هواتف

Nothing Phone 2: لماذا ضاع الجوهر وتألق المظهر؟

نُعت Carl Pei بالمجنون عندما قرر إطلاق العلامة التجارية OnePlus في 2013 أملًا في مشاركة ولو جزء بسيط من الكعكة مع سامسونج وهواوي وباقي شركات الأندرويد المُصنّعة، واعتبر الكثير ذلك القرار مُخاطرة كبيرة لأن المشهد حينها كان لا يحتمل ظهور شركة جديدة إلا لو قدمت قرابين الولاء والطاعة للمستخدم سواء عبر تقنيات جديدة تجذبه لتجربة هواتف الشركة أو مبدأ القيمة مقابل السعر الذي اعتمد عليه صاحب الـ 23 عامًا حينها ولم يخذله على الإطلاق.

بنت OnePlus نجاحها عبر السنوات التالية على مبدأ بسيط للغاية/ لدينا هاتف مناسب لك، أيًا كان ما تملكه في جيبك! واعتمدت الشركة على إطلاق هواتف قوية وجبارة بأسعار رخيصة في المتناول تصل في بعض الأحيان إلى نصف سعر هواتف سامسونج الرائدة. ولكن لم يُكتب لتلك القصة الوردية النجاح لأسباب يطول شرحها وأعلن Carl Pei رحيله من أجل تأسيس علامة تجارية مُنفصلة من اللاشئ أو بالأحرى Nothing حتى نضع الأمور في نصابها الصحيح.

وصل Nothing Phone 1 منذ عام ولاقى استحسانًا لا بأس به باعتباره باكورة إنتاج العلامة التجارية الجديدة، وفي الحقيقة غلب عنصر الابتكار والإبداع على تصميم الهاتف الذي لن يفارق ذهن من يراه، وتحديدًا الظهر الخلفي الشفاف مع أضواء LED والقدرة على رؤية مكونات الهاتف الداخلية. مفهوم جديد لم نرى مثله من قبل في الحقيقة، ولكن الهاتف بمعايير المواصفات وتجربة الاستخدام لم يكن مُبهرًا حيث أتى بشريحة متواضعة ونظام كاميرا تقليدي وبطارية عادية، أي أن الهاتف بالأحرى جهاز فئة متوسطة ولكن في ثوب عصري وتصميم مبتكر.

لم ينهال النقد على الهاتف بصورة كبيرة باعتباره مجرد البداية فقط للشركة الجديدة، ومر الهاتف مرور الكرام بدون أن يترك انطباعات قوية سواء سلبًا أو إيجابًا، واتجهت الأنظار إلى خليفته الذي من المفترض أن يتلاشى جميع أخطاء وعيوب الهاتف السابق وأن يُمثّل الانطلاقة الحقيقية للشركة في سوق الهواتف الذكية، فهل نجح فعلًا Nothing Phone 2 الذي وصل منذ أيام قليلة في ذلك؟ لنُلقي نظرة عليه لنستكشف الإجابة سويًا.

مواصفات Nothing Phone 2

  • تصميم يتكون من لوحة أمامية وخلفية من زجاج الغوريلا وإطار مُحيط بالشاشة من الألومنيوم
  • شاشة LTPO OLED بجودة FHD+ وبدقة 1080 × 2412 بكسل تدعم معدل تحديث 120 هرتز وHDR10+ وذورة سطوع 1600 شمعة في البوصة الواحدة وخاصية Always On Display
  • نظام تشغيل أندرويد 13 المُستند على واجهة مستخدم Nothing OS 2
  • الهاتف يعمل على شريحة Qualcomm Snapdragon 8 Plus Gen 1 جنبًا إلى جنب مع 8 أو 12 جيجابايت رام + 128، 256، 512 جيجابايت سعة تخزين داخلية
  • كاميرا خلفية مزدوجة تتكون من مستشعرين بدقة 50 ميجابكسل
  • كاميرا أمامية بدقة 32 ميجابكسل
  • سماعات ستيريو
  • الهاتف يأتي بدون منفذ 3.5 ملم لسماعة الرأس
  • بطارية بسعة 4700 مللي أمبير
  • شحن سريع بقدرة 45 واط
  • شحن سريع بقدرة 15 واط
  • شحن عكسي بقدرة 5 واط

تصميم يستحق الإشادة ولكن ..

Nothing Phone 2

لا يُمكن لأحد إنكار أن Nothing لا تزال تُصمم هواتفها بشكل مشابه لهواتف iPhone من جميع النواحي، وأكثر ما يُضايقني في الحقيقة هو شعار Apple الأقرب إلى الوضوح المزيف على ظهر الهاتف والمُزيّن بأضواء LED.

ولكن بكل مصداقية، الجزء الخلفي من Nothing Phone 2 مذهل تمامًا ويمكن التعرف عليه على الفور. على الرغم من وجود غرض وظيفي ضئيل وراء التصميم شبه الشفاف، فقد أثبتت واجهة Glyph المضاءة للشركة أنها نعمة لتمييز الهاتف مقارنة بمنافسيه أكثر من مجرد التأثير على المظهر العام فقط.

تمت ترقية مصابيح LED الموجودة في الجزء الخلفي من الهاتف ولديها الآن المزيد من الوظائف. يحتوي Nothing Phone 2 على 11 شريط LED في الخلف، ويتكون كل شريط من 33 منطقة فردية – مقارنة بـ 12 فقط على الإصدار الأول.

لا يمكن الإجحاف بحق عناصر الابتكار والإبداع فيما يخص التصميم وسبق وأن أشاد الجميع بذلك في الإصدار الأول ولكن بصراحة لا يجد الكثير من المستخدمين هذا التصميم جذابًا، وينبع هذا من رغبة شريحة كبيرة من المجتمع في استخدام هاتف اعتيادي وتقليدي في الشكل بدون أي عوامل بهرجة تخرج عن المألوف وتلفت الأنظار.

