بمجرد إنهاء مهامك، تذهب لمكتبك بهدف قضاء وقت فراغك مع رفيقك المخلص؛ حاسوبك المحمول. تضغط على زر التشغيل، منتظراً إيقاظ الحاسوب من سباته مع ابتسامة ساذجة تمزق وجهك تحركها لهفة جامحة، ولكن سرعان ما تذهب هذه الابتسامة عندما يستغرق وقتاً أطول من اللازم ليعمل، وبعد أن تستنفد صبرك تماماً في انتظار معجزة لتحدث، تدرك حتماً أنه ثمة خطب ما!
الآن تعتقد أن حاسوبك قد مات، أليس كذلك؟ نعم، إنه موقف مرعب لا تتمناه لألد أعدائك في ألعاب التصويب، ولكن أنصحك بالتمهل قليلاً يا عزيزي، فقد تكون هذه مجرد مشكلة بسيطة مثل عطل بالبطارية، أو مزود الطاقة، أو الشاشة، وهنا يجب عليك التحقق من أبرز الأسباب. ولقد سهلنا عليك المهمة، حيث جمعنا بمقالتنا أهم 10 أشياء يجب التحقق منها في هذا الموقف.
مزود الطاقة: المشبته الأول لتعذر تشغيل حاسوبك المحمول
أول ما يجب عليك التحقق منه هو مزود الطاقة، نظراً لأنه المشتبه به الأول لعدم إقلاع الحاسوب، سواء كان محمولاً أو مكتبياً. قد يكون الأمر بديهياً، ولكن لما لا تتحقق من توصيل حاسوبك بمزود الطاقة المناسب، فقد تتشابه مزودات الطاقة ظاهرياً، ولكنها قد تختلف داخلياً من حيث فرق الجهد “Voltage”، وشدة التيار “Ampere”، وبالتالي القدرة الكهربائية “Wattage”، وهو ما قد يكون سبباً لتعذر تشغيل حاسوبك المحمول.
إذا كان مؤشر الطاقة الخاص بحاسوبك مضيئاً، فهذا يعني أن المشكلة ليست في مزود الطاقة على الأغلب، وإذا كان كل من مؤشري الطاقة الخاصين بمزود الطاقة وحاسوبك المحمول على حد سواء مضيئين، فقد يشير ذلك لوجود مشكلة في البطارية. أما إذا كان حاسوبك غير موصل بمزود الطاقة من الأساس عند محاولة تشغيله، فقد تكون البطارية بحاجة لشحنها لا أكثر.
قاعدة التوصيل: منفذ طاقة تالف كافٍ لتعطيل منظومة الطاقة
إذا كنت تستخدم قاعدة توصيل “Docking Station” بحاسوبك المحمول، فلما لا تجرب فصلها مؤقتاً للتحقق من السبب وراء عدم تشغيل حاسوبك المحمول؟ قد يؤدي تلف منفذ الطاقة الخاص بقاعدة التوصيل أو مزود الطاقة خاصتها لحرمان الحاسوب من الطاقة. إذا تمكنت من تشغيل حاسوبك بدون قاعدة التوصيل، فيجب عليك إزالتها لحين إصلاحها أو استبدالها.
الشاشة: الصورة الوهمية لتعذر تشغيل حاسوبك المحمول
عادةً ما يسهل الخلط بين الشاشة السوداء وعدم تشغيل الجهاز سواء كان تلفازاً أو حاسوباً مكتبياً أو محمولاً. إذا كان هناك شاشة خارجية متاحة، جرب توصيل حاسوبك المحمول بها عبر منفذ HDMI، أو DisplayPort، أو USB-C، حيث يشير عرض المحتوى بالشاشة الخارجية لسلامة الحاسوب وعطل شاشته، والعكس بالعكس.
أما إذا كان حاسوبك المحمول موصلاً بالفعل بشاشة خارجية، فجرب فصلها عن حاسوبك، حيث يشير عرض المحتوى بشاشة الحاسوب لسلامة الحاسوب وشاشته وعطل الشاشة الخارجية، والعكس بالعكس. إذا باءت جميع المحاولات السابقة بالفشل، فقد يكون مستوى الإضاءة منخفضاً أو قد يكون المحول الخاص بشاشة حاسوبك تالفاً، وهنا لا بد من إرسالها للصيانة.
منظومة التبريد: قد تؤدي الحرارة لتعذر تشغيل حاسوبك المحمول
قد تكون منظومة التبريد الفاشلة سبباً خفياً وراء تعذر تشغيل حاسوبك المحمول، حيث تمتلك اللوحة الأم الخاصة بالحاسوب دوائر إلكترونية تدعم معايير سلامة لوقف إمدادات الطاقة عن مكونات الحاسوب الداخلية، وخاصةً وحدة المعالجة المركزية (CPU)، فوراً حال ارتفاع درجة حرارتها لسبب ما بشكل خطير لحمايتها من التلف، وهنا يكمن الحل في معالجة أزمة التبريد.
يعود وصول درجة حرارة المكونات الداخلية للحاسوب لمستويات خطيرة لعوامل متعددة، ولكنها تتعلق بطريقة أو بأخرى بفشل منظومة التبريد أو عجزها عن أداء وظيفتها، وهو ما يحدث إما نتيجةً لكسر سرعة وحدة المعالجة المركزية، أو الرسومية “GPU”، أو الذاكرة العشوائية “RAM”، وهنا يجب عليك تقليل التردد أو الجهد “Undervolting”، أو فساد منظومة التبريد، وهنا يجب عليك تنظيف فتحات التهوية، أو تغيير المعجون الحراري، أو صيانة مراوح التبريد نفسها.
