مقالات

مشكلتي مع صناعة الألعاب في الوقت الحالي

علي الرغم من بداية عشقي للألعاب منذ زمن طويل، إلا أنني أجد الآن صعوبة شديدة في العثور علي ألعاب تناسب مقاييسي الشخصية، ولا يرجع السبب في ذلك إلي كون مقايسي تلك خرافية، بل لإن الألعاب زادت كثيرًا من حيث الكم، وبطبيعة الحال فإن زيادة الكم تصاحبه بالضرورة نقصان ملحوظ ومزعج في الجودة. لدي مشكلة كبيرة مع صناعة ألعاب الفيديو تتزايد يومًا بعد يوم، ككرة الثلج التي سيأتي علينا وقت لا نستطيع تجاهلها في. في هذا المقال سنتعرف علي هذه المشكلة، وأسبابها.

عدم احترام أغلبية الألعاب لوقت اللاعب

دعونا نكون صريحين، الألعاب التي تعاني من المط في الأحداث، والتشجيع علي إتمام المهمات المكررة كانت موجودة منذ فجر الصناعة، لكن وجودها أصبح مبررًا بشكل أكبر بعد النجاح الساحق للعبة Witcher 3. بعض الناس تعتبر بأن ويتشر 3 هي أفضل لعبة في التاريخ وقد اكون انا منهم، ولكني أعي تمامًا أن نجاح لعبة بهذه التركيبة، فتح علينا أبوابًا لازلنا نعاني من أثارها حتى الآن.

بسبب تحول مجال ألعاب الفيديو إلي صناعة، فمن المبرر أن هناك بعض الكيانات -الشركات- التي تتواجد بهدف الربح فقط لا غير، وهو أمر مفهوم ولكن المشكلة لا في وجود تلك الشركات، بل في نموها، ونجاح ما تقدمه.
بعض هذه الشركات قد فسرت نجاح ويتشر 3 بشكل خاطيء، لقد أغفلوا الجودة الموجودة في اللعبة وكيف أن عالمها قد بني علي عالم موجود بالفعل في رواية ضخمة، كما أن جودة ما تم تقديمه نفسه شيء لا يمكن تجاهله. لذلك قد يبرر ذلك قبول اللاعبين قضاء 200 ساعة لعب مثلًا في لعبة مثل هذه.

علي الجانب الأخري، في ألعاب أخري لا يوجد نصف هذه الجودة الموجودة في ويتشر، وعلي الرغم من ذلك تجد بأن الأغلبية الساحقة من الألعاب الآن تهدف إلي تقديم محتوي يدوم إلي عدد مجنون من الساعات فقط لتصرح بأن “لعبتنا هي أطول لعبة في التاريخ” ولنا في أساسينز كريد أوديسي شر مثال. هذه اللعبة هي أكبر مثال علي عدم احترام وقت اللاعب، فمن الصعب أن تقضي 200 ساعة مع اللعبة بالإضافات التي صدرت لها لاحقًا وانت تملك حياة خارج عالم الالعاب. إذا كنت مثلي، ممن يمتلكون وظيفة وأسرة تريد أن تحافظ عليهما، فهناك ألعاب كثيرة لن تكون مناسبة لك بتاتًا.

بعض الألعاب التي تحترم وقتك:


في السنوات الأخيرة أصبحت أقدر أكثر تلك الألعاب التي تقدم تجربة لا تدوم للأبد، بجودة مرتفعة، لأنها تعلق في الذاكرة بشكل أكبر. وهناك أمثلة رائعة أتمني ان يٌحتذي بها في المستقبل، وسأذكر لكم بعض تلك العناوين.

1-Plague Tale


لعبة Plague tale innocence تعتبر أحد أكثر الألعاب التي تحمل قصة مؤثرة، وإنسانية وعلي الرغم من قوة تلك القصة ومتعة اسلوب اللعب إلا أنها لا تمتد إلا ل12 ساعة كحد أقصي. Plague tale هي أحد الألعاب التي تقدم قصة قوية، وتطور شخصيات ممتاز على مدار عمر متوسط نسبيًا مقارنة بألعاب أخرى.

2- Spiderman Ps4


على الرغم من إبتداع سلسلة Batman Arkham للتركيبة التي تتبناها سلسلة سبايدر مان الأخيرة، إلا أن تطويع التركيبة لتناسب شخصية سبايدرمان وعالمه لم يكن شيئًا سهلًا على الإطلاق. هناك القليل من ألعاب الأبطال الخارقين التي تركز على القصة، وتجعلك تهتم لأمر الشخصيات، وهي بعيدًا عن ذلك لعبة ممتعة أيضًا ومناسبة لمن يريد تجربة لوقت معقول.

