مراجعات

مراجعة لعبة Evil West

أعتبر لعبة Evil West لعبة من الألعاب التي لم يلاحظها الكثيرين منذ الإعلان عنها، ومع كل مرة تأجلت فيها لم يكن يهتم الرأي العام لمجتمع اللاعبين لكني كنت أراهن عليها وأنها ستكون واحدة من أكثر التجارب اختلافًا في هذا العام نظرًا لما تقدمه من عالم مميز يجمع بين مصاصي الدماء والغرب الأمريكي القديم. فهل قدمت التجربة التي تمتد إلى 15 ساعة من اللعب ما يميزها وسط كل هذه العناوين العملاقة التي صدرت في نفس الشهر؟ إليك مراجعة لعبة Evil West من نشر شركة Focus Entertainment ومن تطوير Flying wild hog

القصة بدون حرق : فكرة عبقرية مستوحاه من نومة العصر

هناك نوع من القصص يحتوي على أحداث أسطورية وإلتواءات غير متوقعة تجعلك متأكدًا بأن كتاب هذه القصة تعبوا في التفكير والتحضير ليخرج لك هذا المنتج النهائي المبهر، أما في Evil West فتشعر بأن هناك من أخرج كل ما كان يحلم به في “نومه العصر” على صفحات السيناريو، وربما أيضًا استعمل ما تيسر من المخدرات والمواد المكيفة. ليس لأن القصة غريبة لكن هناك الكثير من العناصر المجتمعة التي أراهنك أنه لم يفكر فيها أحد، أولها جمع فكرة الغرب الأمريكي وحياة صيادي الجوائز مع مصاصي الدماء. بالقطع بذل الكتاب مجهودًا في صنع عالم افتراضي جذاب ومليء بالتفاصيل فالقصة كالآتي:

تدور القصة حول شخصية Jesse Rentier ووالده William الذي يقود جماعة تدعى Rentier Institute هدفها البحث والقضاء على مصاصي الدماء الذين يعيشون وسطنا. تذكرت ألعابًا كثيرة حاولت تقديم أشياءًا مشابهة مثل The Order 1886 على سبيل المثال لا الحصر لكن حقيقةً، ذلك المزيج في الأجواء الذي رأيته في Evil West كان مختلفًا عن أي شيء رأيته من قبل. المزيد حول ذلك في الفقرات الآتية.

الجيم بلاي: قيراط قصة، وفدان جيمبلاي

المقصود من الجملة في العنوان هو أن اللعبة لا تحتوي على الكثير من الأحداث. يمكنني تلخيص ما يحدث في اللعبة بأكملها خلال بضعة أسطر، ربما تكون هذه محاولة لبناء أساس قوي سعيًا لتقديم أجزاء جديدة من نفس اللعبة إذا ما نجحت اللعبة في الحصول على قاعدة جماهيرية كبيرة، أو كسل من الكتاب.

لكن على العكس تمامًا كان الجيم بلاي، غنيًا بالتفاصيل ومليئ بالاحتمالات التي تتيح للاعب تنوعية واختلاف بين تجربته وتجارب الآخرين. يمكنني أن أقول بكل إرياحية بأن اللعبة ذكرتني بشكل كبير بألعاب Batman Arkham و Shadow of Mordor و God of war في سلاسة أسلوب التقال. إلا أنها تميل أكثر للأخيرة بسبب خطية العالم وتصميمه.

مراجعة لعبة Evil West

تدور أحداث القصة في تاريخ موازٍ حيث وصل البشر لتقنيات تسمح لاستغلال الكهرباء في صناعة الأسلحة. سلاحك الأقوى هو قفاز كهربائي يستخدم في لكم وصعق الأعداء. هذا القفاز يمتلك العديد من الاستخدامات التي تنفتح لك تدريجيًا .

مراجعة لعبة Evil West

الأفضل هو وجود العديد من الأدوات والأسلحة الأخرى، منها سلاح الRevelover وبندقية كلاسيكية تشبه تلك التي في Red dead ولكن الفارق هنا هو أن أعتماد اللعبة الاكبر ليس على التصويب وإنما على المعارك اليدوية ،وحتى في أوقات الاعتماد التصويب ستشعر بأنه أكثر أركيديه. هناك أسلحة أخرى تلعب دورًا مهما وأهمها بالطبع هو Crippling rod والذي يقوم بطرح الأعداء كلهم أرضًا ويجعلهم أكثر عرضه لضرباتك.

