حصلت البطاقات الرسومية المدمجة “iGPUs” داخل وحدات المعالجة المركزية “CPU” على سمعة سيئة، وخاصةً بعد تقديمها في سلسلة معالجات Clarkdale الموجهة للمستهلكين، والتي تمثل الجيل الأول من معالجات Intel Core، في بدايات العقد الماضي، رغم أن عمرها يمتد لما قبل العقد الماضي بمقدار عقد كامل، أي في بداية الألفية الثالثة.
نظرًا لسمعتها السيئة منذ وقت طويل، اعتُبرت هذه البطاقات عديمة القيمة بجانب تلك الخارجية. ولكن خلال السنوات القليلة الماضية، حظيت هذه البطاقات باهتمام متزايد، وخاصةً مع إطلاق معالجات AMD Ryzen برسوميات معمارية RDNA القوية. في هذه المقالة، نستعرض العديد من الأسباب التي تجعل البطاقات الرسومية المُدمجة مهمة ولو بدت عكس ذلك في البداية، والتي ستغير وجهة نظرك بشأنها.
بدايةً، كيف تستفيد من البطاقة الرسومية المدمجة في معالجك؟

يمكن للبطاقة الرسومية المُدمجة في معالجك تشغيل العديد من المهام عبر حاسوبك، مما يخفف العبء عن البطاقة الرسومية الخارجية. من أمثلة هذه المهام، عرض صفحات الويب، وتشغيل الفيديوهات، والتحكم في التطبيقات المكتبية، بل وتشغيل بعض الألعاب. بشكل عام، يمكنك الاعتماد على البطاقة الرسومية المُدمجة في جميع المهام التي لا تتطلب أداءً قويًا.
لا حاجة لبطاقتك الرسومية الخارجية طالما أنك لم تقم بتشغيل لعبة متطلبة، أو تعديل فيديو بدقة عالية، أو تصيير “Rendering” مشهد ثلاثي الأبعاد لأن البطاقة المُدمجة ستكون كافيةً. وإذا كان لديك شاشات أو تطبيقات متعددة مفتوحة، يمكنك تخصيص البطاقة الخارجية لتشغيل اللعبة، بينما يمكنك تخصيص تلك المُدمجة للبث أو تطبيق Discord مثلًا.

رغم أن معظم اللوحات الأم تدعم الإخراج من بطاقة رسومية واحدة فقط، إلا أنه يمكن إجراء المعالجة الفعلية، وليس التنقيط “Rasterization” والإخراج، من البطاقة الرسومية المُدمجة في الخلفية. أيضًا، قد تجد إعدادًا للشاشات المتعددة للبطاقة الرسومية، والذي سيمكنك من الإخراج عبر منافذ الإخراج الخاصة باللوحة الأم والبطاقة الرسومية.
التفكير في استخدامات البطاقة الرسومية المُدمجة يزداد إلحاحًا عندما يتعلق الأمر بالخوادم المنزلية، فقد تكون تلك البطاقة قادرةً على تحويل ترميز الفيديوهات “Transcoding” بدقة عالية عبر تقنيات مثل Intel QuickSync بدون الحاجة لتشغيل بطاقتك الرسومية ورفع درجة الحرارة واستهلاك الطاقة الخاصين بحاسوبك.
البطاقة الرسومية المُدمجة أكثر كفاءةً في استهلاك الطاقة

