هواتف

بعد تجاوز آبل والاقتراب من سامسونج: هل ستُصبح شاومي الحصان الأسود لعالم الهواتف الذكية؟

بلا شك، ربما كانت Huawei هي الشركة المصنعة للهواتف الذكية الأكثر تقدمًا لأكثر من عامين على التوالي، بين 2018-2020. كان Huawei P20 Pro أول ضربة كبيرة وضعت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة على الخريطة، على الأقل فيما يتعلق بالأسواق الغربية.

تفاجأت كثيرًا من رؤية العديد من الأشخاص حولي لا يمتلكون هاتف سامسونج جلاكسي أو أيفون بل كان قرارهم هو الذهاب مع هاتف هواوي.

لذلك، ببساطة لم أصدق أن هناك أشخاصًا أنفقوا الكثير من المال على هاتف رائد ليس جهاز iPhone أو Galaxy. في الوقت نفسه، كنت سعيدًا جدًا برؤية جهود Huawei غير العادية قد آتت ثمارها. عقدت الشركة فعاليات في عدد من عواصم العالم للإعلان عن سلسلة P20 وMate 20 وp30، وقد أدى ذلك إلى أخذها على محمل الجد من قبل مهووسين التكنولوجيا.

عندما يتعلق الأمر بالهواتف، هناك نوعان من المستخدمين: النوع الذي لا يهتم والآخر الذي لا يكترث تمامًا. بالعودة إلى بداية عصر هوسي بعالم الهواتف الذكية وتحديدًا في مارس 2018، جلست أشاهد حدث هواوي بشغف وهي تكشف عن سلسلة P20. لقد أصابتني وحدة الكاميرا الخلفية بالدهشة وقام وضع التصوير الليلي بأسري تمامًا. لم أكن كاتبًا تقنيًا في ذلك الوقت، لكنني أدركت حينها أن هذا كان بمثابة تغيير لقواعد اللعبة تمامًا.

ثم جاء هاتف Huawei Mate 20 Pro، الذي نجح بطريقة ما في البناء ليس فقط على نجاح سلسلة P20، ولكن في التفوق كذلك على كل الهواتف الأخرى في السوق عندما يتعلق الأمر بالابتكار.

كان لدى هذا الهاتف حينها أفضل كاميرا في أي هاتف، وأفضل بطارية من بين جميع الهواتف الرائدة المنافسة، وتصميم جذاب حقًا، وبعض الميزات الحصرية مثل مستشعر البصمة السريع الذي يقع تحت الشاشة، والشحن اللاسلكي العكسي. في حالة ما إذا كنت تتساءل – على سبيل المثال، ينتظر مستخدمو iPhone بصبر وصول هذه التقنيات في iPhone 14 إن لم يكن في الهواتف التي تلي ذلك والذي سيجعل آبل الشركة العملاقة مُتأخرة عن الحفلة لمدة أربع سنوات.

هذا هو نوع الشركة التي كانت Huawei تحاول أن تكون. لم تكن العلامة التجارية الصينية مُهتمة بأي خطط مستقبلية، ولم تتهامس كثيرًا داخل أذهانها “بما سنفعله لهاتفنا التالي إذا ألقينا بكل ما في جعبتنا في هذا الهاتف”.

مما لا يثير الدهشة، حقق P30 Pro الهاتف الرائد التالي للشركة نجاحات كبيرة. الآن، بالتأكيد لم يحقق مبيعات كبيرة مثل أجهزة iPhone وسامسونج جلاكسي التي غزت العالم – لأن ذلك النجاح التجاري كان يتطلب مزيدًا من الوقت بالتأكيد، لكنه نافس بقوة عندما كان يتعلق الأمر بتجربة التصوير الفوتوغرافي، وعُمر البطارية الطويل، والوصول مع تقنيات حديثة لا تتواجد في هواتف أبرز المنافسين.

