مقالات

الجزء الثاني| كيف تختار اللابتوب المثالي المناسب لاحتياجاتك

سواء كنت تشتري الكمبيوتر المحمول الأول أو ببساطة تستبدل جهازك القديم، فإن هذا الدليل موجود هنا لمساعدتك في اختيار الجهاز المناسب لك. في الجزء الأول من مقالتنا تحدثنا عن بعض العوامل والمعايير المهمة التي يجب أن يكون أي مستخدم مُقبل على الشراء على دراية تامة بها، وفي تلك المقالة نكمل رحلة الشرح والتبسيط من أجل أن يتم تحديد التفضيلات الشخصية بدقة وبالتالي اتخاذ قرار شراء الجهاز الصحيح والمناسب.

الرام

قديمًا، قد يبدو استخدام ذاكرة وصول عشوائي بسعة 4 جيجابايت هو القرار المثالي والذي يضمن لك تحقيق الاستفادة القصوى من جهاز الحاسوب الخاص بك ولكن الأمر اختلف تمامًا في الوقت الحالي.

حاليًا، يبدو أن تضع سعة رام 8 جيجابايت كحد أدني عند الاختيار. إذا كنت مُستخدمًا ثقيلًا فليس لديك خيار سوى الانتقال إلى ضعف السعة وهو 16 جيجابايت. تتضاعف تلك المُتطلبات لمُحبي الألعاب حيث يجب عليهم مُضاعفة سعة الرام لتصل إلى 32 جيجابايت على الأقل إذا كانوا يريدون تجربة مثالية من حيث جودة الرسومات والسلاسة وما إلى ذلك.

كلما زادت سعة الرام، تمكن الجهاز من فتح العديد من البرامج والألعاب في نفس الوقت وفي نفس الوقت سيتمكن النظام من الوصول إلى أي بيانات بسرعة وفي أي وقت، ذاكرة الوصول العشوائي ليست مفيدة فقط في تجربة الألعاب، ولكنها تُلقي بآثارها الإيجابية على تحرير الصور وتعديل الفيديوهات وجميع المهام الإنتاجية الأخرى.

عندما تتعمق في مواصفات أي ذاكرة وصول عشوائي، هناك أشياء يجب أن تكون على دراية بها من أجل أن تكون واعيًا بما أنت مُقبل عليه بالتحديد. إلى جانب اسم العلامة التجارية المُصنعة وسعة الرام، ستجد بعض الأحرف المُرفقة وتحديدًا DDR.

سيكون هناك رقم مُرفق كذلك لتصبح الكلمة DDR4 والذي قد تصادف ورأيناه جميعًا مُسبقًا. هذه الكلمة هي اختصار إلى Double Data Rate والرقم الذي يليه خاص بما يُسمى بـ “تصميم المُكون”.

الجيل الأحدث من الهاردوير الخاص بذاكرة الوصول العشوائي في الوقت الحالي هو DDR4 ولكن الجيل الجديد DDR5 على مشارف الوصول ويُتوقع أن نراه في العام المُقبل.

بالتأكيد تُعد الأرقام الأعلى أفضل من الرامات ذات الأرقام الأقل كما يُمكن لمعظم المازربوردز أن تُقدم الدعم لأجيال مُعينة فقط من ذاكرة الوصول العشوائي، وبالتالي لا تقلق لذلك الأمر عند اتخاذ قرار شراء الكمبيوتر المحمول الخاص بك نظرًا لأن الشركات المُصنعة لن تقوم بإدراج رامات لا تتوافق مع اللوحة الأم الخاصة بالجهاز.

ما يجب عليك الإنتباه إليه بقوة هو الرقم الذي يأتي بعد DDR لأنه يُشير إلى سرعة النقل، تمامًا مثل مقارنة سرعة الساعة على وحدة الـ CPU. ذلك الرقم يُعد مقياسًا لسرعة النقل الافتراضية ومرة أخرى تنتصر الأرقام الأعلى هنا وتضمن لك تجربة استخدام سلسلة وسريعة.

في حين أننا ننصحك بامتلاك أكبر ذاكرة وصول عشوائي ممكنة حسب الميزانية الخاصة بك، ألا أن الحقيقة المُطلقة تكمن في أن أغلب المستخدمين لن يشعروا بأي فروقات بين امتلاك رام بسعة 16 جيجابايت وأخرى بسعة 32 جيجابايت إلا إذا كانوا يستخدمون برامج أو ألعاب ثقيلة للغاية وبالتالي ستُحدث 16 جيجابايت فارقًا كبيرًا.

في الحقيقة الرامات تُعد من المكونات الرخيصة نسبيًا كما أنه يسهل ترقيتها في جميع أجهزة اللابتوب الحديثة، وبالتالي كن ذكيًا قبل اتخاذ قرار الشراء. حدد ما هو استخدامك بالتحديد وما أقصى ما يمكن أن تصل إليه، وبُناءً عليه حدد سعة الرام المناسبة لك.

