إذا لم تكن لعبة Starfield هي لعبتك المُنتظرة لعام 2023، فعلى الأقل أنت تعرف حجم الحماس الجماهيري والزخم المحيطين بها،ليس فقط لكونها لعبة إكس بوكس الأكبر على الإطلاق، وحصريتهم الأولى من أكبر مطور يمتلكون استوديوهاته، ولكن أيضًا لأنها اللعبة الجديدة من استوديوهات بيثيسدا بقيادة المخرج الُمبدع والمحبوب Todd Howard وهو مشروعه الأكبر والأكثر طموحًا، بعد آخر مشاريعه –Fallout 4– الصادر في 2015. حصلنا على فرصة لتجربة اللعبة لأكثر من 100 ساعة كاملين قبل الإصدار بأسابيع، فهل كانت اللعبة على قدر التطلعات، أم أنها تفشل في إنقاذ عام إكس بوكس؟ إليكم مراجعة وتقييم لعبة Starfield.
قصة اللعبة بدون حرق
تدور أحداث القصة في عام 2330، بعد استعمار البشر للفضاء، وهجرهم لكوكب الأرض تمامًا، وانقسام العالم بين فصائل Freestar Collective و United Colonies (المزيد حول ذلك في مقالتنا من هنا) وأثناء قيام البطل (أنت) بمهمة تعدين على أحد الكواكب مع شركة Argos يكتشف مجسم معدني غريب، وعند لمسه يرى رؤية غامضة عبارة عن مجموعة من الألحان والأضواء، ومن هنا تبدأ رحلته في الانضمام لمنظمة Constellation والتي تضم مجموعة من المستكشفين الساعين وراء الإجابة عن “أكبر ألغاز الكون” على الإطلاق، ما هي تلك المجسمات الغريبة؟ وهل وما معنى تلك الرؤى التي يراها البطل؟
محتوى اللعبة باختصار
- تحتوي لعبة ستارفيلد على 20 مهمة قصة خاصة بمجموعة Constellation ورحلة الكشف عن إجابات أكثر أسئلة الكون غرابة.
لكن هناك محتوى جانبي غزير جدًا وهو المعهود عن ألعاب بيثيسدا، وهنا الأمر مضاعف لعشرات المرات وأهم المهمات الجانبية كانت مهمات الفصائل، مثل Freestar Collective و United Colonies و Crimson Fleet وهي مهمات لا تقل أهمية أو إثارة في الأحداث، ولا تقل في الجودة عن مهمات القصة، وبعضها من أفضل المهمات تصميمًا في ذاكرتي الشخصية (المزيد من الأراء في فقرة المميزات)
- بجانب مهمات الفصائل، تحتوي قائمة المهمات على نوعين إضافيين، الأول هو “مهمات جانبية” وهي مهمات ذات قصة منفصلة تركز على أحداث صغيرة لسكان المدن الأربعة أو سكان مجموعة Setteled System وقد تمتد لأكثر من مهمة، يمكنك تشبيههم بالمسلسلات القصيرة المتكونة من 4-5 حلقات مثلًا حيث تركز تلك المهمات على القصص الصغيرة التي تشعرك بأن هؤلاء السكان حقيقون وتزيد من تصديقك للعالم.
- هناك أيضًا نوعية مهمات جانبية كلاسيكي تحت مسمى Activities وهي في بعض الأحيان مهمات قصيرة جدًا، وفي بعض الأحيان تمتد إلى مهمتين فقط، وهنا تكون المهمات السهلة التي لا تحتاج منك إلى تركيز كبير أو تتبع فائق للأحداث.
- بجانب المهمات، هناك جانب تخصيص الشخصية التي تبدأ به اللعبة حيث تضعك أمام أعمق نظام تخصيص في تاريخ ألعاب بيثيسدا وتجعلك تختار كل شيء حول شخصيتك من حيث المظهر المُتألف من لون البشرة والطول والوزن وشكل الوجه وتفاصيله ولون العيون وحتى المشية، انتهاءًا بالأسم.
- بعد ذلك تنتقل اللعبة إلى اختيار الـخلفية وهي تاريخ الشخصية والذي يؤثر بعض التأثيرات على الحوارات والقصة لاحقًا. شخصيًا اخترت أن أكون مولودًا في مدينة نيون ومنتمي لأحد عصاباتها. ثم تنتقل لاختيار الصفات التي تتمتع بها وهذه الصفات قد تضيف إليك مهمات. شخصيًا اخترت أن أزور والدي كل فترة وأحصل على أحاديث ومهام منهما.
