مراجعات

مراجعة لعبة Marvel’s Midnight Suns

خلال تجربتي للعبة Marvel’s Midnight Suns مررت بمراحل كثيرة بين الاستمتاع الكامل بما تقدمه واللعبة والضجر من بعض عناصرها، ثم الشعور بما قدمه المطور من مجهودات رائعة في تقديم قصة قوية في عصر تتأثر فيه جميع ألعاب الأبطال الخارقين إما بسلسلة أفلام عالم مارفل السينيمائي أو بألعاب باتمان أركهام. Midnight Suns خالفت كل توقعاتي لها وهذا هو الشيء الذي يجعلها أحد أكثر تجارب العام اختلافًا. إليكم مراجعة لعبة Marvel’s Midnight Suns.

يمكنك قراءة انطباعي عن الساعات العشر الأولى من اللعبة من هنا

قصة اللعبة بدون حرق:

تدور قصة اللعبة حول خطر جديد يهدد العالم متمثل في تنظيم Hydra الذي عثر وأيقظ Lillith أحد أقوى الأشرار في عالم مارفل. يتعين وقتها على المنتقمون الاستعانة بمجموعة Midnight Suns وإيقاظ الصياد أو The Hunter من نوم عميق قضى فيه قرون طويلة، لإيقاف أمه Lillith ومنعها من السيطرة على العالم.

هذه فقط بداية القصة وخطها الأساسي لكن اللعبة تمتلك قصة متفرعة وبها الكثير من الأحداث والشخصيات والتي تأخذ كل منها وقتًا كبيرًا في البناء والتطوير. المزيد حول ذلك في فقرة المميزات.

محتوى اللعبة:

  • تحتوي اللعبة على طور قصة فردي فقط، ولا يمكنك حتى الآن خوض أي طور جماعي مع الأصدقاء.
  • طور القصة يحتوي على مهمات قصة، ومهمات جانبية تسمى General Mission أو مهمات عامة. كلها يكون عبارة عن معركة في حلبة مغلقة على طريقة تعاقب الأدوار التي رأيناها في لعبة Xcom لعبة الاستوديو السابقة.
  • خارج تلك المعارك يكون أمامك الكثير لتقوم به من حيث تطوير الشخصيات والتحدث معهم وبالتالي تطوير علاقتك بهم.
  • نظام العلاقات ليس معقدًا، فاللعبة تعتبر نفسها لعبة استراتيجية وتحاول إعطاءك فرصة لتكون إما الشخصية المتفاءلة الباعثة للأمل أو الشخصية الحادة الخرقاء التي ترمي بالكلام القاسي يمينًا ويسارًا، وهنا يلعب نظام العلاقات دورًا حيث يكون له تأثيرًا مباشرًا على أسلوب اللعب بحيث تزداد قوة الشخصيات التي تقوي علاقتك بها والعكس.

