مقالات

Militia: أول لعبة تصويب مصرية، بنكهة عالمية!

لطالما تمنيت، حالي كحال غيري من اللاعبين العرب، أن أرى لعبة تصويب عربية على مستوىً عالٍ، لعبة تبعث بالشعور العربي المتأصل بنا والمتماشْ مع ثقافتنا بشكلٍ يثلج الصدر، حيث لا نكون مضطرين للتعرض إلى ثقافات مغايرة ومتناقضة مع ثقافتنا، وفي بعض الأحيان تكون مهينة لمعتقداتنا، فقط لأننا لا يتسنى لنا ممارسة هواية نعشقها سوى على حساب مبادئ لا تُقدر بثمن.

لعبة Militia هي خطوة نحو ذلك الواقع، حيث نتمكن من لعب ألعاب تمثل ثقافتنا وتتحدث لغتنا، أو هذا ما أتمناه على الأقل. هي لعبة تصويب من منظور الشخص الأول، مبنية على محرك Unity، لا تزال تحت التطوير من استوديو Quickstand المستقل، الاستوديو المصري بالكامل.

ليست هذه المرة الأولى التي نتحدث فيها عن لعبة Militia، حيث سبق وكتبنا عنها في مقالتنا عن الألعاب المصرية الرائعة التي رأيناها في معرض Insomnia 2021. اليوم نتطرق إلى أبرز الأمور المتعلقة بـ Militia حصريًا لـ Games Mix، من آخر الأخبار عنها، موعد نسخة البيتا وموعد الإصدار النهائي، والمحتوى المُنتظر، إلى انطباعي عن اللعبة في وضعها الحالي من رحلة تطويرها، الرحلة التي بدأت في 2020، وأشارك معكم بعض اللقطات من داخل اللعبة.

الرسوميات وبيئات اللعب: تسرُّ الناظرين!

في الحقيقة أنني تفاجأت بالمستوى الرسومي للعبة Militia وتفاصيل عناصر البيئة الرائعة، هذا بالطبع بالنظر إلى أن الاستوديو يعمل على لعبته الأولى بإمكانيات محدودة، فمن الناحية الرسومية، مع وضع هذه الظروف في الاعتبار، تُعد Militia ممتازة.

لعبة militia

الإنعكاسات، الإضاءة، حركة الشجر والأعشاب، كلها موجودة بشكل جيد جدًا في Militia، ولكنها لا تزال في مرحلة البيتا كما ذكرنا، فهناك أخطاء بالتأكيد، فمثلًا آثار الطلقات لا تكون واقعية على بعض الأسطح.

أبرز ما لفت انتباهي في بيئة اللعب الخاصة بخريطة “جبل الحلال” الصحراوية، هو وجود عناصر مصرية في الخريطة، فهناك مبانٍ غير مكتملة على الطريقة المصرية، بالطوب الأحمر وعمدان الخرسانة القائمة وشكائر الأسمنت، بالإضافة إلى وجود سيارات إسعاف مصرية بجميع تفاصيلها، وهناك سيارات منتشرة من الشهيرة لدى البدو الذين يقطنون مثل هذه الأماكن.

لعبة militia

الأطوار، الخرائط، والأسلحة في Militia

يتوفر في اللعبة حاليًا، في مرحلة البيتا المغلقة، اثنان فقط من أنماط لعب: Team Deathmatch و Domination، وهما نمطان بالشكل الموجوديْن به في أي لعبة تصويب مشابهة. كما أن هناك خريطة واحدة فقط في البيتا المغلقة، باسم “Hala Mountain” أو “جبل الحلال” ، الخريطة الواقعة في سيناء في بيئة صحراوية مشمسة. ننتظر إصدار خرائط أكثر في المستقبل. إذًا، ماذا عن الأطوار الأخرى؟

من المقرر أن يكون الطور الرئيسي للعبة حاملًا لطابع ألعاب التصويب التكتيكية، في مباريات 5 ضد 5 بنظام الجولات، على أن تكون ثمة أطوار أخرى كـ Free For All و Search and Destroy وغيرهما من الأطوار الشبيهة بتلك الموجودة في ألعاب Call of Duty، هذا بجانب Deathmatch و Domination الموجوديْن بالفعل في نسخة البيتا.

الفرقتان الأساسيتان اللتان تتصارعان في Militia تمثلان: “الجيش المصري” بالزي الحقيقي له، و “الخلايا الإرهابية” بالزي الأسود والوجوه المُلثمة.

أما عن الأسلحة، فجميعها تقريبًا تمثل أسلحة الجيش المصري الحقيقية بتفاصيل تستحق الإشادة، فمثلًا ستجد أرقام تسلسل وأسماء مكتوبة على سلاح الـ AKM، السلاح الأساسي للجيش المصري. ينقسم العتاد والأسلحة إلى:

  • سلاح أساسي: AR, SMG, Sniper, DMR
  • سلاح ثانوي: مسدس “Pistol”
  • سلاح يدوي: سكينة
  • قنابل يدوية
  • قنابل دخان، وقنابل ضوئية

الاستوديو حاليًا يعمل على أسلحة جديدة ونطاق أوسع من ملحقات الأسلحة.

يمكن إعداد الأسلحة بنظام “العتاد” أو “Loadout”، مع إمكانية اختيار المنظار وتخصيص الشكل لبعض الأسلحة. يوجد سلاحان فقط لفئة الـ AR، وسلاح واحد للفئات الأخرى حاليًا.