- أما عن استكشاف الفضاء، فلديك مركبة فضائية تسمى Frontier تبدأ معك تجربة اللعبة ويمكنك التنقل بها بين الكواكب أو استخدامها لخوض المعارك، ويمكنك أيضًا تغييرها تمامًا وتكوين مجموعتك الخاصة من المركبات الفضائية، والتعديل عليهم جميعًا مقابل عملة اللعبة (Credits)
- جانب الـLooting حاضر وبقوة على غرار جميع ألعاب الشركة، فهناك إمكانية لاستغلال جميع الأشياء التي تجدها في البيئة من حولك لتطوير شخصيتك، أو أسلحتك أو حتى عتادك المتكون من بدلتك الفضائية وخوذتك وأداة الـJet Pack.
- لكل من مكونات العتاد ميزات وعيوب، هناك من يضيف لك سعة تخزين إضافية ولكنه يقلل من سرعة حركتك، وهناك مجموعة كبيرة من المميزات والعيوب.
- يمكن للبطل الإصابة بالأمراض التي تجعله يفقد بعض من قدراته مثل الركض كثيرًا، أو القدرة على الحركة السريعة.
- يمكنك زيارة أي كوكب من المجموعات الشمسية المختلفة المتوفرة في خريطة اللعبة الشاسعة، وعلى كل كوكب توجد مناطق محددة للهبوط حيث يكون الهبوط والإقلاع منها من خلال مقطع سينمائي وليس في الوقت الحقيقي (Real Time).
- السفر عبر الكواكب يكون عبر شيء يدعى Gravity Jump أو قفزة الجاذبية والتي تعتمد على قدرات سفينتك ومدى تطورها.
- يمكنك أيضًا بناء المستعمرات على أي عددد تريده من الكواكب وتوزيع كل مرافقيك على تلك المستعمرات وتجنيد أفراد محددين لكي يعملون في تلك المستعمرات، وحتى تخصيص وظيفة كل مستعمرة بين مستعمرات مدنية وأخرى للتعدين.
- تحصل على إمكانية شخص واحد من 20 شخصية متاحة لتكون مرافقك، وللمرافق آراء وتدخلات في القصة والحوارات بشكل واضح ومختلف عن بعضهم، وستكون قراراتك مؤثر في قابليتهم للاستمرار في العمل معك.
- تهتم ألعاب Bethesda بالحوارات كثيرًا، ومن خلال Starfield تعود أنظمة الحورات لتكون ذات صلة مباشرة مع المهارات التي تحصل عليها وتطورها مع الوقت مثل التفاوض (Negotiation) و الإقناع (Persuasion) كما حصل نظام الإقناع نفسه على تغييرًا كبيرًا عما رأيناه في ألعاب Fallout بحيث يعتمد على قوة كلماتك، فلكل كلمة مستوى قوة يستخدم لملئ عداد الإقناع، وإذا نجحت في ملأه تكون قد أقنعت الشخص الذي تحاوره، ولكن كل ذلك يعتمد على قوة مهارة الإقناع لديك.
- شجرة المهارات تتكون من 6 فروع وهي Physical و Combat و Science و Tech و Social وهو نظام شبيه بنظام Perksمن Fallout ولكن يختلف عنه في أن لتطوير كل مهارة تحتاج أولًا بعد فتحها باستخدام Skill Point واحدة أن تقوم بشرط ما (مثل أن تقوم باختراق 10 أقفال لتطوير مهارة الاختراق لديك) ثم دفع نقطة مهارة أخرى لفتح المستوى الثاني من المهارة.
- يمكنك لعب Starfield من المنظور الأول أو الثالث، كما يمتلك المنظور الثالث نوعين أحدهم قريب من كتف الشخصية، والآخر أكثر بعدًا عنها.
الأداء التقني للعبة ستارفيلد.. التأجيل كان رُب ضارة نافعة
تأجلت لعبة ستارفيلد لعام تقريبًا (من نوفنمر 2022 إلى سبتمبر 2023) وكنت أنا من الغاضبين من ذلك القرار ولكن بعد رؤية الفارق الرهيب في التفاصيل بين ما تم عرضه في يونيو 2022 وبين ما بين يدي الآن أعتقد أنه يمكنني القول بأن التاجيل كان الخيار الصائب تمامًا، لأن Starfield هي واحدة من أجمل الألعاب وأكثرهم تفاصيلًا بصرية وإبهارًا على عكس ما كنت أتوقعه لأن ألعاب Bethesda دائمًا لا تكون على جانب التفضيل البصري حتى في نظر محبيها.