التخزين

قديمًا كانت تُعد محركات الأقراص الصلبة HDD هي الخيار المُفضل للجميع في ذلك الوقت لكنها لم تعد كذلك في الوقت الحالي خاصة في التطور الرهيب الذي حدث في تصميم وشكل أجهزة الكمبيوتر المحمولة الحديثة وخصوصًا فيما يخص النحافة. وبالتالي قد ينتج عن استخدام الأقراص الصلبة حرارة رهيبة وضوضاء ملحوظة بسبب ضخامتها وبُطئها الملحوظ.

في المقابل، تُوفر هادرات SSD سرعة أفضل بكثير، هدوء تام وصمت واضح ولن يُلاحظ أي إضافة فيما يخص وزن الجهاز والحجم الإجمالي، سرعة في تشغيل النظام وجميع البرامج بصورة ملحوظة، مما مثّل دافعًا لمُعظم الشركات المُصنعة لتبني استخدام مُحركات أقراص SSD كمعيار أساسي في جميع الأجهزة الحديثة.

تتمثل المشكلة الأساسية في أن مُحركات أقراص SSD لا تدعم سعات تخزين كبيرة، كما أن اختيار السعات الأعلى يكون مُكلفًا للغاية عند المقارنة بما يُمكنك الحصول عليه بنفس المبلغ عند شراء مُحرك أقراص تقليدي.

قد ينتهي الأمر بك بشراء هارد SSD بسعة 128 جيجابايت بسعر أعلى من شراء هارد HDD بسعة 1 تيرابايت.

قامت بعض الشركات المُصنعة بحل تلك المعضلة عن طريق تبني سياسة استخدام كلا النوعين داخل الجهاز الواحد: استخدام هارد SSD بسعة قليلة وآخر HDD بسعة تخزين كبيرة. هذا يضمن للمستخدم الاستمتاع بمميزات كلا المُحركين، السرعة عن طريق حفظ جميع بيانات نظام التشغيل على مُحرك SSD والاستمتاع بتجربة استخدام مثالية، وفي نفس الوقت توجد مساحة كافية على مُحرك HDD للاحتفاظ بباقي البيانات.

إذا اخترت الذهاب إلى ذلك الاختيار قبل اتخاذ قرار الشراء، فيجب أن تعلم أنك تحتاج إلى هارد SSD لا يقل عن 256 جيجابايت، وهارد HDD ثانوي مع سعة تخزين 1 تيرابايت على الأقل. إذا كان الجهاز الخاص بك لا يُمكن أن يأتي سوى مع مُحرك أقراص SSD واحد فقط، فاحرص على ألا تقل السعة التخزينية عن 512 جيجابايت.

البطارية

النصيحة الأولى تتمثل في عدم تصديق الأرقام التي تؤكد عليها الشركات المُصنعة فيما يخص عُمر البطارية لأن تجربة الاستخدام الحقيقة على أرض الواقع تكون مختلفة تمامًا. هناك العديد من العوامل التي تؤثر على عُمر البطارية مثل دقة الشاشة ومستوى السطوع وعدد التطبيقات والبرامج التي تعمل في الخلفية وما إذا كان الجهاز مُتصل بشبكات واي فاي أو بلوتوث.

يُمثل نظام التشغيل الذي يعمل على تشغيل الجهاز العامل الأكبر في توفير طاقة البطارية من عدمه، وبالتالي نجد أن جميع الأجهزة من طراز Ultrabooks والتي تستخدم نظام التشغيل Chrome تقوم بتوفير طاقة البطارية بصورة ملحوظة مُقارنة بنظيرتها التي تعمل على نظام التشغيل ويندوز 10.

في جميع الحالات، إذا كان استخدامك كثيفًا وقمت بتشغيل العديد من البرامج الثقيلة أو الألعاب التي تتطلب رسوميات عالية، مشاهدة العديد من الفيديوهات أو نقل العديد من الملفات عبر بلوتوث، فإن بطاريتك لن تدوم طويلًا على الإطلاق وستُوفر لك عُمر أقل مما قالته لك الشركة.

يتم تصنيف بطاريات أجهزة الكمبيوتر المحمولة بُناءً على الواط / ساعة (Wh) أو مللي أمبير / ساعة (mAh). بالتالي تضمن الأرقام الأعلى عُمر أفضل ومدة أطول، على سبيل المثال، ستمنحك بطارية ذات تصنيف من 50Wh إلى 60Wh عُمر مثالي ومدة طويلة.

العامل المهم الآخر الذي يجب وضعه في الاعتبار هو الشحن السريع. مثل أغلب الهواتف الذكية في الوقت الحالي، تدعم العديد من أجهزة اللابتوب الحديثة تقنية الشحن السريع وهو خيار جيد بالتأكيد وخصوصًا إذا كان متوفرًا في الجهاز الذي ستقوم بشرائه.

