هذه الطريقة بكونها أكثر موثوقية مقارنة بالكابل الثنائي، حيث تقلل من مخاطر ارتفاع الحرارة أو حدوث أي مشاكل تقنية أخرى. كما أنها توفر حماية أفضل للمكونات الداخلية للجهاز، مما يجعلها الخيار الأمثل للمستخدمين الذين يعتمدون على أنظمة تتطلب طاقة عالية جدًا، مثل الحواسيب المخصصة للألعاب أو تحرير الفيديو.

تبرز العديد من المخاطر والتحديات التي قد تنشأ إذا لم يُنفذ هذه الفكرة بدقة وعناية. فبينما يهدف الجمع بين مزودين إلى تعزيز الكفاءة وتوفير بدائل موثوقة، قد يتحول الأمر إلى عقبة معقدة تضر بالجهاز بدلاً من تحسينه.

من المعروف أن الأجهزة الحاسوب مصممة لتعمل بمزود طاقة واحد فقط. اللوحة الأم، التي تُعتبر القلب النابض للجهاز، تعتمد على موصل ATX وحيد للتحكم في تدفق الطاقة. أي محاولة لإضافة مزود طاقة آخر تتطلب تعديلات تقنية دقيقة، وهو أمر قد يكون معقدًا ويصعب تحقيقه بالنسبة للمستخدمين غير المتمرسين.

حتى لو تمكن المستخدم من تجاوز هذه العقبة، فهناك تحدٍ آخر يتمثل في تصميم صناديق الحاسوب التقليدية، التي غالبًا ما تدعم تركيب مزود طاقة واحد فقط. ورغم وجود صناديق مخصصة لدعم مزودين، فإنها غالبًا ما تكون مرتفعة الثمن وغير مناسبة لمن يبحث عن حلول بسيطة واقتصادية. هذا يجعل من عملية التركيب أكثر تعقيدًا، ويضيف طبقة أخرى من تخصيص المكونات لتلبية هذه الاحتياجات.

الأمر لا يتوقف هنا، إذ أن استخدام مزودين للطاقة يحمل في طياته مخاطر تقنية كبيرة. أحد أبرزها هو الاختلافات المحتملة بين الفولتية والتيار الخارج من كل مزود. إذا لم يكن هناك تطابق مثالي بينهما، قد يحدث تدفق عكسي للتيار، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المكونات وتلفها. بل في أسوأ الحالات، قد يتسبب ذلك في تدمير كلا المزودين، مما يهدد استقرار الجهاز بأكمله.

هناك أيضًا مسألة التوافق الكهربائي، حيث إن بعض مزودي الطاقة قد لا يكونون مهيئين للعمل بتناغم. هذا يؤدي إلى تقلبات غير مرغوب فيها في الطاقة، مما قد يضر بثبات الجهاز ويزيد من احتمالات الأعطال على المدى الطويل.

أخيرًا، التكلفة والتعقيد يمثلان عبئًا إضافيًا. إضافة مزود طاقة جديد تتطلب موارد مالية أكبر وصيانة دورية مستمرة، مما يجعل هذا الخيار أقل جاذبية لمعظم المستخدمين الذين يبحثون عن حلول مستقرة وبسيطة.

على الرغم من إمكانية تشغيل مزودين للطاقة في جهاز واحد من الناحية التقنية، إلا أن هذا الخيار لا يُعتبر الأنسب لمعظم المستخدمين. فهو يُستخدم عادةً في سيناريوهات محددة مثل إنشاء منصات تعدين أو تشغيل خوادم. أما بالنسبة للمستخدم العادي، فإن الحل الأمثل يتمثل في استبدال مزود الطاقة الحالي بآخر جديد يتمتع بسعة أكبر، مما يوفر أداءً أكثر استقرارًا وكفاءة على المدى البعيد.

تشغيل مزودين للطاقة يواجه عدة تحديات، من بينها تعقيد عملية التركيب، وزيادة احتمالية حدوث أعطال نتيجة عدم التوافق المثالي بين المزودين. هذا الأمر قد يترتب عليه أيضًا تكاليف إضافية تشمل الصيانة وإصلاح أو استبدال المكونات التي قد تتعرض للتلف. لذا، إذا كانت الغاية هي تحسين قدرة الجهاز على تحمل الأحمال العالية، فإن الاستثمار في مزود طاقة واحد ذي سعة كبيرة وموثوقية عالية يُعد خيارًا أكثر أمانًا وفعالية، حيث يضمن استقرار الأداء مع تقليل المخاطر المرتبطة بالجهاز.

Mohamed Ibrahim

مُحرر في Games Mix و Hardware Specialist، ومهتم بعالم التكنولوجيا الكمبيوتر والهواتف الذكية، وأعشق عالم الألعاب بكافة أنواعه منذ نعومة أظفاري خاصًة ألعاب القصص التي تتميز بتفاصيلها الدقيقة والرائعة، وطريقة اللعب الممتعة، كما أنني أحب معظم ألعاب اللعب الجماعي مثل League of Legends و Valorant.
زر الذهاب إلى الأعلى