كما أن ستارفيلد خالفت كل التوقعات بعدم تضمنها مشاكل تقنية كبيرة على عكس Fallout 4 و Skyrim التي تضمنتا بعض المشاكل وقت الإصدار، ولكن لا يعني هذا أن المشاكل التقنية لم تكن حاضرة. إليك قائمة بالمشاكل التقنية التي واجهتني:
1-توقف شفاه أحد الشخصيات عن الكلام أثناء أحد الأحاديث المهمة خلال أحداث القصة (مرة واحدة)
2- علقت شخصيتي في مجسم السفينة أثناء الصعود إليها (مرتين)
3- اختفاء وجه وشعر الشخصيات كلها (مرة واحدة)
كل هذه المشكلات فيما عدا الأولى اضطررت معها لإستعادة اللعب من آخر نقطة حفظ أو إغلاق اللعبة وفتحها مجددًا، ولكن بشكل عام هذه المشاكل ليست متكررة بشكل يفسد تجربة اللعبة، ومن الممكن حلها بتحديثات بسيطة.
تجربة اللعبة على لابتوب مخصص للألعاب من ASUS!
قمت بتجربة اللعبة (لمدة 100 ساعة) على لابتوب الجيمينج ROG FLOW X16 زودتنا به شركة ASUS مصر بالمواصفات الآتية:
- بطاقة الرسوم: Nvidia GeForce RTX 3070Ti 8GB
- المعالج: AMD Ryzen 9 6900HS
- الذاكرة العشوائية: 32GB من نوع DDR5
- التخزين: من نوع M.2 SSD بواجهة PCIe 4.0
حصلنا على أداء جيد على إعدادات رسومية High بدقة 2560p، مع تفعيل تقنية FSR 2.1، وحصلنا على 30-40 إطارًا بالثانية في الأماكن المزدحمة ومعدل إطارات يصل إلى 50 إطارًا بالثانية في الأماكن المغلقة، إلا أن الأداء يهبط مع ازدحام الشاشة بالمؤثرات البصرية واحتدام المعارك إلى 25 إطارًا بالثانية. استهلاك اللعبة لبطاقة الرسوم RTX 3070 Ti اقترب من 99%، بينما بلغ استهلاكها للمعالج 20% ولم يتعد 30% قط.
بعد عدد ساعات لعب وصل إلى 11 ساعة متواصلة حصلنا على درجة حرارة 86 للمعالج و 83 لبطاقة الرسوم، وهي درجات حرارة ممتازة بالنسبة لجهاز لابتوب مخصص للألعاب، إلا أن جسم الجهاز نفسه ارتفعت درجة حرارته بشكل ملحوظ. بشكل عام التجربة كانت مرضية جدًا ولم أشعر معها بأي انزعاج سوى في بعض الأمور المتعلقة باللعبة ومستواها التقني (انظر الفقرة السابقة).
تجربة اللعبة على جهاز حاسب شخصي متوسط:
لدينا حاسب مكتبي مخصص للألعاب قررنا اختبار اللعبة عليه ومواصفاته:
- بطاقة رسوم: RTX 2070 8GB
- معالج: Intel Core i5-12400F
- الذاكرة العشوائية: 16GB من نوع DDR4.
- التخزين: من نوع M.2 SSD بواجهة PCIe 3.0
حصلنا في الأماكن المفتوحة بإعدادات رسومية متوسطة بدقة 1080p على 30-40 إطارًا بالثانية، وفي الأماكن المغلقة على 80-100 إطارًا بالثانية، أما بطاقة الرسوم فقد كان استهلاكها بنسبة 98% طوال الوقت، بينما لم يختلف استهلاك المعالج كثيراً عن الجهاز السابق.
نظرًا لطموح ستارفيلد العملاق، أعتقد أن درجة الأداء التقني مقبولة جدًا ولا تعتبر بأي حال من الأحوال متضمنة لمشاكل تفسد تجربة اللعب، ولكنها لا تزال تحتاج إلى بعض اللمسات الأخيرة لتجعل الأداء مثاليًا.
بصريًا…جودة فائقة في كل ركن من أركان المجرة
- تمتلك Starfield واحدة من أجمل التجارب البصرية على الإطلاق، إذ تنجح في جعل تجربة استكشاف الفضاء متعة للعين والأذن بكل ما تحمله تلك الكلمات من معاني، ففي لحظات التجول في الفضاء الشاسع والهبوط على كوكب مجهول لأول مرة واستكشاف ما فيه -ومن في- من مظاهر للحياة من مخلوقات برية أو نباتات ذات خصائص نادرة أو معادن جديدة تمامًا تعتبر تجربة لا تنسى.
