مراجعات

مراجعة وتقييم لعبة Avatar: Frontiers of Pandora

بينما يشاهد الجميع عرض GTA 6 الدعائي الأول وحفل جوائز الألعاب، هناك إصدار لعنوان جديد من Ubisoft، وهو ليس بعنوان عادي، فهي لعبة AAA مقتبسة من عالم Avatar الساحر على طريقة Ubisoft، هي لعبة Avatar: Frontiers of Pandora.

لم تكن الدعاية كافية لإعلام الجميع بهذه اللعبة، ولكنها كانت بين أيدينا في الأيام الماضية لإنهائها وكتابة هذه المراجعة، لذلك دعنا من كل تلك الأمور ولنتحدث عن اللعبة ذاتها، فهل تستحق Avatar: Frontiers of Pandora الشراء؟ إليكم المراجعة.

في عام 2146، قبل 8 أعوام من معركة جبال “الهالالويا” الشهيرة في الفيلم الأول، نرى مجموعة من طلاب النافي في مدرسة تابعة لبرنامج السفراء الخاص بالـ RDA على قمر باندورا، حيث يتم تعليمهم ليكبروا ويصبحوا سفراء البشر عند شعبهم. خلال تلك المدة يظهر الجنرال المسؤول عن المدرسة، “جون ميرسر”، رغبته في محو هوية هؤلاء الطلاب، وفي المقابل يتمسك الطلاب بولائهم لعرق النافي.

تمر الـ 8 أعوام وتقع معركة جبال “الهالالويا” في 2154، حينها يأمر “جون ميرسر” بقتل هؤلاء الطلاب -الذين أصبحوا شبابًا الآن- وإخلاء المكان، ولكن معلمتهم تعصي الأوامر وتضعهم في سبات النوم وتتركهم هناك دون علم أحد غيرها. تنتهي المعركة وتمر 16 عامًا كاملة، حينها تعود المعلمة مجددًا لتنقذ طلابها، لتبدأ أحداث اللعبة في عام 2170، وهو زمن أحداث الفيلم الثاني Avatar: The Way of Water.

في Avatar: Frontiers of Pandora تلعب كأحد هؤلاء الطلاب الذي لا يعلم أي شيء عن ثقافة بني عرقه سوى أنه من قبيلة عريقة تُدعى “السارينتو”، ويجد نفسه ملقى في الحرب بين أهله -الذين لا يعلم عنهم شيئًا بعد- وبين البشر والـ RDA الذين تربى على أيديهم.

قصة اللعبة تقع في نفس عالم قصص الأفلام، وتم التصديق عليها من قبل صناع الأفلام بأنفسهم، فهي تقع في نفس زمن قصة الفيلم الثاني ولكنها لا تتداخل معه. تستمر القصة إلى قرابة الـ 15 ساعة إذا ركزت على المحتوى الأساسي وأهملت المحتوى الجانبي.