مراجعة لعبة Evil West

ستجد مع اقتراب انتهاء اللعبة بأن جميع الأزرار على ذراع تحكمك قد تم تعينها إلى حركة أو سلاح محدد، واللعبة لا تزال مستمرة بإمدادك بالمزيد من الأدوات والأسلحة وتجعلك تضطر لمزج أكثر من زر واحد لاستخدام تلك الأداة أو السلاح. هكذا هو تنوع ووفرة الأدوات والأسلحة وهو أهم عنصر في الجيم بلاي وسأشير إليه مجددًا في فقرة الإيجابيات.

البيئات خطية، لا تسمح لك بالكثير من الاستكشاف سوى لجمع الموارد من عملات معدنية، والتي تمكنك من شراء تطويرات للأسلحة.

مراجعة لعبة Evil West

على ذكر التطويرات، هناك الكثير من التطويرات القابلة للشراء سواء للشخصية نفسها على هيئة حركات جديدة يمكنك القيام بها بنفس الأدوات القديمة، أو تطويرات على الأدوات لتسمح لك بالقيام بحركات جديدة. إذا كنت تشعر بأن ما قراته لتوك مبركًا، فأطمئن، إنه ليس كذلك بل أن Evil West تنجح في جعل كل هذه التنوعية في الأسلحة والأدوات تأتي بشكل سلس وطبيعي.

على عكس God of war التي ذكرت أن لعبتنا أقرب لها، لا تحتوي Evil west على أي ألغاز تذكر، بل تركز على المعارك والتجول في البيئة بحثًا عن العملات المعدنية. كما أنه يوجد طور لعب جماعي لخوض التجربة كاملةً مع صديق واحد إضافي، ويوجد نظام في الإعدادات يجعلك تعيد اللعبة من بدايتها إذا مت مرة واحدة! لم أجربه لكن يمكنين تخيل مدى الشعور بالإحباط عندما تجربه. ربما يكون خيار مفضل لمحبي ألعاب rogue like لكني لا أعتقد أن تجربة Evil west ستزداد جمالًا إذا لعبتها بهذه الطريقة.

مميزات التجربة:

  • مبدأيًا، أول ما ستلاحظه هو أن الرسوم وتقديم اللعبة رائعين، عالم اللعبة جميل من حيث التصميم والتشبع بالألوان والشخصيات مصممة بشكل مميز يجعلها مناسبة للعصر الموازي الذي تدور فيه الأحداث.

  • الأداءات الصوتية للشخصيات رائعة وتعطي لكل شخصية رونق خاص وشخصية مميزة عن البقية. شخصية البطل تشبه أرثر مورجان من لعبة Red dead redemption 2 بشكل كبير، وأعتقد أن هذا مقصود ليكون إسقاط على أفضل لعبة عن الغرب الأمريكي.
  • اللعبة تحتوي على كوميديا جميلة وسلسة لم أشعر أنها مقحمة على الرغم من كونها لعبة أكشن، إلا أنها كانت تسخر كثيرًا من كل الأعمال الكلاسيكية أو المعروفة عن الغرب الأمريكي سواء عن طريق أسلوب الحوارات الذي يتخلله بعض الهزلية، أو بعض المواقف الطريفة. شعرت أنني ألعب عدد من أعداد أحد المجلات المصورة المجنونة وكان هذا شعورًا جديدًا علي.
  • الجيم بلاي ممتع وسلس إلى أبعد الحدود. لم أشعر بهذه السلاسة سوى في ألعاب معدودة آخرها God of war Ragnarok. الأدوات التي تمدك اللعبة بها لها مفعول السحر في قلب موازين المعارك وتغير أسلوب قتالك.
  • تطويرات الشخصية والأعداء مؤثرة بقدر كبير والأجمل أن هناك إمكانية لإعادة توزيع النقاط لتجربة بعض الحركات والتطويرات التي لم تكن لتصل إليها إذا لم تكن هذه الميزة موجودة.
  • أداءآت تمثيلية رائعة من الشخصيات كلها على الرغم من أن القصة لم تكن التركيز الأكبر للعبة. جميع المؤدين الصوتين أدوا أدوارهم ببراعة منقطعة النظير وسلاسة جعلتني أحب سماع الحوارات على الرغم من ندرتها بعض الشيء.
  • الأداء التقني رائع ومستقر إلى أبعد الحدود. لم أصادف تساقطًا للإطارات بل ظلت 60 إطارًا في الثانية طوال تجربة اللعبة على الرغم من المؤثرات البصرية المجنونة التي تظهر أمامي واكتظاظ الشاشة بالأعداء.لعبت على جهاز أقل من المتوسط ببطاقة رسوم GTX 1650 و بمعالج Intel Core I7 من الجيل العاشر، وبرامات 8 جيجا بايت. على الرغم من هذا حصلت على أداء خرافي مستقر طوال اللعب.
  • من حيث التصميم البيئي فاللعبة لم تخيب أملي بصريًا وقدمت مراحل متنوعة من حيث الشكل والألوان الموجودة أمامك على الشاشة لتكون بذلك رحلة ممتعة بصريًا.
  • معارك الزعماء كانت صعبة ومختلفة عن بقية المعارك، وتصميم الأعداء كان مميزًا ذكرني بألعاب السولز بعض الشيء.