- بجانب الاستكشاف، لحظات الحوارات والبيئات الحضارية المتكدسة كمدن اللعبة الأربع (New Atlantis -Cydonia- Akila- Neon) هم مدن عملاقة من حيث كم المحتوى والأنشطة التي يمكنك القيام بها بداخلهم، كما أن التنوع البصري حاضر بقوة داخل تلك المدن والتفاصيل في كل مكان جميلة. كل مدينة من هذه المدن الأربع يتمتع بهوية بصرية خاصة به ومتفردة، وهناك أيضًا مدن صغيرة أخرى حول المجرة.
- مدينة New Atlantis تعتبر امتداد لفكرة الولايات المتحدة، حيث أنها مجموعة من المستعمرات المتحدة في كيان حكومي واحد وتدار بشكل سياسي ديمقراطي وتعتمد على المؤسسات في تسيير أعمالها وتعتمد هويتها البصرية على كونها نسخة فضائية من واشنطن مثلًا (أنظر الصور أدناه). أما مدينة Neon فهي مدينة سياحية ترفيهية تشبه هويتها البصرية مدينة Night City من Cyberpunk 2077، مليئة بالأضواء والملاهي الليلية وجميع أنواع الجرائم! (المزيد حول المدن تجده في مقالتنا لشرح ستارفيلد من هنا)
- في الحقيقة، هناك تنوع بصري رهيب في جميع أنحاء المجرة في ستارفيلد، حتى المدن تمتلك تنوع بين أحياءها المختلفة، فهناك في مدينة Neon جزء سفلي حيث يجتمع المجرمون وتزيد معدلات الجريمة ومجتمع يوتوبي مزيف في المستوى العلوي من المدينة حيث تتناحر الشركات الكبيرة على انتزاع المصالح من بعضها البعض. أحببت كل ركن من أركان التجربة البصرية في اللعبة حتى في أصغر لحظات اللعبة.
اهتمام Bethesda بأصغر التفاصيل…الصرف واضح يا مايكروسوفت!
اهتمت Bethesda في ستارفيلد بأصغر التفاصيل من إعادة تلقيم الأسلحة والتي أصبح لكل سلاح حركته الخاصة منها، وتفاصيل شكل الأسلحة نفسها ولكن بالطبع يبقى الفارق الأكبر في كل شيء هو الإضاءة والمؤثرات البصرية والتي جعلت لكل شيء رونق خاص وقلبت الموازين رأسًا على عقب. عند إلتقاط صورة من اللعبة بشكل عشوائي ستلاحظ اهتمامًا فائقًا بالـTextures أو الخامات وتفاصيلها. إذا نظرت إلى ملابس أي شخصية ستلاحظ أن الخامة واضحة، إذا كانت الملابس جلدية ستشعر بشكل الجلد وانعكاس الضوء عليه، وكذلك الأثاث وبدلات الفضاء والأسلحة والمركبات. كل شيء يمتلك Textures عظيمة من أفضل ما رأيت في صناعة الألعاب وهو ما يجعل كل لحظات اللعبة متعة للعين حتى الحوارات التي كانت سيئة من حيث الجانب البصري في ألعاب الشركة السابقة.
باختصار،ما هي سلبيات تجربة ستارفيلد؟
- نهاية القصة واحدة مهما كانت اختياراتك، ونهاية محبطة بشكل كبير لأنها تُلمح لجزء جديد وتبقي الأمور مفتوحة على عكس نهاية ألعاب Bethesda التي أخرجها Todd Howard سابقًا وآخرها Fallout 4 التي قدمت نهايات متتعدة تترتب على تحالفاتك مع الفصائل واختيارات محورية تقوم بها أثناء القصة.
- صادفت بعض المشاكل التقنية البسيطة، بعضها أثر على شكل اللعبة (موضح بفقرة الأداء التقني) وأتمنى أن يتم إصلاحها في المستقبل.
- خطوط أحداث الفصائل (Factions) لا تتقاطع بما يكفي ولا يوجد خيارات صعبة تحتم عليك الاختيار بين جانبين (سوى اختيار واحد) على عكس Fallout 4 و Skyrim.
- الذكاء الاصطناعي متواضع ولا يقدم أي تحدي في أسلوب الحركة أو أنظمة اكتشافك أثناء التخفي. الشيء الوحيد الذي أشعرني أن الشخصيات هم بشر حقيقيون كان الحوارات.
- افتقرت القصة إلى الاختيارات المحورية المؤثرة على الأحداث والنهايات، وهو ما اشتهرت ألعاب Bethesda السابقة.