  • The Abbey هو مقر مجموعة Midnight Suns ويتاح لك التجول فيه بحرية واستكشافه وهناك مهمات جانبية تدور حول تاريخ ذلك المكان والأشباح القديمة التي تسكنه.
  • يعتبر The Abbey هو قاعدتك التي يمكنك تطويرها مع الوقت بشكل موسع وعميق، ولكن قد نختلف على تقدير أهمية تلك التغيرات.
  • أما عن تطوير الشخصية فهناك كل ما لذ وطاب من تطويرات شكلية وعملية. هناك إمكانية تطوير وتوسيع كل شيء في اللعبة بدايةً بغرفة البطل وتزويدها بالأثاث والديكور اللازم، مرورًا بأزياء البطل وكل ما يخص مظهره من ملابس وتسريحة شعر، وصولًا إلى تطوير القدرات التي يمتلكها.
  • يمكنك تطوير القدرات على أكثر من صعيد، فبمساعدة Iron Man يمكنك استخدام مورد يدعى Gamma Coil للحصول على بطاقات جديدة لتنضم لمجموعتك. وهناك إمكانية للقيام ببعض الأبحاث العلمية لدراسة بعض الأشياء مثل تقنيات جديدة تجعلك قادر على تزويد أصدقاءك بقدرات دفاعية أكبر، أو تطوير وتحسين كم الضرر الذي تلحقه ضرباتك وتأتي هذه التطويرات عن طريق شخصية Doctor Strange وتستغرق يوم أو أكثر لتنتهي، وهنا يظهر تأثر اللعبة قليلًا بنموذج ألعاب الموبايل مثل Future Revolution التي تم تقديم نظام مالي داخلي يدفع اللاعبين دفعًا نحو دفع أموال حقيقية لتجاوز عقبات الوقت والحصول على فرص أفضل للتميز، فهل تسلك لعبتنا المسار نفسه؟ حتى الآن لا يوجد أي Microtransactions في اللعبة لكن لا يمنع ذلك كونها بيئة خصبة لذلك.
  • أما عن المعارك نفسها فهناك اختلاف كبير عن آخر ألعاب الاستوديو Xcom 2 حيث تم إزالة نظام المربعات التي تتيح لك عدد محدد من المربعات التي يمكنك تجاوزها في الدور الواحد، وبالتالي تحديد المسافات التي يمكنك قطعها. هنا تم إزالة هذا تمامًا واعتماد نظام البطاقات نظرًا لإن الأبطال الخارقين لا يخطؤون ضرباتهم، ولا يمكنك تحجيم حركتهم.
  • تمتلك في كل دور حركة واحدة يمكنك القيام بها ببطل واحد مع إمكانية تحريكه بتلك الحركة لمسافة غير محدودة داخل إطار حلبة القتال المحددة. مع 6 بطاقات بكل دور، يمكنك إعادة سحب بديلين إثنين لأيهما، بجانب 3 إمكانية لعب أي ثلاثة بطاقات.
  • يتاح لك اصطحاب ثلاثة أبطال فقط، وفي جانب الشاشة ستجد عداد يدعى Heroism وهو المتحكم في نوع محدد من البطاقات التي يمكنك لعبه عندما يكتمل ذلك العداد ويصل للمستوى الذي تحتاجه البطاقة. عادةً ما تكون تلك البطاقة قوية للغاية ومؤثرة على مجريات اللعب.
  • في دورهم، يمكن لكل عدو القيام بحركة هجومية واحدة، ومن ثم يعود الدور إليك لتسحب 6 بطاقات جديدة وهكذا. هناك أيضًا إمكانية لاستغلال بعض الأشياء في البيئة من حولك مثل صناديق قابلة للاشتعال وأخشاب وأحجار عشوائية لضرب الأعداء والميزة هنا هو أن هذه الضربات قد تنهي معارك بأكملها إذا ما تم استغلالها بالشكل الصحيح. والقيام بهذه الضربات لا يحسب ضمن البطاقات الثلاثة المسوح لك استخدامهم، ولا يحسب من ضمن الحركة المسموحة لك.
  • بشكل عام فلسفة اللعب هنا تلغي التفكير الاستراتيجي على مدى أدوار متعاقبة التي كانت تتميز بها لعبة Xcom بسبب محدودية ما يمكن القيام به في الدور الواحد، وتقدم تفكيرًا استراتيجيًا يتمركز على “كيفية استغلال الموارد المتاحة في كل دور أفضل استغلال”
  • أكبر تحدٍ واجهته اللعبة هو الحفاظ على توفير متعة ناجمة عن استخدام اللاعب للأبطال والتحكم بهم، وخلق شعور القوة لديه، وبين أن تكون اللعبة استراتيجية محافظة على هوية ألعاب الاستوديو، فهل نجحت في هذا التحدي؟ سنعرف هذا من خلال فقرتي المميزات والعيوب.

