مقالات

إلى Jim Ryan: أنت مخطيء في تصريحك بحق الشرق الأوسط

في الأيام الاخيرة تعالت الأصوات المستنكرة بسبب تصريح شديد الغرابة من الرئيس التنفيذي لبلايستيشن (Jim Ryan) ، في حديثه مع Gameindustry.biz والذي قال فيه بأن “الشرق الأوسط لم يكن يمتلك أي ثقافة جيمينج قبل قدوم بلايستيشن إليه” ونحن اليوم هنا لمناقشة وتحليل هذا التصريح، كما أننا نود توجيه رسالة إلي جيمبو ردًا على تصريحه الذي كان في غير محله.

نص التصريح:

كان الضيف (Jim) والمٌضيف يتبادلان أطراف الحديث في لقاء صحفي عادي، وجاء الموضوع عن طموح سوني، وما يدفع صناع القرار هناك إلى اتخاذ قراراتهم،ليقول Jim التالي: أحد الأشياء التي أفخر بها هو أننا قيامنا بتوسيع الآفاق. فلقد دخلنا أسواقًا لم يكن لديها أي ثقافة ألعاب على الإطلاق. فمثلًا في الشرق الأوسط لم يلعب الناس أبدًا ألعاب فيديو قبل وصول PlayStation إلى هناك!

Jim Ryan

هل حقًا قيل هذا الكلام على لسان رئيس شركة سوني؟! هل يعتقد حقًا من كل عقله بأن الشرق الأوسط “تعلم” اللعب فقط عبر منصة بلايستيشن؟ كيف لهذا الرجل أن يرمي بكلام كارثي غير مدروس بهذا القدر وهو يعتلي أحد أهم المناصب في الألعاب؟

لقد كانت نبرة Jim توحي بإدعاء كاذب بالفضل على منطقة الشرق الأوسط في تعريفهم على مجال صناعة الألعاب بشكل كامل، وهو شيء عارٍ تمامًا عن الصحة، فسوني قامت بالفعل بتقديم منصات وألعاب رائعة، لكنها جاءت إلى الشرق الأوسط بعد الأتاري، وNES , Seg Genesis

ردًا على تصريح Jim Ryan: هل بالفعل لم نكن نعلم شيء عن الألعاب قبل قدوم بلايستيشن؟

دعني أخبرك يا Jim، بأن الشرق الأوسط هو سوق تهيمن عليه سوني حاليًا، من خلال منصة بلايستيشن 5، وقبلها منصة بلايستيشن 4، وبعض السياسات التي تتبعها كالاهتمام بمتاجر الشرق الأوسط وتوسيعها، والاهتمام بتعريب ألعابها الكبرى، من خلال تقديم ترجمات متقنة،في بعضها ودبلجة في بعضها الآخر. ولكن لم يكن الوضع كذلك طيلة السنوات. فمثلًا منصة Xbox 360 كانت أنجح من PS3 في الشرق الأوسط بسبب الأسعار، كما أن التقدم في سوق الشرق الأوسط حدث في عصر الرئيس Shawn Layden الذي سبق Jim Ryan بالأساس، وليس Jim Ryan نفسه. لقد كانت سياساته آنذاك تعبر عن شعار سوني “من أجل اللاعبين”. وهو ما لا يفعله Jim Ryan الآن.

الصورة التي نقلها Jim Ryan للصحافة عن الشرق الأوسط هي صورة غير صحيحة، تظهرنا وأننا مجموعة من الهمج الذين لم يكونوا على علم بأحد أفضل وأكبر صناعات الترفيه -ألعاب الفيديو- سوى عند دخول بلايستيشن إلى السوق في المنطقة.

