مقالات

Amnesia: The Bunker .. “تيك أواي” دسمٌ بالرعب

عادت سلسلة الرعب الشهيرة Amnesia هذا العام بإصدارة Amnesia: The Bunker، والتي على الرغم من قِصر مدة تختيمها إذا ما قورنت بإصدارة Rebirth مثلًا، إلا أنها فاقت التوقعات وذكرتنا بما فعلته العظيمة Amnesia: The Dark Descent عندما هلّت علينا في خريف 2010 -أي منذ حوالي 13 عام- بأفكارها المُبتكرة والجيم بلاي العظيم.

وبما أن Amnesia: The Bunker صدرت منذ حوالي 3 أشهر، وكما وضحنا في مراجعتنا للعبة، لا بد وأنكم تعرفون الآن أن هذه الإصدارة قد نجحت ولاقت رواجًا على الصعيدين الفني والتجاري، ولكن إلى أي مدى؟ أو بالأحرى: هل كانت اللعبة جيدةً على مستوى الرعب؟ وإذا كان الجواب بنعم، فإلى أي درجة؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه خلال أسطر المقال القادمة.

تميز Amnesia: The Bunker عن الأجزاء السابقة

لا شك أن ثلاثية Amnesia، قبل أن تصدر The Bunker، كانت تُعد واحدةً من أفضل سلاسل الرعب النفسي، وبفضلها أصبح للاستديو السويدي المُستقل Fictional Games مكانةً مهمة بين أشهر استديوهات تطوير الألعاب.

وعلى الرغم من انحدار مستوى الرعب في Amnesia: Rebirth -صدرت 2020- مقارنةً بـ Dark Descent، إلّا أن جماهير السلسلة كانوا على أتم الاستعداد لاستقبال الجزء الجديد Amnesia: The Bunker بصدر رحب، واللعبة لم تخيب توقعاتهم على الإطلاق، بل فاقتها إلى الحد الذي يجعلنا نضعها في نفس منزلة RE4 Remake أو على الأقل بمنزلة قريبة منها، على مستوى الرعب بالطبع.

ومثلها مثل بقية أجزاء السلسلة، تضعنا The Bunker في ظروفٍ صعبة بمنظورٍ أولٍ يحبس الأنفاس، وهذه المرة بشخصية جندي فرنسي من الحرب العالمية الأولى يُدعى Henri Clément. هنري محبوسٌ في قبوٍ خانق قد سُدَّ مخرجه وامتُلِئ بجثث الجنود، والأدهى من كل هذا -كما هو معهودٌ في السلسلة- أن بطلنا فاقد للذاكرة مثله مثل دانيل من The Dark Descent وأوزولد من A Machine for Pigs وتاسي من Rebirth، بل ويطارده وحش مخيف لا تفوته شاردة ولا واردة.

على الجانب الآخر، تميزت The Bunker عن الأجزاء السابقة بقصرٍ مدة تختيمها وبكثرة العناصر وعشوائية توزيعها الواضحة مما كان يُصعّب من المهمة، ما هي هذه المهمة؟ النجاة من الوحش والعثور على الأدوات اللازمة لتفجير القبو The Bunker والخروج منه، وتحقيقها كان يتطلب جرأة قوية تعيننا على الظروف الصعبة التي عيّشتنا اللعبة إياها؛ وذلك بجعلنا نتجول على أطراف أصابعنا في عالم مظلم بمسدس فارغ ومصباح يئن.

ظلام حالك.. جدًا

عودتنا سلسلة Amnesia على الظلام الحالك على مدار أجزاءها السابقة، وإصدارة The Bunker ليست استثناء، بل لقد تمادى الاستديو في الاعتماد على الظلام كعاملٍ أساسي للرعب في The Bunker، ولكن لحسن الحظ، وتخفيفًا من وطأة هذا الظلام المخيف، وضع المطورون مُولد كهرباء بداخل اللعبة يُمكنك أن تعبئه بالوقود لتضيء القبو قليلًا -وبالمناسبة، يُزعج النور الوحش جدًا-، ولكن هناك مشكلتان؛ الوقود ليس متوفرًا بكثرة والمولد لا يستمر في العمل سوى لقليل من الوقت، وهذان تحديان آخران على اللاعب أن يضعهما في الحسبان أثناء رحلته.