P30 Pro

لسوء الحظ، نعلم جميعًا كيف تسير القصة من بعد ذلك … تم حظر Huawei من التعامل مع الشركات الأمريكية قبل إصدار Mate 30 Pro، مما أدى إلى تغيير مسار الشركة إلى الأبد. انخفضت المبيعات، ولم يعد الناس مهتمين بالهواتف كما كانوا من قبل، وكان على Huawei تطوير نظام Harmony OS الخاص بها من أجل البقاء على قدم وساق ومواكبة باقي الشركات المنافسة.

شاومي تسير على خُطى هواوي

العالم التقني مثله مثل الحياة الواقعية تمامًا التي لا تقف على أحد، كان نهاية حقبة لأحد مصنعي الهواتف الذكية هي البداية الجديدة لشركة أخرى! ودخلت شاومي سباق المنافسة.

الآن، ليس الأمر كما لو أن شاومي كانت علامة تجارية غير معروفة لم تكن تحاول تحقيق صدى بين المستخدمين. في الواقع، كانت تحاول جاهد. كانت سلسلة Mi 9 وMi 10 من الهواتف الرائعة. ومع ذلك، فإن الشركة متخصصة في الغالب في الهواتف الذكية في الفئة المتوسطة والاقتصادية مثل سلسلة POCO وRedmi. هذه هي هواتف Xiaomi الأكثر مبيعًا في مصر والشرق الأوسط، على سبيل المثال وذلك بسبب أنها هواتف رائعة للغاية مع إمكانيات جبارة وكل ذلك بسعر يتراوح بين 2000 و7000 جنيه فقط.

في النهاية، كان الهاتف الأول الذي أعلن نيته في المنافسة في فئة الفلاجشيب كان Mi 10 Ultra. إذا كنت لا تعرف الكثير عنه، بسبب أنه لم يخرج من الصين إطلاقًا. لقد كان جهازًا استثنائيًا (في الواقع، لا يزال كذلك)، يحزم وحدة كاميرا خلفية ممتازة، وشاشة أوليد فائقة الجودة، وشحن سريع خارق بقدرة 120 واط، وأي مواصفات أخرى في خيال وأحلام المستخدم.

كانت Xiaomi تحاول أن تفعل ما فعلته Huawei مع سلسلتي “P” و “Mate” – تاركة وراءها Samsung وApple، وكان هدفها الأسمى هو إتاحة أعظم وأحدث التقنيات للمستخدم وأن تكون جميعها في هاتف واحد. هل يمكن أن تلومهم؟ كنت سأشتري واحدًا لو تم إطلاق الهاتف بصفة رسمية في مصر …

ثم جاء هاتف Xiaomi Mi 11 في بداية العام الحالي، الذي كان يتباهى بأنه أول هاتف على الإطلاق يصل مع معالج سناب دراجون 888 مع شاشة من بين الأفضل مقارنة مع باقي المنافسين.

Xiaomi Mi 11

على عكس هواوي، فإن علاقة شاومي مع شركة كوالكوم جيدة جدًا ووطيدة. لم تختر Qualcomm فقط هاتف Mi 11 من Xiaomi لكي يكون أول هاتف يأتي مدعومًا بـ Snapdragon 888، ولكنهم أتاحوا الفرصة لهاتف آخر في نفس السلسلة لكي يأتي مع معالج Snapdragon 780G الجديد وهو Mi 11 Lite 5G، ومن المتوقع أن يظهرSnapdragon 895 للمرة الأولى مع Mi 12 في أوائل العام المقبل.

على الرغم من أن Mi 11 يُعد هاتفًا ممتازًا يقدم الكثير من القيمة مقابل السعر، إلا أن شاومي لم تنته بعد. أعلنت الشركة عن Mi 11 Pro وMi 11 Ultra الذي طال انتظاره في أواخر مارس. لا يوجد شك أن Mi 11 Ultra هو جهاز جريء. أعني – إنه يحتوي حرفيًا على شاشة عرض على ظهره لالتقاط صور سيلفي باستخدام الكاميرا الرئيسية التي تأتي بدقة 108 ميجابكسل، أو أي من الكاميرات الأربع، وهي تقنية نراها للمرة الأولى، كما يأتي مع تقنيات شحن سريع أفضل من جميع هواتف أيفون وسامسونج الرائدة.

