مقالات

تحف فنية في عالم ألعاب الرعب: The Evil Within

واحدة من أكثر ألعاب الرعب تميزًا في السنوات الماضية

بعد إصدار Resident Evil 4 في 2005، قررت شركة Capcom أن تتجه بالسلسلة لجانب الأكشن مع Resident Evil 5 و 6. على الرغم من أن الجزئين حققا مبيعات جيدة للشركة، إلا أنهما لم يحصلا على ردود أفعال إيجابية من مجتمع اللاعبين. Resident Evil كانت تشتهر دائمًا بالمزج بين الأكشن والرعب، وتحول السلسلة بأكملها للأكشن لم يكن قرارًا صائبًا من Capcom.

في 2010 تم تأسيس استوديو Tango Gameworks التابع لـ Bethesda وخلال 4 أعوام فقط، أطلق لنا لعبته الأول تحت عنوان The Evil Within. تلك اللعبة كان بداية لسلسلة قوية أعادت للاعبين طابع وأسلوب اللعب الذي افتقدوه من سلسلة Resident Evil.

The Evil Within

هل The Evil Within كانت النقلة في هذه النوعية من الألعاب ؟

الإجابة ببساطة هي لا، The Evil Within استوحت العديد من الأفكار التي اشتهرت بها الأجزاء الأولى من سلسلة Resident Evil  مثل :

  • المزج بين الأكشن والرعب
  • استخدام النقاط لزيادة مستواك وتحسين أسلحتك
  • ندرة الذخيرة والموارد في كل أنحاء بيئة اللعب

أن يستوحي استوديو Tango Gameworks تلك الأفكار من سلسلة Resident Evil لا يعني أن The Evil Within لعبة سيئة مثلاً، بل أن اللعبة استطاعت أن تُقدم للاعبين ما لم تُقدمه Resident Evil  لسنوات طويلة. ميكانيكية اللعب الوحيدة التي تجعل The Evil Within تختلف نسبيًا عن Resident Evil هي إمكانية تخطي العديد من المواقف بالتخفي والتسلل.

The Evil Within

القصة  تتحدث حول ضابط الشرطة Sebastian Castellanos الذي يصل له ورفقائه رسالة استغاثة من مستشفى Beacon للأمراض النفسية. بمجرد الوصول للمستشفى سيجدون أنها أصبحت مكانًا للعنف والدماء، ولا يوجد شخص واحد فقط على قيد الحياة. يتم تخدير Sebastian ورفقائه عن طريق العدو الرئيسي في اللعبة Ruvik، والذي يقوم بوضعهم في واقع بديل عن طريق توصيل أدمغتهم بجهاز قام هو بصناعته. في هذا الجهاز يعمل Ruvik على تعذيب Sebastian عن طريق استعراض مخاوفه الشخصية أمام أعينه، ويتلاعب أيضًا بالبيئات والعالم من حولهم لتحقيق مصالحه الشخصية.

استطاع الجزء الأول من The Evil Within أن يجعلني أشعر بالرهبة طوال فترة تجربتي للعبة. نجح استوديو Tango Gameworks في تصميم عالم مرعب ومُلتوي يُركز على اخافتك كلاعب عن طريق عرضه للأحداث، وليس بمجرد خضات متتالية ومملة. الشيء الأكثر رعبًا في The Evil Within هو تصميم الأعداء، هناك نوعان من الأعداء في The Evil Within : الأعداء العادية التي ستواجهها في مختلف مراحل اللعبة، ومواجهات الزعماء. أُريد أن أُركز بشكل أكبر على 2 من زعماء اللعبة.