لا يمكن كذلك تجاهل أن الهاتف مجرد نسخة مُقلدّة من تصميم هواتف ايفون بشكل صارخ ليس له تفسير في الحقيقة، حاول Pei عدة مرات إقناعنا بأن هناك سوء تفاهم، لكن الجوانب المسطحة، وترتيب الكاميرا الخلفية، والأزرار، وتصميم الظهر الخلفي، تم نسخها بشكل واضح من Apple.

Nothing Phone 2 يتسّي بحُلّة رائعة ولكن بمواصفات ليست رائدة

Nothing Phone 2

يأتي الهاتف الجديد بشاشة حجم 6.7 بوصة من طراز LTPO OLED ودقة FHD+، والتي تدعم التردد التكيفي من 1 إلى 120 هرتز وهي ترقية أخرى لم تكن موجودة في إصدار العام الماضي. كذلك زاد سطوع الشاشة ليصل إلى 1600 شمعة في البوصة الواحدة.

يأتي الهاتف كذلك مدعومًا بكاميرا رئيسية بدقة 50 ميجابكسل من طراز IMX890 مع دعم التثبيت البصري بتقنيتي OIS و EIS وهو ما لم يكن متاحاً في إصدار العام الماضي مع ترقيات لوضع تصوير الحركة و HDR. يتشارك الهاتفان نفس الكاميرا فائقة الاتساع مع تطويرات في تقنية HDR كذلك. مع العلم أنه زادت دقة الكاميرا الأمامية لتُصبح 32 ميجابكسل مع دعم تصوير الفيديوهات بمعدل 60 إطار في الثانية الواحدة.

يأتي الهاتف مدعومًا بمعالج Snapdragon 8 Plus Gen 1 الذي سبق أن رأيناه في هاتف ZTE nubia Red Magic 7S Pro، ويستند على ما يصل إلى 12 جيجابايت رام و512 جيجابايت سعة تخزين داخلية، على الرغم من أنها تُعد ترقية مقارنة بشريحة Snapdragon 778 Plus التي رأيناها في الإصدار الأول، ألا أنها في النهاية شريحة قديمة ولا يُعد استخدامها في هاتف في 2023 قرارًا حكيمًا.

لدينا في النهاية بطارية بسعة 4700 مللي أمبير مقبولة للغاية مع دعم للشحن السريع بقدرة 45 واط وعدة مزايا أخرى للشحن مثل الشحن اللاسلكي بقدرة 15 واط والشحن العكسي لأي مُلحقات أخرى بسرعة 5 واط.

يبدو أن Nothing Phone 2 خسر المقارنة مع الهواتف الرائدة قبل أن يبدأها من الأساس، فلا يُمكن أن يوضع في نفس الكفة مع شاشة ليست بجودة QHD+ وشريحة من العام الماضي، وكاميرا عادية جدًا بدون مستشعر تلي فوتو، الإبهار موجودة في التصميم بلا شك، ولكنه يغيب عن باقي مواصفات الهاتف بالتأكيد.

هل يكون السعر حبل الإنقاذ للهاتف؟

بسعر 600 دولار أو ما يُعادله من العملة المحلية وبتوافره للشراء في الأسواق العالمية وفي الدول العربية من بينها السعودية والإمارات والكويت، يُعد هذا الهاتف خيارًا ممتازًا في تلك الفئة السعرية بالتأكيد، إنه أقرب إلى أن يكون جهاز فئة متوسطة عُليا وهو ما يُجب أن يُعامل عليه في الواقع بدون وضع آمال وطموحات ثقيلة عليه.

بهذا السعر، فأنت تحصل على تصميم ثوري ومُبتكر وشاشة مقبولة وشريحة قوية جدًا لن تُعيقك على الإطلاق وبكاميرا عادية لن تقدم لك تجربة تصوير فوتوغرافي احترافية، أرى أن هذا الهاتف صفقة جيدة في الحقيقة، وعلى الرغم من أن Carl Pei خرج من رداء OnePlus، ألا أنه ما زال يحتفظ بجوهر الشركة وهو الحفاظ على سعر الهاتف في المتناول بقدر الإمكان لجذب أكبر عدد ممكن من المستخدمين.

ختامًا

Nothing Phone 2

Nothing Phone 2 هو هاتف مبتكر بلا شك يأتي بتصميم عصري ومختلف مُغاير لجميع التصميمات الروتينية والمُقولبة التي نراها يوميًا في عالم الهواتف الذكية، لا يمتاز الهاتف بعتاد داخلي قوي ولا يُقدم نفسه إليك على أنه هاتف رائد سواء من حيث المواصفات أو السعر، وهو ما يجب أن نفهمه حقًا بشأن هذا الهاتف.

الجهاز مُوجّه لهواة المنتجات العصرية والثورية الذين لا يهتمون بجوهر أي شئ إطلاقًا بخلاف الشكل والمظهر الخارجي، ربما على الشركة أن تُركّز على أن يقترب الهاتف القادم بأفضل صورة ممكنة من فئة الهواتف الرائدة ولكن حتى إذا بقى خلفها بمسافة بعض خطوات، فهذا مقبول طالما أنك ستشعر بروح الإبداع والابتكار في كل مرة ستحمل فيها الهاتف، وهو ما نفتقده في السنوات الأخيرة.

Mohamed Hamed

عاشق للهواتف الذكية والتطبيقات والألعاب ومُلم بكل خبايا العالم السحري وفان بوي مُتعصب لآبل
زر الذهاب إلى الأعلى