النقطة المهمة هي أن Xiaomi تأخذ وصفة النجاح الخاصة بهواوي لكي تسير على دربها الخاص. المكونات؟ في الغالب أفضل قدرات كاميرا ممكنة وأسرع شحن، بالإضافة إلى تصميم جريء من حين لآخر. ناهيك عن أن Xiaomi هي المنافسة الجدية الوحيدة لشركة سامسونج عندما يتعلق الأمر بالهواتف القابلة للطي. نعم، قد يكون Huawei Mate X2 هو أفضل هاتف قابل للطي في السوق في الوقت الحالي، لكنه لا يدعم تطبيقات جوجل وليس متوفرًا سوى في أسواق قليلة للغاية كما أن سعره باهظ جدًا.

هل ستصبح شاومي أكبر شركة مُصنعة في العالم؟

أرباح شاومي في العام الحالي

مما لا يثير الدهشة، تمامًا مثل Huawei، تمكنت Xiaomi من الوصول إلى آفاق جديدة. تعد الشركة الصينية الآن رسميًا ثاني أكبر صانع للهواتف الذكية في العالم، اعتبارًا من الربع الثاني من العام الحالي، تاركة Apple في مركز الوصافة، والآن تتخلف عن سامسونج بنسبة 2٪ فقط عندما يتعلق الأمر بنسبة المبيعات.

يعد مسار نمو Xiaomi أكثر إثارة للإعجاب. في الربع الثاني، قيل إن الشركة حققت مكاسب بنسبة 83٪، مقارنة بـ 15٪ لشركة Samsung، و1٪ فقط لشركة Apple.

لا يقتصر الأمر على كونها محصورة بين Samsung وApple، ولكن Oppo وVivo تكتسبان أيضًا زخمًا بنسبة نمو تقارب 30٪ لكل منهما. لذا، فإن المنافسة بالتأكيد محتدمة بين الجميع.

هذا في الواقع ليس توقعًا صعبًا. إذا استمرت Xiaomi في النمو بهذا المعدل، فستتفوق بالتأكيد على Samsung في أي وقت من الأوقات.

في الواقع، شاومي ستواجه تحديات صعبة عديدة من أجل نزع مركز الصدارة والإطاحة بسامسونج:

التوفر

في كثير من الأحيان لا تصل الهواتف الرائدة للشركة إلى العديد من البلدان. حتى عندما تفعل ذلك، عادة ما يتم بيعها بسرعة، وهو ما كان سيصبح خبرًا رائعًا، إذا لم يكن يعني نقص الهواتف المعروضة. على سبيل المثال، الآن، لا يمكن شراء Mi 11 Ultra في أي مكان في مصر أو الوطن العربي. خيارك الوحيد هو استيراد الهاتف من الصين.

هل يُمكنك التخمين بطريقة صحيحة؟ يمكنك الدخول إلى أي متجر تقني كبير وشراء Galaxy S21 Ultra أو iPhone 12 Pro Max في دقائق معدودة.

التسويق

للمقارنة، لم يكن تسويق هواوي رائعًا منذ البداية، لقد أخذت وقتًا طويلًا حتى حققت النجاح المطلوب. ومع ذلك، أصدرت Xiaomi بالفعل اثنين من الهواتف الرائدة. حان الوقت لكي تبدأ الشركة في التفاعل مع المزيد من المستخدمين.

في الواقع، دعنا نضع OnePlus في سياق حديثنا للاستشهاد بها، فقط كمقياس جيد. يبلغ حجم شركة شاومي 11 ضعف حجم شركة OnePlus، وفقًا لعدد الموظفين والمصانع التابعة والمبيعات المُحققة وما إلى ذلك.

ومع ذلك، فإن شركة OnePlus الصغير (الصغيرة) لديها المزيد من المتابعين على فيسبوك. على الرغم من أن شاومي تمكنت من القيام بعمل أفضل قليلاً من OnePlus على انستجرام وتويتر، إلا أن مُعدل التفاعل العام يصب لصالح OnePlus!