سيدي Jim Ryan، لقد علمنا عن الألعاب في الوقت الذي علم عنها العالم كله، في الثمانينيات، من خلال أجهزة الأركيد، وAtari و Sega Gensis كما ذكرت سابقًا. لقد كانت ألعاب مثل Sonic و Street fighter و من بعدها Metal Slug في التسعينات هي الألعاب المُفضلة للاعب العربي، وليست ألعاب سوني. لقد كانت صالات الأركيد هي الملتقى الذي نمت فيه معرفتنا بمفاهيم، و”ثقافة الألعاب” التي تتحدث عنها.في الواقع، أعتقد أنJim Ryan لا يدرك ما تمثله أتاري، وNintendo للعرب، فعلى الرغم من غياب سوق رسمي لنينتندو في الشرق الأوسط، لا تزال تحقق مبيعات قوية.

Jim Ryan

هل لعبت سوني بلايستيشن دورًا كبيرًا في ريادة وتقدم مجتمع اللاعبين؟

نعم، دفعت سوني حب صناعة الألعاب دفعًا كبيرًا، خصوصًا في السنوات الأخيرة، والتي شهدت -كما ذكرت بالأعلى- اهتمامًا كبيرًا بتضمين اللغة العربية في الألعاب، من خلال ترجمات نصية أو دبلجة صوتية، تفتح الآفاق أمام جيل كامل من اللاعبين الذي ليس عليهم تعلم الإنجليزية لتجربة ألعابهم المٌفضلة. فأنا من جيل تعمل الإنجليزية قبل أن يستطيع الاستمتاع بالألعاب الكبرى، وهي خطوة رائعة لإدخال شريحة أكبر من الناس في دائرة الاهتمام بمنتجات الشركة. لكن سوني ليست الشركة الوحيدة التي اهتمت باللاعب العربي، فأغلبية الألعاب الكبرى الآن باتت تتضمن تعربيًا.

Jim Ryan

ونعم، تتمتع سوني بسمعة طيبة في الشرق الأوسط بسبب توفيرها ألعاب حصرية رائعة، وهو أكثر ما يحبه اللاعبون في جميع أنحاء العالم، ولكن لا يجب علينا أن ننسى بأن إكس بوكس إيضًا حظيت بجيل (قبل السابق) رائع، ومن ثم تراجعت شعبيتها، ولكنها آخذه بالعودة بفضل الخدمات الرائعة التي تقدمها مثل Xbox game pass.

في النهاية، نحن محبطون للغاية من تلك التصريحات التي أطلقها Jim Ryan، ونود لو اعتذر عنها لأنها لا تعبر عن العلاقة الرائعة المبنية بين سوني واللاعب العربي والتي استغرقت سنوات وخطوات عديدة لتصل لما هي عليه. لا يصح أبدًا أن تزعم بأن الفضل يعود لك في دخول منطقة ما إلي حيز المعرفة بمجال ما. لأن التعميم ليس سياسة صحيحة حين تحاول أن توصل نقطة في نقاش ما. منطقة الشرق الأوسط هي منطقة جغرافية يعيش فيه بشر “عاديون للغاية” منهم من يعرف عن الألعاب، حالها كحال أي الصناعات، ومنهم من ليس مهتمًا بها. فلماذا دائمًا يتم إطلاق التصريحات التي تُسيء للشرق الأوسط وتصفه كأنه منطقة حاضنة لمجموعة من الهمج المتأخرين عن العالم؟

Mostafa Argoun

رئيس التحرير ومدير المحتوى بالموقع،أحب ألعاب الفيديو منذ زمن بعيد، وأول لعبة قمت بتجربتها كانت لعبة فيلم هرقل (Hercules) علي الحاسب الشخصي. أحب ألعاب الRPG وخصوصًأ التي تهتم بالقصة وتفرعاتها، ولا مانع من ألعاب اللعب الجماعي التي تقدم شيئًا جديدًا، وتحترم وقت اللاعبين. أعمل في صحافة الألعاب منذ عام 2012 وأحب الكتابة كهواية جانبية.
زر الذهاب إلى الأعلى