أسلوب اللعب: مزيج بين الطابع التكتيكي وسرعة الوتيرة

بين الركض السريع والزحلقة، والارتداد القوي للأسلحة مع إمكانية الانحناء “Peak”، تسعى Militia جاهدة لتحقيق المعادلة الصعبة في الجمع بين عناصر ألعاب التصويب التكتيكية، وألعاب التصويب سريعة الوتيرة بشكل يُرضي عشاق كليهما.

عناصر الحركة في اللعبة تقوم على: الركض، القفز، الجثوم، الانزلاق، والانحناء لليمين أو اليسار. ارتداد الأسلحة صعب وواقعي بدرجة كبيرة، وما يزيده صعوبة هي حرية الحركة لدى الأعداء وسرعتهم. يُعد ارتداد الأسلحة وطريقة التصويب أكثر ما يمثل العنصر التكتيكي في Militia.

اللعبة تعطيك نقاط خبرة مع كل قتلة، وتظهر في النصف الأسفل من الشاشة على طريقة ألعاب Battlefield بشكل يشجعك على اللعب، خصوصًا عند تسجيل قتلة من ضربة بالرأس “Headshot”، بتحريك مميز.

موعد الإصدار، التسجيل في البيتا، ونسخة الهواتف

حتى الآن لم يتم تحديد موعد نهائي ثابت لإصدار النسخة النهائية من Militia، فإذا سارت الأمور كما مخطط لها دون عقبات في التطوير، من المفترض أن تصدر Militia في 6 أكتوبر المقبل، أما في حال وقعت ظروف غير متوقعة أو تأخرت عملية التطوير، ستصدر Militia في نهاية العام الحالي.

ما ننتظره الآن هي نسخة البيتا التي ستصدر في الأيام القليلة القادمة، تحديدًا في 1 يونيو القادم، ولكنها لن تكون متاحة سوى لمن يسجل لها، من خلال الموقع الخاص باستوديو Quickstand.

الاستوديو حاليًا ينصب تركيزه على إصدار نسخة الحاسب بشكل ناجح عبر منصة Steam، ولكننا تأكدنا أن العمل على نسخة الهواتف هو من خطط الاستوديو. ننتظر إصدارها بعد الإصدار الكامل لنسخة الحاسب من Militia.

لعبة militia

أخيرًا: انطباعي عن بيتا لعبة Militia

لعبة Militia في مرحلة البيتا حاليًا، في حالة جيدة جدًا بالنظر للإمكانيات المادية المحدودة للاستوديو، فلا مشاكل جوهرية أو أخطاء تقنية تؤثر على تجربة اللعب فيها، بل على العكس، هي قابلة للعب ومهيأة لإعطاء اللاعبين وقتًا ممتعًا مع أصدقائهم.

أعجبتني بشدة التفاصيل واللمسات المصرية في اللعبة، تلك اللمسات هي ما ننتظرها من لعبة عربية، تفاصيل صغيرة تجعلها مختلفة عن الألعاب غير العربية، تجعلها تحمل الطابع الخاص بنا.

أهمها بالطبع هو التعليق المصري للجنود المُسجل باحترافية، والذي يبعث بشعور مألوف لم نختبره في أي لعبة تصويب من قبل.

تعليقي الوحيد على تصميم الخريطة أنها تحتاج للمزيد من العناصر، وأن المساحات المفتوحة والفارغة كثيرة. بجانب ذلك، ثمة بعض المشاكل والتفاصيل الصغيرة التي من الطبيعي أن نجد أمثالها في هذه المرحلة من التطوير لاستوديو في بداية مشواره، أهمها -في نظري-:

  • الأبواب تفتح في اتجاه واحد، وإذا وقفت في اتجاه الفتح سيعلق الباب.
  • آثار الطلقات على بعض الأسطح، كلحاء الشجر، غير واقعي.
  • ظل اللاعب عند إعادة التلقيم لا يُمثل حركة اللاعب بالكامل في بعض الأسلحة.
  • أصوات أقدام الأعداء تحتاج للمزيد من العمل لتصبح أكثر وضوحًا.
لعبة militia

بشكلٍ عام، أرى أن المقومات الأساسية لـ Militia كلعبة تصويب، والتي تسعى للمزج بين الأسلوبين التكتيكي وسريع الوتيرة، جاهزة ولا تحتاج سوى لتعديلات طفيفة، تعديلات أثق أن الاستوديو الموهوب والشغوف وراء اللعبة يعمل عليها، بجانب ضرورية إضافة المزيد من المحتوى.

نريد أن يستمتع اللاعبون بلعبتنا ويشيدون بها، ولكن ليس فقط لأنها اللعبة المصرية العربية الأولى من نوعها، بل لأنها لعبة جيدة وممتعة فعلًا.

كريم صلاح الدين، أحد مؤسسيّ استوديو Quickstand

Seif Fayed

المدير السابق لقسم الألعاب بالموقع. مهتم أكثر بألعاب التصويب من منظور الشخص الأول. لعبة تصويب جيدة ذات قصة جذابة مكتوبة بإتقان هي الخلطة السحرية بالنسبة لي. أول لعبة جذبتني لألعاب التصويب كانت Black على PS2.
زر الذهاب إلى الأعلى