دليلك للتقنيةمقالات

7 طرق للتحقق من أن حاسوبك غير مراقب

نعيش الآن في عصر الإنترنت، حيث تُنتهك الخصوصية، وتُخترق الحماية، وتُكشف الأسرار، وكيف لا ومنازلنا متاحة للمخترقين مثل قصور زجاجية تنتظر صخوراً لتحطمها بضغطة زر شبيه بالزناد من حاسوب أشبه بآلة حرب فتاكة تنطلق مقذوفاتها بلا هوادة، مكرسة لغرض لا تحيد عنه، ألا وهو هدم جدران قصورنا الواهية.

نتيجةً للتطور التكنولوجي الهائل الذي شهدناه خلال السنوات الأخيرة الماضية، فقد برز نوع جديد من الجرائم يُعرف بالجرائم السيبرانية “Cybercrime”، ورغم ارتباط هذه الجرائم بالإنترنت والبيانات، إلا أنها قد تقود أصحابها لنهايات مأساوية، ليس فقط بتشويه سمعتهم أمام المجتمع، بل بتعرضهم للإيذاء، سواء كان ذلك من النفس أو الغير، مما قد يودي بحياتهم.

تُعد برمجيات المراقبة من أبرز مظاهر الجرائم السيبرانية، وغالباً ما تستهدف الحواسيب المحمولة، نظراً لأنها تمتلك ميكروفون وكاميرا، فضلاً عن سهولة اختراقها مادياً عبر توصيلها بوحدة تخزين ملغمة أو عن بُعد عبر تثبيت برمجيات ملغمة مثلاً، ولذلك فقد جمعنا لكم بمقالتنا 7 طرق للتحقق من أن حاسوبك المحمول غير مراقب.

هل يتصرف حاسوبك بشكل غريب؟

يُعد تغير سلوك حاسوبك بشكل ملحوظ بدون سبب من أبرز العلامات التي تشير لتعرض حاسوبك للمراقبة، حيث تعمل أدوات المراقبة في الخفاء لجمع المعلومات أو رصد أنشطتك، مما قد ينهك أداء الحاسوب ويغير من سلوكه بشكل ملحوظ. تشمل السلوكيات المريبة بطء أداء الحاسوب، أو طول وقت الإقلاع، أو تدهور عمر البطارية، أو ارتفاع درجات الحرارة بدون داعٍ.

بجانب ما سبق، تشمل هذه السلوكيات النوافذ المنبثقة “Pop-ups”، وخاصةً عندما تظهر في أماكن غريبة عند عدم التصفح مثلاً، أو ارتفاع عدد هذه النوافذ الإعلانية بشكل غير طبيعي في مواقعك المفضلة، فضلاً عن الأعطال الغريبة وإعادات التشغيل غير المتوقعة. إضافةً لما سبق، قد تشير زيادة استهلاك الإنترنت لتعرض حاسوبك للمراقبة وحدوث عمليات نقل للبيانات.

لا ضير من إجراء فحص شامل لحاسوبك

تتميز البرمجيات الخبيثة الحديثة عن نظيراتها القديمة بخلستها مكرها، مما قد يجعل اكتشافها عبر الوسائل التقليدية، مثل ظهور النوافذ المنبثقة العشوائية، أمراً صعباً للغاية. لكن لحسن الحظ، تصنف معظم حلول مكافحة الفيروسات المعروفة برمجيات التجسس “Spyware”، ورصد لوحة المفاتيح “Keyloggers”، والأدوات الجذرية “Rootkits” بأنها برمجيات خبيثة.

البحث عن برمجيات المراقبة

باستخدام هذه البرمجيات، يمكن إجراء فحص شامل لحاسوبك للكشف عن هذه التهديدات وإزالتها قبل فوات الأوان. قد تبدو الأدوات الأمنية المدمجة مثل Windows Defender من Microsoft أو XProtect من Apple خياراً تقليدياً للغاية، إلا أنها خط دفاع أول. وتأكد من إجراء فحص شامل، حيث يمكن لحلول المراقبة التخفي بين ملفات النظام.