لا تقتصر أهمية البطاقة المُدمجة على تنفيذ عدد كبير من المهام العادية، بما يشمل تشغيل الألعاب غير المتطلبة فقط، بل أنها أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة مقارنةً بتلك الخارجية بشكل كبير. أتفهم أن كفاءة استهلاك الطاقة ليست بهذه الأهمية في الحواسيب المكتبية نظرًا لعدم وجود بطاريات، ولكنك لا تريد تشغيل بطاقتك الرسومية الخارجية واستهلاك 300 واط من الطاقة فقط من أجل تشغيل فيديو ترفيهي عبر منصة YouTube، أليس كذلك؟
لا تعمل البطاقة الرسومية الخارجية بكامل طاقتها في معظم الاستخدامات، ولكنها قد تستهلك ما يصل إلى 30 واط من الطاقة في وضع الخمول “Idle” مقابل أقل من 10 واط لتلك المُدمجة. بمرور الوقت، ستجد أنك وفرت مبلغًا جيدًا من الفواتير المتراكمة وأطلت من عمر بطاقتك الرسومية الخارجية. في حين تدعم الحواسيب المحمولة التحويل السلس بين البطاقة المُدمجة وتلك الخارجية حسب أعباء العمل لتوفير الطاقة، يمكنك أيضًا التحويل بينهما بسهولة على الحواسيب المكتبية لتوفير الطاقة وتقليل الفاتورة.
البطاقة الرسومية المُدمجة قد تكون بديلًا احتياطيًا لتلك الخارجية

أحد الأسباب الرئيسية التي تجعلني أفضل الحصول على بطاقة مُدمجة في المعالج، رغم فرق السعر الذي ليس كبيرًا بالمناسبة، هو أنها قد تكون بديلًا احتياطيًا لتلك الخارجية في حال تعذر الوصول إليها لسبب ما. على سبيل المثال، إذا تعطلت البطاقة الرسومية الخارجية لا سمح الله، فما زال بإمكانك استخدام الحاسوب في المهام العادية، بل وتشغيل بعض الألعاب، حتى حل مشكلة البطاقة الرسومية الخارجية، أو إصلاحها، أو استبدالها تمامًا.
قد يكون وجود البطاقة المُدمجة ضروريًا في حال لم يكن لديك بطاقة رسومية خارجية قديمة في الخزانة أو قمت بتخصيصها لخادم منزلي. في هذا الموقف، وإذا تعطلت البطاقة الرسومية الخارجية، بدلًا من أن يتحول حاسوبك لمجرد علبة ضخمة أنيقة من المعدن، والبلاستيك، والزجاج متنكرة في هيئة حاسوب، قد تريد الاستفادة من البطاقة الرسومية المُدمجة في معالجك لتتمكن من تشخيص مكونات حاسوبك، والوقوف على المشكلة، وحلها للوصول إلى بر الأمان.
في النهاية، لا سبب لعدم تفعيل البطاقة الرسومية المُدمجة

إن شراء معالج بدون بطاقة رسومية مدمجة هو قرار صعب للغاية قد تدفع ثمنه لسنوات إذا أدركت حاجتك إليها. في حين تدعم الأغلبية الساحقة من الحواسيب المحمولة بطاقة مُدمجة، سواء كانت مزودة بأخرى خارجية أم لا، إلا أن الكثير من معالجات الحواسيب المكتبية لا تدعم بطاقة رسومية مدمجة، سواء من AMD أو Intel. إذا كنت ممن حالفهم الحظ بامتلاك بطاقة رسومية مدمجة، تهانينا، يمكنك الاستفادة منها في بعض المهام، وبالتالي تقليل العبء عن بطاقتك الرسومية الخارجية، وتقليل الفاتورة.
سواء كنت تريد استخدام البطاقة المُدمجة في تشغيل تطبيقات معينة، أو شاشات متعددة، أو كبديل احتياطي في حال تعطل تلك الخارجية، ستجد الكثير من الطرق للاستفادة منها. ولا يعني ذلك أن تحل هذه البطاقة تمامًا محل تلك الخارجية، بل أن تعملا معًا بسلاسة. لذا، لا يوجد ما يمنعك من استخدام البطاقة الرسومية المُدمجة بجانب تلك الخارجية، وحتى لو كنت تعتقد أنك لست بحاجة إليها في الوقت الحالي، فقد يتغير الأمر لاحقًا.