مقالات

مشروع Everywhere: ميتافيرس صناعة ألعاب الفيديو

في نسخة العام الماضي من مؤتمر Gamescom، أعلن استديو جديد على الساحة باسم Build A Rocket Boy عن مشروعٍ يتم تطويره على محرك Unreal Engine 5 يُسمى Everywhere. استرعى هذا المشروع انتباه الكثيرين لأن المُنتج والمخرج هو ليزلي بنزيس، ولمن لا يعلم، فليزلي هو المنتج السابق لسلسلة GTA.

حتى الآن لم يتم الكشف عن الكثير من التفاصيل الرسمية، ولكن بنظرة سريعة على المؤتمر الصحفي للمشروع، يتبين لنا أن Everywhere هو عبارة عن عالم كبير (مُقسم إلى عوالم صغيرة) يتميز بطابع ساحر مليء بالألوان وبتوجه فني يدمج بين Fortnite وOverwatch. سيتمكن اللاعبون من التنقل بين هذه البيئات المختلفة والتي ستتوسطها مدينة مركزية.

تتضمن المدينة المركزية ميدان رئيسي، وعدة أحياء صغيرة، ومناطق ترفيهية متعددة، وغيرها من البيئات التي سيتمكن اللاعبون من خوض مغامرات بها، بعبارة أخرى: Everywhere ليست لعبة، وإنما هي أقرب لمنصة ألعاب صغيرة -مثل Assassin’s Creed Infinity- وتضم بداخلها أكثر من لعبة واحدة، وإليكم كل مُهمٍ نعرفه عنها حتى الآن.

لعبة Mind’sEye هي أول لعبة بعالم Everywhere

منذ حوالي أسبوع، تم الإعلان عن لعبة Mind’sEye، كأول لعبة على “منصة” Everywhere، ويبدو من الإعلان أنها لعبة خيال علمي وأكشن وتصويب ذات طابع يجمع بين عالم Cyberpunk وسلسلة GTA، وفيها سيقاتل بطل اللعبة عددًا كبيرًا جدًا من الأعداء بمساعدة تقنية جديدة زُرعت في جسده، وبما أن مشروع Everywhere سيصدر في وقت ما هذا العام على الحاسب الشخصي، فيمكننا أن نقول نفس الشيء على لعبة Mind’sEye.

لم يكشف الإعلان عن معلومات كافية، وهذا طبيعي بحكم أنه ليس سوى تشويقية. وكل ما نعرفه حتى الآن أن أسلوب لعب Mind’sEye يبدو حماسيًا وتوجهها الفني يبدو مختلفًا تمامًا عما شاهدناه في Gamescom، ناهيك عن الممثلين الواعدين وبيئة اللعبة التي تشبه بيئة Cyberpunk كثيرًا.  

عالم ذو أبعاد متعددة

يصف المطورون Everywhere على أنها “لعبة متعددة العوالم”، والتريلر الخاص بها يعزز هذا الوصف بصريًا؛ فإذا ركَّزت في الإعلان ستجد أن هناك “مدينة مستقبلية” ستكون بمثابة المركز الذي تحدثنا عنه سريعًا في المقدمة، وهذا المركز تتفرع منه عدة مدن وعوالم أخرى بعضها لم يظهر في الإعلان، وإنما رأينا صورًا لها في عدة مصادر أخرى موثوقة.

ما أبان عنه الإعلان كان 3 مناطق حيوية “أبعاد” فقط، البيئة الأولى كانت لغابة خصبة، والثانية لمنطقة بركانية، والثالثة عبارة عن عالم من الحلوى (ذكرتني بمسلسل وقت المغامرة الكارتوني). بشكل عام، سيكون من المثير أن نرى كيف ستوَظَّف Everywhere لتغيير مفهومنا عن الألعاب.

اللعب الجماعي كما لم نره من قبل.. هكذا يدَّعون

“نريد من اللاعبين أن يبنوا عالم Everywhere بأنفسهم ليكون عالمهم الخاص، ونريدهم أن يحكوا قصصهم في لعبتهم الخاصة، وأعتقد أن طبيعتنا البشرية تحتم علينا زيارة المناطق المجهولة لنعثر على مكان نشعر فيه بالحرية، ولنكون مبدعين، وأخيرًا لنشارك تجاربنا المذهلة”.

من تصريحٍ كهذا، ومن تصريحات أخرى كثيرة، يمكننا أن نستنبط أن هذا العالم سيكون غارقًا في الديناميكية، وكما يتضح لنا من الإعلان؛ فالمشروع سيتضمن ألعابًا جماعية من فئة التصويب من المنظور الثالث وفئة السباقات، وغيرهما.

يقول مساعد المخرج Adam Whiting، بأن الاستديو لا يريد للمشروع أن يكون عاديًا كأي لعبة أخرى، ولكنه يريد أن يبني عالمًا جديدًا يستطيع اللاعبون فيه أن يشعروا بأنهم في واقع حقيقي عن طريق التفاعل المباشر مع بعضهم البعض، شيء شبيه بالميتافيرس لو تلاحظون، ولكن هل سيكون المشروع كذلك فعلًا أم أن هذه التصريحات مجرد أحلام واهية ووعود أفلاطونية مثل No Man’s Sky وStar Citizen وغيرهم؟ سنرى.

قصص فرعية “وكل شيء”

وأخيرًا وليس آخرًا، سيقدم لنا مشروع Everywhere قصصًا عديدة بتفريعات مختلفة، وهذا وفقًا لما صرح به ليزلي بنزيس، والذي قال أيضًا إنه يريد من اللاعبين أن يُنشؤوا قصصهم الخاصة بشخصياتهم الحقيقية في هذا العالم الافتراضي، ألم أقل لكم إن الأمر أشبه بالميتافيرس؟ وأزيدكم من الشعر بيتًا وأقول إن بنزيس يريد أن يحقق كل ما يمكن تحقيقه في ألعاب الفيديو، ولكن في مكان واحد.

في النهاية، لا أخفيكم سرًا بأن هذه التصريحات تبدو وردية للغاية وأن تحقيقها على أرض الواقع أصعب بكثير مما نتوقع. مطورو مشروع Star Citizen، المذكور بالأعلى، جمعوا حوالي 400 مليون دولار ولا زال العنوان قيد التطوير منذ 9 سنوات، هذا وأن وعدونا بأننا سنرى المشروع الأكثر طموحًا في تاريخ الألعاب، وأن اللعبة ستكون بمثابة عالم يتنفس ويتفاعل مع اللاعبين، ولم نر شيئًا.

لا أقول إن Everywhere ستكون على شاكلة المشاريع الكاذبة الأخرى، ولكني أرى سقف الآمال يرتفع ويرتفع، وأخاف أن يهوى فُجاءة وبدون سابق إنذار.

Ahmed Safwat

أتساءل إلى أين ستصل بنا التقنية في المستقبل، وأنطلق من هذا التساؤل إلى محاولات بائسة، ولكن شغوفة، للبحث عن الجواب من خلال كلمات عن الألعاب والتقنية.
زر الذهاب إلى الأعلى