- لا وجود لأي نوع من أنواع التطوير أو التخصيص لشخصيات المرافقين (Companions) تمنيت لو استلهمت Starfield ذلك الجانب من لعبة The Outer Worlds حيث قدمت شجرة مهارات كاملة لكل رفيق، وإمكانية تخصيص مهاراتهم بما يناسب أسلوبك القتالي. كما أنه في ستارفيلد تم إلغاء نظام أمر مرافقيك بالتمركز ولم يعد بإمكانك إخبارهم إلى أين يذهبون أو أين يقفون في المعارك.
مميزات تجربة ستارفيلد
- القصة والأحداث مكتوبين بشكل عظيم يجعل الغموض مثيرًا جدًا للإهتمام. وجدت صعوبة في ترك القصة والتفرغ للمحتويات الجانبية، على الرغم من قيمة المحتوى الجانبي ومتعته الإدمانية.
- الشخصيات الجانبية رائعة ومتنوعة الخلفيات والأساليب، ولكل منهم تدخل مباشر في الحوارات التي تقوم بها أمامه، وأراء وأفعال يمكنه أي يستنكرها أو يبدي إعجابه بها. يعتبر الاهتمام بالشخصيات الجانبية في Starfield يعتبر هو الأضخم في تاريخ السلسلة، فحتى الشخصيات التي تظهر لمهمة أو أثنتين فقط ستشعر بأنك تعلقت بهم وتريد المزيد من المهمات التي يظهرون بها.
- التمثيل الصوتي من أكثر العناصر جودةً في ستارفيلد، أفضل حتى من ألعابهم السابقة التي كانت هي أيضًا ممتازة بدورها. في ستارفيلد يمكنك استنتاج إذا كان الشخص الذي تحاوره كاذب من نبرة صوته فقط، ويمكن الشعور بتوتره أو خوفه بسبب طريقة حديثه. صدافت في أحد المهمات رجلًا اسمه Ron Hope ولفت نظري بأن طريقة كلامه مريبة بعض الشيء، ومع التحقيق خلفه وجدت تفاصيلًا مبهرة! مستوى الأداء الصوتي ثابت في كل لحظات اللعبة ومع كل الشخصيات على الرغم من احتواء اللعبة على عدد مهول من الحوارات.
- الاختيارات تؤثر على كيفية سيران المهمات، ولكل مهمة أكثر من 3 طرق لإتمامها بشكل يجعل من إمكانية إعادة اللعبة احتمالية كبيرة وممتعة.
- شجرة المهارات عميقة ومؤثرة على كل شيء في اللعبة، تقوية السفينة تحتاج فتح مهارة معينة،وكذلك تطوير الأسلحة والعتاد والمفاوضات، ومع مرور الوقت ستشعر بأن شخصيتك قد تطورت كثيرًا. أكره عادةً في الألعاب حين يغلق المطور عليك ميزة أساسية ويطلب منك فتحها بمهارة.
- معارك المركبات الفضائية ممتعة ومعقدة بالشكل المطلوب، هناك نظام تحليق ونقل للطاقة بين أسلحة مركبتك الثلاثة وبين الـGravity Drive و المحرك والدرع، وهو ما يتطلب مراقبة دائمة لأنظمة السفينة، كما أن استهداف الأعداء لتلك القطع على حدى يوقع عليها الضرر ويجبرك على التصرف بما تبقى لديك من طاقة.
- نظام تخصيص السفينة عظيم، قضيت فيه ساعات وساعات لأخرج بأفضل شكل لسفينة قوية يجمع بين الخفة والسرعة وتنوع الأسلحة وقوة الدرع.
- استكشاف الكواكب واستخدام تقنية التوليد الإجرائي كان ممتعًا ومتقنًا، وأعرف أن هناك من سيختلفون معي في هذه النقطة ولكن شخصيًا أرى بأن خلو بعض الكواكب من أي نشاطات هو جزء من تجربة الاستكشاف لأن في الحياة الواقعية جزء من الاستكشاف هو أن تترقب حدوث شيء ولا يحدث أي شيء!
- نظام التصويب جميل ومحكم، ولساعات طويلة من تجربتي كان هو أمتع ما قمت به خصوصًا مع مهمات صيد الجوائز واغتيال الأهداف المولدة عشوائيًا وهي مهمات تستخدم بشكل رئيسي لجمع المال والـXP.