إن لم تكن راضياً عن نتيجة الفحص، يمكنك اللجوء لحلول مكافحة فيروسات ومكافحة البرمجيات الخبيثة مثل Malwarebytes وBitdefender، فقد تكتشف التهديدات التي تفوتها الحلول التقليدية. توفر بعض الحلول المتقدمة ميزات لتحديد برمجيات رصد لوحة المفاتيح، وأدوات الوصول عن بعد، والأدوات الجذرية، بيد أنها ليست رخيصة، لذا تأكد من وجود جميع الميزات الأساسية بأحد الحلول قبل شرائها.

قد تشمل ملحقات متصفحك برمجيات مراقبة

تُعد ملحقات المتصفحات مفيدةً للغاية للكثيرين، إلا أنها قد تكون ذريعةً لرصد نشاطاتك، حيث يمكن للملحقات الخبيثة تتبع عادات تصفحك، وعرض الإعلانات، ورصد لوحة المفاتيح، بل وإعادة توجيهك لمواقع مزيفة لسرقة معلوماتك. لهذا السبب، يجب عليك التحقق من ملحقات متصفحك للتحقق من أن حاسوبك غير مراقب.

البحث عن برمجيات المراقبة

تحقق من قائمة ملحقاتك بحذر، فقد تجد ملحقات لا تتذكر إضافتها قط أو أُضيفت بغير عمد، وخاصةً تلك التي تزعم توفير وظائف حيوية مثل تحسين أمن جهازك، فقد تكون مجرد ستار لبرمجية تجسس ما. للبقاء آمناً، لا تثبت سوى الملحقات عالية التقييم أو تلك الصادرة عن مطورين موثوقين فقط، وتحقق جيداً من سلامة هذه الملحقات قبل تثبيتها عبر متصفحك.

تفقد صلاحيات الوصول للكاميرا والميكروفون

يُعد الوصول لكاميرا أو ميكروفون حاسوبك من أخطر مظاهر المراقبة، فقد يصل المخترقون من خلالهما لمعلومات شخصية حساسة قد تشين سمعة أصحابها وتدمر حياتهم، وقد يستخدمها المخترقون لابتزازهم مقابل الحصول على مكاسب مادية أو معنوية معينة. لذلك، يجب عليك التأكد باستمرار من أن صلاحية الوصول للكاميرا والميكروفون في نصابها الصحيح.

إذا كان حاسوبك يعمل بنظام Windows، توجه للإعدادات، وبعدها الخصوصية والأمن، ثم صلاحيات التطبيق. عند خانة الكاميرا والميكروفون، تحقق من التطبيقات الحاصلة على صلاحية الوصول إليهما. وإذا كان حاسوبك يعمل بنظام macOS، توجه لإعدادات النظام، وبعدها الخصوصية والأمن. وكما هو الحال مع نظام Windows، ستجد خانة للكاميرا والميكروفون.

أثناء تصفحك للإعدادات، ابحث عن أي تطبيق لا تتذكر تثبيته أو لم تمنحه صلاحيةً للوصول للكاميرا أو الميكروفون. على أي حال، ننصحك بمنع صلاحية الوصول للكاميرا أو الميكروفون عن التطبيقات التي لا تستخدمها كثيراً أو التي لا تستحق الوصول إليهما. أيضاً، يمكنك التحقق من أن ضوء الكاميرا لا يعمل بلا سبب، بيد أن هذه الحيلة قد لا تفلح مع بعض برمجيات المراقبة المتقدمة التي تغلق الضوء أثناء مراقبتك.

قد تتخذ برمجيات المراقبة ستار تطبيقات عادية

قد تتخذ برمجيات المراقبة ستار تطبيقات غير ضارة أو غامضة لإضفاء المشروعية عليها وتجنب تعرضها للحذف. ليس هذا فحسب، فقد تثبت هذه التطبيقات تطبيقات إضافية في الخلفية بدون علمك، وبذلك يجب مراجعة جميع البرمجيات المثبتة عبر حاسوبك دورياً، وخاصةً إذا اشتبهت في تلاعب أحدهم بجهازك.