سلبيات Evil West

  • عدم دعم اللغة العربية كان أكبر العيوب بالنسبة إلي، بصفتي صحفي ألعاب عربي، كنت أنتظر أن يتم دعم المجتمع العربي عن طريق تقديم الترجمة -على أقل تقدير- في اللعبة خصوصًا وأن معظم الألعاب هذه الأيام باتت تدعم التعريب الكامل.
مراجعة لعبة Evil West
  • القصة كان من الممكن أن يتم صقلها بالمزيد من الأحداث الغير متوقعة والأكثر إثارة للإهتمام. هي ليست سيئة بأي حال من الأحوال ولكنها خالية من الأحداث المهمة، هي فقط بضع لقطات سينيمائية ممثلة بشكل رائع، بينها لحظات مطولة من اللعب. الحد الأدنى من القصة أمر مقبول لكن كان من الممكن أن تخرج قصة أسطورية بهذه المعطيات التي جاء بها فريق التطوير.
مراجعة لعبة Evil West
  • كنت أتمنى لو تم استغلال البيئات بشكل أكبر، أكثر استكشاف أو ألغاز أكثر صعوبة، أو مهمات جانبية موزعة في الخرائط لأنني أحببت التصميم البصري للعبة، وشعرت أن مهمات القصة وحدها غير كافية لإشباعي من هذا العالم الجميل بصريًا.

  • إذا لم تلعب مع صديق لك، فإن الشخصية الأخرى التي تصطحبها معك في رحلتك لن تكون ظاهرة أمامك على الشاشة. بالتالي فوتت اللعبة فرصة أن تدور حوارات مثيرة بين الشخصيات أثناء رحلتهم تعلقك بهم أكثر وتطور من القصة بشكل تدريجي قابل للتصديق.
مراجعة لعبة Evil West
  • كل عدو يظهر لك على هيئة زعيم يتم استهلالكه بشكل مبالغ فيه في المعارك على هيئة عدو طبيعي لاحقًا، وهو أمر زاد عن حده في النصف الثاني للقصة على الرغم من وجود تنوعية مقبولة للأعداء.

هل أنصحك بشراء اللعبة؟

نعم إذا كنت من محبي هذه الألعاب :
God Of war
Batman Arkham
Hunt showdown

مراجعة لعبة Evil West

مُلخص المراجعة

الرسوم - 9
الأداء التقني - 10
التجربة السمعية - 9.5
القصة - 7.5
أسلوب اللعب - 9.5
تصميم البيئات - 7

8.8

عظيمة

رسميًا يا أصدقائي وجدت اللعبة التي ستفوز بلقب "أروش لعبة" لهذا العام. لعبة نجحت بعالمها وأسلوب لعبها بأن تصيبني بالدوار من فرط تشبع مؤثراتها البصرية والصوتية، وجنون ما يحدث أمامك على الشاشة. فلعبة Evil west تعيد للأذهان روعة معارك سلسلة Batman Arkham وتنجح في الاختلاف الكبير عنها. إذا كنت تسعى لتجربة جديدة مختلفة فهذه هي.

Mostafa Argoun

رئيس التحرير ومدير المحتوى بالموقع،أحب ألعاب الفيديو منذ زمن بعيد، وأول لعبة قمت بتجربتها كانت لعبة فيلم هرقل (Hercules) علي الحاسب الشخصي. أحب ألعاب الRPG وخصوصًأ التي تهتم بالقصة وتفرعاتها، ولا مانع من ألعاب اللعب الجماعي التي تقدم شيئًا جديدًا، وتحترم وقت اللاعبين. أعمل في صحافة الألعاب منذ عام 2012 وأحب الكتابة كهواية جانبية.
زر الذهاب إلى الأعلى