الرياضة الإلكترونيةمقالات

صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية: الثورة الاقتصادية القادمة في السعودية!

تُعد منطقة الشرق الأوسط إحدى أكثر المناطق ازدهاراً ونمواً في سوق الألعاب الذي وصل حجمه إلى 5.4 مليار دولار، منها 3.1 مليار دولار من السعودية والإمارات ومصر فقط! ولكن السعودية متقدمة كثيراً عن الدولتين التاليتين في حجم السوق والاستثمارات فيه والأهم من ذلك الرياضات الإلكترونية.

وصل حجم سوق صناعة الألعاب في السعودية -حسب بنك التنمية السعودي- حوالي مليار دولار في عام 2021، ويتوقع أن يصل إلى 2.5 مليار دولار بحلول عام 2030، بينما تتوقع مجموعة بوسطن الاستشارية لعام 2021 أن تصل إيرادات الألعاب إلى 5.7 مليار دولار. كما تهدف السعودية إلى وصول استثماراتها في الألعاب بحلول عام 2030 إلى نسبة 1% من الاقتصاد القومي أي حوالي 21 مليار دولار!

فما هي مجهودات السعودية في الاهتمام بصناعة الألعاب وتنمية الرياضات الإلكترونية؟

الإرادة السياسية السعودية لها الفضل الأكبر في الاهتمام بصناعة الألعاب:

المملكة

يتمثل اهتمام السعودية بسوق الألعاب عموماً والرياضات الإلكترونية في الإرادة السياسية للمملكة، ونخص بالذكر الأمير محمد بن سلمان إلى تعلقه بمجال صناعة الألعاب واهتمامه به، حيث يشير تقرير لموقع The Gaming Economy أن مصدر هذه المعلومة تقرير ربع سنوي للجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية “SEC”.

اهتمام المملكة بشراء الأسهم في شركات الألعاب

نتيجة لهذا الاهتمام فقد اشترى صندوق الاستثمار السعودي “PIF” عدداً كبيراً من الأسهم بقيمة 3.3 مليار دولار من ثلاث شركات ألعاب أمريكية؛ 14.96 مليون سهم من Activision | Blizzard بقيمة 1.389 مليار دولار، 7.42 مليون سهم من Electronic Arts بقيمة 1.066 مليار دولار، 3.97 مليون سهم من Take-Two بقيمة 825.5 مليون دولار.

كما تم الاستثمار في شركة Uber بقيمة 3.71 مليار دولار، وفي شهر نوفمبر قامت مؤسسة “MiSK” التابعة لولي العهد محمد بن سلمان بالاستحواذ على 33.3% من شركة “SNK” الكورية الجنوبية بقيمة 178 مليون دولار، ومن المُقرر وصول هذه النسبة إلى 51%، وأعلن الصندوق عن نيته للاستثمار بشركتي Capcom و Nexon. إذا كانت تدل هذه الاستثمارات الضخمة على شيء، فإنها تدل على اهتمام السعودية بتنويع مصادر دخلها بعيداً عن النفط والبتروكيماويات عن طريق الاستثمار في صناعة ترفيهية واعدة.

انتشار ثقافة الألعاب وحماس القطاع الخاص في المملكة دافع رئيسي لهذا الاهتمام!

كبر حجم سوق الألعاب بالسعودية أساسه انتشار ثقافة الألعاب بين سكان المملكة، فحسب استطلاع وطني فإن 67% أي 23 مليون من السعوديين عرفوا أنفسهم بأنهم Gamers، كما أن 23.24% منهم لاعبين منتظمين، والأغرب أن نسبة اللاعبين على مختلف المنصات مرتفعة؛ 73% للهواتف الذكية، 64% للمنصات المنزلية، 62% للحاسب الشخصي!

نتيجة لانتشار هذه الثقافة، ظهر عدد ليس بالقليل من الاستوديوهات المستقلة منها Manga Production و Semaphore Labs و UMX Studios، ومن أشهر الاستوديوهات Moving Dimensions الذي طور لعبة أبو خشم الغنية عن التعريف. كما أعلنت MBC تعاونها مع NEOM لتأسيس أول استوديو تطوير ألعاب AAA في الشرق الأوسط!

اقرأ مقالنا: كيف تطورت الألعاب العربية خلال السنوات الأخيرة؟!

اهتمام مؤسسات القطاع العام بالرياضات الإلكترونية:

لا يقتصر اهتمام المملكة على صناعة الألعاب فحسب، بل يمتد هذا الاهتمام ليشمل الرياضات الإلكترونية، وسواء كان من القطاع عاماً أو خاصاً، أو بمعنى آخر “حكومةً وشعباً”، بما يشمل الاستثمار في في شركات الألعاب، والاستحواذ على منظمات الرياضات الإلكترونية، وإعداد الكوادر الفنية المُدربة، وتطوير البنية التحتية.

رياضات إلكترونية, المملكة

أول خطوة حقيقية في الاهتمام بالرياضات الإلكترونية، تأسيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية عام 2017، والذي قام باستضافة عدة بطولات للألعاب الإلكترونية منها بطولة لاعبون بدون حدود “Gamers Without Borders”، وقد ساعد أيضاً على تأسيس الاتحاد العربي للرياضات الإلكترونية بالتعاون مع 11 عضواً وطنياً.