الملحقات: مشتبه محتمل لمشكلات تشغيل الحاسوب بشكل عام
صدق أو لا تصدق، تُعد الملحقات المتصلة بحاسوبك، سواء تلك الخاصة بالتحكم مثل الماوس والكيبورد، أو الخاصة بالوسائط مثل وحدات تخزين USB وأقراص DVD، سبباً محتملاً لمشكلات بدء تشغيل الحاسوب، بل أنها قد تؤدي لعدم تشغيله من الأساس! للتحقق مما إذا كانت هذه الملحقات سبباً لعدم تشغيل حاسوبك، جرب تشغيله بدونها، حيث يعني تشغيله أن هذه الملحقات السبب وراء حدوث المشكلة، والعكس بالعكس.
صفارات التنبيه: إشارة للسبب وراء عدم تشغيل حاسوبك المحمول
عندما تفشل مكونات اللوحة الأم، فقد يصدر حاسوبك المحمول سلسلة من صفارات التنبيه للإشارة للسبب وراء عدم تشغيل حاسوبك المحمول، حيث يمثل عدد الصفارات رمزاً لمساعدتك في تحديد المكون مصدر المشكلة. لمعرفة المكون مصدر المشكلة، تفقد الموقع الرسمي لمصنع حاسوبك المحمول لتحديده، فقد تكون المشكلة متعلقة بوحدة المعالجة المركزية أو الرسومية.
تفريغ الشحنة: محاولة أخيرة للتحقق من منظومة الطاقة
قد يكون تفريغ الشحنة من حاسوبك حلاً لمشكلة تعذر تشغيله، كما يُعد محاولةً أخيرةً للتحقق من أن منظومة الطاقة ليست سبباً للمشكلة. لفعل ذلك، قم بإزالة مزود الطاقة والبطارية من حاسوبك، ثم اضغط مطولاً على زر الطاقة لمدة 30 ثانيةً. بعدها، وصل حاسوبك بمزود الطاقة فقط، وانتظر 30 ثانيةً، ثم قم بتشغيله. إذا تمكنت من تشغيل حاسوبك، أغلقه وجربه بالبطارية.
إذا تعذر تشغيل حاسوبك المحمول بعد هذه المحاولة، فقد يشير ذلك لتلف البطارية، وهو ما يوجب عليك استبدالها. أما إذا نجح تشغيل حاسوبك وانطفأ فجأةً أثناء استخدامه، فقد يشير ذلك لتعرضه لصدمة كهربائية من نوع ما أدت لتفعيل آلية الأمان المدمجة باللوحة الأم، والمسؤولة عن فصل الطاقة عن مكونات الحاسوب لحمايتها من الحمل الكهربائي الزائد.
بطارية CMOS: سمعتها السيئة تجعلها مشتبهاً محتملاً للمشكلات
تمتلك بطارية أشباه موصلات أكسيد المعدن التكميلية “CMOS” سمعةً سيئةً تجعلها مشتبهاً محتملاً للعديد من مشكلات الحاسوب، بما يشمل مشكلة تعذر تشغيله. توجد بطارية CMOS في جميع اللوحات الأم الخاصة بالحواسيب، سواء كانت محمولة أو مكتبية، حيث أنها ضرورية لتمكين نظام الإدخال والإخراج الأساسي “BIOS” من تحميل نظام التشغيل وتشغيل جميع مكونات الحاسوب أثناء عملية الإقلاع “Bootup”.
بالمناسبة، إذا وجدت نفسك مضطراً لإعادة ضبط الوقت والتاريخ بشكل متكرر، فقد يشير ذلك للحاجة لاستبدال بطارية CMOS. ولكن بما أننا نتحدث عن مشكلة تعذر تشغيل الحاسوب، فما زالت بطارية CMOS مشتبهاً محتملاً للمشكلة، حيث يتعذر تشغيل الحاسوب بدون هذه القطعة. إذا فشلت الطرق السابقة بمقالتنا، يمكنك استبدال بطارية CMOS بسهولة عبر الوصول للوحة الأم، حيث ستجد بطارية معدنية دائرية صغيرة.
المكونات الحديثة: المشتبه الأول إذا أعقبها تعذر تشغيل الحاسوب
قد تكون المكونات المُثبتة حديثاً مثل بطاقات الذاكرة العشوائية أو وحدات التخزين سبباً في تعذر تشغيل الحاسوب، وخاصةً إذا أعقبتها المشكلة مباشرةً. على سبيل المثال، إذا توقف حاسوبك عن العمل فجأةً بعد تثبيت مكون حديث، فثمة احتمال كبير أن هذا المكون تالف أو تم تثبيته بشكل غير صحيح، وهنا يجب عليك التحقق من تثبيته جيداً واستبداله لقطع الشك باليقين.
صيانة الحاسوب: الحل الأخير بعد فشل جميع المحاولات السابقة
في حال فشل جميع المحاولات السابق ذكرها بمقالتنا، متمثلاً في تعذر تشغيل الحاسوب، فقد يكون واحد من مكونات اللوحة الأم تالفاً. في هذه الحالة، فليس هناك خيار أفضل من إرسال حاسوبك للصيانة سواء بواسطة مُصنعه أثناء الضمان أو بعده أو بواسطة متخصصين. إذا كانت تكلفة صيانة حاسوبك مرتفعة، فقد تفكر جدياً في شراء حاسوب جديد، وربما بيع حاسوبك القديم كقطع غيار، مع الاحتفاظ بوحدة التخزين مثلاً.