مميزات تجربة Marvel’s Midnight Suns

  • قصة اللعبة قوية على عكس ما قد يبدو لك لأن الألعاب الاستراتيجية عادة لا تركز كثيرًا على القصة، بجانب أن الخطوط العريضة للقصة تقليدية ولكني فوجئت بأن هناك لحظات تم تجسيدها بشكل رائع مثل لحظة ظهور شخصيات مهمة من عالم مارفل لم أحرقها عليك، ولحظات درامية قوية وأحداث غير متوقعة. القصة مليئة بالتفاصيل والبناء ولذلك لن تشعر بأنها أحد جوانب اللعبة الضعيفة على الإطلاق
  • خشيت أن تظهر اللعبة تأثرًا بأفلام مارفل مثلما فعلت لعبة Avengers لأنها بالطبع معركة خاسرة من قبل أن تبدأ ولكني شعرت مع Midnight Suns بروح وهوية مارفل الموجودة في المجلات المصورة وليس في الأفلام. خصوصًا في شخصيات Doctor Strange و Iron Man واللذان يتمتعان بشخصية مختلفة بشكل كبير عن الأفلام.
  • شخصيات مجموعة Midnight Suns أيضًا مقدمين بشكل رائع من حيث أدوارهم في القصة وتفاصيلهم في المعارك مع أفضلية لشخصية Blade في جانب القصة لأن حواراته كانت دائمًا ممتعة كوميدية.
  • تتميز اللعبة بحس فكاهي لا يزيد أبدًا عن حده. من الواضح أنه قد تم كتابة المزحات بشكل حريص للغاية على عدم تنفير اللاعبين من اللعبة وجعلها تبدو كلعبة فيديو رخيصة لا تأخذ نفسها على محمل الجد. قد توحي بعض عناصر اللعبة بأنها لعبة متوسطة المستوى ولكن على جانب القصة كل شيء أقرب إلى مستوى ال”جيد جدًا”
  • أما على جانب أسلوب اللعب فحدث ولا حرج، فهذا هو موطن قوة استوديو Firaxis الذي قدم لنا واحدة من أفضل الألعاب الاستراتيجية على الساحة وهي Xcom، ومع وجود تحدٍ كبير في كونها أول لعبة من هذا النوع تدور حول أبطال خارقين، قدمت التوازن المثالي لجعلي أشعر بالقوة ولكن في الوقت نفسه أحاول استغلال مواردي وبطاقات لعبي الاستخدام الأمثل في كل مباراة بيني وبين الخصوم بمختلف أنواعهم.
  • تنوع الأعداء كان جيدًا ووضعهم في بيئات لعب متنوعة التصميم يجعل من مراحل اللعبة أرض خصبة للكثير من التجارب والاختلافات بين كل لاعب وآخر. فتجربتك ستختلف تمامًا عندما تجرب تشكيلة مختلفة من الأبطال في كل مرة تخرج فيها إلى الميدان.
  • معارك الزعماء كانت من أفضل ما يكون لأن كل عدو يمتلك أسلوب حركة وضربات مختلف. يمكنك التفكير فيه كبطاقة فريدة من نوعها في ألعاب yu gi oh القديمة، وكل زعيم اختلف عن سابقه فمثلًا Sabertooth يمتلك ضربة تدعى Frenzy والتي تمكنه في اللعب خارج دوره وهو ما يجعلك دائمًا حريص على عدم توجيه ضربه مباشرة له من مسافة قريبة حتى لا يتم تفعيل وضع Frenzy. ومع كل زعيم ستجد أشياء مماثلة.
  • بقدر ما أعطتني اللعبة حرية قامت بتقيدي في بعض الأحيان حتى لا أنعم بالقوة المفرطة. فالتفكير الاستراتيجي لا يزال مهمًا هنا، وأنا أتحدث هنا عن تصميم الضربات والبطاقات المسؤولة عنها. كان تصميمًا رائعًا استغل قدرات كل بطل الاستغلال الأمثل.

  • ابتكار شخصية جديدة أصلية وجديدة تمامًا وهي البطل The Hunter خطوة جريئة وكان من الممكن أن تتسبب في إفساد اللعبة بأكملها ولكنها تمت بمنتهى السلاسة. أحببت البطل بشكل كبير وبجانبه الكوميدي الناتج عن استيقاظه في حقبة تاريخية مختلفة. وحتى تصميم الشخصية وحركاتها القتالية كان رائعًا ومميزًا وجعلني أفضله على شخصيات عملاقة مثل Doctor Strange مثلًا.
  • تمتلك كل شخصية قدرات مختلفة بشكل كبير بحيث يكون الاختيار لديك على نطاق واسع. هل أختار شخصيات تستطيع توجيه ضربات بعيدة المدى؟ أم أصطحب معي الشخصية التي تستطيع علاج البقية؟ أو الشخصية التي تستطيع إعطائي نقاط هجوم أكبر؟ سعدت أيما سعادة عندما تمكنت من إيجاد التوليفة الأنسب لأسلوب لعبي وأصبحت المعارك بالنسبة لي أكثر متعة، ولكن في الوقت نفسه أخذت أعدل في تلك التوليفة حتى تكونت لدي 3-4 فرق بدلت بينهم كل فترة. هنا وصلت اللعبة لأوج متعتها واستمتعت أكثر بتطوير تلك الفرق حتى أصبحت لا أقهر. كل هذا بفضل تصميم الشخصيات المميز وتقديم اللعبة كل فترة لشخصية جديدة مميزة تغير من نمط اللعب.