منافذ USB Type-C

بالتأكيد لا يرغب أحد في شراء كمبيوتر محمول يحتوي على منفذ USB Type-C واحد فقط! حتى لا يدفعك ذلك إلى شراء جهاز آخر، يجب ألا تتنازل عن وجود منفذين على الأقل في جهازك القادم لأنها الأكثر استخدامًا بالتأكيد في جميع سيناريوهات الاستخدام اليومية.

بالإضافة إلى المزايا الكبيرة التي تحصل عليها من منافذ USB Type-C (والتي تتيح لك توصيل محرك أقراص ثابت خارجي أو محرك أقراص SSD ونسخ بياناتك احتياطيًا أو استخدام الماوس التقليدي أو أي مُلحقات أخرى)، فإن منافذ USB من النوع C هي أسرع بكثير من منافذ USB 2.0 و3.0. هذا يعني أن عمليات نقل البيانات عبر منافذ USB من النوع C تستغرق وقتًا أقل بشكل ملحوظ.

من بين منافذ Type-C، تعد منافذ Thunderbolt 4 هي الخيار الأفضل. تتميز منافذ Thunderbolt 4 بسرعة نقل بيانات قصوى تبلغ 40 جيجابت في الثانية. كما أنها توفر شحنًا أسرع وتسمح لك بتوصيل عدة شاشات بدقة 4K أو شاشة واحدة بدقة 8K بجهاز الكمبيوتر المحمول، وهي مميزات مُقنعة بالتأكيد.

سرعة Wi-Fi

يتم تحديد سرعات Wi-Fi بواسطة العديد من العوامل المختلفة، مثل قوة الإشارة ومستوى التداخل بين الكمبيوتر المحمول وجهاز الراوتر الخاص بك، ولكن العامل الوحيد الذي يجب أن تفكر فيه عند شراء كمبيوتر محمول جديد هو سرعة Wi-Fi لبطاقة الشبكة الخاصة بالكمبيوتر المحمول الخاص بك.

تُسمى السرعة التي ينقل بها الكمبيوتر المحمول البيانات من الراوتر إلى الكمبيوتر المحمول والعكس بسرعة الارتباط ويتم قياسها بالبت في الثانية. حتى إذا كان اتصالك بالإنترنت سريعًا، وإذا كانت سرعة الارتباط لديك ضعيفة، فإن سرعة Wi-Fi لديك ستعاني.

تتصل معظم أجهزة الكمبيوتر المحمولة المزودة ببطاقات شبكة بنقاط اتصال لاسلكية على نطاق تردد 2.4 جيجاهرتز (Wi-Fi 4) أو 5 جيجاهرتز (Wi-Fi 5)، مما يعني أنها قادرة على الحصول على سرعات ارتباط قصوى تبلغ 1 جيجابت في الثانية (Wi-Fi 4) أو 3.5 جيجابت في الثانية (Wi-Fi 5).

عندما يتعلق الأمر بأجيال Wi-Fi، فإن Wi-Fi 4 أصبحت قديمة بعض الشيء الآن، ولكن Wi-Fi 5 ستعمل بشكل جيد تقريبًا لأي شيء تحتاج إلى القيام به عبر الإنترنت، مثل تصفح صفحات الويب ومشاهدة مقاطع الفيديو وتشغيل المتصفح التطبيقات المستندة. لذلك، ستعمل كروت الشبكة التي تدعم Wi-Fi 5 بشكل جيد.

من ناحية أخرى، إذا كنت مُحبًا للألعاب متعددة اللاعبين، أو إذا كنت تقوم ببث فيديو عالي الجودة، فإننا نوصيك بالبحث عن كمبيوتر محمول مزود ببطاقة شبكة تدعم اتصال Wi-Fi 6.

هذه هي تقنية Wi-Fi القياسية الأفضل في الوقت الحالي، والتي تقدم مزايا سرعة كبيرة (تصل إلى 9.6 جيجابت في الثانية). لن يتم دائمًا إدراج سرعات Wi-Fi في أوصاف المنتج عبر الإنترنت أو في منافذ البيع بالتجزئة، ولكن سيتم إدراجها في مواصفات المنتج التفصيلية، لذا تحقق من ذلك إذا لم تكن متأكدًا.

ختامًا

بالطبع، تحتاج إلى موازنة هذه الميزات مع ميزانيتك واحتياجاتك الأساسية، وقد تضطر إلى تقديم بعض التنازلات. نادرًا ما يُلبي كمبيوتر محمول كل المتطلبات التي تريدها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسعر كما أن التفضيلات الشخصية تختلف من مستخدم لآخر حسب طبيعة الاستخدام وغرض الشراء وما إلى ذلك.

Mohamed Hamed

عاشق للهواتف الذكية والتطبيقات والألعاب ومُلم بكل خبايا العالم السحري وفان بوي مُتعصب لآبل
زر الذهاب إلى الأعلى