مقالاتهواتف

لعبة Cyberika: عالم السايبربانك في أبهى حُلّة على الموبايل

جلست لبُرهة قليلة قبل بداية كتابة هذه المقالة، وفكرت قليلًا في عالم السايبربانك الخيالي الذي يُمثّل مزيجًا بين الفن المتأصل والحضارة الحديثة، سعيًا للاندماج والدخول في المناخ المناسب لنثر الكلمات، وتوصلت لنتيجة مفادها إلى أن هذا العالم السحري يحتل مكانة خاصة في قلوبنا جميعًا تقريبًا. لا أستطيع نسيان مدى حماس مجتمع اللاعبين عندما تم إطلاق لعبة Cyberpunk 2077 في 2020 وانغماسنا في تلك الحالة الفنية الرائعة التي قدّمها عالم اللعبة، وإذا كنت مُحبًا للأفلام فهنيئًا لك يا صديقي لأنك قد استمتعت ببعض الأعمال الرائعة التي ستُخلّد في التاريخ مثل The Matrix وTotal Recall وبالتأكيد تُحفة ريان جوسلينج Blade Runner 2077، ناهيك عن عشرات المجلات المُصورّة وأفلام الرسوم المتحركة.

يبدو أن الجميع تقريبًا حصل على نصيبه العادل من عالم السايبربانك، فماذا عن مُستخدمي الهواتف الذكية الذين يجلسون في الركن البعيد الهادئ منتظرين أن يمنّ المطورين عليهم بلعبة جيدة من حين لآخر، وحالمين بأن تحصل منصتهم المحمولة على نصيبها العادل من التقدير في ظل التطور الرهيب في جميع مكونات الهواتف الذكية. حسنًا يبدو أن تلك الفئة العريضة لن تضطر إلى الاحتجاج أو توقيع عريضة أو النظر لأقرانهم أصحاب المنصات المنزلية بحسد عند رؤية V يتجول في Night City، وذلك بفضل لعبة الآر بي جي الرائعة التي تدور في عالم السايبربانك: Cyberika.

لعبة سايبربانك على الموبايل .. حلم ولا ده خيال؟

يبدو أن المُطورين استيقظوا من سُباتهم أخيرًا ونجح استديو روسي يُدعى Keffir في تحويل ما كان حلمًا منذ فترة قريبة إلى واقعًا يمكننا لمسه بأيدينا على أجهزتنا المحمولة. Cyberika هي لعبة MMORPG من نوع السايبربانك مُخصصة للمنصات المحمولة وليس سواها صدرت منذ عامين تقريبًا. اللعبة مُتاحة على كُلًا من نظامي التشغيل أندرويد وiOS والمثير للإعجاب أنها مجانية تمامًا ولا تُكلّف اللاعبين أي شئ على الإطلاق.

هل نجحت اللعبة في تقديم تجربة لائقة تُحاكي بأقرب صورة ممكنة عالم السايبربانك على الهواتف المحمولة؟ هل يمكننا وصف التجربة الرسومية بالمُبهرة حقًا أم أنها مجرد محاولة رديئة لجذب أكبر عدد من المستخدمين؟ جميعها أسئلة منطقية تدور في عقول اللاعبين وتخوفات تلوح في الأفق وهي مفهومة جميعها في الحقيقة نظرًا لأن تطوير لعبة موبايل تدور في عالم السايبربانك وصقلها بعناية، يتطلب مجهودًا كبيرًا من فريق التطوير حتى يصل بالشكل المطلوب لأيادي اللاعبين، فهل نجحت اللعبة في ذلك؟ دعونا نرى ..

قصة لائقة بعيدة كل البُعد عن الإكليشيهات المُعتادة

يُعاب بشكل دائم على ألعاب الهواتف المحمولة سطحيتها وضحالة سردها القصصي بل وعدم وجود قصة على الإطلاق في الكثير من الأحيان، وهو فخ تكاد تكون الشركات مُجبرة على الوقوع فيه لأنهم بين فكي رحى تطوير لعبة لائقة تنال رضا المستخدمين، وجعلها مجانية في الدرجة الأولى وبحجم لائق لا يُنفّر اللاعبين، وبالتالي تقديم تضحيات اضطرارية تكون القصة في أغلب الألعاب هي قُربانها.

تتبنّى Cyberika اتجاهًا مُغايرًا وتبذل جهدًا لا يمكن تجاهله في تقديم قصة لائقة تنطوي في مضمونها على عالم السايبربانك. ستتقمص شخصية مُرتزق في عام 2084، يُحالفك الحظ في العمل بشركة شرائح إلكترونية تُدعى Makana Biotech، وحينها يتم تركيب غرسات دماغية في عقلك حيث يظهر “الشبح” المُجسّم لرئيس الشركة الراحل الذي يُعطيك مهمة تتمثل في حل جريمة قتله! نعم لقد مات منذ خمس سنوات وتم تصوير الأمر حينها على أنه حادثة انتحار. إذا قمت بحل جريمة قتله، فسوف يطلق وعيه من عقلك ويمنحك ثروات لا توصف، فهل ستقبل المهمة؟ وهل ستنجح في تحقيق القصاص له وكشف ملابسات مقتله؟ جميع هذه الخطوط السردية تتكشف تدريجيًا في اللعبة تواليًا.

تبدأ اللعبة بشاشة إنشاء شخصية مع خيارات تخصيص ليست متنوعة بالتأكيد ولكنها تؤدي الغرض المطلوب بلا شك. عند استلام مهمتك الأولى، ستذهب إلى شقتك، وستحصل على برنامج تعليمي حول الأدوات المفيدة لمهمتك. يخدم منظور الشخص الأول هذا الجزء من اللعبة جيدًا، مما يمنحك إحساسًا كاملاً بالبيئة والأشياء القابلة للتفاعل من حولك. يا لها من سمات تشابه عديدة مع Cyberpunk 2077 أليس كذلك؟

تجربة رسومية مُبهرة وأسلوب لعب يتخذ من سلسلة Fallout قُدوةً له!