العيوب

  • المحتوى الجانبي مشابه للمحتوى الأساسي بشكل كبير، وحتى النظم الفرعية الخاصة بجانب الRPG مثل التطوير المقر والحوارات الجانبية متواضعة المستوى. نظام الحوارات ليس بلا فائدة تمامًا ولكن تأثيره ليس بالشكل الذي كنت أتمناه والحوارات الجانبية نفسها مكتوبة بشكل ممل، وأداءات الشخصيات لا تضيف لها الكثير.
  • لم أتوقع رسومًا تنافس Marvel’s Spiderman ولكن ما نراه هنا هو أقل من المستوى الذي كنت أتوقعه. نعم، الألعاب الاستراتيجية لا تقدم عادةً رسومًا عظيمة ولكن في Midnight Suns كانت الرسوم مؤثرة على التجربة بعض الشيء خصوصًا في الحوارات بسبب الوجوه الخشبية فقيرة التفاصيل وحركات الشفاة السيئة.
  • صانع الشخصية (Character Creator) الخاص باللعبة ضعيف ولا يليق بلعبة من نشر شركة 2K ستقضي معها 60 ساعة لعب.
  • خارج المعارك….اللعبة لا تمتلك الكثير، حتى مهمات الاستكشاف لم جيدة بما فيه الكفاية.
  • عدم دعم اللغة العربية يعتبر شيئًا غريبًا على لعبة في هذا الوقت، على الرغم من اعتمادها بشكل مكثف على القراءة والاستماع في الحوارات والمعارك.

هل أنصحك بشراء اللعبة؟

نعم إذا كنت:

  • من محبي شخصيات مارفل لدرجة تجعلك مستعدًا لتجربة نوعية ألعاب جديدة عليهم
  • من محبي ألعاب Xcom
  • تتطلع لتجربة مختلفة عن معظم العناوين الصادرة في الشهور الأخيرة

خلاصة المراجعة

القصة - 8
أسلوب اللعب - 9
المحتوى الجانبي - 6.5
الرسوم والمؤثرات البصرية - 7
الأصوات - 8.5
الجانب الاستراتيجي - 9

8

ممتازة

في زمن الإفلاس الفكري تقف Marvel's Midnight Suns كنقطة ضوء ساطع في بحر من التكرارية، بفكرة أساسها جديد وجريء يأخذ من المخاطرة عنوانًا أساسيًا لما يقدمه. تقع هذه التجربة في بعض الأخطاء ولكنها في المجمل ممتعة ومختلفة ولا يوجد مثلها الكثير. Midnight Suns هي واحدة من تلك الألعاب التي تجعلني أكره نظام التقييم بالأرقام لأنها تحتوي على عناصر كثيرة منها الممتاز ومنها متواضع المتسوى وقد يصعب اختزال كل تلك المجهودات في رقم موحد يوضع بجانب أسم اللعبة ليكون معبرًا عن تجربتنا لها. استمتعت باللعبة وأعجبني كم المخاطرة الذي أقدم عليه المطور، ولكني رأيت أيضًا عيوبًا لا أستطيع تجاهلها.

Mostafa Argoun

رئيس التحرير ومدير المحتوى بالموقع،أحب ألعاب الفيديو منذ زمن بعيد، وأول لعبة قمت بتجربتها كانت لعبة فيلم هرقل (Hercules) علي الحاسب الشخصي. أحب ألعاب الRPG وخصوصًأ التي تهتم بالقصة وتفرعاتها، ولا مانع من ألعاب اللعب الجماعي التي تقدم شيئًا جديدًا، وتحترم وقت اللاعبين. أعمل في صحافة الألعاب منذ عام 2012 وأحب الكتابة كهواية جانبية.
زر الذهاب إلى الأعلى