يمكننا أن نقول بأن معظم حصريات سوني تتبع الاسلوب نفسه، وهو التركيز على القصص واللعب الفردي في المقام الأول، ثم اللعب الجماعي كشيء ثانوي إن وجد. بلا أي محاولات لإقحام عناصر rpg -إلا عندما تكون إضافتها شيء يخدم اللعبة- تزيد من عمر اللعبة. هذا الكلام ينطبق على God of war، Ratchet and clank وThe last of us أيضًا.

3- Resident evil village


تعتبر أحد أكثر الألعاب “كثافة” في الوقت الحالي في رأي. Re8 تقدم عالم شبه مفتوح، وبيئات متنوعة، وقصة قوية، وشخصيات مثيرة للإهتمام كل ذلك في مساحة معقولة من الوقت. أعحبت بكل لحظة من تجربتي للعبة، وشعرت بالتغير الذي يكسر الملل مع تغيير البيئات أو تقديم أسلحة جديدة.

4-Hellblade


تعتبر HellBlade أحد أكثر الألعاب نضجًا فيما تقدمه من قصة، من خلال استكشافها لأفكار عميقة. ولكنها لا تنسي كونها “لعبة” وأنها يجب ان تكون ممتعة في المقام الأول. تقدم hellblade تجربة تدوم لعشر ساعات لا ينقطع فيهم فضولك لمعرفة ما يدور في عالم اللعبة الفريد من نوعه.

5-A way out

ألعاب تحترم وقتك


تقدم فكرة جذابة لم نراها منذ وقت طويل وهي اللعب التعاوني الثنائي طوال أحداث القصة. وبدلًا من محاولة التمطيط في الأحداث، تعتمد اللعبة في عمرها على إمكانية اللعب بالشخصية التي لم تلعب بها في المرة الأولي.
تقدم قصة إنسانية تشبة أفلام الNoire، وشخصيات مكتوبة بشكل سينيمائي عظيم. جوزيف فارس-المخرج- لم يقف عند تلك اللعبة وأخرج بعدها لعبة أخري بأسم It takes two بنفس الاسلوب الرائع .

6- Control

ألعاب تحترم وقتك


كنترول هي تجربة ستوديو ريمدي الذي حاول تقديمها مع quantum break. تجربة الخيال العلمي التي تمتلك عناصر أكشن فوضوي وممتع، وهي تنجح في كل شيء تقدمه حتى في اسلوبها المميز في عرض القصة. وعلى الرغم من إمكانية قضاء ساعات طويلة معها إلا أنها لا تحاول تمطيط الأحداث بأي شكل.

7-The Outer worlds

ألعاب تحترم وقتك


على الرغم من طول عمر تلك اللعبة بفارق كبير عن بقية ألعاب القائمة، إلا أنها تحترم وقت اللاعب بشكل كبير، وتقدم محتوي متوسط الحجم بجودة ممتازة، تجعلك تدخل في حالة إدمان عليها، ولكن ليس على حساب تدمير حياتك!
The outer worlds تمتلك عالمًا من أفضل العوالم الافتراضية في العقد الأخير، وشخصيات جذابة ومثيرة للاهتمام، وعلى الرغم من قصر عمر القصة إلا أن المحتوي الجانبي يضمن لك المزيد من الاستكشاف والقصص الجانبية في عالم اللعبة، مع إمكانية إعادة القصة بأكملها ومشاهدة تأثير قرارتك على الأحداث بأشكال مختلفة.

ألعاب تحترم وقتك

في النهاية، أقدر أن بعض اللاعبين قد يكون في حالة من الرضي عن تلك الألعاب التي تقدم عدد ساعات لعب خرافي، بل وأن البعض قد يبحث عن ذلك النوع من الألعاب، لكن لا يجب أبدًا أن نجد صناعة الألعاب بشكل كامل تتجه نحو جعل ألعابها على هذه الشاكلة على حساب الشكل التقليدي للألعاب الذي يضمن لنا الجودة العالية، وليس الكم. لقد أصبحت أغلبية الألعاب تتضمن “عناصر RPG” لتمطيط عمر اللعبة، مع إغفال أهمية أن تكون التجربة جذابة بشكل كافي. لا مشكلة عندي مع ألعاب الRPG لكن في حالة كانت التجربة تستدعي ذلك، أو أن تحويل لعبتك إلي ذلك النظام يخدمها، ولا يدمر المتعة الناتجة عنها.

Mostafa Argoun

رئيس التحرير ومدير المحتوى بالموقع،أحب ألعاب الفيديو منذ زمن بعيد، وأول لعبة قمت بتجربتها كانت لعبة فيلم هرقل (Hercules) علي الحاسب الشخصي. أحب ألعاب الRPG وخصوصًأ التي تهتم بالقصة وتفرعاتها، ولا مانع من ألعاب اللعب الجماعي التي تقدم شيئًا جديدًا، وتحترم وقت اللاعبين. أعمل في صحافة الألعاب منذ عام 2012 وأحب الكتابة كهواية جانبية.
زر الذهاب إلى الأعلى