  • Avatar: Frontiers of Pandora هي لعبة أكشن ومغامرات في عالم مفتوح من منظور الشخص الأول، حيث تستكشف العالم وما به من محتوى بجانب محتوى القصة الأساسي، بينما تحاول القضاء على قوات الـ RDA.
  • ثمة عناصر RPG حاضرة في التجربة، مثل إمكانية صنع العتاد من أسلحة ودروع، وأيضًا جمع النباتات لطبخ الطعام المستخدم في استعادة الصحة. ثمة شجرة مهارات ذات أقسام متنوعة لفتح مهارات جديدة وتطوير قدرات النافي الخاص بك.
  • يلعب التخفي دورًا هامًا في أسلوب اللعب، حيث تعطيك اللعبة عدة أدوات لتساعدك على البقاء متخفيًا في مواجهات قوات الـ RDA العتية، فمثلًا يمكن اختراق الجنود المدرعة AMP وتعطيلها عن بعد، كما يمكن نصب الفخاخ واستدراج الأعداء في أماكن مختلفة، ولا ننسى “حواس النافي” التي تساعدك على رؤية الأعداء وراء الجدران ومعرفة أماكنهم وخطوط سيرهم.
  • تقدم اللعبة عالمًا مفتوحًا ضخمًا، به مناطق مختلفة من الناحية البصرية والحياة البرية والسمات العامة للبيئة.
  • على غرار ألعاب Ubisoft الأخرى، لعبة Avatar: Frontiers of Pandora معربة بالكامل من قوائم ونصوص وحوارات.
  • تصوير عالم باندورا ليس دقيقًا فحسب، بل ساحر أيضًا. إذا كنت من عشاق الأفلام ستعشق عالم اللعبة بنفس القدر، فنحن أمام تصوير دقيق للغاية لعالم باندورا، بما في ذلك النباتات المتنوعة والمختلفة -والتي تم تصويرها بدقة بالغة ومبهرة- في كل منطقة عن الأخرى، والغابات الكثيفة وحتى الجبال المرتفعة. ستشعر أنك تتجول داخل عالم الأفلام بالفعل، بشكل لم نره في أي لعبة أخرى.
  • تنوع أساليب المواجهات أرضًا وجوًا بفضل تنوع الأسلحة، فيمكن الاندفاع بكل قوة والقضاء على جميع الأعداء أو التخفي والتسلل، أو حتى التحليق وإهلاك الأعداء من السماء. من أبرز نقاط قوة اللعبة هي تنوع الأسلحة ووظيفة كل منها، فهناك القوس الطويل الذي يوازن بين السرعة والقوة، القوس القصير للمسافات القريبة، القوس الثقيل الذي يتميز بالقوة ولكنه أقل سرعة، وذلك بجانب أسلحة الرشاش والبندقية، وحتى قاذف الرماح. لكل سلاح توظيف مختلف وشعور مختلف عند استخدامه، وحقًا وجدت الأمر منعشًا للتبديل بين أنواع الأسلحة وتطويرها بين الحين والآخر.
  • التخفي فاجأني، حيث تعطيك اللعبة أدوات متعددة وتتركك لاستخدامها بحرية ضد حشود الأعداء. بدءًا بـ “حواس النافي” التي تُعلمك بأماكن الأعداء -وخطوط سيرهم إذا فتحت تلك المهارة- ونقاط ضعفهم، مرورًا بقتل الجنود العادية متخفيًا باستخدام الأسهم وبإمكانية اختراق جنود AMP المدرعة وتعطيلها عن بعد، وحتى إمكانية نصب فخاخ ذات أنواع مختلفة. نعم هناك مشكلات في الذكاء الاصطناعي، ولكن حين يعمل كل شيء دون مشاكل، يكون التخفي ممتازًا.
  • اللعبة تصور جانب “الصياد” في شعب النافي بأفضل طريقة ممكنة، مع وفاء كبير للأفلام. ستحتاج للتعرف على أنواع النباتات المختلفة ومعرفة الظروف المثالية التي تنمو فيها وأماكن انتشارها، ستحتاج لاستخدام تلك النباتات في التصنيع سواء لترقية عتادك أو لطبخ الطعام والوصفات المختلفة، ولا يمكن نسيان الحياة البرية فصيد الحيوانات البرية يحتاج صبرًا ومراقبة جيدين. اللعبة تفعل كل ذلك مع وفاء كبير للأفلام، بدءًا من روعة تصوير كل تلك الأمور ودقتها العالية، وحتى تفاصيل صغيرة مثل معرفة كيف تقتل الحيوانات قتلًا رحيمًا -تمامًا مثل Jake في الفيلم الأول-.
  • التحليق بالـ “إيكران” الخاص بك ممتاز، سواء للاستكشاف أو للقتال. من أهم العناصر التي ينتظرها عشاق أفلام أفاتار في لعبة مقتبسة، ستكون هي التحليق بالإيكران بالطبع، ولحسن الحظ فالتحليق بالإيكران هنا ممتع للغاية ويجعلك تقدر مدى دقة التفاصيل وجمال عالم باندورا بتنوع بيئاته واختلاف مناطقه. ذلك فيما يخص الاستكشاف، أما بالنسبة للقتال فلا يقل روعة، حيث يمكنك التصويب من على ظهر الإيكران ويمكن المراوغة به، وحتى أن هناك مهارات تجعلك تستخدم الإيكران نفسه في دفع الأعداء وإضعافهم.
  • الذكاء الاصطناعي مستواه متذبذب، أحيانًا يعمل بكفاءة وأحيانًا أخرى تحدث أمور غريبة. في أوقات كثيرة رآني العدو في مكان لم يكن من المفترض أن يراني فيه، وأحيانًا بعد قتل أحد الأعداء بالتسلل دون إنذار أحد تجد عدو آخر يركض تجاهك في المكان الذي تختبئ فيه، المكان الذي يستحيل أن يراك أحد عنده. ذلك يؤثر على التسلل ويسبب ارتفاعات مفاجئة -وغير عادلة- في الصعوبة حين يحدث.
  • القصة عادية، بدايتها بطيئة لأكثر من 70% من محتواها. بشكل عام القصة عادية بشكل كبير وبها مشاكل واضحة، والمشكلة الأبرز هي بطء الوتيرة وتشتت هدف القصة لأكثر من نصف مدتها، حيث تجد نفسك تؤدي مهمات مكررة بلا هدف واضح أو حبكة تدور القصة حولها. الأمر ليس أكثر من أنك جزء من المقاومة وتحاول محاربة الـ RDA في مناوشات متعددة، حتى تتخطى 70% تقريبًا من محتوى القصة، تبدأ الأحداث تأخذ منحنى مختلفًا وغير ممهد له على الإطلاق. يتضح في جوانب عدة من القصة أنها قصة تجارية لا أكثر للترويج لفيلم Avatar: The Way of Water.
  • بالرغم من جمال خط الترجمة العربية، تنسيق سطور الحوارات احتاج مزيدًا من العمل. أغلب سطور الحوارات كانت تظهر على الشاشة بشكل مقطع، فيظهر جزء من العبارة في سطر ويتم استكمال بقية العبارة في السطر الذي يليه بعد اختفاء السطر الأول، ما يجعل متابعة الحوارات وفهمها أمرًا صعبًا في أوقات كثيرة. أيضًا كان هناك أخطاء أسامي بعض المناطق التي تظهر حين تدخل منطقة جديدة، فتلك الأسامي كُتبت معكوسة.
  • تأثيرات الإضاءة والجودة الرسومية تقل بشكل هائل في ظروف معينة، تجعل اللعبة تبدو ضبابية ومؤذية بصريًا. الرسوميات من أفضل جوانب Avatar: Frontiers of Pandora، وتلمع في تنوع البيئات والشكل العام لكل منطقة، ولكن ذلك ينطبق في فترات النهار فقط، ففي فترة الليل تظهر تأثيرات غريبة تضيف ترشيحات ضبابية مزعجة للصورة. بالرغم من اللعب على أقصى إعدادات رسومية، وتبديل إعدادات رسومية مثل ضبابية الحركة وعمق المجال، لم أتمكن من التخلص من تلك التأثيرات، ويبدو أنها مشكلة من تعامل محرك اللعبة مع ظروف الإضاءة المختلفة.
  • شخصيات القصة سطحية لحد كبير، بعيدة كل البعد عن جودة شخصيات الفيلم الأول. طوال أحداث القصة بحثت عن شخصيات مثيرة للاهتمام أو تعلق في الذاكرة، شخصية مثل Jake Sully أو Grace أو Colonel Miles Rick من الفيلم الأول، ولكن لم أجد شخصية تقترب منهم حتى. جميع الشخصيات سطحية وتبدو أنها وُضعت لتخدم اتجاه القصة فحسب، دون الاهتمام بصفات وتفاصيل كل شخصية عن الأخرى.

