مقالاتهاردوير

كيف استحقت بطاقة رسوم GTX 1650 لقب “كارت شاشة الغلابة” بجدارة؟!

تُعد العملاقة Nvidia أكبر مُصنع لبطاقات الرسوم في العالم، ولا يوجد لها منافس في هذا السوق الضخم سوى AMD، بينما تخطط Intel للانتشار في سوق بطاقات الرسوم الخارجية عبر بطاقات Arc. نالت سلسلة GTX 16 انتشاراً واسعاً بين عشاق الألعاب سواء أصحاب منصات الحواسيب المكتبية أو المحمولة بمختلف أنواعها، وذلك نظراً لقيمتها العالية مقابل سعرها الاقتصادي.

GTX 1650

في شهر نوفمر من عام 2022 فاجأتنا Steam بإعلانها عن قائمة ببطاقات الرسوم الأكثر انتشاراً لأجهزة المستخدمين، وكانت ثلاث من بطاقات سلسلة GTX 16 ضمن أكثر عشر بطاقات انتشاراً، فيما كانت بطاقة GTX 1650 على رأس القائمة! كان الأمر مفاجئاً قليلاً، فقد كانت بطاقة GTX 1060 خلال الأربعة شهور السابقة البطاقة الأكثر انتشاراً. ما السر إذاً وراء صعود بطاقة GTX 1650؟ وبعبارة أخرى كيف ازداد انتشار بطاقة GTX 1650 لهذا الحد؟

قد يكون اسم بطاقة GTX 1650 سبب أساسي لانتشارها!

نعم، قد يكون لاسم بطاقة GTX 1650 تأثير نفسي يوحي بأنها بطاقة قوية، هناك من يعتقد أن بطاقة GTX 1650 أقوى من بطاقة GTX 1060، كما يعتقدون أيضاً أن بطاقة GTX 1660 أقوى من بطاقة GTX 1070، وهكذا دواليك، كل هذا بسبب المقطع الأول من الاسم كأنه مبلغ من المال! فلا يدري الكثيرون أن التسمية هنا مرتبطة بأسباب أخرى أكثر تقعيداً غير الأداء.

تُعد بطاقات GTX 1650 وسطاً بين GTX 1050 و RTX 2050 -علماً بأن الأخيرة مخصصة للحواسيب المحمولة فقط-. حسناً، قد تظن أن المنطق يستدعي إطلاق تسمية GTX 1150 بدلاً من GTX 1650، ولكن بما أن المعمارية المُستخدمة Turing مثل سلسلة RTX 20، ولتجنب ربط الاسم مع معمارية Pascal، اختارت Nvidia أن يكون المقطع الأول من الاسم 16 بدعوى أنه أقرب لرقم 20 بسلسلة RTX 20 وليس رقم 10 بسلسلة GTX 10.

يعتقد البعض أيضاً أن سبب التسمية بطاقة GTX 1650 هو استحضار لبطاقة GTX 650 قياساً على تسمية بطاقة GTX 1660 Ti لاستحضار لبطاقة GTX 660 Ti المعروفة فيما مضى، علماً بأن البعض فسر تسمية GTX 1660 أنها نكتة قذرة من Nvidia بدمج كلمة Sixteen و Sixty ليكون الاسم GTX 1660 كما فعلت مع اختصار GeForce Experience بـGF Experience لأن اختصار GF يُستخدم عادةً بمعنى شريكة الحياة “Girlfriend”! الخلاصة أن سبب التسمية يتعلق بالمعمارية ليس إلا.

معمارية Turing الموجودة بسلسلة RTX 20 تمنح GTX 1650 أداءً متميزاً!

ذكرنا مسبقاً بأن بطاقة رسوم GTX 1650 مبنية على نفس معمارية سلسلة RTX 20 المُسماة Turing، وهذا أحد أسباب اختيار مقطع GTX 16 لتسمية هذه الفئة من البطاقات الرسومية. رغم عدم دعم البطاقة لأنوية Tensor Cores و RT Cores اللازمتين لتشغيل كل من DLSS وتتبع الأشعة “Ray Tracing”، إلا أنها تقدم أداءً جيداً أسرع بنسبة تصل إلى 70% من بطاقة GTX 1050 بالنسبة لبطاقات الحواسيب المحمولة!

