أعلنت منذ قليل شركة بيثيسدا في بيان رسمي تأجيل لعبتي Redfall من تطوير استوديو Arkane و لعبة Starfield للنصف الأول من عام 2023، ليكون بذلك التأجيل (هل تكون بداية سلسلة من التأجيلات؟) الرابع أو الخامس لعناوين 2022 الكبيرة، فما الأسباب وهل علينا توقع المزيد من التأجيلات؟ هذا ما ستدور حوله سطور هذه المقالة.
السبب الأول: مقاييس مايكروسوفت المرتفعة
قد يعتقد البعض أنني بصدد التهكم على موقف مايكروسوفت كون ألعابهم الكبرى -كلها تقريبًا أو أهمها على الأقل- قد تم تأجيله إلى عام 2023، ليصبح بذلك عام 2022 عامًا غير حافل لملاك منصة إكس بوكس، ولكني لم أنوى ذلك أبدًا، لأن التأجيلات قد تحمل في طياتها المعنى المعاكس تمامًا قد يشعر به البعض هذه الفترة. ربما تشعر بالغضب بسبب التأجيلات التي تطال حصريات الإكس بوكس الكبرى، وهذا حقك بالمناسبة ولكن علي أن ألفت نظرك للمستوى الذي تخرج به حصريات الطرف الأول الخاصة بمايكروسوفت وأخرها Forza Horizon 5 و Psychonauts 2 التي عانت من جحيم التطور لسنوات عديدة قبل أن تضعها مايكروسوفت على المسار الصحيح بعد أن امتلكت الاستوديو المطور لتخرج لنا في صورة مذهلة بعد 16 عام من الجزء الأول، و Halo Infinite التي عانت من الانتقادات بعد الكشف عنها لأول مرة، وحصلت على إعادة هيكلة شبه كاملة في عام واحد فقط. إذا، مقاييس مايكروسوفت مرتفعة بصدد ألعابها ولا تقبل أن تخرج عناوينها الكبرى بصورة تقنية سيئة أو متواضعة، لذلك توقعت شخصيًا أن يتم تأجيل بعض من ألعاب شركة بيثيسدا الكبرى.
هل تتذكر لعبة Fallout 76؟ ماذا لو كانت مايكروسوفت تمتلك بيثيسدا وقتها؟ كنا سنرى لعبة أفضل بمراحل وقت الإطلاق، وهذا ما تحدث الآن، على الأرجح يتم تجنيبنا كارثة جديدة، أو في أفضل الأحوال يتم تجنيبها خيبة أمل على صعيد الجودة.
الشيء نفسه ينطبق على لعبة S.T.A.L.K.E.R 2 والتي تم تأجيلها لا شيء غير الحرب الدائرة على الأراضي الأوكرانية وهو سبب خارج عن إرادة الجميع بالطبع، لكن لا أريدك أن ترى الموضوع بمنظور ضيق يجعلك تظن أن إكس بوكس هي فقط من تضررت من الظروف الحالية، فهناك أسباب تجعلنا نتوقع تأجيل أغلبية العناوين الكبرى لهذه السنة، والسبب هو الوضع الاقتصادي للعالم.
السبب الثاني: أزمة اقتصادية قادمة وحرب دائرة في أوروبا
أزمة اقتصادية عالمية سببتها الحرب الأوكرانية الروسية، والتضخم في الولايات المتحدة هما عناصر غير متوقعة، ضرب السوقين الأكبر لصناعة الألعاب في العالم، ومن المتوقع على إثرها أن يتدهور الوضع الاقتصادي حتى لكبرى شركات العالم. يترتب على ذلك قرارات تقشفية، منها تجميد العمل على أو إلغاء المشاريع غير مضمونة النجاح، أو تسريح نسبة من العمالة، أو العمل من المنزل (مجددًا) وهو ما سيضر بطبيعة الحال بالصناعة بشكل مباشر. جميع العناوين التي لم يتم العمل فعليًا على أساسها لن ترى النور قريبًا، وتلك العناوين التي كانت تتطلب وقتًا طويلًا قد يتم تجميدها، بجانب إلغاء بعض المشاريع غير مضمونة النجاح. هذه هي أيام الصناعة المقبلة بكل أسف، كما هو الحال في جميع الصناعات الترفيهية وأولها صناعة السينما.
المشكلة ليست فقط لدى الجانب المنتج، وإنما على جانب المستهلك أيضًا والذي تضعف قوته الشراءية مع الوقت، وبالقطع سيتجه للإنتقاء أكثر من ذلك في المستقبل، ما يعني فرص أقل للألعاب متواضعة المستوى، وارتفاع قيمة أشياء مثل خدمة الجيم باس، والتي تتيح لك ألعاب أكثر بقيمة مادية معقولة نسبيًا.
السبب الثالث: الحيرة بين تحقيق الأرباح والانتقال تقنيًا إلى جيل جديد
هناك مقولة مصرية تقول، “صاحب بالين كداب” لا أجد أدق من هذه الجملة لوصف شعوري تجاه الشركات التي كانت تطمح لإصدار ألعابها على الجيلين السابق والحالي، أتفهم الأسباب لكن لا أجد الوضع منطقيًا أن تحمل فريقك مغبة تطوير نسخة ملائمة لإمكانيات تقنية متباعدة تمامًا، في وقت تمر به الشركات كلها بأزمات مالية.