إذا كنت عاشقًا للأفلام ولعالم Avatar بشكل عام، لن تجد أفضل من Avatar: Frontiers of Pandora لتشبع خيالاتك والعيش في ذلك العالم الساحر، ذلك بفضل تصوير اللعبة الرائع والدقيق للعالم والاهتمام بأدق التفاصيل.

أما إذا لم تكن مهتمًا بأفلام Avatar فأنت مقبل على تجربة جميلة رسوميًا، ذات عالم مفتوح مشبع بالتفاصيل، وأسلوب لعب جيد ومواجهات متنوعة، ولكن بقصة متواضعة وسرد مشتت وأحيانًا مشاكل في الذكاء الاصطناعي، فإذا كانت هذه العيوب لا تشكل فارقًا ملحوظًا في تجربتك، أنصحك بـ Avatar: Frontiers of Pandora بالتأكيد.

ملخص المراجعة

الرسوميات - 9
أسلوب اللعب - 8
القصة والشخصيات - 6.5
عالم اللعبة ودقة تصويره - 9
الترجمة العربية - 7.5

8

ممتازة

تبرع اللعبة في تصوير عالم باندورا الساحر بأفضل طريقة ممكنة، وتقتبس من الأفلام بدقة مبهرة تبث الحياة في ذلك العالم وتجعله قابلًا للاستكشاف على ظهر الإيكران أو أحصنة الدايرهورس، ذلك مع أسلوب لعب جيد ومتنوع. تظل Avatar: Frontiers of Pandora أفضل لعبة مقتبسة من عالم آفاتار بالرغم من عيوبها.

Seif Fayed

المدير السابق لقسم الألعاب بالموقع. مهتم أكثر بألعاب التصويب من منظور الشخص الأول. لعبة تصويب جيدة ذات قصة جذابة مكتوبة بإتقان هي الخلطة السحرية بالنسبة لي. أول لعبة جذبتني لألعاب التصويب كانت Black على PS2.
زر الذهاب إلى الأعلى