GTX 1650

لا تزال بطاقة GTX 1650 قادرةً على تشغيل أحدث الألعاب عبر إعدادات متوسطة بمعدل إطارات جيد مما يجعلها اختياراً مثالياً بالنسبة لأي لاعب يبحث عن بطاقة اقتصادية السعر إذا تحدثنا عن الحواسيب المكتبية، فمثلاً تستطيع البطاقة عبر الحواسيب المحمولة تشغيل لعبة Cyberpunk 2077 عند إعدادات متوسطة بمعدل 40 إطاراً، ويرتفع المعدل إلى 55 إطاراً عبر الحواسيب المكتبية، علماً بأن هذه اللعبة مقياس لقدرات أقوى البطاقات الرسومية في العالم!

القيمة العالية مقابل السعر خلطة مثالية بين العرض والطلب

بطاقات الرسوم مثلها مثل أي خدمة أخرى تخضع للقاعدة الذهبية للاقتصاد، ألا وهي العرض والطلب، حيث يتناسب السعر طرياً مع الأخير والعكس بالعكس. ما يميز بطاقة GTX 1650 توازن الكميات المتاحة منها مع طلب السوق عليها، هذه البطاقة بالذات دوناً عن غيرها تتمتع بحركة بيع وشراء نشطة في معظم الأسواق غنية كانت أم فقيرة، بل أن الأسواق الغنية غالباً ما تمثل مصدراً للعرض فيما تتخذ الأسواق الفقيرة مصدراً للطلب، وتترابط كل مجموعة من هذه الأسواق عبر عمليات التصدير والاستيراد.

مثال لنظريتنا: مستخدم مصري يود شراء بطاقةً اقتصاديةً لتجميعته، وبعد بحث مطول عبر الإنترنت يجد موقعاً إلكترونياً يعرض بطاقات رسوم GTX 1650 مًستعملة تم استيرادها مُسبقاً من دول غرب أوروبا حيث يقوم المستخدمون هناك بترقية حاوسيبهم لأحدث بطاقات رسومية متاحة تاركين بطاقاتهم القديمة. هنا تمثل أسواق غرب أوروبا مصدراً لعرض بطاقات GTX 1650، ونتيجة لحاجة السوق المصري لهذه البطاقة بسعر زهيد، يقوم العديد من التجار باستيرادها.

لا تقف المسألة عند هذا الحد، فمع كل سلسلة جديدة من البطاقات الرسومية، تصبح بطاقة رسوم GTX 1650 غير مرغوب بها في الأسواق الغنية، فيزداد العرض عن الطلب مما يجبر التجار على تخفيض أسعار البطاقة لدرجة تصبح معها البطاقة جذابة لأي مستخدم يهمه السعر، وحينئذ يعود الطلب للازدياد فيرتفع السعر مجدداً لقلة العرض أمام الطلب، وهنا تنخفض الأسعار مجدداً! ولأن حركة بيع البطاقة نشطة في السوق، فدائماً ما يتوازن العرض والطلب عند نقطة ما يكون فيها سعر البطاقة منطقياً للشراء.

بمرور الوقت ومع تقادم البطاقة وانخفاض أدائها بالنسبة للبطاقات الأقوى، يأخذ السعر في الانخفاض شيئاً فشيئاً -ولا يعنينا هنا تضخم العملة لأن القيمة الشرائية تحدد كل شيء بالنسبة للسوق العالمي- لتصل أسعار البطاقة عند أدنى مستوياتها، وبالمقارنة مع أدائها المتميز يكون سعر البطاقة مثالياً لأي مستخدم بسيط يبحث عن صفقة رابحة. وبما أن معظم الأسواق العالمية فقيرة، فلا عجب من أن يمتلك معظم المستخدمون حول العالم البطاقات الأضعف ومنها بطاقة GTX 1650 التي أصبحت الأكثر انتشاراً خلال شهر نوفمر الماضي.

Mohamed Tahazohier

رئيس قسمي التقنية والهاردوير في Games Mix ومدير محتوى بفروعها. خبرة تفوق 5 سنوات في التقنية وخصوصاً الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب. مهتم بصناعة الألعاب، ومحب لألعاب الشوتر والخيال العلمي. مؤسس صفحة تطبيقك على فيسبوك.
زر الذهاب إلى الأعلى