- مهمات الأنشطة (Activities) هي مهمات بسيطة تشبه فكرة الـRandom Encounters من Red dead redemption وطريقة الحصول عليها هي أكثر ما أعجبني فيها. في أحد المرات كنت أستكشف مستعمرة Cydonia (أحد المدن الأربعة الكبيرة في اللعبة) وسمعت أحدهم يقول بأن هناك مشكلة يواجهها أحد الحراس. ذهبت إليه لأجد نفسي أمام واحدة من أفضل المهام الجانبية في اللعبة، وكذلك كل مهمات الأنشطة التي تعتمد على ما تسمعه أو تجده بالصدفة حولك في البيئة.
- مهمات الفصائل لا تقل جودة عن المهمات الأساسية بل وتقدم في بعض الأحيان مهمات موسعة تنقسم لأكثر من مرحلة ولكل مرحلة مذاقها الخاص. أعتقد أن مجموعة مهمات القراصنة Crimson Fleet سيتم تخليدها في صناعة الألعاب كواحدة من أفضل المهمات في التاريخ.
- نظام علاقات قوي يستجيب المرافقون لك استجابة كبيرة لقراراتك ويتفاعلون عليها، سواء بالرفض أو بالقبول وهو ما يوطد علاقتك بهم أو يفسدها لدرجة تجعل من احتمال اعتراضهم لدرجة تركهم لك وعدم السماح لك باصطحابهم معك مرة أخرى احتمالًا واردًا.
- تصميم واجهة المستخدم بسيط ومميز، على الرغم من احتواء اللعبة على أنظمة كثيرة، فربما تكون ستارفيلد واحدة من أكثر الألعاب تفصيلًا وتعقيدًا في حجم أنظمتها ولكن تصميم القوائم سهل الانتقال بين الأنظمة بشكل سلس وغير منفر.
- الظروف البيئية والواقعية على كل كوكب لها تأثير، يمكنك أن تصاب بالبرد وتخسر بعض من قوتك الجسدية لبعض الوقت إذا هبطت في كوكب ثلجي بارد وبقيت على سطحه لمدة طويلة،
- بناء المستعمرات كان إضافة موفقة وقد تتفاجأ من كم الأشياء التي يمكنك تخصيصها في المستعمرة بدايةً من إنتاجها من الموارد، إلى طاقمها إلى التصميم الداخلي للمباني والمنشآت ونوعية الأثاث المستخدم وترتيبه.
- توزيع الـLoot والمكافأة على الاستكشاف كان عظيمًا، في الكثير من الأحيان دخلت إلى معسكر للأعداء بشكل عشوائي لأفاجأ بعتاد قيم أحصل عليه بمحض الصدفة ويصبح أهم عتاد في مجموعتي.
- الموسيقى التصويرية أسطورية وسيخلدها التاريخ. جاءت الموسيقى من المُلحن الأسطوري Inon Zur (لحن قبل ذلك Baldur’s Gate 2 و Prince of Persia و Fallout 3 و 4 و New vegas و Ryse Son of Rome) وكانت على قدر الحدث ومستوى وحجم ستارفيلد الأسطوري، فهي مزيج عبقري بين Interstellar و Starwars، أو الواقعية والفانتازيا وهو ما يجعل ستارفيلد من أروع تجارب الألعاب على الإطلاق. كونها أول لعبة من تصنيف Nasa Punk الذي يجمع هذين العنصرين، وبالطبع وجود موسيقى تصويرية مثل هذه يساعد كثيرًا في خلق حالة خاصة ستعيش في ذهنك للأبد.
- نظام الإقناع الجديد متقن ومميز ويعطيك فرصة قلب موازين الحوارات والمهام دون سفك الدماء أو الدخول في قتالات وفي بعض الأحيان يكون هذا الأمر مهمًا. في بعض المهمات كنت أمام 5 خيارات مختلفة آخرها العنف، وحسب مهاراتي التي اهتممت فيها بتطوير التفاوض أسير المهام،إذا كنت لاعب مهتم بتطوير آليات التخفي أو الاختراق فيمكنك الحصول على نتائك مختلفة قليلًا للمهمات عني وعن بعض اللاعبين الآخرين.
- طريقة فتح الأقفال الجديد تقدم تحدي كبير، فالنظام يشبه ما قد تتوقعه من ألعاب Bethesda ولكنه أكثر صعوبة وتحديًا لذكاء الاعب وهو أقرب شيء في اللعبة لما يمكن أن نسميه “Puzzle” أو ألغاز.
- تأثير خلفيتك وصفاتك على اللعبة كبير من حيث خيارات الحوارات التي تفتح لك خصيصًا، وتؤثر على مجرى المهمة أو الحوار على الأقل مع الشخصيات. الأمر شبيه بالخلفيات التي قدمتها لعبة Cyberpunk 2077 في بدايتها ولكنها في ستارفيلد أكثر تأثيرًا على المجريات.