الجيل السابق أنتهى تقنيًا وعلينا الاعتراف بذلك وتقبله. لكن في نفس الوقت تخاف تلك الشركات إصدار ألعابها على الجيل الجديد فقط فتجد نفسها تحقق مبيعات ضئيلة بسبب قلة الأجهزة الناتجة عن توقف الصناعة لفترات طويلة أثناء وباء كوفيد 19 والأزمة المالية التي صاحبت الوباء وجعلت القوة الشرائية للشريحة المستهدفة أضعف.
اتجهت لعبة Gotham Knights أخيرًا للاستغناء عن نسخ الجيل السابق، لتركز على الجيل الحالي فقط، وهو خيار صحيح لو فكرنا فيه من الناحية العملية. الفكرة هي أن الألعاب التي كانت تحت التطوير منذ 2019 أو قبل ذلك هي فقط التي ستكون جاهزة للإطلاق الآن، أما الألعاب التي بدأ تطويرها في 2020 أو بعد ذلك قد تواجه مشاكل عديدة بسبب العمالة، وضخ الأموال حسب تقارير مواقع Bloomberg و Kotaku، لذلك يتوقع تأجيل المزيد من الألعاب خصوصًا تلك التي من المتوقع تحقيقها مبيعات ضخمة. هل وردت عناوين محددة في دماغك؟ للأسف أنت محق..
ما هي الألعاب التي نتوقع تأجيلاها؟
God Of War Ragnarok
تعتبر God Of War Ragnarok اللعبة الكبيرة التالية التي نتوقع تأجيلها، على الرغم من أن العروض الأخيرة للعبة أظهرت كونها قريبة رسوميًا وتقنيًا من عنوان God of war 2018 وهو مؤشر على أن عملية تطويرها بدأت مبكرًا، وأن المخاطرة التقنية فيها ليس بكبيرة ولن تحتاج إلى وقت اختبار كبير، ولكن على الجانب الآخر فإن مبيعات المنتجات الترفيهية دائمًا ما تتأثر بالازمات المحيطة، ويعتقد بعض المحللون أن سوني قد تفكر في إلغاء God of war Ragnarok لضمان إصدارها في توقيت أكثر ملائمة للجميع لتحقق المبيعات المرجوة.
GTA 6
من المتوقع أن تكون عملية تطوير GTA 6 سائرة بشكل مستقر لأن تطويرها حسب الشائعات بدأ منذ وقت طويل، ولكن على الجانب الآخر فقد تم إعادة عملية التطوير وإعادة تصميم بعض الجوانب الجوهرية في اللعبة أكثر من مرة، ولذلك فإنه من الوارد أن تكون هناك أزمة موارد مالية، أو أزمة عمالة في صفوف شركة روكستار خصوصًا مع استمرار الحرب في أوروبا، وازدياد التضخم في الولايات المتحدة وهما حدثان يلقيان بظلالهما على كل شيء، بما في ذلك صناعة الألعاب. نتوقع تأجيل داخلي للعبة GTA 6 أو تاجيل الإعلان عنها حتى ربيع أو صيف 2023، أو ربما أكثر.
Avatar:
لعبة مقتبسة عن فيلم Avatar من تطوير يوبي سوفت، لم يصدر منها سوى بعض الصور لأسلوب اللعب، من المرجح أن يتم تأجيلها للأسباب التي تم ذكرها، بجانب المشاكل الداخلية التي تمر بها يوبي سوفت والتي اضطردت على إثرها تجميد العمل على بعض المشاريع.
أهم تأجيلات الألعاب حتى الآن:
- Zelda Breath of the wild 2: إلى ربيع 2023.
- Suicide Squad: Kill The Justice League: من 2022 إلى 2023.
- S.T.A.L.K.E.R 2: إلى ديسمبر 2022 ومن المتوقع تأجيلها للمزيد من الوقت إذا استمرت الحرب في أوكرانيا لمدة أطول
- Forespoken: من صيف 2022 إلى أكتوبر 2022
- Hogwarts Legacy: من 2022 إلى 2023.
في النهاية، كان الهدف من المقال الإشارة بأن صناعة الألعاب بشكل كامل ستتأثر بالظروف الحالية، ومن المتوقع أن يتم تاجيل المزيد من العناوين الكبيرة ناهيك عن تلك العناوين التي تم الإعلان عنها وهي في مراحل “التفكير” فيها والتي لن ترى النور لوقت طويل على الأرجح، ولكن لا يمنع ذلك بأن أكبر المتضررين هم من ملاك الإكس بوكس لأنهم لن يحصلوا على حصريات ضخمة في 2022، على الجانب الآخر يمكنني أن أجزم بأن تلك الحصريات حين تخرج ستكون بصورة جيدة، والدليل هو جميع حصريات الطرف الاول من إكس بوكس. ويبقى السؤال هنا، هل تسرعنا في امتلاك منصات الجيل الجديد؟