هذه ليست مفاجأة. OnePlus هي مثال رائع على الشركة التي تهتم (أو على الأقل تحاول أن تهتم) بـ “قاعدة المعجبين” الخاصة بها. هذا بالتأكيد يُفسر سبب نجاحها.

الصورة العامة

أراهن أن هذا العنوان غامض بعض الشيء بمجرد قراءته، لكن دعنا نوضح …

لكي نكون صريحين، ستظل صورة Xiaomi مرتبطة دائمًا بالصين، أو بكونها “شركة صينية”، ولا بأس بذلك! ومع ذلك، فإن الأمر غير المقبول هو الارتباط بعلامة تجارية ذات “اقتصادية” أو مُصنع هواتف ذكية “للفئة المتوسطة”. كما ناقشنا، تهدف شاومي الآن إلى منافسة الهواتف الرائدة.

ومع ذلك، إذا لم يكن لدى المستخدمين إمكانية الوصول إلى هذه الهواتف وأن تكون متوفرة بشكل جيد في الأسواق، ولم يتم تسويقها جيدًا على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، فكيف ستقوم Xiaomi بتكوين سمعة لشركة “عملاقة” تبيع الهواتف الرائدة التي من المفترض أن يدفع الناس مقابلها أموالاً طائلة؟

كما ذكرنا سابقًا، فإن Mi 11 Pro وMi 11 Ultra واللذان يُعدان أفضل هواتف شاومي غير متوفرين في معظم أنحاء العالم بصفة رسمية في الوقت الحالي، ناهيك عن Mi Mix Fold.

لكن هل تعلم ما هي الهواتف المتاحة للمستخدم؟ الأجهزة في الفئة الاقتصادية والمتوسطة. لذلك هذا يخلق للمستهلك صورة أنها “شركة مُصنعة للهواتف الاقتصادية” التي تُقدم للمستخدم قيمة كبيرة، وبعيدة تمامًا عن الهواتف الرائدة الفاخرة التي لديها قاعدة كبيرة بالتأكيد في أي دولة بالعالم.

ختامًا

على الرغم من كل ذلك، نعتقد أن الشركة الصينية لديها فرصة حقيقية لتصبح الشركة المُصنعة الأولى، لقد حان الوقت. هواوي فعلتها بالفعل. كان ذلك لمدة شهر أو شهرين فقط، حيث أصبحت صانع الهواتف الذكية رقم واحد في العالم على الرغم من الحظر التجاري الأمريكي، وذلك بفضل المبيعات القوية في الصين.

تحتاج شاومي فقط إلى مضاعفة مجهوداتها. وصفة النجاح لا تتعلق فقط بالميزات الحصرية والمبتكرة التي تجذب الانتباه، والتسعير التنافسي والذي لا يمكن أن ننكر أنه من أهم مميزات هواتف شاومي، ولكن كما تعلمنا، فإن التوافر والتسويق الصحيح ورسم صورة جيدة للمستخدم هي جوانب تحتاج بذل جهد أكبر بكثير.

في كلتا الحالتين – الأمر واضح. تسير شاومي على خُطى هواوي، فيما يتعلق بالسوق العالمي. كان يجب على شركة ما أن تملأ الفراغ. دعونا نأمل ألا يتم حظر شاومي في النهاية لأي سبب من الأسباب.

أيضًا، في حال كنت تتساءل، فإن هواوي ليست بعيدة تمامًا عن الصورة. حددت الشركة مؤخرًا تاريخ الإعلان الخاص بسلسلة P50 التي طال انتظارها وهو 29 يوليو، ووعد رئيس الشركة بأن تلك الأجهزة ستأتي مع أفضل قدرات تصوير فوتوغرافي في السوق حاليًا.

Mohamed Hamed

عاشق للهواتف الذكية والتطبيقات والألعاب ومُلم بكل خبايا العالم السحري وفان بوي مُتعصب لآبل
زر الذهاب إلى الأعلى