- تنوع كبير في المهمات فبعض المهمات هي مهمات استكشاف بحت، تشبه أجواء No Man’s Sky ولكن مع ميل كبير نحو الواقعية، تشعر فيها بالوحدة وحجم الفضاء الشاسع والذي يثير بداخلك شعورًا بالخوف من المجهول، وفي أحيان أخرى تأخذك المهمات إلى مدن مكتظةً بالسكان للغوص في أحوال السكان ومشاكلهم الصغيرة. في مدينة Neon مثلًا ستجد نفسك مشغولًا بحرب بين الشركات العملاقة، وعصابات الشارع، أما إذا انضممت لجنود Freestar Rangers ستشعر بأنك تلعب Red dead redemption وستنطلق في مهمات تحقيق ومططاردة لبعض الشخصيات المطلوبة وحماية سكان المقاطعة. اتنوع المهمات غير مسبوق وكل شيء قد تفكر به تقريبًا- يمكنك فعله.
دعم المنطقة العربية في لعبة Starfield
يؤسفني القول أن لعبة ستارفيلد لا تدعم الترجمة أو الدبلجة العربية بأي شكل من الأشكال. بينما تدعم 9 لغات بين دبلجة للأصوات، وترجمة للحوارات والنصوص والقوائم، ولأن ستارفيلد تمتلك سطورًا حوارية أكثر من Skyrim و Fallout 4 مجتمعين قد أعذر الاستوديو المطور لعدم وجود الكثير من اللغات المدعومة للدبلجة، ولكن ماذا عن الترجمة؟
أثبت السوق العربي للألعاب أهميته في الفترة السابقة وحجم نموه الغير مسبوق ليصبح من أكبر أسواق الألعاب على الإطلاق وعلى الرغم من ذلك هناك من بعض الألعاب من يختار تجاهل هذا وتجنب تضمين اللغة العربية وهو ما يحول بين الكثير من اللاعبين وبين تجربة اللعبة القصصية المثيرة والمليئة بالتفاصيل. تحتاج ستارفيلد إلى لغة إنجليزية قوية ودراية بمصطلحات الخيال العلمي المتعلقة بالفضاء والاستكشاف.
الغريب أن شركة Bethesda دعمت اللغة العربية في لعبتها السابقة لهذه السنة وهي Redfall، والتي تعتبر أقل أهمية بكثير من Starfield فلماذا لم تقدم على الخطوة ذاتها مع Starfield؟ سيبقى هذا السؤال المُلح مطروحًا ما دامت اللغة العربية غير مدعومة في لعبة بهذا الحجم.
تحتوي Starfield على تضمين للمثلين، وخيارات للعلاقات المثلية التي يمكن للاعب أن يختار الدخول فيها مع الشخصيات المحيطة به وإشارات واضحة لهذا الأمر لذا يُنصح بإبقاء اللعبة بعيدة عن من هم دون الـ17 عام (سن التصنيف العمري للعبة) حتى يتسنى لهم التمييز بين الأفكار الشاذة والأجندات والأفكار المقبولة.
لحسن الحظ، لم تبذل اللعبة مجهودًا كبيرًا على غرار ألعاب أخرى مثل Final Fantasy 16 لدعم المثليين وهو ما يعني أن التجربة لن تتأثر بذلك كثيرًا ولن تشعر بأن ذلك الشيء مقحمًا أكثر من اللازم.
قيمة عملاقة مقابل سعر ضئيل…ماذا يعني ذلك لمستقبل خدمة Xbox Gamepass؟
اللعبة متوفرة على من اليوم الأول على Xbox Gamepass والذي يتوفر في مصر بسعر 25 جنية شهريًا، وفي السعودية بسعر 30 ريال وهو ما يجعلها ترشيح لا غبار عليه، فمقابل هذا المبلغ قد تحصل على 120-150 ساعة من المحتوى القابل للزيادة عن طريق استكشاف المزيد من الكواكب وإعادة القصة من خلال طور New Gameplus.
