مراجعات

مراجعة لعبة Madison

بيت قديم أصابه العجز، يعج بالذكريات ويملتئ عن آخره بالصور القديمة المعلقة على الحوائط. تسكنها ذكريات أصحابها النابضة بالحياة. يشبهون عائلتي وعائلتك. ذلك التلفاز القديم الموضوع في ركن غرفة المعيشة، والباب العتيق الذي يصدر صريرًا، والردهات المظلمة لأن أسلاك الكهرباء قد تآكلت، كلها أشياء لا تدعو للرعب في الوهلة الأولى، ولكن من كان يعلم بأن لعبة Madison قادرة على جعلي أتخذ على نفسي عهدًا بألا أخطو داخل بيت قديم في الحقيقة أبدًا.

تنتمي لعبة Madison لما أحب ان أسميه “ألعاب الPT LIKE” وهو تعبير أطُلقه على كل الألعاب التي حاولت التعلم من تجربة PT الخاصة بكوجيما والتي كان من المقرر لها أن تتحول في وقت لاحق إلى جزء جديد من Silent Hill لكن لم تر النور. هناك ألعاب كثيرة حاولت تقديم ما تم تقديمه في PT من رعب عبقري يعتمد على الأجواء وبناء التوتر بشكل مدروس وذكي، منها Visage مثلًا، وأنا متأكد من أن Madison قد جذبت كل من أحب PT، فهل هي بالفعل الخليفة الشرعي لها؟

محتوى اللعبة باختصار:

تحتوي اللعبة على طور قصة فقط يمتد إلى 4-6 ساعات لعب. بصوعبتين هما صعوبة عادية وأخرى “صعبة” وتختلفان من حيث مدى مساعدة اللعبة لك في حل الألغاز.

مميزات لعبة Madison:

  • تصميم البيئات عبقري، ذكرني بأفضل ألعاب Resident Evil عبر تاريخها، وتحديدًا Resident Evil 7 التي قدمت بيت عائلة بيكر بشكل مماثل، تتتصل فيه الغرف والطوابق بشكل شديد الذكاء، وتتمتع بتفاصيل مثيرة ومرعبة.
  • تفاصيل البيئات كانت عظيمة من حيث التصميم، كما أن اللعبة دعمت فكرة الBack tracking أو التجول في البيت لأكثر من مرة. فليس هناك منطقة من المنزل تفقد أهميتها في ساعات اللعبة الأولى.
  • كل لعبة رعب عظيمة تمتلك آلية لعبة واحدة أو أكثر تميز تجربتها عن أي تجربة أخرى، وهنا فإن آلية اللعب هنا هي آلة التصوير القديمة. يعثر اللاعب على كاميرا قديمة يقوم بتصوير بيئات اللعبة بها، ومن ثم يقوم بتحميضها. هذه الصورة هي عماد حل الألغاز والتقدم باللعبة حيث تحتوي على تفاصيل مهمة تمكنك من كشف أسرار اللعبة والمنزل التي تجد نفسك محبوسًا فيه في سيناريو غامض.
  • التمثيل الصوتي كان عظيمًا. لعبت مؤخرًا لعبة Oxide Room 104 وكان الأداء الصوتي سيء، وهذا ما توقعته من ماديسون كونها لعبة مستقلة أخرى، ولكنها أبهرتني. صوت البطل والتسجيلات الصوتية لمختلف الشخصيات والإذاعات على الراديو والتلفاز كلها فائقة الجودة وشديدة الإقناع بشكل ذكرني كثيرًا بلعبة P.T التي لم تر النور.

  • المؤثرات الصوتية، الشق الثاني للصوتيات أيضًا كان رائعًا خصوصًا عندما تلعب باستخدام سماعات محيطية عالية الجودة. الصوتيات أكثر ما أخافني في اللعبة لأن الأجواء هادئة والموسيقى رائعة وتليق بالحدث المريب.مهما وصفت الموسيقى والصوتيات ومدى انبهاري بها لن أستطيع أن أصف كم أضافت للتجربة ودفعتها للأمام.
مراجعة لعبة Madison
  • أسعدني كثيرًا أن اللعبة كانت مترجمة للعربية، وقد كانت الترجمة مقدمة على أعلى مستوى من الاحترافية والدقة في نقل الأحداث. تزعجني أحيانًا الترجمات العربية ولكن هذه المرة كانت عظيمة وأنصح الجميع بلعب اللعبة مترجمة بالعربية.
مراجعة لعبة Madison
  • على الرغم من إنزعاجي من بعض عناصر الألغاز المقدمة، إلا أنها من أصعب وأذكى الألغاز التي تم تقديمها في الألعاب بشكل عام. لقد استغرق الأمر مني وقتًا طويلًا، وبحث ومناقشة مع صديق لي حتى نجد حلًا للألغاز.
  • القصة على الرغم من بساطتها إلا أنها تمتلك تفاصيل مثيرة ومفاجآت شابت لها رأسي (مجازيًا طبعًا..)
مراجعة لعبة Madison

عيوب التجربة:

  • تساقط الإطارات كان حاضرًا في بعض لحظات التجربة بشكل ملحوظ
  • عدم إعطاءك أي دلائل أو إرشادات عن حلول الألغاز. بعض الحلول اكتشفتها بمحض الصدفة، والبعض الآخر استغرق معي وقتًا طويلًا. في ألعاب الرعب عادةً عندما يعلق معك لغز ما لوقت يزيد عن 10-20 دقيقة يقول البطل جملة أو تعطيك اللعبة دليل يقربك مما يجب عليك القيام به.
مراجعة لعبة Madison
  • الفصل الأخير من القصة كان ضعيفًا من حيث التفاصيل وأسلوب اللعب. توقعت الكثير من عدو اللعبة الأساسي بسبب ما فعلته الفصول الأولى من تقديم وتمهيد مهيبو مرعب لشخصيته.

بشكل عام العيوب لا تطغى بأي حال من الأحوال على المميزات فقد وجدت نفسي مستعدًا للتغاضي عنها مقابل الاستمتاع بالمميزات.

هل أنصحك بشراء اللعبة؟

قطعًا.
هذه هي الألعاب التي تستحق الدعم والتجربة.

الخلاصة

تصميم البيئات وتفاصيلها - 9
المؤثرات الصوتية والموسيقى - 9
القوائم - 9.5
الترجمة العربية - 10
القصة - 9.5
الألغاز - 8
الاداء التقني - 8

9

عظيمة

تعتبر لعبة Madison جواب حب لكل من تمنى أن يرى الرؤية الكاملة لديمو P.T وأصابه الخذلان، ولكن أيضًا علينا ألا نضيع الكثير من الكلمات والسطور في وصف تشابهها مع أي لعبة رعب أخرى بقدر ما يجب أن نشيد باختلافها الذي يجعلها تجربة مخيفة وممتعة ولعبة فيديو تستحق الإقتناء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وواحدة من مفاجآت السنة على أصعدة الرسوم والصوتيات وكتابة القصة.

Mostafa Argoun

رئيس التحرير ومدير المحتوى بالموقع،أحب ألعاب الفيديو منذ زمن بعيد، وأول لعبة قمت بتجربتها كانت لعبة فيلم هرقل (Hercules) علي الحاسب الشخصي. أحب ألعاب الRPG وخصوصًأ التي تهتم بالقصة وتفرعاتها، ولا مانع من ألعاب اللعب الجماعي التي تقدم شيئًا جديدًا، وتحترم وقت اللاعبين. أعمل في صحافة الألعاب منذ عام 2012 وأحب الكتابة كهواية جانبية.
زر الذهاب إلى الأعلى