The Evil Within

الأول هو The Keeper. تصميم هذا العدو مُستوحى بشكل ملحوظ من Pyramid Head الشهير في سلسلة Silent Hill. سيظهر لك The Keeper في العديد من مراحل اللعبة كـ Boss Fight بشكل متتالي، بل حتى سيُطاردك في بعض الأحيان حتى تقف أمامه في مواجهة أخيرة. الزعيم الثاني وهي Laura. لن أتحدث كثيرًا عن قصتها لأنها مربوطة بالأحداث الرئيسية للعبة وأنا لا أريد أن أحرق متعة التجربة عليك. كل ما يمكنني قوله هو أنك غير مستعدًا للوقوف أمام هذا المخلوق المُريب. عندما كنت أسمع صرختها في اللعبة كنت أصرخ أنا شخصيًا في الحقيقة لأنها ذكرتني كثيرًا بالروح الشريرة من سلسلة أفلام The Grudge.

الجزء الأول من The Evil Within قدم تجربة رعب رائعة، ولكنه لم يكن خاليًا من الأخطاء وتعرض للنقد بشكل كبير من مجتمع اللاعبين. بعد ثلاثة سنوات فقط، قام استوديو Tango Gameworks بإصدار الجزء الثاني من السلسلة والذي جاء أفضل من الجزء الأول، ولكنه ليس أفضل في كل النواحي!

The Evil Within 2 ومشكلة فقدان الهوية

في 2017 حصلنا على الجزء الثاني من السلسلة وقد أثبت استوديو Tango انه تعمل من أخطاء الجزء الأول، فقد عمل على تحسين اللعبة من ناحية :

  • تصميم العالم والذي أصبح مفتوحًا نسبيًا ويُتيح لك حرية الحركة وإنهاء المهمات بشكل مختلف. أيضًا تم إضافة مجموعة من المهام الجانبية التي تُزيد من متعة الاستكشاف وتكافئك على مواجهة المخاطر
  • تصميم الأعداء أصبح أكثر تنوعًا من الجزء الأول، ومواجهة الزعماء في اللعبة كانت أكثر قوة وإثارة
  • هذا هو تفضيل شخصي بالنسبة لي، ولكني أرى أن قصة الجزء الثاني قدمت لي تفاصيل وأحداث أفضل مما قدمه الجزء الأول

إذًا ما هو عيب The Evil Within 2 بالنسبة لي ؟

على الرغم من أن اللعبة قدمت لي تجربة أفضل نسبيًا من الجزء الأول، إلا أنها فقدت هويتها الأساسية ولم تُقدم لي تجربة رعب ترقى لمستوى رعب الجزء الأول. مشكلة الجزء الثاني الرئيسية هي أن اللعبة ركزت على البقاء (Survival) أكثر من الرعب، وفي بعض الأحيان كان تتجه اللعبة لمواجهات أكشن جعلتني أشعر وأنني ألعب Resident Evil 5 وهذا شعور أنا لا أحب أن يصلني من أي لعبة رعب!

هذا لا يعني أن اللعبة لا تستحق التجربة، The Evil Within 2 لا تزال تُقدم تجربة رعب وبقاء جيدة جدًا وتتفوق على الجزء الأول في بعض النواحي من ضمنها مستوى الرسومات الذي تم تحسينه بشكل ضخم. لكن للأسف لا تتوقع أن تكون اللعبة مُخيفة بالشكل الذي تتمناه.


في النهاية، سلسلة The Evil Within هي سلسلة مميزة جدًا ومن أفضل تجارب الرعب خلال العقد الأخير. اللعبتان ليستا خاليتان من الأخطاء والمشاكل، ولكنهما قدما لي تجربة رائعة ستظل لها مكانة خاصة في قلبي. أمنيتي الوحيدة حاليًا هي أن يعود استوديو Tango Gameworks للعمل على جزء ثالث من السلسلة بعد أن ينتهي من إصدار لعبته الجديدة Ghostwire: Tokyo التي ستأتينا على الحاسب الشخصي و PlayStation 5 في أوائل عام 2022.

اقرأ المزيد من مقالات (تحف فنية في عالم ألعاب الرعب) :

Ahmed Yousry

محرر أول، خبرة أكثر من 5 سنوات في مجال صحافة الألعاب بكتابة أكثر من 15 ألف خبر. من مُحبي ألعاب الرعب بكل أنواعها، وعاشق لسلسلة DOOM وألعاب استوديو From Software.
زر الذهاب إلى الأعلى