تجعلني Starfield أفكر، إذا كان هذا هو مستوى ألعاب خدمة Xbox Gamepass في المستقبل، فالخدمة قد تُلغي تمامًا مفهوم إصدار الألعاب بشكل مستقل في المستقبل لأنها تقدم أفضل قيمة مقابل سعر وأعتقد أن مستوى ستارفيلد يجعلها لعبة تستحق شراء منصة Xbox فقط لأجلها (System Seller) تمامًا مثل God Of War و Uncharted لمنصة بلايستيشن. ووجودها على خدمة مثل Gamepass يعتبر بمثابة رسالة قوية من مايكروسوفت بأنها تمضي قدمًا في تطوير مفهوم اقتناء الألعاب لدى اللاعبين، وربما مع إصدار بضع ألعاب بهذا المستوى الفائق تترسخ هذه المبادئ وتنقرض أخرى -أقصد بالطبع هنا مفهوم بيع اللعبة الواحدة بـ70$- ولا يسعني هنا سوى التعجب…ماذا لو انضمت ألعاب أكتيفيجن أيضًا للخدمة؟؟؟؟
هل أرشح لك هذه اللعبة؟
الإجابة هي بالطبع نعم
ليس فقط لأن ستارفيلد هي واحدة من أمتع الألعاب التي جربتها في مشواري كلاعب، وإنما أيضًا لأنها واحدة من أجمل الألعاب شكلًا ومضمونًا، وأضخم لعبة فضاء عرفناها حتى الآن من حيث المحتوى والأشياء التي يمكنك القيام بها و الحرية المتاحة لك. كل شيء فعلته Bethesda في الماضي قادها لهنا، والأخطاء التي ارتكبتها قد نجحت في تفادي معظمها هنا.
كلمة أخيرة
لعبة ستارفيلد هي أفضل لعبة من تصنيف Nasa Punk الذي تحدث عنه المخرج Todd Howard وعن تقديمه لأول مرة في ستارفيلد بحيث تعتمد في بناء عالمها على الواقعية مع بعض عناصر الخيال العلمي التي تملأ فيما بين الفراغات. شعرت وأنا ألعب ستارفيلد بأنني أمام تجربة شاملة وضخمة ومع كل كوكب هبطت عليه تذكرت فيلم Interstellar وشعور أن الهبوط على كوكب جديد مجهول، لا تعرف ما الذي سيكون عليه.
لعبة ستارفيلد أشعرتني بأنني أمام أكثر من لعبة، فأثناء قيامي بمهمات Freestar Collective شعرت أنني أمام نسخة المستقبل من Red dead redemption وأثناء قيامي بمهمات UC Vanguard شعرت أنني ألعب لعبة Call of duty Infinite warfare، وأثناء قيامي بمهمات Constellation شعرت أنني أخوض تجربة فيلم Interstellar بشكل جذاب وممتع، ومع الانتقال لمدينة نيون شعرت أنني أمام تجربة جديدة من سلسلة Cyberpunk الخاصة بـCDPR .
كل هذه الألعاب والأعمال الفنية تعتبر مصادر إلهام للعبة ستارفيلد، ولكن الأهم هو أنها نجحت في خلق قالب متوازن بشكل شبه مثالي لتنسجم فيه كل هذه التنوعية، وتشعرك بالفعل بأن الفضاء جميل وشاسع ومليء بالأشياء التي تستحق وقتك وفضولك. شعرت بتمام الرضى عن ساعاتي الـ100 التي قضيتها مع ستارفيلد وكنت أريد المزيد، على الرغم من أنه مع بعض الألعاب الأخرى تكون نفس المدة الزمنية مضجرة ومليئة بلحظات التمطيط.
على الرغم من أن عام 2023 مليء بالألعاب العملاقة، إلا أن ستارفيلد هي أضخمهم وأفضلهم وأكثر اختلافًا وإبداعًا في تقديم أسلوب لعبها المتنوع بشدة. شعرت معها أنني أمام تجربة 5 ألعاب مختلفة في لعبة واحدة. والأجمل هو وفاءها لمحبي ألعاب Bethesda السابقة وتقديمها لأفضل نسخة من هذه التركيبة.
مُلخص المراجعة
القصة - 8.5
جودة المحتوى الجانبي - 10
تأثير الاختيارات على الأحداث - 8
التجربة البصرية - 9
التجربة السمعية - 10
عناصر التخصيص والـRPG - 9
الأداء التقني والذكاء الاصطناعي - 8
استكشاف الكواكب واستخدام Procedural Generation - 9.5
أسلوب التصويب - 9
9
لا تفوتك
يمكنني الآن أن أقول أن ستارفيلد فعلتها بشكل رسمي، وارتقت لتطلعات كل من أراد لعبة فضاء ممتعة يمكنه فعل كل شيء فيها، وكل محبي ألعاب Bethesda السابقة أيضًا. هي حقًا أفضل انطلاقه ممكنة لسلسلة ألعاب يبدو أنها ستكون عملاقة، مع بعض العيوب التي يمكن التغاضي عنها.