كل الأجواء الجمالية النمطية لعالم السايبربانك التي تتوقعها موجودة هنا. لدينا باقة مُختارة لبعضًا من أفضل أغاني حقبة الثمانينيات تدور في خلفية كل مشهد. وفي خطوة ملهمة بشكل خاص، يتم تصنيف كل مقطع صوتي وفنان عند تشغيله. بيئات اللعبة فريدة من نوعها والعالم تظهر فيه لمسة فنية إبداعية لا يُنكرها إلا أعمى. على الرغم من أن بعض الجوانب التصميمية لعالم اللعبة تبدو مُتشابهة نوعًا ما، ألا أنه لا يوجد ابتذال في التصميم إطلاقًا.

لاحظ أن المستوى الرسومي للهواتف الذكية محكوم نوعًا ما مقارنة بالمنصات المنزلية والحاسب الشخصي، يمتلك المُطورين العتاد المطلوب ولكنه لا يستطيعوا الانطلاق بكل بساطة نظرًا لأن هناك قطاع كبير من اللاعبين يمتلكون هواتف ضعيفة ومتوسطة لن تكون قادرة على دعم ذلك المستوى من الرسومات، وبالتالي كان لزامًا تقديم بعض التنازلات نوعًا ما في ذلك الجانب من اللعبة.

Cyberika

يعتبر أسلوب اللعب مُرضيًا إلى حدٍ ما، مع وجود مجموعة متنوعة من الأسلحة القابلة للتجهيز تحت تصرفك، سواء كان القتال عبارة عن مُشاجرة قريبة أو بعيدة المدى. تتيح التعزيزات الملائمة لشخصيتك تطوير استراتيجية هجومك وشجرة مهاراتك. ومع ذلك، وعلى غرار أسلافها من ألعاب الخيال العلمي في سلسلة Fallout، فإن معظم عوامل الجذب هنا تكمن في المُناخ العام السائد في اللعبة والحوار والشخصيات. تم تصميم كل شخصية غير قابلة للعب (NPC) بأسلوب وحوار محددين. على الرغم من عدم وجود الكثير من الخيارات في المحادثات، إلا أن التركيز على صقل كل شخصية بأسلوب مختلف يبدو جليًا.

وجود عيوب بسيطة لا ينتقص من جمالية التجربة

لا يوجد سوى عدد قليل من الثغرات في تجربة Cyberika المتماسكة. أولاً، على الرغم من وجود قدر لا بأس به من المباني والأشياء المصممة جيدًا، إلا أنها قد تكون قليلة إلى حد ما في بعض الأقسام من اللعبة. تم تجهيز بعض المناطق بالكامل بإشارات نيون متوهجة وشخصيات مثيرة للاهتمام. بينما لدى البعض الآخر للأسف مساحات كبيرة ذات مظهر مماثل لا تُقدم أي إضافة بصرية.

Cyberika

بخلاف ذلك، شكواي الأكبر تكمن في الملل الذي يعاني منه نظام الـ Crafting. يوجد في منزل شخصياتك العديد من الأشياء التي يمكنك الحصول عليها باستخدام السوق داخل اللعبة، فما الفائدة إذًا من البحث؟ لا تحتاج فقط إلى جمع الآلات والأشياء المختلفة لاستخدامها، ولكنك تحتاج أيضًا إلى موارد لبناءها واستخدامها.

عندما يكون السعي للحصول على النقود والعملات داخل اللعبة (دون استخدام خيارات المعاملات الدقيقة) أمرًا يجب عليك العمل عليه بالفعل لتطوير شخصيتك وأسلحتك، فإن هذا الأمر ينتهي بكونه أكثر إحباطًا في أوقاتٍ كثيرة. وبطبيعة الحال، قد يتم تعديل هذا من قبل المطورين في المستقبل القريب، وخصوصًا مع وعود عديدة بإضافة المزيد من المُحتوى قريبًا.

Cyberika: لعبة سايبربانك واعدة “من ريحة المنصات المنزلية”

Cyberika

بشكل عام، تمكنت Cyberika من تجميع الكثير من المحتوى عالي الجودة في لعبة تبدو “هاربة” من المنصات المنزلية. وهي بالفعل تجربة تستحق أن يتم توجيه الثناء والنقاد إلى مُطوريها. ومع ذلك، كما أن هناك الكثير من التفاصيل التي تجعل تجربة لعبة الهاتف المحمول هذه تبدو كما لو أنها مشروع ضخم من أحد الاستديوهات العملاقة ولكنها ليست إلا مشروع من استديو ما زال يشق طريقه نحو الساحة العالمية.

أظن أن مستخدمي الهواتف الذكية الآن في وضع أفضل من السابق، على الرغم من تمتع أقرانهم على المنصات المنزلية بتجربة توسعة Phantom Liberty، ألا أن أصحاب المنصات المحمولة صار لديهم نفحة من عالم السايبربانك يمكن أن يتفاخروا بها! كما أن فِرق تطوير ألعاب الهواتف الأخرى أصبح لديها الآن سببًا مُقنعًا للاستيقاظ من السُبات وبدء مشاريع جديدة في عالم السايبربانك الساحر

Mohamed Hamed

عاشق للهواتف الذكية والتطبيقات والألعاب ومُلم بكل خبايا العالم السحري وفان بوي مُتعصب لآبل
زر الذهاب إلى الأعلى