تتطلب الرياضات الإلكترونية بنية تحتية متطورة، وهذا ما قامت المملكة بالعمل عليه، فقد تعاونت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السعودية “MCIT” مع مؤسسات القطاع العام والخاص، وركزت على الاستثمار بالبنية التحتية بما يشمل أبراج الاتصالات والألياف البصرية وشبكات الجيل الخامس “5G”، كما أعلنت شركة الاتصالات السعودية “STC” عن شراكة مع Activision | Blizzard لاستضافة خوادم محلية للعبة COD على الأراضي السعودية.

المملكة

الرياضات الإلكترونية تتطلب توفير بطولات احترافية، وبالفعل تم إعلان الشراكة بين منصة MENATech الإعلامية وشركة HyperX المتخصصة في الإكسسوارات والتابعة لشركة HP، وذلك لتوفير التمويل والمعدات اللازمة للرياضات الإلكترونية الجامعية السعودية، وهي بطولة رياضات إلكترونية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي بدأ التقديم عليها في أكتوبر الماضي.

تدعم HyperX الرياضات الإلكترونية لأكثر من عقد من الزمان، ويسرنا مواصلة ذلك من خلال رعاية الرياضات الإلكترونية الجامعية في المملكة العربية السعودية. طلاب الجامعة من ألمع نجوم المستقبل، ونتطلع إلى دعمهم لتحقيق أفضل ما لديهم من خلال ملحقاتنا المميزة للألعاب. حظاً موفقاً لكل الفرق المشاركة.

Head of Global Gaming Partnerships at HyperX
رياضات إلكترونية

ماذا عن صفقات الاستحواذ الكبرى؟ حسناً، يوم 24 يناير قامت مجموعة Savvy Gaming -تحت إشراف الأمير محمد بن سلمان- بدعم من صندوق الاستثمار السعودي بالاستحواذ على منظمة ESL الألمانية العريقة للرياضات الإلكترونية بمبلغ مليار دولار، كما قامت بالاستحواذ على منظمة FACEIT الحديثة نسبياً بمبلغ والتي تقوم بتنظيم عدة بطولات لألعاب شهيرة مثل LoL و CS-GO و R6: Siege و DOTA 2، ومن المقرر دمج المنظمتين تحت اسم ESL FACEIT Group بعد إتمام الصفقتين خلال الربع الثاني من هذا العام.

للقطاع الخاص نصيب في الاهتمام بالرياضات الإلكترونية:

رياضات إلكترونية

القطاع الخاص أيضاً له مجهودات كبرى في الاهتمام بالرياضات الإلكترونية، فقد أعلنت Amazon السعودية والإمارت في يناير 2022 عن شراكة مع منصة MENATech ومنظمة GGTech لإطلاق جامعة Amazon للرياضات الإلكترونية، وهي أول بطولة تعليمية للرياضات الإلكترونبة بالدولتين، وتستهدف سلسلة من البطولات التي ستضم 130 فرقة بجامعات الشرق الأوسط، وقد جذبت السلسلة شركات ألعاب كبرى مثل Riot Games و Garena، وبدعم من الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية.

مستقبل صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية بالمملكة العربية السعودية:

يتضح لنا أن صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية إحدى صور الثورة الاقتصادية القادمة في السعودية، بتوافر العوامل المواتية لذلك، بدايةً من انتشار ثقافة الألعاب بين مواطني السعودية وشغف القطاع الخاص بهذه الصناعة، مروراً بظهور العديد من الاستوديوهات المستقلة، وصولاً إلى اهتمام الدولة بشراء الأسهم في شركات الألعاب والاستحواذ على منظمات الرياضات الإلكترونية والاهتمام بالبنية التحتية.

رياضات إلكترونية

يبدو أن السعودية تنظر إلى المستقبل نظرة جادة وواثقة، وتسعى إلى تنويع مصادر دخلها بشكل رائع، كما تضع صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية نصب عينيها، ولن تقبل إلا الصدارة، ليس عربياً أو شرق أوسطياً فقط، بل عالمياً! كم يشرفني حقاً أن أرى دولةً عربيةً تولي صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية الاهتمام الذي تستحقانه، وكم يبهرني شغف حكومة السعودية وشعبها في الألعاب بهذا الشكل، وأتمنى أن تتخذ الدول العربية من السعودية مثالاً يُحتذى به في استغلال الموارد وتنويع مصادر الدخل، ليس في صناعة الألعاب فقط، بل في جميع مجالات الترفيه.

Mohamed Tahazohier

رئيس قسمي التقنية والهاردوير في Games Mix ومدير محتوى بفروعها. خبرة تفوق 5 سنوات في التقنية وخصوصاً الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب. مهتم بصناعة الألعاب، ومحب لألعاب الشوتر والخيال العلمي. مؤسس صفحة تطبيقك على فيسبوك.
زر الذهاب إلى الأعلى