هل تتذكر المصباح الذي تحدثنا عنه؟ أجل، ذلك المصباح الذي يئن، يمكنك أن تستخدمه بالمناسبة لكي تستعين بنوره قليلًا، ولكن هناك مشكلة أيضًا؛ هذا المصباح قديم للغاية -لا تنسى أن أحداث اللعبة ترجع إلى وقت الحرب العالمية الأولى- ويُصدر صوتًا مُزعجًا عند تشغيله مما يستفز الوحش المجنون الذي يسمع حتى الهمسات، وهذا يعني أنك مُخيّر بين نارين؛ إما أن تستمر في الظلام أو أن يطاردك الوحش، وعلى ذكر الوحش..

ذكاء الوحش الاصطناعي

أبدع مطورو Amnesia: The Bunker بتصميم الوحش The Beast، فبجلده الشاحب ومخالبه الحادة وأسنانه القاطعة، يمكن لهذا الكائن أن يُجهز على بطلنا في ثوانٍ معدودة، ولكن الإبداع الحقيقي ليس هنا، بل في الذكاء الاصطناعي الذي يُسيّره -ولكن هذا لا يعني أنه خالٍ من العيوب-، فعلى ما يبدو أن لهذا الوحش عقلًا يستخدمه لكي يصل إليك؛ فعندما تنزف يتتبع الوحش آثار هذا النزيف حتى يطالك، وإذا اختبأت في مكانٍ مكشوف ظنًا منك أنه لن يراك، فسيندّمك على الاستخفاف به.

ولرفع مستوى الصعوبة، جعل المطورون هذا الوحش خالدًا لا يموت، وأقصى ما يمكنك أن تفعله هو تعطيله قليلًا عن طريق الأسلحة؛ فبطلقة واحدة يُصاب بالدوار وبطلقتين يهرب، ولكنه في كلتا الحالتين يعود لينتقم. تذكر.. لا يموت!

بيئة مرعبة بامتياز

على الرغم من خطية The Bunker، إلا أنها تتيح للاعبيها التنقل في مناطقها الخمسة بحرية كبيرة في عالمٍ شبه مفتوح، ومن الواضح جدًا أن المطورين لم يأبهوا بالرسوميات على الإطلاق وكل ما شغل بالهم كان تجربة الرعب نفسها. امتلأت البيئة بجثث الجنود كما أشرنا بالأعلى، والهدف من هذه الجثث لم يكن “لزوم الرعب” فحسب، بل لمساعدتك في معرفة قصة اللعبة وهدفك الأساسي عن طريق الملاحظات التي تحملها هذه الجثث.

وبعيدًا عن جثث الجنود المُلقاة في كل مكان، هناك فئران مزعجة وأفخاخ كثيرة في كل مكان أيضًا، والهدف من كل ذلك أن يتم الإيقاع بك حتى يستطيع الوحش أن يحدد مكانك ويلتهمك، ليس هذا فحسب، فاللعبة بها ما لذ وطاب من الألغاز وقد تكون في خضام مهمة رئيسية وتجد نفسك بحاجة إلى القيام بمهمة فرعية أولًا لكي تُكمل مهمتك الرئيسية.

كُل هذه الأشياء، فضلًا عن وجود نقطة حفظ التقدم Save point في غرفة مركزية تتوسط هذه البيئة المُرعبة، تجعلك مشغولًا طوال الوقت وتُثقل كاهلك بالتحديات المتمثلة في الألغاز وتشغيل المولد وتجنب الأفخاخ وحفظ التقدم والحفاظ على الموارد واستخدامها بذكاء، وفوق كل ذلك الهروب من الوحش الذي يخرج لك من حيث لا تحتسب.

الخلاصة: قدمت لعبة Amensia: The Bunker جرعة رعبٍ ممتازة على كافة الأصعدة، وذلك طوال فترة اللعب القصيرة التي لم تتجاوز الخمس ساعات. ولهذا إن كنت تبحث عن تجربة سريعة ودسمة على مستوى الرعب، فلا يوجد أفضل من هذا العنوان لنرشحه لك. اللعبة متوفرة الآن بسعر 25 دولار، كما أنها موجودة مجانًا على خدمة الجيم باس.

Ahmed Safwat

أتساءل إلى أين ستصل بنا التقنية في المستقبل، وأنطلق من هذا التساؤل إلى محاولات بائسة، ولكن شغوفة، للبحث عن الجواب من خلال كلمات عن الألعاب والتقنية.
زر الذهاب إلى الأعلى