البحث عن برمجيات المراقبة

إذا كان حاسوبك يعمل بنظام Windows، توجه للإعدادات، ثم التطبيقات، وبعدها التطبيقات المثبتة، لتجد قائمة التطبيقات. وإذا كان حاسوبك يعمل بنظام macOS، توجه لملف التطبيقات أو إعدادات النظام، ثم الإعدادات العامة، وبعدها التخزين، وستجد التطبيقات. ابحث عن أي تطبيق مريب أو غير معروف لك، وإذا كنت متردداً، تحقق من أمره بسهولة عبر الإنترنت.

ماذا عن تطبيقات بدء التشغيل؟

صُممت الكثير من برمجيات المراقبة لتعمل تلقائياً بعد بدء تشغيل حاسوبك، بحيث تتمكن من جمع البيانات بدون لفت الأنظار، ويُعد ذلك أمراً شائعاً حتى بالنسبة لتطبيقات المراقبة الخاصة بالعمل. بالتأكيد، يُعد تفقد تطبيقات بدء التشغيل طريقة فعالة للوصول للأدوات الخفية التي تعمل في الخلفية خلسةً بدون علمك.

إذا كان حاسوبك يعمل بنظام Windows 11، اضغط Ctrl + Shift + Esc للوصول لمدير المهام “Task Manager”، ومن خلال خانة تطبيقات بدء التشغيل “Startup Apps”، ستظهر جميع التطبيقات التي تعمل بعد إقلاع حاسوبك. وإذا كان حاسوبك يعمل بنظام macOS، توجه لإعدادات النظام، ثم الإعدادات العامة، لتجد خانة عناصر تسجيل الدخول والملحقات.

قد يكون نشاط الشبكة دليلاً لوجود برمجيات مراقبة

أحد الجوانب الخطيرة لبعض برمجيات المراقبة هو قدرتها على إرسال البيانات للمخترقين، بدايةً بالنقرات عبر لوحة المفاتيح، مروراً بلقطات الشاشة، وصولاً للتسجيلات صوتية، وانتهاءً بسجلات للنشاطات، مما يعني أن هذه البرمجيات قد تستهلك الإنترنت ولو لم تكن تستخدمه. لذلك، فقد يساعدك التحقق من نشاط الشبكة في اكتشاف أي نقل للبيانات يشير لبرمجيات التجسس.

البحث عن برمجيات المراقبة

إذا كان حاسوبك يعمل بنظام Windows، ابحث عن تطبيق مراقبة الموارد “Resource Monitor” وشغله، ثم اختر نافذة الشبكة لمعرفة نشاطها بالتفصيل. وإذا كان حاسوبك يعمل بنظام macOS، افتح تطبيق مراقبة النشاط “Activity Monitor”، واختر نافذة الشبكة. تحقق من عدم وجود عمليات أو تطبيقات غير معروفة تنقل البيانات باستمرار في الخلفية، فضلاً عن القفزات المتكررة غير المبررة في استخدام الشبكة.

بجانب التطبيقين السابق ذكرهما، يمكنك استخدام أدوات خارجية لمراقبة نشاط الشبكة مثل GlassWire وNetBalancer عبر نظام Windows وLuLu عبر نظام macOS. في النهاية، إذا راودتك شكوك بشأن تعرض حاسوبك للمراقبة، فعليك بتجربة الطرق السابق ذكرها بمقالتنا، ولكننا ننصحك باتباع هذه الطرق من الأسهل للأصعب تدريجياً حتى تجد ضالتك.

Mohamed Tahazohier

رئيس التحرير ورئيس التقنية والهاردوير في موقع جيمز ميكس ومدير سابق لحسابات التواصل الاجتماعي. خبرة تفوق 6 سنوات في مجال صناعة المحتوى بأنواعه، وخاصةً المتعلق بالتكنولوجيا. مهتم بصناعة الألعاب منذ نعومة أظافري، ومحب لألعاب التصويب والخيال العلمي.
زر الذهاب إلى الأعلى